3 عوامل هامة تبين لك متى يجب أن تتخلص من السموم الرقمية

جميعنا نعلم أنَّ التكنولوجيا أثَّرت تأثيراً هائلاً في مجتمعِنا وحياتنا اليومية في فترة زمنية قصيرة للغاية؛ إذ مضى على إنشاء محرك بحث غوغل (Google) نحو 22 عاماً، وبالنسبة إلى منصة يوتيوب (Youtube)، فقد مضى 16 عاماً على إنشائه، ومنصة فيسبوك (Facebook) نحو 17 عاماً.



يحن بعض الناس إلى الحياة البسيطة قبل ظهور عمالقة التكنولوجيا الذين ذكرناهم، بينما لا يستطيع الآخرون ببساطة تخيُّل الحياة دونهم، في الحالتين كلتيهما، من الواضح أنَّ اعتمادنا على التكنولوجيا سيستمر؛ لذلك من الهام أن تعرف كيف تكون قادراً على معرفة الوقت المناسب لأخذ استراحة من أجهزتك الإلكترونية.

إليك 3 أمور هامَّة لتحديد متى يجب أن تتخلص من السموم الرقمية:

1. تدهور الصحة العقلية:

إذا كنت تعاني تدهوراً في صحتك العقلية، فقد يساعدك تخفيف استخدام أجهزتك الإلكترونية؛ فبالنسبة إلى بعض الأشخاص، قد يتسبب الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي أحياناً في القلق والاكتئاب حتى عندما يعتقدون أنَّهم يستخدمونها للاسترخاء والراحة.

في أحيان كثيرة، تتسبب بعض الحسابات للشخصيات الناجحة والأشخاص المؤثرين الذين يتابعهم الناس للتحفيز أو الإلهام، في إحداث تأثير معاكس عن غير قصد، مما يقود الناس إلى المبالغة في التحليل ومقارنة أنفسهم بهم، الأمر الذي يؤدي إلى التأثير سلباً في صحتك العقلية على الأمد الطويل.

لذا حاول إلغاء متابعة أو كتم حسابات الشخصيات الناجحة والأشخاص المؤثرين الذين تحسدهم على حياتهم أو تقارن نفسك بهم، وقد يكون من الجيد أيضاً أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي، وإيقاف حساباتك مؤقتاً أو حذف التطبيق من هاتفك الذكي، وإذا كنت قد اتخذت بالفعل إجراءً وما تزال تجد وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر فيك تأثيراً سلبياً، فربما عليك مراجعة طبيب نفسي عبر الإنترنت للمساعدة على تشخيص الأسباب والسيطرة على الأعراض.

في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب التخلص من الإدمان وحدك، وقد تحتاج إلى مساعدة مهنية، خاصة أنَّ إدمان الهواتف الذكية ومشكلات الصحة العقلية أصبحت شائعة جداً، فقد صُمِّمَت الهواتف الذكية لتكون مسببة للإدمان.

إقرأ أيضاً: 6 عادات لتحسين الصحة العقلية

2. مشكلات النوم:

قد تلاحظ أنَّك تستغرق وقتاً أطول من المعتاد للنوم، ويبدو أنَّ تصفُّح الأخبار أو وسائل التواصل الاجتماعي أو ممارسة لعبة سريعة أو قراءة فصل من كتاب إلكتروني طريقة جيدة للاسترخاء والشعور بالنعاس، ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات التي اكتشفت تأثيرات الإلكترونيات في النوم، أنَّه يمكن في الواقع أن يثبط نظامك ووظائف نومك الطبيعية.

عندما لا تحصل على نوم جيد في الليل، يمكن أن تصبح عصبياً خلال النهار، وأقل إنتاجية في العمل، وتفقد التركيز بسهولة أكبر، وقد تتدهور ذاكرتك؛ لذا امنح نفسك بعض الوقت للاسترخاء دون الأجهزة الإلكترونية، وراقب ما إذا طرأت أيَّة تغييرات على جودة نومك، ثم استبدلها ببعض الخيارات الرائعة مثل قراءة كتاب، أو ممارسة التأمل أو تدوين اليوميات.

شاهد بالفيديو: 4 أخطاء فادحة عليك أن تبتعد عن ممارستها قبل النوم

3. تدهور الصحة البدنية:

إذا كنت تستخدم التكنولوجيا استخداماً مفرطاً، فقد تواجه مجموعة متنوعة من مشكلات الصحة البدنية، ويمكن أن يكون استخدام الأجهزة الرقمية السبب في الصداع النصفي وإجهاد العين أو مشكلات الرؤية ومشكلات الرقبة والظهر وزيادة الوزن.

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ إذ يُعد بروز الرأس إلى الأمام (Forward Head Posture)، مشكلة صحية شائعة مرتبطة بالتكنولوجيا، وتحدث عندما يميل ​​الرأس باستمرار إلى الأمام، ممَّا يؤدي إلى توتر العضلات وآلام في الظهر وحتى احتمال الإصابة بمتلازمة الانضغاط العصبي.

في بعض الأحيان لا يمكن تجنب ذلك خاصة إذا كان عملك على جهاز كمبيوتر؛ لكنَّ تغييرات صغيرة مثل شراء مكتب الوقوف أو ارتداء نظارات مخصصة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية، يمكن أن تساعد على تخفيف انحناء الظهر والرقبة أو إجهاد العين.

خذ إجازة من العمل عندما يكون ذلك ممكناً للابتعاد عن جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وتأكد من تحديد أوقات معينة لاستخدام الكمبيوتر للتسلية.

إقرأ أيضاً: المخدرات الرقمية... كيف تستخدم؟ وماهو تأثيرها؟

في الختام:

من الهام أن تدرك أنَّه في الوقت الذي تربط فيه أجهزتك الإلكترونية بالسعادة أو الاسترخاء، قد تشعر بتحسن كبير بعد أخذ قسط من الراحة منها؛ إذ ستحصل على فرصة لتكون أكثر حضوراً في اللحظة، وفهم الأمور فهماً أفضل؛ لذا حاول أن تكون مدركاً لاستخدامك للتكنولوجيا، وَضَع بعض الحدود إذا كانت التكنولوجيا تعرقل حياتك.




مقالات مرتبطة