3 نصائح تعتمد على الذكاء العاطفي للنجاح في العلاقات
1. تعاطَفْ مع الآخرين لكن لا تحل مشكلاتهم
قد يكون التعاطف أفضل طريقة للحفاظ على قربك من الأشخاص الذين تهتم بهم، ويكمن الأمر في الإنصات إلى المشاعر عندما يتحدث شخص هام في حياتك، وبعد ذلك، حاوِلْ أن تتذكَّر آخر مرة شعرت فيها بالشعور نفسه، حتى تتمكن من فهمه بدقة، وأخيراً احترِمْ مشاعره.
لا يتطلب التعاطف منك حلَّ المشكلة أو التدخل لإنقاذ الموقف، فمثلاً تعود سارة، وهي منزعجة بشدة إلى المكتب، وتقول لزميلتها نادية إنَّ المديرة هبة وبَّختها ورفضت ترقيتها بسبب ضعف أدائها في المشروع، فتصغي نادية بانتباه وتشعر بخيبة أمل سارة، وتقول: "أنت تشعرين بخيبة أمل كبيرة، وأنا أيضاً كنت سأشعر بالشعور نفسه لو كنت مكانك، وأعلم مدى توقك لتلك الترقية"، تهزُّ سارة رأسها وتشيح بنظرها نحو مكتبها، ثمَّ تقول نادية: "أنتِ متألمة بشدة ممَّا قالته هبة، ومن حقِّك أن تشعري بذلك، وكان كلامها قاسياً"، فترفع سارة رأسها وتقول: "نعم، ما قالته مؤلم جداً، ظننت أنَّها معجبة بعملي".
في هذا المثال، تعاطفت نادية مع مشاعر سارة، لكنَّها لم تحل لها مشكلتها، فهي لم تقل لها: "اذهبي إلى المنزل واستريحي، وأنا سأتكفَّل بعملك"، ولم تقل أيضاً: "سأُصلح الخلل في مشروعك وأنهيه قبل نهاية الدوام"، فقد يكون حل مشكلات الآخرين مدمِّراً، لأنَّه يجعل العلاقة تبعية بين الطرفين، وغالباً ما يشعر الشخص الذي يتلقَّى المساعدة بالعجز، لأنَّه يعتقد أنَّه غير قادر على حل مشكلته بنفسه، بينما يشعر الشخص الذي يقدِّم المساعدة بالتعب والإرهاق، لأنَّه دائماً ما ينجز عمل الآخرين نيابة عنهم.
شاهد بالفديو: 8 نصائح لإظهار التعاطف ومراعاة الآخرين
2. دافِعْ عن نفسك لكن دون إذكاء النزاع
من الضروري أن تتحدث عن مشاعرك في العلاقة، خاصة إذا كنت تشعر بسوء معاملة، فقد يكون من الضروري مواجهة الشخص بهدوء، ومع ذلك، إذا كان الشخص غير متفهِّم ومتجاوب، فعليك قبول ذلك والتفكير في وسيلة أخرى للحصول على مرادك، فقد يؤدي استخدام أساليب عدوانية إلى نشوب نزاع لا تُحمَد عقباه.
مثلاً تعرضت سارة للظلم من قِبَل كوتش المناظرة، لذا قررت التحدث معه، واختلق الكوتش عدة أعذار لتبرير قراره باستبعاد سارة من المناظرة على الرغم من أنَّها تتمتَّع بأعلى مستوى من المهارة وأفضل العلاقات مع زملائها في الفريق، فتفاقمَت المعاملة بعد المناقشة، وشعرت سارة بالصدمة، وبينما كانت تكتب ورقة بحثية لأجل حصة القانون في الجامعة، أدركت أنَّ الكوتش قد انتهك عدداً من قواعد المناظرة التي تفرضها قوانين الجامعة.
تساءلت سارة عمَّا إذا كان ينبغي لها استخدام هذه المعلومات بوصفها وسيلة ضغط للحصول على ما تريد، وبعد إمعان التفكير، رأت أنَّ استخدام هذه المعلومات بوصفها وسيلة ضغط هو أمر عدواني جداً، وأدركت أنَّ الأمور ستتفاقم وتتدهور أكثر فأكثر، فتقبَّلت سارة أنَّها لن تحصل على ما تريد وأنَّ عليها التفكير بطرائق بديلة، فقررت زيادة دروسها الخصوصية والتركيز على التحسن الذاتي.
في الأسبوع التالي، استقالت المُناظِرة ضعيفة الأداء المفضلة لدى الكوتش، ووضع الكوتش سارة في مكانها وفازت في المباراة الإقليمية، ففي هذا المثال، دافعت سارة عن نفسها لكنَّها لم تتصرف بعدائية من أجل تحقيق هدفها؛ بل ركَّزت على نفسها بدلاً من مهاجمة الكوتش، فأنقذها هذا السلوك من نشوب نزاع مع الكوتش الذي تريد البقاء على علاقة طيِّبة معه حتى نهاية الفصل الدراسي، ففي النهاية، شعرت سارة بالسعادة والارتياح، لأنَّها لم تقطع جسور التواصل مع الكوتش.
3. قدِّر وجهة نظر الطرف الآخر لكن لا تستسلم
قد تكون في علاقة مع شخص ما يختلف معك بشدة بشأن موضوع ما، فمثلاً قد تكون أنت وشريكك على خلاف بشأن قرار الاستثمار في مشروع تجاري جديد، وأنت متحمِّس للفكرة وتعتقد أنَّها ستعود عليكما بفوائد مالية كبيرة، بينما يشعر شريكك بالتردُّد بسبب المخاطر المحتملة وفقدان المدَّخرات، على الرغم من اعتقادك الراسخ بأنَّ وجهة نظرك هي الأفضل، إلَّا أنَّك تخصِّص الوقت للاستماع إلى مخاوف شريكك وفهمها.
أنت تُظهر له أنَّ مخاوفه المالية مبرَّرة، وأنَّك تقدِّر حذَرَه وحكمته، ومع ذلك، فإنَّك لا تتخلَّى عن حماستك للمشروع، ولا توافق على تفويت هذه الفرصة، وإنَّك تتواصل باحترام وتفهم وجهة نظره، لكنَّك في الوقت نفسه تتمسَّك برأيك وتؤكِّد أهمية اغتنام هذه الفرصة، وإنَّك تسعى لإيجاد حلٍّ وسط يرضي الطرفين، ويوضِّح احترامك لوجهة نظر شريكك، مع الحفاظ على حماستك وقرارك بالمضي قُدُماً في المشروع، ويضمن تحقيق هذا التوازن بين تفهُّم وجهة الطرف الآخر وإقناعه برأيك استمرارية العلاقة وتجنُّب أي خلاف.
في الختام
يساعدك تطبيق هذه النصائح على بناء علاقات وطيدة، كما أنَّها قد تحميك من الاستغلال والتلاعب، وإنَّ التعاطف والدفاع عن نفسك بطريقة ذكية عاطفياً، ومحاولة فهم وجهة نظر مختلفة مع التمسك برأيك، كلها مهارات هامة قد تحافظ على كرامتك أيضاً.
أضف تعليقاً