كيف أبدأ التعافي من اضطراب الأكل؟
لا يتعلق التغلب على اضطراب الأكل بالتخلي عن سلوكات الأكل غير الصحية فحسب، بل يتعلق أيضاً بتعلم طرائق جديدة للتعامل مع الألم العاطفي، وإعادة اكتشاف هويتك بعمق يتعدى عاداتك الغذائية ووزنك ومظهرك.
يتطلَّب التعافي من اضطراب الأكل ما يأتي:
- الانتباه لمشاعرك.
- الانتباه لجسدك.
- تقبُّل نفسك.
- محبة نفسك.
قد ترى أن هذا صعب، ولكن تذكر أنَّك لست وحدك، فالمساعدة موجودة والشفاء في متناول يدك، وبتلقي الدعم والتوجيه المناسبين، يمكنك التحرر من النمط المدمِّر لاضطراب الأكل، واستعادة صحتك، والعثور على متعة الحياة مرة أخرى.
طلب المساعدة
بمجرد أن تقرر إجراء تغيير، يعد الانفتاح على المشكلة خطوة هامة على طريق التعافي، فقد يكون طلب المساعدة لعلاج اضطراب الأكل أمراً مخيفاً أو محرجاً، لذلك عليك اختيار شخص يدعمك ويصغي إليك دون الحكم عليك أو رفضك، فاختر أحد أصدقائك المقربين أو أحد أفراد العائلة أو معالجاً أو طبيباً.
بعض النصائح لطلب المساعدة:
1. اختر الوقت والمكان المناسبين
لا توجد قواعد صارمة وسريعة لإخبار شخص ما عن اضطراب الأكل لديك، ولكن كن حذراً بشأن اختيار الوقت والمكان المناسبَين، ومن الأفضل اختيار مكان خاص، فلا يقاطعك أحد ولا تضطر إلى الاستعجال في شرح حالتك.
2. تعلم كيف تبدأ المحادثة
قد يكون هذا أصعب جزء، فقُلْ ببساطة: "أريد أن أخبرك بشيء هام وأتمنى أن تعيرني انتباهك وتسمعني للآخر، ثم تحدَّث عن متى بدأ اضطراب الأكل لديك، والمشاعر والأفكار والسلوكات المرتبطة به، وكيف أثر فيك.
3. كن صبوراً
قد يتفاجأ صديقك أو أحد أفراد أسرتك عندما يعلم باضطراب الأكل الذي تعانيه، وقد يشعر بالصدمة أو العجز أو الارتباك أو الحزن أو حتى الغضب، فقد لا يعرف كيف يرد عليك أو كيف يساعدك، فامنحه الوقت لاستيعاب ما قلته له، فمن الضروري أيضاً إخبارهم عن اضطراب الأكل المحدد لديك.
4. حدد المساعدة التي تريدها بدقة
فمثلاً قد تريد منه مساعدتك على العثور على العلاج، أو الذهاب معك إلى الطبيب، أو الانتباه إلى مشاعرك بانتظام، أو العثور على طريقة أخرى لمساعدتك على التعافي.
شاهد بالفيديو: أنواع اضطرابات ومشاكل التغذية عند المُراهقين
مجموعات دعم اضطرابات الأكل
في حين أنه يمكنك الاعتماد على العائلة والأصدقاء في الحصول على الدعم، بإمكانك أيضاً الانضمام إلى مجموعة دعم اضطرابات الأكل، فهي توفر بيئة آمنة ويمكنك التحدث بحرية عن اضطراب الأكل لديك والحصول على المشورة والدعم من الأشخاص الذين يعرفون ما تمر به.
وتوجد أنواع متعددة من مجموعات دعم اضطرابات الأكل، ويقود بعضها معالجون محترفون، بينما يدير بعضها الآخر متطوعون مدربون أو أشخاص تعافوا من اضطراب الأكل.
ويمكنك العثور على مجموعات الدعم هذه في المنتديات من خلال الإنترنت، وتفيدك هذه المجموعات إذا كنت لا تريد طلب المساعدة وجهاً لوجه أو لم تكن لديك مجموعة دعم في منطقتك.
للمساعدة على العثور على مجموعة دعم لاضطرابات الأكل، عليك بالنصائح الآتية:
- اطلب من طبيبك أو المعالج أن يدلك على واحدة.
- اتصل بالمستشفيات والجامعات المحلية.
- اتصل بمراكز وعيادات اضطرابات الأكل المحلية.
كيفية الحصول على علاج لاضطرابات الأكل
تتوفر مجموعة متنوعة من خيارات العلاج المختلفة المتاحة لأولئك الذين يعانون من اضطرابات الأكل، لكن الهام العثور على العلاج، أو مجموعة العلاجات التي تناسبك على وجه أفضل، ويجب أن يشمل العلاج الفعال أكثر من مجرد الأعراض وعادات الأكل المدمرة، وينبغي أن يعالج أيضاً الأسباب الجذرية للمشكلة، وهي المحفزات العاطفية التي تؤدي إلى اضطراب الأكل وصعوبة التعامل مع التوتر أو القلق أو الخوف أو الحزن أو غيرها من العواطف غير المريحة.
وفيما يلي مجموعة من الخطوات عليك القيام بها لعلاج اضطرابات الأكل:
1. اختيار الفريق المعالِج
نظراً لأن اضطرابات الأكل لها عواقب عاطفية وطبية وغذائية خطيرة، فمن الهام أن يكون لديك فريق من المتخصصين الذين يمكنهم معالجة كل جانب من جوانب مشكلتك، فابحَثْ عن الأشخاص المناسبين المتخصصين الذين يجعلونك تشعر بالراحة والقبول والأمان.
للعثور على متخصص في علاج اضطرابات الأكل في منطقتك، عليك بالنصائح الآتية:
- اطلب إحالة من طبيب الرعاية الأولية.
- ابحث عن المستشفيات المحلية أو المراكز الطبية.
- اسأَل الفريق الطبي في مدرستك.
2. معالجة المشكلات الصحية
قد تكون اضطرابات الأكل قاتلة، حتى لو لم تكن تعاني من نقص كبير في الوزن، وقد تكون صحتك في خطر، حتى لو كنت تصوم أو تفرط في الأكل أو تُطهر الجسم من الطعام في مناسبات قليلة جداً، لذلك من الهام إجراء تقييم طبي كامل، فإذا كشف التقييم عن وجود مشكلات صحية، فيجب أن تمنحها الأولوية، ولا يوجد شيء أهم من صحتك، فإذا كنت تعاني من أية مشكلة تهدد الحياة، فقد تحتاج إلى دخول المستشفى من أجل الحفاظ على سلامتك.
3. وضع خطة علاجية طويلة الأمد
بمجرد السيطرة على مشكلاتك الصحية، يمكنك أنت والفريق المعالج وضع خطة تعافي طويلة الأمد، وقد تتضمَّن خطة العلاج ما يأتي:
1.3. العلاج الفردي أو الجماعي
قد يساعدك العلاج على استكشاف المشكلات الكامنة وراء اضطراب الأكل لديك، وتحسين احترامك لذاتك، وتعلم طرائق صحية للاستجابة للتوتر والألم العاطفي، لدى كل معالج طريقة مختلفة، لذلك من الهام أن تناقش معهم أهدافك في العمل نحو التعافي.
2.3. العلاج الأُسري
قد يساعدك العلاج الأُسري أنت وأفراد أسرتك على استكشاف كيفية تأثير اضطراب الأكل في علاقاتك، وكيف يمكن أن تسهم المعاملات الأسرية المختلفة في المشكلة أو تعوق التعافي، ويجب أن تتعاونوا لتحسين التواصل والاحترام والدعم.
3.3. الاستشارات الغذائية
هدف اختصاصي التغذية أو اختصاصي الحمية هو مساعدتك على ممارسة سلوكات الأكل الصحي في حياتك اليومية، فلا يستطيع اختصاصي التغذية تغيير عاداتك بين عشية وضحاها، ولكن مع مرور الوقت يمكنك تعلُّم الطرائق الصحية لتناول الطعام.
4.3. المراقبة الطبية
في كثير من الأحيان، يتضمن العلاج مراقبة منتظمة من قبل الطبيب للتأكد من أنَّ صحتك ليست في خطر، وقد يشمل ذلك قياس الوزن دورياً واختبارات الدم والفحوصات الصحية الأخرى.
5.3. العلاج في المراكز الطبية
في حالات نادرة، قد تحتاج إلى دعم أكبر مما يمكن تقديمه في المنزل، وتوفِّر برامج العلاج في المراكز الطبية رعاية ومراقبة على مدار الساعة لإعادتك إلى المسار الصحيح، فالهدف هو جعل حالتك مستقرة بما يكفي لمواصلة العلاج في المنزل.
4. تعلم استراتيجيات المساعدة الذاتية
على الرغم من أهمية طلب المساعدة المهنية، لكن لا تقلِّل من أهمية دورك في التعافي، فكلما زاد تحفيزك لفهم سبب إصابتك باضطراب الأكل، وتعلم مهارات التكيُّف الصحية، تعافيتَ بسرعة أكبر.
في الختام
لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن 4 خطوات لعلاج اضطرابات الأكل، وسنتحدث في الجزء الثاني والأخير منه عن 4 نصائح للمساعدة الذاتية على التغلب على اضطرابات الأكل.
أضف تعليقاً