4 عادات بسيطة لتعزيز الدافع
1. بدء اليوم بهدف واضح
يُعدُّ تحديد هدف واضح ليومك المقبل من أنجع الطرائق لشحذ همتك وتحفيزك كل صباح، فعندما تستيقظ ولديك غاية محددة، سيزداد تركيزك وتصميمك على أداء مهامك، ولترسيخ هذه العادة، يمكنك اتباع روتين صباحي يشمل نشاطات تعزز التفكير الإيجابي الهادف، فمثلاً يمكنك تخصيص بضع دقائق للتأمل في الصباح، فهذا يسمح لك بتركيز أفكارك وبدء يومك بهدوء.
يمكنك أيضاً تدوين أهدافك ومشاعر الامتنان وطموحاتك في دفتر يومياتك، وتساعدك هذه الممارسة على توضيح أولوياتك وتذكيرك بأهدافك، وأخيراً، يسهم النشاط البدني، سواء كان المشي السريع أم ممارسة اليوغا أم تمرينات القوة، في تنشيط جسمك وتعزيز تركيزك الذهني، وهذا يهيِّئك لبدء يومك بنشاط وحيوية.
2. تقسيم الأهداف إلى مهام يمكن التحكم بها
أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل الناس يفقدون الدافع هو أنَّهم يشعرون بالإرهاق بسبب ضخامة أهدافهم، وعندما يبدو الهدف كبيراً أو معقداً جداً، يسهُل الشعور بالإحباط والاستسلام، ولمواجهة ذلك، من الضروري تقسيم أهدافك إلى مهام أصغر يمكن التحكم بها بسهولة، وبتقسيم أهدافك إلى أجزاء صغيرة، فإنَّك تجعل الرحلة نحو الإنجاز أقل صعوبة وأكثر قابلية للتحقيق، ويتيح لك هذا النهج أيضاً الشعور بالتقدم والإنجاز باستمرار، وهذا يعزز الدافع لديك إلى حدٍّ بعيد.
لإنشاء قائمة مهام يمكن التحكم بها، استخدِمْ تقنيات مجربة مثل مصفوفة أيزنهاور (Eisenhower Matrix) لتحديد المهام على أساس الإلحاح والأهمية، أو تقنية بومودورو (Pomodoro Technique) للعمل على فترات زمنية مركزة مدتها 25 دقيقة تليها فترات استراحة قصيرة.
شاهد بالفديو: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع
3. الاحتفاء بالمكاسب الصغيرة
في سعينا لتحقيق إنجازات عظيمة، غالباً ما نتجاهل أهمية المكاسب الصغيرة، ومع ذلك، فإنَّ تقدير هذه المكاسب والاحتفاء بها له تأثير عميق في رفع مستويات تحفيزنا، فعندما تخصِّص وقتاً لتقدير تقدمك، مهما كان بسيطاً، فإنَّك تعزِّز فكرة أنَّك قادر على النجاح وأنَّ جهودك تؤتي ثمارها، ولترسيخ هذه العادة، خصِّص وقتاً كل يوم أو أسبوع للتفكير في إنجازاتك، فقد يكون الأمر بسيطاً مثل وضع علامة على المهام المنجزة في قائمة مهامك، أو مشاركة تقدمك مع صديق داعم أو أحد أفراد أسرتك، أو مكافأة نفسك بنشاط ممتع أو مكافأة، ويبني الاحتفاء بالمكاسب الصغيرة الزخم ويجعلك متفائلاً على الرغم من التحديات أو النكسات.
4. إحاطة نفسك بالمؤثرات الإيجابية
يؤثر الأفراد والبيئات المحيطة بنا تأثيراً كبيراً في تحفيزنا، فعندما نتعرض باستمرار للسلبية أو النقد أو اللامبالاة، يسهل الشعور بالإحباط وفقدان التركيز على أهدافنا، ومن جهة أخرى، عندما نُحيط أنفسنا بمؤثرات إيجابية وداعمة ومُلهمة، يزداد احتمال بقائنا متحمسين ومركِّزين على تطلعاتنا، ولتهيئة بيئة محفِّزة، قيِّمْ محيطك الحالي وعلاقاتك، وحدِّدْ الأشخاص الذين يرفعون من شأنك ويشجعونك، وحاوِلْ قضاء مزيد من الوقت معهم، فقد يشمل ذلك الأصدقاء أو أفراد العائلة أو الزملاء أو المنتورز الذين يشاركونك قِيَمك ويدعمون أحلامك، إضافة إلى ذلك، ابحث عن شخصيات ملهِمة في الكتب أو المدونات الصوتية أو المجموعات من خلال الإنترنت، وتعلَّم من تجاربهم وحكمتهم.
تطبيق هذه العادات في حياتك اليومية
تؤدي إضافة هذه العادات البسيطة إلى روتينك اليومي إلى رفع مستويات تحفيزك، ومع ذلك، اعلَمْ أنَّ تكوين عادات جديدة يحتاج إلى الوقت والصبر، فلا تتوقَّع نتائج فورية؛ بل ركِّزْ على إجراء تغييرات صغيرة وتدريجية يمكنك التزامها على الأمد الطويل، وعندما تبدأ في تطبيق هذه العادات، قد تواجه عقبات أو انتكاسات، فعندما يحدث هذا، كن لطيفاً مع نفسك واعلم أنَّ التقدُّم نادراً ما يكون ثابتاً، وبدلاً من الشعور بالإحباط، استخدِمْ هذه التحديات بوصفها فرصاً للتعلم والتكيف والنمو، وتابِعْ تقدمك، واحتفِ بنجاحاتك، وأجرِ التعديلات وفقَ الحاجة.
دراسة حالة: نجاح خالد في تطبيق العادات البسيطة
لطالما حلم خالد - رجل طموح يبلغ من العمر 32 عاماً - بتأسيس مشروعه الخاص في تصميم الأثاث، واجهَ خالد على الرغم من شغفه ومهاراته صعوبة دائمة في الحفاظ على دوافعه وإحراز تقدُّم نحو أهدافه، فشعر بالإرهاق والإحباط، وأدركَ حاجته إلى التغيير، وركَّز خالد بعد بحثه في استراتيجيات مختلفة لزيادة التحفيز على إضافة عادات بسيطة إلى روتينه اليومي، وحدَّد كل صباح هدفاً واضحاً لليوم، وركَّزَ على مهمَّة محددة تقرِّبه من أهدافه، وقسَّم أهدافه الأكبر إلى مهام أصغر يمكن التحكم بها، وهذا ساعده على الشعور بقدر أقل من الإرهاق ومزيد من التحكم.
انضمَّ خالد لكي يحافظ على التزامه والاحتفاء بتقدمه إلى مجموعة محلية من روَّاد الأعمال يشارك فيها نجاحاته وتحدياته مع أفراد يفكرون بطريقة تشبه طريقة تفكيره، وحرصَ على إحاطة نفسه بمؤثرات إيجابية، مثل الكتب والمدونات الصوتية الملهِمة والمنتورز الذين نجحوا في تخطي صعوبات تأسيس عمل تجاري.
عندما بدأ خالد بتطبيق هذه العادات البسيطة، لاحظَ ارتفاع مستوى الدافع لديه، فقد وجد نفسه ينجز المهام بحماسة وكفاءة كبيرَتين، وبدأ مشروعه في تصميم الأثاث في اكتساب الزخم، واستطاع خالد بالتركيز على الأهداف الصغيرة التي يمكن تحقيقها والاحتفاء بتقدمه وتحويل مشروعه المتعثِّر إلى مشروع ناجح، وقد أثبت بذلك أنَّ حتى أبسط العادات تؤدي إلى نتائج رائعة.
في الختام
من خلال تبنِّي هذه العادات البسيطة مثل بدء يومك بهدف واضح، وتقسيم أهدافك إلى مهام يمكن التحكم بها، والاحتفاء بمكاسبك الصغيرة، وإحاطة نفسك بمؤثرات إيجابية؛ يُمكِّنك من الوصول إلى مستوى جديد من التحفيز والإنجاز، وقد تبدو هذه الممارسات بسيطة، لكنَّ تأثيرها عميق، فهي تمكِّنك من التغلب على العقبات ومتابعة شغفك وعيش الحياة التي ترغب فيها.
عندما تشرع في هذه الرحلة نحو تعزيز الدافع، اعلم أنَّك لست وحدك، ولقد نجح كثيرون في تحسين حياتهم بتطبيق هذه العادات، وأنت لديك القدرة على فعل الشيء نفسه، فتُعزز المواظبة على ممارسة هذه العادات دافعك، وتجعلك مصدر إلهام للآخرين أيضاً.
أضف تعليقاً