تُظهر دراسات عدة أنَّ إشراك الجميع في مكان العمل هو أساس ربح الشركة ونجاحها، وذلك من الابتكار المحسَّن إلى التعاون الجيد الأفضل وزيادة الكفاءة عموماً؛ وذلك من خلال تشجيع مجموعة كبيرة من الأشخاص ذوي وجهات النظر المختلفة لإطلاق العنان للقوى التي تحفز على الإبداع، عندما تُشرِك الجميع تتعدد الآراء بدلاً من وجود رأي واحد، وتعني أنَّ الفِرق المكونة من أفراد ذوي شخصيات ومهارات مختلفة، يتوصلون إلى تقديم منتج أفضل من نظيرتها التي ليس فيها هذا الاختلاف، وخير مثال على ذلك هو غياب التسهيلات في بعض أماكن العمل للنساء مثلاً أو ذوي الاحتياجات الخاصة؛ حيث لم يكن هؤلاء جزءاً من القرار؛ وذلك لأنَّها لا تُشرِك الجميع في قراراتها.
تظهر فرص إشراك الجميع بأبسط الطرائق، ويمكن أن يساعد تنفيذ بعض الاستراتيجيات على جعل الشمولية جزءاً من ثقافة المؤسسة؛ وذلك لتحسين المنتجات وتطوير الأعمال التجارية تطويراً كبيراً.
نقدم لك فيما يلي 4 استراتيجيات لتعزيز إشراك الجميع في الأعمال التجارية:
1. النية في إشراك الجميع:
لإرساء ثقافة إشراك الجميع في العمل؛ يجب أن توجد النية في ذلك وأن تفكر تفكيراً شاملاً، ويجب أن تدرك أنَّه عليك تضمين هذا النهج في كل عنصر من عناصر عملية عملك، وأنَّه يجب تطبيق القيم المرتبطة به في كل ما تفعله؛ حيث تُعدُّ كل من طريقة التوظيف، وممارسات الموارد البشرية الخاصة بك، والمنتجات التي تروِّج لها، والتسويق، والبيئة الحاضنة، وموقع شركتك، عواملَ يجب أخذها بالحسبان عند إرساء ثقافة إشراك الجميع، إذا كنت تجلس في مكان وكان الجميع من حولك متشابهين في كل شيء، فهذه البيئة لا تمتُّ لإشراك الجميع بِصلة.
إذا لم يكن لديك مجموعة متنوعة من الأشخاص، فغالباً لن تصل إلى جزء من جمهورك، ممَّا يقلل في النهاية من الأرباح ويمنح منافسيك ميزة أعلى منك؛ لذا ألقِ نظرةً فاحصةً على كل جانب من جوانب عملك، وتأكَّد من وجود أشخاص يتجهون نحو التنوع وإشراك الجميع بدلاً من الترويج للعمل، كما عليك التأكد ما إذا كان الموظفون يمتلكون أراء حول ممارسات عملك، وما إذا كانوا من الموظفين الذين يتعاملون مباشرةً مع العملاء، أم هم ضمن القيادة.
تُقدِّم معظم الشركات وعوداً جيدةً، ولكن عندما تتصرف دون علم الموظفين، فلن يكون ذلك أمراً جيداً.
شاهد بالفديو: 6 نصائح لإدارة فرق العمل بشكل فعال
2. تفكيك النظام:
معظم الأعمال التجارية ذات طابع هرمي؛ لذلك يجب عليك تفكيك النظام الصارم للتخلص من التحيزات المتأصِّلة، ويشمل ذلك الأقدمية في العمل ومكانه والعمر والعرق والانفتاح على الهياكل المختلفة لتشمل الأشخاص الذين قد تجاهلتهم من قبل، وما إلى ذلك، إذا كنت تحاول الوصول إلى جمهور من جيل الألفية والجيل زد، احرص على تضمين موظفيك من هذه الأجيال، وأنصت لتغذيتهم الراجعة وفكِّر في مساهماتهم، والتي غالباً ما تكون مختلفة تماماً عمَّا ستسمعه من البيانات الديموغرافية الأخرى، تشبه ثقافة إشراك الجميع الباب، كلَّما كنت أكثر انفتاحاً، توسعت رؤيتك والأفكار التي يتعين عليك التحقُّق من صحتها والمضي قدماً.
3. الثقة في التغذية الراجعة والآراء:
كن حذراً لتضمن أنَّ الجهود المبذولة لتحقيق الشمولية حقيقية وشاملة، فلا يتعلق الأمر فقط بالحصول على آراء عدة؛ وإنَّما يجب الاعتراف بجميع الاختلافات والفوارق وتقديرها واحترامها؛ لذا يجب عليك معرفة كيف يبدو هذا التعاون، وأن تكون قادراً على صنع شيء يجمع كل الآراء معاً، وهذا هو الجزء الصعب؛ وذلك لأنَّه ببساطة توجد أمور لا تعرفها، والطريقة الوحيدة للفهم هي طلب التغذية الراجعة وتقبُّلها، والثقة في الأشخاص الذين تستعين بمهاراتهم.
عندما تتلقى التغذية الراجعة، احرص على أخذها بالحسبان، فقد يكون من الصعب تقبُّل بعضها، وقد يكون من المغري أن تدافع عن نفسك ولا تصدق كل ما تسمعه، لكنَّ هذا الأمر يبطل مفعول الهدف الذي تسعى إليه؛ والطريقة الوحيدة لإحداث تغيير إيجابي بالفعل هي الإصغاء ثم التصرف وفقاً لذلك.
4. سؤال الموظفين عن الإجراءات المناسبة:
عندما يتعلق الأمر بمعرفة فيما إذا كانت إجراءات إشراك الجميع تناسب الموظفين أم لا، فإنَّ معظم الشركات لا تسأل موظفيها أبداً، ويتفاجأ الموظفون دائماً عند طرحها؛ ولكن إذا كنت تتلقى تغذية راجعة من عملائك فحسب، فلن تستفيد أبداً، ويُعَدُّ هذا الأمر هاماً؛ وذلك لأنَّه يتناسب مع ثقافة الشركات، فإذا سألت موظفيك، فسيخبرونك بالإجراءات المناسبة وغير المناسبة؛ لذلك، أجرِ استطلاعات سرية، واستعد لسماع المزيد من الحقائق الصعبة، ثم ركِّز على إيجاد الحلول النافعة.
عندما يتعلق الأمر بإشراك الجميع، يجب عليك اتخاذ الإجراء المناسب، ولا تتحدث عنه فحسب؛ وإنَّما طبِّقه في الواقع واعلم أنَّه سيتطلب منك جهداً مستمراً، فأنت تحتاج إلى الدقة والالتزام، وعندما نشارك جميعاً في بناء الشركة، نجني الأرباح جميعاً.
أضف تعليقاً