3 صفات يتمتع بها أعضاء الفريق النشيطين

على الرغم من أنَّ العمل الجماعي موجود في كل مكان، إلَّا أنَّنا نواصل تدريب الأشخاص - سواءً في التعليم أم في القوى العاملة - على امتلاك المهارات الفردية والتقنية في المقام الأول، ولكن يحتاج هذا الأمر إلى التغيير؛ لذلك سنقدم لكن 3 صفات يتمتع بها عضو الفريق الناجح.



نحن نعيش حالياً في عصر العمل الجماعي اليوم؛ الأمر الذي نَعُدُّه من المسلمات هو أنَّنا نستطيع أن نكون في فريق العمل نفسه حتى لو كنا نعيش في بقعة جغرافية بعيدة سواءً داخل البلاد نفسها، أم في مكان آخر حول العالم، ويعود سبب هذا إلى حد كبير إلى التكنولوجيا؛ إذ إنَّه نتيجة للتكنولوجيا، يقوم الأشخاص بتطوير حلول مذهلة ومعقدة داخل المنظمة التي تعمل على حل المشكلات في مجال الأعمال والطب والاتصالات وفي كل مجال من مجالات العمل الأخرى، وهذه الحلول المعقدة تتطلب أن يتعاون الناس مع بعضهم ويعملوا معاً كفريق واحد.

ولكن على الرغم من أنَّ العمل الجماعي موجود في كل مكان، إلَّا أنَّنا نواصل تدريب الأشخاص - سواءً في التعليم أم في القوى العاملة - على امتلاك المهارات الفردية والتقنية في المقام الأول، ولكن يحتاج هذا الأمر إلى التغيير؛ لذلك سنقدم لكن 3 صفات يتمتع بها عضو الفريق الناجح:

1. التواضع:

إذا كنت تريد أن تكون عضواً مثالياً، وأن تكون ناجحاً في الحياة، فعليك حقاً أن تكون شخصاً متواضعاً؛ إذ إنَّ معظمنا يعرف ما هو التواضع؛ فهو يعني عدم التكبر أو الأنانية؛ بل وإعطاء الأولوية للآخرين قبل أنفسنا، وإنَّه أمرٌ جذاب وقوي.

عندما يفتقر شخص ما إلى الثقة ويقلل من قيمة نفسه، فهذا ليس تواضعاً؛ حيث إنَّ إنكار مواهبنا هو في الواقع انتهاك للتواضع، تماماً مثل المبالغة فيها، والكاتب "سي إس لويس" (C.S.Lewis) عبَّر عن هذا الأمر بشكل أفضل عندما كتب: "التواضع لا يحط من شأننا؛ بل إنَّه يقلل من التركيز في أنفسنا".

2. الشغف:

يجب أن تملك الشغف، وهذا يعني ببساطة وجود أخلاقيات عمل قوية؛ إذ عادة ما يكون الأشخاص الذين لديهم شغف فطري لإنجاز العمل ناجحين نجاحاً أكبر في العمل الجماعي وفي الحياة، وهذه الميزة هي التي ربما يتعين عليك تطويرها في وقت مبكر في الحياة.

عندما تعمل مع أشخاص لم يعملوا على تطوير هذه الميزة مطلقاً، فقد يكون من الصعب عليهم بناؤها، ولكنَّ الشغف لا يعني إدمان العمل؛ حيث إنَّ مدمني العمل هم أشخاص يكتسبون هويتهم الكاملة من عملهم، أما الأشخاص الذين يعملون بدافع الشغف، يريدون فقط تجاوز ما هو متوقع منهم، ويعملون بأداء عالٍ، ولا يفعلون أبداً الحد الأدنى من العمل.

3. الذكاء:

لكنَّ الأمر لا يتعلق بالذكاء الفكري؛ بل يتعلق الأمر بالذكاء العاطفي وامتلاك الحس السليم حول كيفية فهمنا للناس وكيف نستخدم كلماتنا وأفعالنا لإبراز أفضل ما في الآخرين، وهذا أمرٌ هام جداً في العالم الذي نعمل به، والذكاء هو أحد تلك الأشياء التي يمكن للناس العمل عليها وتحسينها.

شاهد بالفديو: 11 طريقة كي تكون عضو فريق عظيماً في العمل

يجب أن تتحلى بالصفات الثلاث جميعها لتكون عضواً عظيماً من أعضاء الفريق؛ لذلك من الهام حقاً أن تتعلم كيف تحدد هذه الصفات في نفسك وفي الآخرين، وعندما يكون هناك نقص في إحدى هذه الصفات، فهناك بعض التسميات التي يمكنك استخدامها للإشارة إلى الأشخاص - بما فيهم أنت - الذين فقدوا إحدى هذه السمات.

إذا كان الشخص متواضعاً وشغوفاً ولكنَّه يفتقر إلى الذكاء؛ فيسمى صانع الفوضى:

إنَّهم أناس طيبون، ولديهم نوايا حسنة حقاً، لكنَّهم يخلقون مشكلات ليسوا على دراية بها، والمشكلة في هذا النوع هي أنَّه يجب عليك إصلاح ما قاموا به ومع مرور الوقت، يمكنك أن تتعب من الاضطرار إلى قول أشياء مثل: "إنَّه رجل جيد حقاً، لم يكن يقصد ذلك بهذه الطريقة".

الشخص المتواضع والذكي، لكنَّه يفتقر إلى الشغف؛ فيسمى الكسول المحبوب:

المشكلة في هذا النوع هي في أنَّهم محبوبون وتشعر بالمتعة حقاً للوجود معهم، إلَّا أنَّهم لا يفعلون سوى الحد الأدنى مما هو مطلوب منهم؛ إذ إنَّهم لا يتجاوزون ما هو أبعد من ذلك، وعليك تذكيرهم باستمرار بفعل المزيد، وعليك تحمُّل تبعات كسلهم.

أصعب نوع هو عضو الفريق الشغوف والذكي لكنَّه ليس متواضعاً، يسمى السياسي الماهر:

هم يعرفون كيف يصورون أنفسهم على أنَّهم متواضعون، وهذا أمرٌ خطير للغاية؛ إذ إنَّهم قادرون على إجراء المقابلات بشكل جيد، ويقولون الأشياء الصحيحة في الاجتماعات، والمشكلة هي أنَّهم يحسبون أنَّ العمل إنجاز فردي ولا يتعلق ببقية الأعضاء، وبحلول الوقت الذي يكتشف فيه المديرون ذلك، عادة ما يكون هناك سلسلة من الأشخاص الذين لا يقومون بدورهم موجودين في المؤسسة.

إقرأ أيضاً: التواضع في مكان العمل

إذاً، ماذا تفعل بهذه المعلومات؟

لا تُسِئ استخدام هذه التصنيفات:

لا تقل لرئيسك أو زميلك: "أعتقد أنَّك صانع فوضى".

بعد ذلك، طبِّق هذه التصنيفات على نفسك وعلى الأشخاص من حولك:

اجلس مع فريق عملك أو عائلتك أو فريق كرة القدم الذي تدربه، واشرح هذه الصفات، واطلب من الجميع تصنيف أنفسهم في هذه المجالات الثلاثة، فأيُّ مجال يتفوقون فيه، وثاني أفضل مجال والثالث، وحتى لو كانوا جيدين في أي من هذه المجالات، فسوف يبقون أفضل في بعض المجالات وأضعف في بعضها الآخر.

إقرأ أيضاً: كيف تستفيد من الذكاء العاطفي في مقر العمل؟

بعد ذلك، اطلب من الناس أن يشرحوا الصفة الثالثة ولماذا يمتلكون هذه الصفة:

تحدثوا معاً عن كيفية تقوية هذه السمة، وأَعطِ بعض النصائح الأخرى، وحوِّل زملاءك وأعضاء فريقك وأفراد أسرتك إلى كوتشز يدربون بعضهم بعضاً.

بالنسبة إلى الشخص الذي يحتاج إلى المساعدة في أن يكون متواضعاً، يمكنك أن تقول شيئاً مثل: "ربما لا يجب أن تتحدث عن نفسك كثيراً، وبدلاً من ذلك، اطرح أسئلة عن الآخرين واهتم بحياتهم"، وبالنسبة إلى الشخص الذي يحتاج إلى الشغف، اقترح عليه أنَّه عندما يكون على وشك إنهاء عمله لهذا اليوم، فيجب عليه إنهاء عمله ومعرفة ما إذا كان هناك عمل لا يزال يتعيَّن عليه القيام به، أمَّا بالنسبة إلى الشخص الذي يحتاج إلى أن يكون ذكياً ذكاءً أكبر من الناحية العاطفية، فاطلب منه التأكُّد في نهاية الاجتماعات مما إذا كان قد عامل الجميع بلطف واحترام.

لقد حان الوقت لتغيير الطريقة التي نفكر فيها حول النجاح كمجتمع وكيف نُعِدُّ الناس للنجاح في الحياة، ومن خلال تطوير هذه الصفات الثلاث في أنفسنا، يمكننا البدء بتغيير أنفسنا وتحسين مؤسساتنا ومدارسنا وعائلاتنا وحتى عالمنا.

المصدر




مقالات مرتبطة