وغالباً ما يُحدِق بإدماج الموظفين خطر فكرة: "لنبدأ المشروع ونأمل الأفضل"، أو أن يُظنَّ به على أنَّه واحد من نقيضين: إما أن تمتلك ثقافة إدماج الموظفين أو لا تمتلكها؛ ومع هذا، فإنَّ إدماج الموظفين ضروري لنجاح أيَّة مؤسسة؛ فالمؤسسات التي تملك معدلاً أكبر من إدماج الموظفين تجني أرباحاً أكثر بنسبة 21% من غيرها.
الموظفون المتفاعلون في عملهم هم أكثر سعادة وإنتاجية، وأكثر احتمالاً لأن يبقوا بمؤسساتهم؛ وهذا الأمر هام للغاية، وبالأخص في عالم تكثر فيه المنافسة على المواهب وانعدام البطالة؛ إذ إنَّ إيجاد موهبة والإبقاء عليها ميزة بحد ذاتها.
إذاً كيف تصبح المؤسسات أكثر ذكاءً بما يخص إدماج الموظفين، وبالأخص بينما يبدأ الجيل الجديد بإعادة تعريف مكان العمل؟
خذ فريق التسويق على سبيل المثال؛ السر في إدماج الموظفين هو في التفكير كما يفكر مدير التسويق، فالمستهلكون والموظفون لديهم دوافع وصفات رئيسة عدَّة تدفعهم إلى التفاعل في العمل، وإن لم ترَ كادر موظفيك بهذا المنظور، فمن المحتمل أنَّك ستظل تُعلِّق الآمال.
ولكن في البداية ما الذي يعنيه أن تكون متفاعلاً ومندمجاً في العمل؟ يُعرِّف موقع "غالوب" (Gallup) الموظفين المتفاعلين في العمل على أنَّهم أولئك الذين يعملون بشغف ويشعرون بصلة وثيقة بمؤسستهم، فهُم يحرصون على بذل أكثر من الحد الأدنى المطلوب لمجرد القيام بالمهمة والانتهاء من العمل.
وبالطبع توجد عوامل عدَّة يمكن مناقشتها في إطار إدماج الموظفين؛ كالإدارة القوية والتطوير المهني الذي يتطلب تدريباً مستمراً وثقافة التغذية الراجعة، إضافة إلى ذلك، فإنَّ سحر المشاركة الحقيقية يعود إلى الشغف والتواصل العميق، والطريق الوحيد لنيل ذلك هو بناء الهدف.
الهدف هام اليوم أكثر من أي وقت مضى؛ فهو لا يساهم في اتخاذ قرارات بشأن المستهلكين فحسب؛ بل يساهم في قرارات التوظيف أيضاً وبالأخص لفئة الشباب، فقد وجد استطلاع لعام 2016 أنَّ 74% من الجيل "زد" يضعون الهدف قبل المردود، في مقابل 70% من جيل الألفية، و66% من الجيل إكس، و67% من جيل طفرة المواليد؛ ومن بين معظم الأشياء؛ الشباب هم طلائع التغيير الذي يفوق التوقعات حول العمل الحقيقي ورفع سقف إدماج الموظفين.
شاهد بالفديو: 7 نصائح لتطوير علامتك التجارية الشخصية فوراً
إليك 3 أمور ضرورية لتعريف علامتك التجارية عن طريق الهدف، وللنهوض بعملية إدماج الموظفين:
1. معرفة المستخدم:
إلى مَن تحاول الوصول؟ وكيف تحقق أعلى قيمة لهم؟ 77% من الموظفين يقولون إنَّ النشاطات التطوعية التي تدعمها المؤسسة هي ضرورية لعافية الموظفين؛ ومع هذا، فإنَّ معدل المشاركة التطوعية المؤسسية تبلغ 33%.
لا يبدو هذا منطقياً للوهلة الأولى، ولكنَّه كذلك إن أخذت في الحسبان الخلفيات المتنوعة ووجهات النظر والدوافع لكادر موظفيك. لا يمكن أن يناسب أسلوب واحد الجميع، ومثلما يُجري التسويق أبحاثاً لفهم فئات واسعة من المستهلكين، فيتعيَّن على فِرَق الموارد البشرية أن تتبنى وجهة النظر هذه بشأن الموظفين إذا كان الحصول عليها بشكل صحيح يمثل أولوية.
لن يرغب الجميع في التبرُّع مالياً أو التطوع، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّهم لا يريدون رد الجميل أو المشاركة، ومن خلال فهم المجموعات الفرعية الأساسية لفريقك أولاً؛ يمكنك اكتشاف ما يهمهم وإنشاء فرص المشاركة التي تناسبهم بشكل أفضل أينما كانوا.
2. تعزيز المشاركة القوية:
يقول "ديفيد غيلباو" (David Gilboa) المؤسس المشارك لشركة "واربي باركر" (Warby Parker): "إنَّ السبب الأول الذي يجعل الناس يريدون التعامل معنا هو حملتنا الاجتماعية؛ لذلك فقد أدركنا مدى ضرورة ربط العمل الذي يتم كل يوم بمهمتنا العامة؛ سواءً كان مهندساً يصمم برنامجاً أم محاسباً يوقِّع شيكاً. وتتلخص مهمتنا بـ: تقديم نظارات مصممة بسعر منخفض مع بقائنا في طليعة الشركات الواعية اجتماعياً". وتُكافِئ الشركة الموظفين الذين أمضوا ثلاث سنوات بفرصة السفر لرؤية برنامج "اشترِ زوجاً، وامنح زوجاً" في أثناء العمل.
هذه طريقة مذهلة للموظفين لمعرفة تأثير الشركة بشكل مباشر، ولكنَّها لا تتطلب منك شيئاً بهذا الوضوح لربط العمل لموظفيك. تُدرِّب شركة "ليفيز" (Levi’s) الموظفين ليكونوا سفراء للمياه من خلال برنامج (Project Wet) الخاص بهم؛ وهذا يُمكِّنهم من تعليم أطفال الحلقة الأولى أهمية المياه.
بالطبع لا تعمل شركة ليفيز بشكل مباشر في مجال المياه، ولكنَّ الماء هو عنصر أساسي في سلسلة التوريد الخاصة بها؛ وحتى لو وضعنا الحفاظ على البيئة جانباً، فقد اتَّخذت شركة "بن آند جيري" للآيس كريم (Ben & Jerry’s) إجراءات بشأن كل شيء؛ بدءاً بالمساواة العرقية وحتى موضوع اللاجئين، ليس لأنَّ لها علاقة بالآيس كريم؛ وإنَّما لأنَّ هذه قضايا هامة لموظفيها والغرض هو أكثر بكثير من مجرد تنفيذ بيان المهمة، وهذا هو ما يدفع عملك إلى الأمام ويدعو الآخرين إلى التفاعل.
3. بناء المجتمع:
الدافع الأساسي للتفاعل هو الأشخاص الذين يقومون به أيضاً؛ إذ أفاد استطلاع أنَّ غالبية المراهقين يتطوعون بسبب صديق، حيث يملك الأقران تأثيراً مثيراً للاهتمام. لا يقتصر الأمر على رغبة الأشخاص في تكوين صداقات في العمل؛ وإنَّما توجد أيضاً صلة بين وجود أصدقاء في العمل وتفاعل الموظفين.
كيف يمكنك الاستفادة من المجتمع في مبادرات الشركة الخاصة بك؟
قال "إد كاتمول" (Ed Catmull) الرئيس التنفيذي السابق لشركة "بيكسار" (Pixar): "ما يمكننا الإتيان به هو بناء بيئة تغذي علاقات ثقة واحترام وتطلق العنان لإبداع الجميع، وإذا قمنا بذلك بشكل صحيح، فسنخرج بمجتمع نابض بالحياة؛ إذ يكون الموهوبون مخلصين لبعضهم بعضاً ولعملهم الجماعي، ويشعرون بأنَّهم جزء من شيء غير تقليدي، وشغفهم وإنجازاتهم تجعل المجتمع نقطة جذب للأشخاص الموهوبين المتخرجين في الجامعات أو الذين يعملون في أماكن أخرى".
لقد كان يعلم أنَّ المجتمع هام، وأنَّ تعزيزه يُلهِم إحساساً أوسع بالهدف والانتماء اللذَين يقودان النجاح.
الخلاصة أنَّه يجب اتِّخاذ نهج محدد لتحقيق الهدف في الحياة بطريقة تحفز الشغف والاتصال الوثيق الذي يُحدِث فارقاً، فالعلامة التجارية الاستثنائية لرب العمل هي التي تضع الهدف في صميم حملتها، فهو ما يميز الشركات البارزة اليوم عندما تستثمره جيداً.
أضف تعليقاً