ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة جوان فالون (Joan Fallon) تقدم لنا فيه ثلاثة مبادئ يجب وضعها في الحسبان في أثناء محاولة حل المشكلات وإحداث التغيير وقيادة الآخرين.
من إحدى أكثر التجارب الصيفية عمقاً التي مررنا بها كانت في مدرسة التصميم في جامعة "ستانفورد - Stanford"؛ فقد تعلمنا تحديد المشكلات والعمل على طرائق لحلها من خلال التفكير التصميمي الذي يوفر نهجاً يركز على الحلول لحل المشكلات، وذلك باتباع الخطوات المعروفة التي يمكن أن تساعد على حل المشكلة الصحيحة.
لقد حضرنا "المعسكر التدريبي للتفكير التصميمي" في المدرسة؛ فتعلمنا عملية التفكير التصميمي لمدة أسبوع، ثمَّ عملنا على حل المشكلات الواقعية خلال ذلك الأسبوع، وتعاونَّا مع أشخاص من جميع أنحاء العالم، وبعضنا كان ريادياً، وكنَّا نعمل أو ندير شركات صغيرة، وكان لدى الآخرين تجارب كبيرة في الشركات أو يعملون في مجال التمويل أو قطاعات الأعمال الأخرى.
بالنسبة إلي لقد قمت بالفعل بتأسيس شركة "كيور مارك - Curemark"، وكنت متعطشةً للعثور على طرائق للنظر إلى المشكلات نظرة مختلفة.
لم تعتمد طريقة المدرسة لحل المشكلات على الجلوس في غرفة ومناقشة مشكلة نظرية؛ بل كانت تنطوي على التحدث إلى أشخاص حقيقيين عن تجاربهم والأشياء التي يرونها مفيدة أو القضايا التي تمثل مشكلات بالنسبة إليهم؛ نظراً لأنَّ أنموذج التفكير التصميمي يتضمن مشاركة نشطة لفهم المشكلات، فقد اختلف عن طرائقي السابقة في النظر إلى الأشياء.
يشتمل التفكير التصميمي كما صورته المدرسة على ثمانية عناصر أساسية، وبالنظر إلى أنموذج التفكير التصميمي الذي تقدمه، أظن أنَّه لا يوجد جزء من هذا الأنموذج أكثر أهمية من العنصرين الأولين: عدم اليقين والتعاطف.
كي تكتشف المشكلة ثم تعالجها يجب أن تبقى في حالة من عدم اليقين لفترة من الوقت، غالباً ما تكون الحلول غير واضحة، وينشأ المسار الصحيح للحل من عدم اليقين والغموض اللذين يأتيان من التحلي بالصبر وتطبيق عملية مثل التفكير التصميمي.
ربَّما يكون التعاطف هو أهم جزء في هذه العملية؛ فالتعاطف هو تجربة وضع المرء نفسه في مكان الشخص الآخر لفهم ظروفه بأفضل شكل إنساني ممكن، فالأشخاص الذين من الممكن أن يغيروا العالم هم الذين يلاحظون الحاجة إلى ذلك، والذين يضعون أنفسهم في أماكن الآخرين، ويفهمون ما يشعر به الآخرون أو يفكرون به.
شاهد بالفيديو: 5 نصائح لاكتساب مهارة حل المشكلات
فيما يأتي ثلاثة مبادئ يجب وضعها في الحسبان في أثناء محاولتك لحل المشكلات وإحداث التغيير وقيادة الآخرين:
1. تغيير الطريقة التي ترى بها العالم:
إذا ذهبت إلى دار سينما مظلمة فبمجرد أن تجد مقعدك ستلقي نظرة من حولك بحثاً عن المخارج، وإذا كنت تقود على طريق تناثرت فيه الصخور وجذور الأشجار بسبب انهيار فستبحث عن طرق بديلة أو الطريقة الأكثر فاعلية للتنقل في هذا الطريق.
إنَّ الرؤية النفقية هي عدوك في تلك الغرفة المظلمة أو على ذلك الطريق الخطير؛ لذا يُعَدُّ "النظر حولك"؛ أي تفحُّص بيئتك لتحديد أفضل مسار من خلالها ذا أهمية قصوى.
بصفتك رائد أعمال أو من صناع التغيير، فإنَّ إيجاد الطريق إلى الخطوة التالية هو العنصر الأكثر أهمية في التغيير؛ لذا شاهد كل شيء كما هو حقاً، والشيء الأكثر أهمية هو التأكد من أنَّك تملك رؤية كاملة للصورة الذهنية الموجود أمامك؛ فقد يؤدي التركيز على جانب واحد فقط من رحلتك إلى فقدان المنظور.
2. الإيمان بالنفس يتيح التعاطف:
كي نكون متعاطفين تماماً، يجب أن نكون قادرين على تجاوز أنفسنا وهوسنا الذاتي ومصلحتنا الذاتية لوضع أنفسنا في مكان شخص آخر؛ وذلك لأنَّ التعاطف يساعد على حل المشكلات؛ لأنَّه طريقة هامة لتحديد المشكلات؛ فتدور القيادة حول حل المشكلات؛ لذا فإنَّ القيادة مع الشعور بالتعاطف تساعد على تحديد المشكلات من وجهة نظر الآخرين، وليس ما نعتقد أنَّه مشكلة فقط؛ فالتعاطف في حياتنا الشخصية وكذلك في حياتنا المهنية يسمح لنا بالعمل بذكاء أكثر، وابتكار حلول أفضل، وجعل مكان العمل لدينا أفضل للجميع بصورة ملحوظة.
3. تقبُّل عدم اليقين:
عندما نخوض مغامرات جريئة يلعب عدم اليقين دوراً كبيراً في مسارنا، وبخلاف المخاطر يبقيك عدم اليقين في حالة تغير مستمر، ويقدم لك حاجة إلى التحلي بالمرونة، وبصفتك رائد أعمال أو من صناع التغيير، فإنَّ عدم اليقين هو صديقك الدائم؛ لذا لا تُخطئ أبداً وتُعِدُّه استثناء في رحلتك؛ بل انظر إليه بوصفه القاعدة.
نظراً لأنَّ عدم اليقين هو صديق دائم، فإنَّ تحقيق أفضل ما يمكن منه يمكن أن ينتج عنه العديد من الأشياء الرائعة طوال رحلتك؛ لذا تعلَّم كيفية العمل في ظل عدم اليقين؛ لأنَّه يفتح عقل المرء على الاحتمالات والإبداع وحل المشكلات، كما كتبت الروائية "مارغريت درابل - Margaret Drabble": "عندما لا يكون لديك شيء مؤكد يكون كل شيء ممكناً"، ولا يُعَدُّ عدم اليقين عائقاً للتغيير؛ بل هو محفز له.
أضف تعليقاً