20 عادة لدى السعداء لا يتحدثون عنها

توجد سلوكات معيَّنة تجعل الإنسان سعيداً، ويمكن لبعض التغييرات في العادات اليومية أن تنقله من التعاسة للسعادة في غضون بضعة أسابيع، وقلَّما يتحدَّث الناس عن هذه العادات المكتسبة؛ لأنَّها تصبح أمراً طبيعياً بالنسبة إليهم، ولهذا السبب يتناول المقال عادات السعداء التي لا يتحدثون عنها:



20 عادة يمتلكها الأشخاص السعداء:

1. لا يشغلون أنفسهم بمشكلات الآخرين:

عليك تجنُّب تضخيم مشكلاتك والابتعاد عن أصحاب هذا السلوك في حياتك، فلا يكترث السعداء لما يقوله الناس عنهم من ملاحظات فظة وغيرها؛ بل إنَّهم غالباً ما يمتنون للوقحين والكريهين والصعبين الذين يقابلوهم في حياتهم لتذكريهم بالسلوك الذي ينبغي تجنُّبه.

2. يميلون إلى العطاء في كل فرصة سانحة:

على الرَّغم من أنَّ العطاء يُعدُّ تصرُّفاً إيثارياً، إلَّا أنَّه يعود بالفائدة على المعطاء أكثر من المتلقِّي؛ إذ إنَّ تقديم الدعم الاجتماعي يعزِّز سعادتنا أكثر ممَّا يفعل تلقِّيه، ويعي السعداء هذه الحقيقة؛ لذلك تراهم في بحث مستمر عن طرائق لمساعدة الآخرين في حين يتهرَّب التعساء، ويبحثون دوماً عن مصلحتهم فقط في أيِّ موقف يواجهونه.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح بسيطة لحياة أكثر سعادة

3. يعزِّزون العلاقات الهامة في حياتهم:

كشف أحد الاستبيانات أنَّه عندما يدَّعي المرء وجود 5 أصدقاء على الأقل في حياته يستطيع مناقشة مشكلاته الهامة معهم، فعندها يحتمل بنسبة 60% أن يكون سعيداً، وفي بعض الأحيان لا يتعلق الأمر بعدد الأصدقاء؛ وإنَّما بالجهد الذي تبذله في سبيل تعزيز علاقاتك؛ إذ أظهرت الدراسات أنَّ العلاقات يمكن أن تنتهي بمرور الوقت مهما بلغت قوتها؛ أي على المرء ألَّا ينظر إلى ارتباطه الوثيق مع شخص ما بوصفه أمراً مفروغاً منه؛ وإنَّما هدف لا ينفك عن محاولة إحرازه.

4. يتركون مجالاً لمحبة أنفسهم:

من المؤلم أن يخسر المرء نفسه في سبيل محبة شخص آخر؛ إذ ينسى تماماً تميُّزه واستثنائيته، ويعرف السعداء أنَّ حب الذات لا يُعدُّ أنانية، فهم يعطون احتياجاتهم الأولوية حتى يكونوا بكامل قوتهم عند مساعدة الآخرين ودعمهم في أوقات الشدة؛ إذ تزداد قدرتك على مساعدة المقربين منك عندما تعتني بنفسك، في حين أنَّك ستكون أقل قوة عندما تضحِّي بحاجاتك في سبيل مساعدتهم.

5. يركزون على الفاعلية أكثر من الشعبية:

يجب عدم الخلط بين مفهومَي الشعبية والفاعلية؛ لأنَّ الأول يعني أنَّك حظيت بالإعجاب لفترة، أمَّا الأخير فيدلُّ على أنَّك تركت أثراً وأحدثت فارقاً؛ وهو الشعور المنشود في نهاية المطاف.

6. يرفضون عند اقتضاء الضرورة:

يسبب قبولك الدائم لكافة الالتزامات التعاسة وكثرة المشاغل، فيمكن أن تنجز واجباتك بوتيرة مريحة عند إدارة قبولك إيَّاها بحكمة؛ لذلك توقف عن قبول الالتزام بأمر لا ترغب فيه حتى لا يستغل الناس طيبتك، ووضح حدودك عند اقتضاء الضرورة.

7. يمارسون الامتنان بصدق:

يُعدُّ الامتنان أهم عناصر السعادة، فكما تقول أستاذة علم النفس الإيجابي "سونيا ليوبوميرسكي" (sonja lyubomirsky) في كتابها الشهير "طرائق السعادة" (The How of Happiness): "كلما أكثر المرء من ممارسة الامتنان، قلَّ احتمال تعرضه للاكتئاب والقلق والوحدة والحسد والعصبية"، عليك أن تفكر كم أنت محظوظ وتُعدِّد النعم في حياتك حتى تزيد مرة بعد أخرى، وتصبح أكثر سعادة بدورك.

8. يعزِّزون التفاؤل في أنفسهم:

لا يعيش السعداء وفق مجموعة محددة من الظروف؛ بل المواقف، ويتمتعون بقدرة على اختلاق تفاؤلهم الشخصي بصرف النظر عن الظروف المحيطة، ويجعلون من الفشل فرصة للتنمية وتعلم دروس جديدة في الحياة؛ إذ يرى المتفائلون في العالم عدداً لا نهائياً من الفرص وخاصةً في الأوقات العصيبة.

9. لا يربطون أنفسهم بكل نجاح وفشل:

يعود نجاح بعض الناس وسعادتهم على الأمد الطويل إلى منظورهم المختلف لمفهومي النجاح والفشل؛ أي إنَّهم لا يتعاملون مع سوء الأحوال شخصياً، وبالمقابل لا يتكبَّرون عند نجاحهم، ويجدر بالمرء أن يكون متواضعاً ومستعدَّاً للتعلم طوال حياته، وألَّا يتكبَّر جرَّاء النجاح، ولا يسمح للفشل بالنيل من عزيمته.

10. يطورون استراتيجيات للتأقلم في الأوقات العصيبة:

ليس بالضرورة أن تكون الحياة السعيدة هادفة والعكس صحيح، ومن الصعب أن تبقى سعيداً عند حلول المآسي، إلا أنَّ من يستفيد من مشكلاته يعيش لوقت أطول، وينجح في حياته بعد انقضاء المشكلات، وتتشكل شخصيتك من طريقة استجابتك للأوقات العصيبة، وما حياتك إلَّا انعكاس لطريقة تفكيرك وقراراتك؛ لذا عليك أن تنظر إلى الأوقات العصيبة نظرة موضوعية، وتعثر على الدرس والعبرة، ثم تمضي في حياتك، ولا تسمح للدروس القاسية بالنيل من طيبة قلبك لوقت طويل.

11. يعدُّون الرفض حماية ممَّا ليس مقدَّراً لهم:

لا يطعن الرفض بجدارتك؛ وإنمَّا ينمُّ عن عجز الطرف الآخر عن إدراك إمكاناتك، كما أنَّه يمنحك بعض الوقت لتحسين مهاراتك وتطوير أفكارك وصقل حياتك المهنية، والتعمُّق بالعمل الذي يثير الشغف في قلبك، ويدرك السعداء هذه الفكرة ولا يأخذون الرفض على محمل شخصي، ويعدُّون عدم قبولهم في العمل أو رفض صفقة ما بمنزلة إشارات تُنذر بأنَّها لم تكن ملائمة لهم، وأنَّ الأفضل في طريقه إليهم.

12. يركزون على الحاضر:

لا تسمح للماضي بتحديد هويتك الحالية؛ وإنَّما عليك عدُّه درساً يساعدك على ما ستكون عليه في المستقبل، ولا طائل من الندم والحنق على الأحداث الماضية؛ وإنَّما عليك أن تتشبث بالحياة وتمضي قدماً، ليس بمقدور المرء معرفة ما ينتظره في المستقبل، وهذا ما يزيد من إثارة الحياة، ويجعلها جديرة بأن تُعاش كل يوم بيومه؛ إذ يدرك السعداء هذه الحقيقة، ويحاولون الاستفادة من الحاضر قدر المستطاع.

13. يخصِّصون الوقت للسعي وراء أمور هادفة:

أجرت صحيفة الغارديان (Guardian) حواراً مع إحدى ممرضات رعاية المحتضرين يتعلق بأهم خمسة أمور يندم عليها الإنسان على فراش الموت، وكان عدم وفاء المرء لأحلامه أكثر أمرٍ أسفوا عليه؛ فعندما يدرك المرء أنَّ حياته على وشك الانتهاء يصبح الماضي أكثر وضوحاً وتجلِّياً أمام ناظريه، فيبدأ بإحصاء عدد الأحلام التي لم يحققها.

يدرك معظم الناس عند احتضارهم أنَّهم لم يحققوا الحدَّ الأدنى من أحلامهم بسبب قرارات اتخذوها أو تقاعسوا عنها، ولا يدرك المرء أنَّ الصحة الجيدة تجلب له الحرية حتى يخسرها، وتراه يقضي حياته في انتظار الوقت المناسب والاستمرار في تأجيل الأمور متجاهلاً أنَّ ثمَّة سبعة أيام في الأسبوع، و"يوماً ما" ليس واحداً منها.

14. يلتزمون التزاماً تاماً بالأولويات القصوى:

من الهام ترتيب الأولويات في الحياة؛ إذ تبذل جهدك في إنجاز التزاماتك مهما تطلَّب الأمر، وتلاحق اهتماماتك عندما تكون الفرصة سانحة ومناسبة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الالتزام يحقق النتائج التي تبعث الرضى والسعادة في الإنسان نفسه.

15. يتقبَّلون المشقة في سبيل إتقان مهارة مطلوبة:

تدل الصعوبات على إحراز تقدم في الحياة؛ فلدى السعداء قوة تحفِّزهم على الاستمرار في العمل والممارسة، حتى عندما تكون عملية التعلم مجهدة؛ لأنَّ التقدم الذي يلمسونه يبعث فيهم السعادة والرضى، فما ضعفك وجهلك في مجال ما إلا أولى خطوات إتقانه، وإنَّ مكاسب إتقان مهارة ما على الأمد الطويل تفوق مرارة التوتر العابر اللازم للوصول إلى البراعة.

16. يهتمون بصحتهم الجسدية:

يساعدك الالتزام بممارسة التمرينات الرياضية على الشعور بالتحسن؛ لأنَّ ضعف طاقتك الجسدية يؤثِّر سلباً في طاقاتك الذهنية (تركيزك) والعاطفية (مشاعرك) والروحية (هدفك في الحياة).

لقد بيَّنت إحدى الدراسات التي أُجرِيَت مؤخراً على مرضى الاكتئاب أنَّ المواظبة على التمرينات الرياضية ترفع من مستويات السعادة تماماً، كما يفعل دواء زولوفت (Zoloft) المضاد للاكتئاب، وبعد مضيِّ ستة أشهر تبيَّن أنَّ المشاركين في الدراسة كانوا أقل عرضة للانتكاس، بسبب تزايد إحساسهم بالإنجاز والقيمة الذاتية.

17. ينفقون المال على التجارب بدلاً من الأشياء غير الضرورية:

يحذِّر السعداء من إنفاق النقود على الأشياء المادية، ويميلون لصرف المال الإضافي على تجاربهم.

يجعلنا إنفاق المال على التجارب (كمشاهدة مباراة كرة قدم مثلاً) أكثر سعادة؛ لأنَّ التجارب العظيمة تتحسن بمرور الوقت عندما نتذكرها، ولأنَّها غالباً ما تكون فعاليات اجتماعية تبعدنا عن أجواء المنزل، وتجعلنا نتفاعل مع الذين نهتم لأمرهم.

شاهد بالفيديو: أهم 9 أمور في الحياة للإنجاز والسعادة

18. يتلذذون بمتع الحياة البسيطة:

ليست السعادة شيئاً أو هدفاً؛ وإنَّما عقلية وأسلوب حياة؛ إذ تكمن السعادة في الاستمتاع بالأمور الصغيرة في أثناء السعي خلف الأهداف الكبيرة، وفي التمهُّل للاستمتاع بالمباهج، أضحى من السهل في زمن الحركة والإثارة أن ينسى المرء تقبُّل تجارب الحياة الممتعة، وإنَّنا نسلب اللحظة سحرها عند إهمال تقديرها، وليس ثمَّة أجدى من الأمور البسيطة في الحياة عندما نختبرها اختباراً كاملاً.

19. يتقبَّلون حتمية التغيير في الحياة:

لا يعني عدم دوام شيء ما للأبد أنَّه لا يستحق العناء؛ إذ يعرف السعداء أنَّ لكل شيء في الحياة مكانه وزمانه؛ فالعلاقات والوظائف والتجارب كلها جزء من خطة الحياة الكبرى، وعندما نتقدم في العمر وتزداد حكمتنا، نبدأ بإدراك حاجاتنا وضرورة تجاوز وترك بعض الأمور خلفنا لنتابع تقدمنا في الحياة، ولا يُقدَّر لجميع الأشياء في حياتنا أن تبقى للأبد، وتكون أحياناً التغيرات المخالفة لرغباتنا هي ما نحتاج إليه لنزدهر، كما يكون الابتعاد خطوة لمضيِّنا إلى الأمام.

إقرأ أيضاً: إدارة التغيير: مفهومها ومراحلها وأنواعها

20. يعيشون الحياة التي يرغبون فيها:

تربط هذه الفكرة الأخيرة بين جميع ما سبق، وكثيراً ما تتردد على مسامعنا شكوى "أتمنى لو كنت شجاعاً كفاية لعيش الحياة التي رغبت فيها، وليس التي أملاها عليَّ الآخرون".

يجب ألا تهتم بآراء الآخرين؛ بل عليك اتخاذ القرارات المناسبة لأحلامك وآمالك وأهدافك، وصحبة من يدعمك ويهتم بشخصك الحقيقي، وليس الشخص الذي يريد منك أن تكونه.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات سهلة للحصول على السعادة الأبدية

في الختام:

عليك تكوين صداقات حقيقية والبقاء على تواصل معهم، وقول الأشياء التي ترغب في قولها للأشخاص الذين يحتاجون إلى سماعها؛ لذا تمهَّل واستمتع بالحياة، والأهم من ذلك أن تدرك أنَّ السعادة في معظم الحالات خيار.




مقالات مرتبطة