ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة ريبيكا واتسون (Rebecca A. Watson)، والتي تحدثنا فيه عن تجربتها الشخصية في بناء الثقة.
كنت أنا وزوجي نفكر في شراء منزل، ولكن كنَّا نعلم أنَّ هناك بعض العقبات التي ستجعل ذلك الأمر غير ممكن؛ فاتصلنا بموظف القروض الذي عمل معنا وقدم لنا رأياً إيجابياً، حيث شعرنا بسعادة غامرة وبدأنا البحث عن المنازل.
ومع ذلك اتضح أنَّه قدم لنا بعض المعلومات الخاطئة، لذا لم نتمكن من الحصول على قرض في هذا العام. سيكون قولنا أنَّنا أُصبنا بالإحباط أقل ما يمكننا قوله، حيث حاول كلانا رؤية الجانب الإيجابي، لكن لا يبدو أنَّ ذلك سيُغير من خيبة أملنا، فقد شعرنا أنَّنا منحنا ثقتنا للشخص الخطأ.
لم يرغب أيٌّ منَّا في الحديث عن ذلك الأمر، لكنَّني أخيراً تحدثت بشأن هذا الموضوع، فقلت:
"ربما هذا هو بالضبط ما يفترض أن يحدث لنا الآن؛ أتذكرُ كيف لم نحصل على أول منزل أردنا استئجاره؟ وانتهى بنا الأمر مع هذا المنزل في شارع يجاور ساحل البحر مقابل مقدار أقل من المال؟ لقد انتهى الأمر بشكل جيد، أليس كذلك؟".
الفرص المتاحة لبناء الثقة:
وافق زوجي وبدأنا الحديث عن خطتنا الاحتياطية، حيث وافقت على تأجيل إجازتي حتى العام المقبل، وقرر زوجي أنَّه لن يشتري دراجة جبلية جديدة هذا العام، لذا بات من المحتمل أن نتمكن من شراء المنزل.
في وقت لاحق من ذلك اليوم، تلقَّيتُ بريداً إلكترونياً من موظف القروض يخبرني فيه بأنَّه قام بالبحث عن بعض الفرص، واتضح أنَّ هناك طريقة يمكننا من خلالها شراء منزل في هذا العام.
الحياة مليئة بفرص الثقة، سواءٌ كان الأمر يتعلق بالثقة في العالم من حولك، أم الثقة بنفسك أم بالآخرين، فقد تبدو الحياة بدون ثقة غير متوقعة ومخيفة أو حتى غير عادلة.
لقد أدركت في الآونة الأخيرة أنَّني أمتلك مشكلة مع الثقة، وبأنَّني لا أمنحها للأشخاص الذين يستحقونها (بمن فيهم أنا)، وأعطيها مجاناً للأشخاص الذين لم يكسبوها بأنفسهم أبداً، وعملت بجد على مدار تلك السنوات لتغيير تلك الفكرة، وفيما يلي بعض النقاط الرئيسة التي أود مشاركتها معكم:
1. أنت أول من يستحق الثقة:
ربما لا توافق على هذه الفكرة، وربما تعتقد أنَّك قد أخطأت مرات عدة أو ربما أخبرك أحدهم بأنَّك غير جدير بالثقة؛ وهذا هو الحال بالنسبة إليَّ.
الشيء الذي يجب تذكره هو أنَّك تمتلك الفرصة لتثبت نفسك كل يوم طالما أنَّك منحت نفسك الفرصة؛ حيث يعتقد الكثير من الأشخاص أنَّهم غير قادرين على اتخاذ القرارات الصحيحة واختيار المسار الصحيح، ولكن كما قال لي صديق ذات مرة: "أنتِ بالضبط في المكان الذي يجب أن تكوني فيه الآن".
ترتبط كل اختياراتك حتى الآن بالمعلومات التي تمتلكها، والأخطاء هي أحكام مُطَبَّقة بعد فوات الآوان؛ لذلك انفتح أكثر كي تتمكن من الشعور بالثقة.
إذا كنت تمتلك شعاراً واحداً خلال هذه الفترة، فيجب أن يكون " أنا أثقُ بنفسي". ابدأ ذلك من خلال بعض الأمور الصغيرة وقل: "أنا أثق بقدرتي على تقطيع هذه الخضروات"، "وأثق بنفسي في اختيار درجة حرارة الماء المناسبة للاستحمام".
قد يبدو الأمر سخيفاً، لكنَّ هذه الأمور الصغيرة تساعدك على الارتقاء إلى الأمور الكبيرة، مثل إجراء مقابلات للحصول على وظيفة الأحلام، أو إنجاز أفضل الأعمال، والسفر إلى جميع أنحاء العالم.
لم أكن لأتمكن أبداً من بدء عملي دون أن أثق بنفسي، وقد بدأ ذلك بمعرفة أنَّني أعمل بجد، فأنا أستطيع أن أثق بنفسي للقيام بذلك.
2. يستغرق بناء الثقة بعض الوقت:
نظراً لأنَّك يجب أن تبدأ باكتساب الثقة من خلال بعض الخطوات البسيطة، فعادةً لا يحدث ذلك في غضون أسبوع أو حتى شهر، فقد استغرق الأمر سنواتٍ عدة لأتمكن من الوثوق بنفسي، وأحد أسباب ذلك هو بعض المعتقدات الأساسية التي كنت أمتلكها عنها.
كما يوجد سبب هام آخر، وهو أنَّ الثقة مبنية على ما نُظهره وليس ما نُخبره لأنفسنا، لذلك في الوقت الذي يجب أن يكون شعارك هو "أنا أثق بنفسي"، تذكَّر أنَّه يجب أن يكون لديك سبب لتثق بها.
قد تكتسب الثقة من خلال الأمور الصغيرة بسهولة، مثل التسوق ودفع الفواتير والعمل، فهي تتكرر في حياتك كثيراً، أما الأمور الأكبر لا تحدث بمثل هذا التكرار، فلا أحد يختلس من شركته أو يخون زوجته كل يوم؛ وهذه هي الأمور التي تمتلك التأثير الأكبر في الثقة.
عندما تختار أن تتصرف بطريقة جيدة، تشعر بالتأكيد بالرضا وتعزز ثقتك بنفسك، ولكنَّ الأمر يستغرق وقتاً أطول عموماً لتتمكن من التطور.
قد يحدث هذا الأمر لسبب مقنع؛ حيث يستغرق الأمر بعض الوقت لمعالجة شيء من هذا القبيل، وغالباً ما تأتي مثل هذه المواقف مصحوبة بصدمة أو مأساة يمكن أن تسلب منك الكثير، وقد يستغرق الأمر شهوراً قبل أن تتمكن من الإطراء على نفسك والاستفادة من تلك التجربة بطريقة إيجابية، ولكن بمجرد أن تتخطى ذلك، ستعلم أنَّك بحالة جيدة.
يمكنني التفكير مرة أخرى في الطرائق التي أغرتني حقاً وتصرفت تصرفاً جيداً، فأنا أعلم أنَّه بينما كان من الصعب الرفض، أصبح الأمر أسهل الآن؛ وذلك لأنَّني أصبحت أثق بنفسي لاتخاذ القرار الصحيح.
شاهد بالفيديو: 8 طرق لبناء الثقة في العلاقات
3. الثقة تولِّدُ الثقة:
أخبرتني إحدى صديقاتي القدامى أنَّ زوجها يقول لها: "أنا أثق بك" دوماً؛ فعندما يخرجان دون بعضهما، يجعلها تذكر ذلك القول لتشعر بالأمان ولا تقلق بشأن علاقتهما.
ربما سمعت أحدهم يقول: "كيف يمكنك أن تحب شخصاً آخر إذا كنت لا تستطيع أن تحب نفسك؟" وينطبق الأمر نفسه على موضوع الثقة، ولهذا السبب أوضحت وجهة نظري أعلاه، فبمجرد أن تبدأ الوثوق بنفسك، تصبح الأمور مماثلة لذلك.
تتدفق الثقة ببطء من خلال الطريقة التي تعيش بها حياتك؛ لذلك إذا كنت تثق بنفسك، فمن المحتمل أن تثق بالآخرين، وعندما تثق بالآخرين، فمن المحتمل أن يثقوا هم بك أيضاً، وعندما يثق كل طرف بالآخر، نتوقف عن محاولة التحكم في كل شيء وكل شخص ونبدأ في الثقة بالعالم من حولنا.
إنَّ هذه الطريقة تشبه نوعاً ما قاعدة الثلاثيات التي تنص على أنَّ كل ما تقدمه يعود إليك ثلاث مرات؛ حيث يبدو أنَّ السلام والتفاهم والسعادة يأتون بسهولة عندما تثق في أنَّ كل شيء يظهر تماماً بالطريقة التي من المفترض أن يكون عليها.
أنا لا أقترح عليك الجلوس دون القيام بشيء بينما تمضي الحياة، فلا يزال بإمكانك تحقيق الأهداف والسعي إلي ما تريد، وكل ما يجب عليك القيام به هو أن تثق بنفسك.
أضف تعليقاً