3 دروس تسويقية يمكن تعلمها من مسلسل لعبة الحبار (Squid Game)

يحتوي نجاح المسلسل الكوري "لعبة الحبار" (Squid Game) على العديد من الدروس التسويقية الثمينة والتي يمكن لأي علامة تجارية استخدامها لزيادة إيراداتها، مما يثبت أنَّه ما من أسلوب تسويق محدد يجب على الجميع الالتزام به.



سواء كنت تحب قضاء عطلات نهاية الأسبوع في مشاهدة المسلسلات أم لا، فعلى الأغلب أنَّك سمعت عن مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) من إنتاج شركة الترفيه "نيتفليكس" (Netflix)؛ فهو أحد أكثر الموضوعات تداولاً حالياً، وربما يدهشك سماع أنَّه ينطوي على بعض الأفكار الهامة المتعلقة بالأعمال؛ إذ يمكن أن تتعلم من هذا المسلسل العديد من الدروس التسويقية الثمينة التي يمكن لعلامتك التجارية أو شركتك استخدامها لتحسين المبيعات والدعاية المجانية.

مع وصول عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي النشطين إلى ذروته منذ إنشائها، يمكننا القول بثقة إنَّ المحتوى الذي يُعرض على الجمهور الآن مستقل أكثر من أي وقت مضى، وذلك يقدم فرصة للعلامات التجارية الصغيرة والمتوسطة للتألق بسهولة؛ إذ أصبح في إمكانهم ترك انطباعات قوية مقابل مبلغ بسيط.

ونظراً لأنَّ خدمات البث باتت الطريقة المفضلة الجديدة لمشاهدة المحتوى، فقد لا نشهد أبداً معدلات مشاهدة أخرى تشابه تلك التي حصدها المسلسل التلفزيوني "صراع العروش" (Game of Thrones)، لكنَّ مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) فتح إمكانات جديدة وكسر الأرقام القياسية السابقة للدعاية في مسلسل مخيف ومشوق جداً.

من الغريب أنَّه لم يسبق عرض مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) في الولايات المتحدة أية حملات إعلانية أو تسويقية، على عكس بقية عروض شركة "نيتفليكس" (Netflix) الكبيرة الأخرى، لكنَّه استطاع على الرغم من ذلك أن يصبح موضوعاً رائجاً.

تدور أحداث المسلسل عن مجموعة أشخاص يعانون من فقر مدقع حصلوا على دعوة للمشاركة في مسابقة لألعاب الأطفال عواقب الخسارة فيها مميتة. كُتِب سيناريو المسلسل منذ عام 2009 تقريباً ومضت سنوات حاول فيه المؤلف إقناع الشركات بشرائه دون نجاح، فلم يرغب أحد في إنتاج هذه القصة غير الواقعية والعنيفة، ولكن كما في أي نجاح تسويقي آخر، يدين المسلسل بشعبيته إلى مزيج من الحظ وتوقيت العرض المثالي، وفيما يلي 3 دروس تسويقية يمكن تعلمها من مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game):

1. التسويق الشفهي أهم للنجاح من الحملات الإعلانية المموَّلة:

ستقرأ عن التسويق الشفهي عادة حين تفتح كتاباً عن التسويق يعود إلى 100 عام مضت، وهو تقنية كلاسيكية تصلح لكل الأوقات، وربما كنت تعتقد سابقاً أنَّها عامل صغير في الاستراتيجيات التسويقية، لكنَّ مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) أثبت أنَّها أحياناً العامل الرئيس في الإعلان.

لسوء الحظ لا تستطيع شركات التسويق شراء التسويق الشفهي فهو يحصل عادةً بشكل مجاني، ولكن مع انتشار استخدام العلامات التجارية ووسائل التواصل الاجتماعي تستطيع الشركات الآن محاولة ترويج موضوعات معينة أو إثارة ضجة إعلامية حولها لتحفيز التسويق الشفهي.

سمع معظمنا عن مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) من أصدقائنا الذين تحدثوا عنه مطولاً، ومن الأعداد الهائلة من الميمز على كل وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك موقع "تويتر" (Twitter) وموقع "فيسبوك" (Facebook) وموقع "إنستغرام" (Instagram) وموقع "تيك توك" (TikTok)، مما شجعنا على مشاهدته؛ إذ إنَّ أي مسلسل تصحبه كل هذه الشعبية والميمز يفرض عليك بشكل أو بآخر مشاهدته كي تتمكن من التواصل مع الناس المحيطين بك وفهم النكات التي يتبادلونها.

المفهوم بحد ذاته ليس جديداً، لكنَّ التسويق الشفهي لمسلسل تلفزيوني على هذا النطاق وبهذه السرعة غير مسبوق، حتى أنَّ شركة "نيتفليكس" (Netflix)، تستثمر الآن في التسويق للمسلسل عبر الشاشات المنبثقة، وهو أمر غريب إلى أن تكتشف أنَّ الهدف من ذلك ليس جذب المزيد من الاهتمام؛ بل استكمال الموجة التي تحدث حالياً في جميع أنحاء العالم.

المغزى من القصة هو أنَّه ما من حملة إعلانية مموَّلة مهما كان حجمها قادرة على تحقيق النجاح الذي حققه مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) باستخدام التسويق الشفهي فقط.

يدعم علم النفس ذلك؛ إذ إنَّنا بصفتنا بشراً نريد مشاركة الأمور الغريبة مثل لعبة الموت العنيفة هذه مع أصدقائنا وعائلاتنا؛ لأنَّ ذلك يسعدنا نوعاً ما ويعدُّ طريقة رائعة لفتح الأحاديث، وفي حالة مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) ساهم العنف والرعب اللذان كانا سبب عدم قبول شركات الإنتاج بالعمل على النص لمدة عقد من الزمن في نجاحه.

إقرأ أيضاً: الاستراتيجية التسويقية التي ستغير قواعد اللعبة للشركات الناشئة

2. الشعبية على موقع "تيك توك" (TikTok) عامل حاسم في النجاح:

أعاد موقع "تيك توك" (TikTok) ابتكار الطريقة التي تتواصل فيها العلامات التجارية مع جمهورها، وحدَّد معياراً جديداً لطريقة تعامُل الشركات مع المستهلكين؛ إذ أصبح اليوم من المقبول لعلامة تجارية كبيرة أن تكتب تعليقاً على منشور دون الحاجة لأن تبدو احترافية.

في الواقع، تتلقى العلامات التجارية الجادة التي تتَّبع أسلوباً أقل رسمية على الموقع الكثير من الثناء والاهتمام، مما يزيد عدد مرات ظهورها المجانية، على سبيل المثال، يحصل حساب تطبيق المواعدة "تيندر" (Tinder) على عدد كبير من مرات الظهور بمجرد تعليقه بعبارات مضحكة على أي محتوى متعلق بالعلاقات.

التسويق يتطور باستمرار؛ إذ إنَّ العلامات التجارية كانت تطلب في الماضي من شركات التسويق المسؤولة عن إدارة حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، الحملات الإعلانية المموَّلة، والتحدث بأسلوب احترافي ونبرة جادة، لكنَّ الوضع اختلف الآن؛ وذلك لأنَّ المستهلكين تطوروا، فهم يريدون التعامل مع علامة تجارية يستطيعون الشعور برابط وتكوين علاقة أعمق معها من مجرد علاقة المعاملات التقليدية.

إذا كنت محظوظاً وكان هناك حديث رائج عن علامتك التجارية على موقع "تيك توك" (TikTok)، فمن المرجح أنَّك ستحقق نجاحاً مالياً؛ إذ حظي مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) بشعبية كبيرة على المنصة، وجمع جمهوراً من المشاهدين الذين يتبادلون النكات عنه ويشاركونها.

وأهم ميزة لمسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) هي أنَّ الطريقة الوحيدة لفهم النكات التي تنتشر بسرعة عنه هي مشاهدته؛ وذلك لأنَّها تتعلق بتفاصيل فريدة به، وهذا رائع لاستراتيجية التسويق؛ لذا أنشئ حملتك بحيث تكون فريدة ومحددة قدر الإمكان ليصبح جمهورك هم المسوقون.

إقرأ أيضاً: كيفية استخدام تيك توك: 11 نصيحة للمبتدئين

3. لا يمكن معرفة ما يريده المستهلكون حتى يظهروه لنا:

ستتمكن من فهم سبب شعبية هذا المسلسل بعد مشاهدته، فهو برنامج تلفزيوني رائع ومثير جداً، كان تصنيفه وفقاً للنقاد مرتفع جداً، بالإضافة إلى ذلك، كان توقيته مثالي؛ وذلك لأنَّ المشاهدين يشعرون بالملل من المسلسلات مكررة الأفكار، والتي باتت متاحة الآن على جميع خدمات البث؛ أي كان هناك فجوة في السوق وحاجة لشيء غريب وجديد مثل مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game)؛ لذا فالدرس الثالث والأكثر أهمية الذي يمكن أن يعلمنا إياه هو أنَّنا لا نستطيع توقع ما يريده المستهلكون حتى يظهروا لنا ما هو.

الفكرة هي أنَّنا في بعض الأحيان لا نعرف حقاً ما نريده حتى نحصل عليه ثم ندرك أنَّنا نريده، على سبيل المثال، عندما تدخل إلى أي مطعم من سلاسل مطاعم "ماكدونالدز" (McDonald's)، سترى على الفور صوراً كبيرة لأطباق تحفِّزك على شراء شيء لم تكن تعرف حقاً أنَّك تريده إلى أن رأيته.
يوضح ما حصل مع هذا المسلسل أنَّه لا يمكننا دائماً اتباع القاعدة التقليدية والاعتماد على البيانات القديمة لتحديد الخطوة التالية؛ بل يجب أن تأخذ الشركات المبتكرة دائماً مجازفات محسوبة في استراتيجياتها التسويقية.

رسم مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) حدوداً جديدةً لما يمكن عرضه بنجاح في برنامج تلفزيوني، وأحدَثَ ثورة في الطريقة التي نشاهد بها المحتوى ونتفاعل معه؛ إذ يمكن أن يجذب نشر المحتوى بانتظام القليل من الاهتمام إلى شركتك، لكنَّ المفهوم القوي حقاً والمثير للاهتمام والجديد هو الذي سيُسبِّب انتشار أخبارها بسرعة، ممَّا يؤدي إلى التسويق المجاني.

المصدر




مقالات مرتبطة