3 نصائح للتخلص من الصداع

يعاني كل شخص من الصداع، وقد تكون نوبات ما يُعرَف بـ "صداع الجفاف" سببها عدم توازن السوائل والشوارد في الجسم، أو صداعاً نصفياً يعوقنا عن القيام بمهامنا.



يُعَدُّ صداع التوتر حالة شائعة للغاية، وهي تزداد انتشاراً في الوقت الحالي، فظروف جائحة كوفيد-19 هي أحد الأسباب التي تجعل الصداع حالة كثيرة الانتشار؛ وذلك بسبب الجلوس وراء المكاتب لفترات طويلة وعدم الخروج من المنزل لفترات كافية.

عندما يُصاب أحدهم بالصداع، فإنَّ الحل المُعتاد هو أن يأخذ مسكن الألم، وعلى الرغم من أنَّ مسكنات الألم هي حل ناجح على الأغلب في هذه الحالات، إلَّا أنَّ الحل الأفضل هو معرفة الأسباب التي أدت إلى الصداع، وخاصةً إذا كنت تعاني من نوع الصداع نفسه باستمرار.

على الرغم من أنَّ جميع أنواع الصداع تؤدي إلى الإحساس بالألم، إلَّا أنَّ الألم قد يرشدنا إلى نوع الصداع الذي نعاني منه؛ فمثلاً، يُعَدُّ الألم في مقدمة الرأس والجبهة من علامات الصداع المُرتبط بالجيوب الأنفية، أما الإحساس بومضات ثقيلة من الألم في مكان ما من الجمجمة يشير في الغالب إلى الصداع النصفي.

لكن في النهاية، فإنَّ جميع أنواع الصداع يكون سببها المباشر هو اتِّساع الأوعية الدموية في الرأس، وتحديداً اتِّساع الأوعية الدموية بالقرب من الدماغ.

هذا يؤدي إلى امتداد تأثير المستقبلات الحسية في الأوعية الدموية؛ وهذا يجعلنا نشعر بالألم، ولنفهم سبب شعورنا بالألم، يجب أن نفهم الآلية التي يعمل بها الدماغ والدم الوارد إليه.

يُعَدُّ الدم ساماً لأنسجة المخ؛ ولذلك يُفصَل بين الدم ومكونات الدماغ من خلال الحاجز الدموي الدماغي، وإذا انفجر أو حدث تسرُّب من أحد الأوعية الدموية في الرأس، فإنَّ هذا يؤدي إلى نزيف وموت أنسجة الدماغ التي يتسرب إليها الدم.

لذلك، إذا توسعت أوعيتنا الدموية أكثر من اللازم، فإنَّ المستقبلات الحسية ستطلق إشارات إلى الدماغ، والتي تُفسَّر على أنَّها شعور بالألم؛ وهذا يعني أنَّ الصداع هو بمنزلة آلية إنذار مبكرة، وأفضل طريقة لعلاجه هي فهم الحالة التي يُحذرنا من حدوثها.

إليك ثلاث نصائح للتعامل مع الصداع:

1. فكِّر في سبب حدوث الصداع:

الصداع يعني أنَّ مسببات الألم غير المباشرة هي في مكان آخر من الرأس؛ أي إنَّ الصداع هو طريق ويوجد له اتجاهان، وقد يكون السبب موجوداً في أجسامنا أو أنَّ السبب يعود إلى بعض العادات التي نتَّبعُها، وبالطبع فإنَّ الصداع يؤثر في أجسامنا وسلوكنا.

إذا نظرنا إلى الصداع على أنَّه شيء معزول في جمجمتنا، فإنَّنا لن نتوصل أبداً إلى فهم سببه، ومن ثم لن نتمكن من التخفيف من حدة الألم بطريقة مثالية؛ وهذا يعني أنَّه يجب التفكير في السبب الكامن لحدوث الألم في الرأس وليس التفكير في الألم نفسه.

ففي حين أنَّ الصداع يولِّد ألماً في منطقة معينة بالرأس، إلَّا أنَّ دلالاته أكثر من ذلك بكثير، فالأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي بشكل متكرر يفهمون هذه الحقيقة؛ لذلك يراقبون بصرامة الغذاء الذي يتناولونه والنشاطات التي يقومون بها وحرارة الطقس من أجل أن يعرفوا ويتجنبوا المؤثرات التي تُحرِّض حدوث الصداع.

لكنَّ الأشخاص الذين يعانون من الصداع العادي، غالباً ما يكونون أقل اهتماماً بالأسباب التي تؤدي إلى هذا الصداع؛ إذ يُعَدُّ صداع التوتر مثالاً جيداً حقاً على الطريقة التي يحدث بها الصداع.

يشعر المصاب بهذا النوع من الصداع وكأنَّ هناك شريطاً يلتف حول رأسه ويضغط على الجانبين بإحكام مع الشعور بثقل في أعلى الرأس.

هذه الحالة مألوفة الحدوث وربما نختبرها جميعاً في حالات الإجهاد العاطفي الكبير، ولكن يمكن أن يكون السبب هو الإجهاد الكبير الذي يصيب أجسادنا بفعل اتخاذنا لوضعية وقوف خاطئة، وقد يحدث ذلك في حالات التعافي من إصابة.

صداع التوتر والصداع النصفي كلاهما ينطويان على فرط في نشاط العضلات حول الرأس والرقبة؛ وهذا يؤدي إلى استجابة التهابية تشمل البروستاجلاندين وأحادي أكسيد النيتروجين، وهما مادتان كيميائيتان تعملان على توسيع الأوعية الدموية.

تُنشِّط هذه المواد الكيميائية تنشيطاً مباشراً العصب ثلاثي التوائم وهو أكثر الأعصاب القحفية تعقيداً وهو المسؤول عن الإحساس والحركة في الوجه.

إنَّ أداء الكثير من المهام وبذل مقدار كبير من الطاقة في محاولة إنجاز الكثير من الأشياء عندما يكون الوقت ضيقاً، ومحاولة القيام بالأشياء التي تُرضي الجميع؛ كل ذلك يُعَدُّ مؤشرات سلوكية تُنبئ بحدوث صداع التوتر، بالإضافة إلى أنَّ الإجراءات التي نتَّخذها عند حدوث الألم تؤدي دوراً.

إقرأ أيضاً: أهم أسباب الصداع النصفي وطرق علاجه

2. افهم الرسالة التي يبعثها لك الألم:

عندما نعاني من ألم في الساق، فإنَّنا نمتنع عن القيام بالنشاطات التي تجعل الألم أسوأ؛ وذلك لأنَّنا نعلم أنَّنا بذلك نطيل من المدة التي يستغرقها العضو المصاب للتعافي.

لكن للأسف لا نفعل الشيء نفسه عند الإصابة بالصداع، نحن نكتفي بتناول مسكن للألم أو مضاد للالتهاب ونتابع عملنا متجاهلين أنَّ مستقبلات الألم تُخبرنا بأنَّ هناك خطباً ما.

يعمل "الباراسيتامول" (paracetamol) وغيره من مسكنات الألم مثل "الإيبوبروفين" (ibuprofen) على تجنُّب ازدياد الوضع سوءاً، كما يقلل الالتهاب وتوسع الأوعية الدموية ويخفف من شعورنا بالألم، ولكنَّ الصداع سيتكرر ما لم نتمكن من معالجة السبب.

يغدو الأمر واضحاً إذا كنت تعاني من صداع التهاب الجيوب الأنفية؛ إذ سيتعيَّن عليك الانتظار إلى حين إزالة الجيوب الأنفية، وفي هذه الفترة سيكون تناول المسكنات أو استعمال مزيل للاحتقان حلاً جيداً.

ولكن في بعض الأحيان قد تؤدي استراتيجيات التكيف إلى تفاقم الوضع؛ فمثلاً، يختار بعضنا تناول بعض النبيذ ووجبة جاهزة على العشاء؛ إذ نَعُدُّ هذا حلاً مناسباً لإزالة التوتر والشعور بالاسترخاء، لكن يؤدي النبيذ والوجبات الجاهزة إلى حدوث الجفاف؛ وهو سبب آخر من أسباب الصداع كثيرة الانتشار.

والسبب هو أنَّ الماء يُشِّكل ما نسبته 70% من مكونات الدماغ، وعندما تحتاج الكلية إلى الحصول على بعض الماء لتقليل نسبة الكحول أو تخفيف ملوحة الأملاح والتوابل، فإنَّها تحصل على بعض الماء من الدماغ.

والنتيجة أنَّ الدماغ يخسر بعض الماء؛ وهذا يؤدي إلى تقلص حجمه بالمعنى الحرفي، ومن ثم شد الأغشية التي تغطيه؛ وهذا يؤدي إلى الألم.

إقرأ أيضاً: 10 أسباب تجعلُنا نشرب الماء بكثرة

3. استفد من مسكنات الألم الطبيعية للدماغ:

تتمثل إحدى الطرائق في الاستفادة من الآلية الطبيعية للدماغ لتسكين آلام الرأس من خلال تعزيز المواد الكيميائية المرتبطة بالإحساس بالسعادة مثل السيروتونين والأوكسيتونين "نواقل عصبية" والناقل العصبي الأهم وهو الدوبامين.

يمكن تعزيز هذه المواد الكيميائية من خلال مشاهدة العروض الكوميدية أو الاستمتاع برفقة صديق والعلاقات العاطفية الجيدة، فكل هذه هي عوامل تعزز هذه الهرمونات بدرجات مختلفة.

إنَّ مجموعة إشارات الألم التي تأتي من الجسم، لا تساعد فقط على التعامل مع الصداع؛ بل هي أيضاً دلائل تساعدك على إعادة توازن المواد الكيميائية العصبية؛ لأنَّ اختلالها هو عبارة عن الآلية التي أحدثَت اضطراب الحالة العاطفية لديك.

إنَّ معرفتنا بأنَّنا قادرون على الاستفادة من سلوكنا والإشارات التي ترسلها أجسامنا للحفاظ على توازن المواد الكيميائية العصبية في دماغنا هي طريقة للتغلب على الصداع.

لذلك، عندما تعاني من الصداع دون أن تعرف أسبابه، فلا تنظر إلى حالتك على أنَّها مجرد مرض؛ بل هي نتيجة لمحاولة جسمك الحفاظ على رطوبته.

راجع الأنماط السلوكية التي تتبعها في حياتك، واعرف ما يمكنك تغييره، فالألم في نهاية المطاف هو رسالة تحاول إخبارك بشيء ما.

المصدر




مقالات مرتبطة