المشاكل التي تواجه الموظفين في العمل:
1- المنافسة غير الشريفة:
هناك بعض الشركات والمؤسسات يتواجد بها بعض الموظفين الذينّ يتبعون أسلوب المنافسة الغير شريفة، والذين يقومون باتباع بعض الأساليب الملتوية، أو الكيدية، للتشويش على زملائهم ومنعهم من النجاح في العمل، وذلك عن طريق خداع مدراء العمل، أو التكلم على زملائهم بأشياء باطلة، لذلكّ عليك أن تنتبه إلى هذه النوعية من الزملاء، وأن تبتعد قدر المستطاع عن التعامل معهم، أو الاختلاط بهم، وأن تصب اهتمامك على عملك فقط لا غير.
يقول توم ديامانتي: (أخصائي علم النفس لدى شركة "كوربوريت كان سيلينغ أسوشيتس" للاستشارات في نيويورك): (لكي تعرف الشخص الذي يكن لك العداء، يتعين عليك أن تنظر فيما إذا كان هناك شخص يعيق أفكارك، واقتراحاتك الرائعة بشكل مفاجىء، أو ما إذا كان هناك شخص عاملك في أكثر من موقف بطريقة غير عادلة، أو ما إذا كان هناك أشخاص لا ينصتون لوجهات النظر. وغالباً ستساعدك هذه الإشارات على وضع خطة مسبقة، للقضاء على أي عداوة محتملة قبل تأزم الموقف).
ولكن هل يجب علينا أن نتوخى الحذر كلّ يوم عند ذهابنا إلى العمل؟ خوفاً من أولئك الذين يريدون أن يلحقوا الضرر بنّا، ويقطعوا عنّا مصدر رزقنا. بالتأكيد لا، يجب أن نتحلى بالصبر، والقوة، والعزيمة.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هل هناك أسباب للمنافسة الغير شريفة بين زملاء العمل الواحد؟
نعم، وبالتأكيد، وقد توصلت هيلاري أنغر إلفينباين في أبحاثها، إلى أنّ الموظفين يميلون إلى التنافس فيما بينهم، عندما يكون أداء بعضهم أفضل من الاخرين، وهذا التنافس يكون بالعادة، وفي أغلب الأوقات بين الموظفين العاديين والمدراء، وليس بين الموظفين من نفس الدرجة الوظيفية. ويكون سبب التنافس بين العاملين بنفس الدرجة الوظيفية، هو المواعيد المقيدة، والمحددة لتسليم مهام العمل، وكثرة الضغوط، وندرة المقابلات بين الموظفين وجهاً لوجه، مما يؤدي إلى وقوع سوء الظن بين الموظفين، وتفسيرهم المواقف التي من الممكن أن تحدث من وجهة نظر فردية. ولكن ماهي سلبيات المنافسة غير الشريفة؟ إنّ سلبيات المنافسة غير الشريفة، يلخصها توم دايامانتي بجملة واحدة هي: (التبعات النفسية تشمل التوتر والقلق وعدم الثقة بالنفس).
هل من المُمكن أن تكون المُنافسة مُحببة؟
نعم، إن المنافسة من الممكن أن تكون مُحبّبة، كما أنها يمكن أن تحقق دفعاً إيجابياً، وتزيد من الفعالية الإنتاجية، عندما يكون التنافس بين الموظفين شريفاً، ويكون التنافس بدافع حب العمل، والوصول إلى أعلى مستوى من الإنتاج، وتحقيق المهام.
أهمية المُنافسة الإيجابية (المُنافسة النزيهة):
تَتلخص أهميةَ المنافَسة الإيجابية بما يلي:
- التخلي عن السلطة، والمرتبة الوظيفية، وخلق رغبة دائمة في التميز بالعمل، والابتكار المتجدد في أساليبه.
- الاهتمام بتحقيق الرضا عن الذّات والنفس، والرضا الشخصي عن الأداء الوظيفي، وعدم التركيز على إرضاء المدراء، أو رؤساء العمل.
- الرغبة والإصرار على مواجهة كافة أنواع التحديات، دون الإخلال بقوانين وأنظمة العمل في المؤسسة أو الشركة.
2- عدم التقدير:
المدراء الناجحون لا يلقون اللوم على الآخرين وعلى الظروف إنما يحاولون التصحيح، إن مدير العمل يلعب دوراً أساسياً في نجاح الموظفين، وتحسين جودة أدائهم في العمل، لذلك فإن عدم تقدير المدراء لأداء وعمل موظفيهم، سيساهم بشكل كبير في ملل الموظف، وتقاعسه، وفي شعوره بالاستياء، والتوتر الذي يؤثر على نجاح، وتقدم الشركة أو المؤسسة. ولكن ما هي تصرفات المدراء التي من الممكن أن تتعرض لها في العمل؟ والتي من الممكن أن تصيبك بالإحباط، والتقاعس عن العمل، بل ويمكن أن توصلك هذه التصرفات إلى كره العمل، والشركة أو المؤسسة بأكملها:
أولاً: من الممكن أن يكون مديرك من المدراء الذين يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة في عملك الذي تقوم به. يقول الكاتب الأميركي سكوت بيركون: (حتى إن كنت أفضل بنسبة 30% في أداء المهمة الموكلة لموظفك، فإن الوقت الذي تستغرقه في مراجعته كل بضع ساعات، واشتراط موافقتك على قرارت بسيطة، يكلفك على صعيد الروح المعنوية المفقودة، والشغف بالعمل، وتدمير الثقة بالنفس لدى موظفيك، أكثر من نسبة 30% التي تظنّ أنك تضيفها).
ثانياً: عندما يكون مديرك ممّن يرفضون الاستماع للأفكار: هناك بعض المدراء لا يحبذون فكرة سماع أفكار موظفيهم، ولا حتى اقتراحاتهم، ظناً منهم أن الموظفين ليس لديهم الخبرة الكافية الموجودة لدى المدير، فلا يأبه بسماعهم، ولكن ألبرت إينشتاين يقول: (إن لم تكن الفكرة سخيفةً في البداية، فليس هناك رجاء منها).
ثالثاً: هناك مدراء من الممكن أن يصيبوا موظفيهم بالإحباط، ويشعروهم بعدم المصداقية، عندما يقدمون وعدوا كاذبةً، أو يقومون بالتخلف عن وعودهم، ونسيانها، وهنا ستتحطم كل روابط الثقة تقريباً بين الموظفين ومدرائهم. يقول دينيز ويتلي: (الخاسرون يطلقون الوعود التي كثيراً ما يخلفونها، بينما يلتزم الفائزون دوماً بوعودهم).
رابعاً: هناك بعض المدراء يحاولون أن يكونوا خفيفي الظل، أو مرحين، أو أصحاب نكتة، ولكن للأسف يكون إلقائهم للنكت بذيئاً. يجب دائماً أن يكون هناك مسافة من الجدية بين المدراء والموظفين، وأن لا يتجاوز المدير بحكم منصبه الوظيفي هذه المسافة، وإلقائه تعليقات على الموظفين -نكتة، أو مزحة حسب اعتقاده- ولكنها تسيء لهم، وتجرح مشاعرهم منها: التعليقات التي تكون متحيزةً من الناحية الجنسية، أو العرقية، أو حتى الشكلية. يقول ريان فريتاس ناصحاً الموظفين: (سمعتك أهم من راتبك، ونزاهتك أثمن من حياتك المهنية).
خامساً: عندما يكون مُديرك مُعجباً بنفسه، ومن عُشاقِ الاجتماعات، وممكن في أي لحظة دعوتك إلى الاجتماع، ولا يأبه بالمواعيد المُلتزم بها لتسليم عملك ومهامِك أنت، أو غيرك من الموظفين. يقول جيسون فرايد صاحب شركة Basecamp وهي شركةُ تُقدم برامِج لإدارة المشروعات: (الاجتماعات مؤذية).
سادساً: هُناك بعض المُدراء يُفضلون موظف عن آخر، بغض النظر عن الكفاءة هذا الأمر قد يُحبطك، ويُحبط بقية الموظفين، لأنّ إحساسك بتميّز أحدهم عنك، وهو ليس من مُستوى كفائتك، فهذا سوف يُدهور عزيمتك ويُنقِص قابليتك للعملِ. لكن هُناك بعض المُدراء لديهم جميع الموظفين سواسية. يقول ليندون ب. جونسون: (لا يُوجد تفضيل في شركتي، أعامِلهم جميعاً بالاعتبارات نفسها).
وبعد أن قدمنّا لكم آنفاً بعضاً من جوانب عدم التقدير، ننصحك وبشكل جدي أن تتجاهل هذه المسائل مُجتمعة، وأن تعمل بجد وجهد لإرضاء نفسك، وضميرك المهني فقط.
3- غياب التعاون في فريق العمل:
هُناك كثيراً من الأعمال التي تتطلب العمل ضمن فريق عمل مُتكامل، يتألف من عدة موظفين، وهذا ما قد يؤثر بشكل إيجابي أو سلبي، حيث يكون التأثير إيجابياً: في حال الإستفادة من نُقاط قوة كُل عضو في فريق العمل مع جميع الزملاء، كما أنّ التعاون الإيجابي يُحقق تواصلاً فعالاً بين الموظفين لتحقيق الهدف المطلوب الوصول إليه في إنجاز كافة مهام العمل، كما أنه يُعطي حلولاً لكافة المُشكلات تقريباً، كما أنّ التأثير الإيجابي للتعاون له دور كبير في تحسين الرضا الوظيفي، ويجعل الموظفين يستمتعوا بوقت عملهم ويحدّ من الخلافات والمُنافسات الغير شريفة بين الموظفين.
بينما يكون التأثير سلبياً في حال لم يعمل الفريق كيد واحدة. وذلك لأنّ غياب التكافؤ والتعاون في فريق العمل المُشترك سيؤثر على جو العمل وعلى نفسية العُمال، وبالتالي سيؤثر على نجاح العمل بشكل عام، كما أنه يؤدي إلى التباطؤ في الإنتاجية. وهُنا يجب على العُمال أن يُعيدوا النظر في كُل ما يقومون به، وذلك لكي يوضحوا لبعضهم كُل النُقاط السلبية التي أثرت على عملهم، وأدت لتراجعه، كي يتمكنوا من القضاء على هذه النُقاط السلبية، والعودة إلى العمل الجاد والمُنظم.
4- الافتقار لحُبّ العمل:
يلعب حب العمل دوراً مهماً في نشاط الموظف وقدرته على العمل بجد، وإصرار، بما يساهم في نجاح العمل، وتقدمه بشكل إيجابي، كما أنّ حبّ العمل ينعكس بصورة جيدة جداً على الحالة النفسية للموظف، يقول ستيف جوبز مؤسس شركة أبل: (الوسيلة الوحيدة لإنجاز العمل بطريقة جيدة، هو أن تعشق عملك، وإذا كنت عاجزاً عن العثور على عمل كهذا، واصل البحث، لا تتنازل، تماماً مثلما تبحث عن الحب، واعلم أنك ستحصل عليه بدون أدنى شك). أما إذا كان الموظف لا يحب عمله، فإن ذلك سيجعله يشعر بالتوتر الدائم، والتعب الذي سيؤثر سلباً على أدائه الوظيفي، وممكن أن يؤدي ذلك إلى الفشل. يقول ديل كارنيجي: (لا يمكن تحقيق النجاح إلا إذا أحببت ما تقوم به). لذا في حال كنت تعاني من هذه المشكلة، عليك أن تسعى لتغيير عملك، وبشكل فوري قبل أن يؤثر ذلك على عملك، وثقتك بأدائك المهني.
شاهد: 5 نصائح تساعدك على حلّ المشاكل في العمل
المصادر:
أضف تعليقاً