18 فرصة لن تندم على استثمارها في الحياة

منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وعندما أخبرت جدتي أنَّني كنت قلقاً من المجازفة واغتنام الفرص والندم على اختياري، عانقتني وقالت: "صدقني يا عزيزي، ليس هذا ما ستندم عليه عندما تصبح في عمري، وإن كنت ستندم على شيء لاحقاً، فمن المحتمل أنَّك ستلوم نفسك لعدم استثمار مزيد من العدد اللامتناهي من الفرص المتاحة أمامك اليوم".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب مارك كرنوف (MARC CHERNOFF)، ويُخبرنا فيه عن بعض الفرص الهامة التي يجب استثمارها في الحياة.

كلَّما تقدمتُ في السن، أدركت مدى صواب ما قالته جدتي؛ إذ تدور الحياة حول الثقة بنفسك واغتنام الفرص، وفقدان السعادة والعثور عليها مجدداً، والتعلم من التجربة، وتقدير الذكريات، وإدراك أنَّ كل خطوة تستحق وقتك، لكن عليك أن تكون على استعداد لاتخاذ كل خطوة، وأن تمنح نفسك فرصة عادلة.

فيما يأتي بعض الفرص التي كنت سأغتنمها لو كنت مكانك:

1. الثقة في حدسك في الفرص الجديدة:

الحياة قصيرة جداً لأن نهدر وقتنا فيها دون هدف، فكلُّ يوم هو فرصة جديدة لتغيير حياتك؛ إذ يبدأ كل إنجاز عظيم بقرار المحاولة؛ لذا ثق بحدسك الذي يحثك على المحاولة، وامنح نفسك فرصة عادلة، وستندهش من عدد مرات نجاح هذه المحاولات، وأنت لست ملزماً بالفوز في كل مرة؛ لكنَّك ملزم فقط بمواصلة المحاولة، وبذل قصارى جهدك كل يوم لتحسين ما تعلمته بالأمس.

2. الإيمان بقدراتك الخاصة:

لديك كل ما تحتاج إليه في داخلك لتصبح شخصاً أفضل، لكن عليك أولاً أن تؤمن بقدراتك وإمكاناتك، وأنَّك قادر على بذل جهد أكبر، ويجب أن تؤمن أنَّك شاب، لكن ناضج وذكي وقوي بما فيه الكفاية لتحقيق أهدافك، فلا تسمح للمعتقدات الخاطئة أن تمنعك من تقديم أفضل ما لديك؛ وبالتأكيد لا تتبع أولئك الأشخاص الذين ليسوا على المسار الصحيح.

3. مواجهة الخوف:

النمو ليس بالأمر السهل، لكن من المأساة أيضاً أن تدع كذبة الخوف توقفك أو تعوق مسيرتك؛ لذا عليك أن تدرك الآن أنَّ الخوف موجود فقط في رأسك، وعليك أن تكون شجاعاً، وتمضي في تحقيق أهدافك، ولا تدع خوفك يوجه حاضرك أو يقرر مستقبلك، وتذكر أنَّ الشجاعة لا تعني غياب الخوف؛ بل تقتضي الحكمة أنَّ ثمة شيئاً آخر أهم بكثير من الخوف.

4. اتخاذ خطوة إلى الأمام اليوم دون تردد:

الموت حق على الجميع، لكن هل تعيش حياتك الآن كما ينبغي، أو تنتظر أن تُحل كل مشكلاتك؟ فكِّر في الأمر، الوقت يمضي، فلا تقضي حياتك تنتظر أن يحدث هذا، وتأمل ألا يحدث ذاك؛ بل اتخذ إجراء الآن، واستثمر كل لحظة في حياتك حتى لا تندم فيما بعد.

شاهد بالفيديو: 12 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

5. جعل أهدافك أولوية:

إذا كنت تريد أن تعيش حياة سعيدة وراضية، اربط ذلك بأهداف ذات قيمة ومعنى، وليس فقط بالأشخاص والأشياء؛ ولا تؤجل أبداً شيئاً هاماً بالنسبة إليك أو تتخلى عنه، ليس لأنَّه ما يزال أمامك الغد لتبدأ أو تحاول مرة أخرى، لكن لأنَّه قد لا يكون لديك غد على الإطلاق؛ فالحياة أقصر مما تبدو عليه في بعض الأحيان؛ لذا اجعل اليوم هاماً، واتخذ خطوة صغيرة واحدة فقط في اليوم؛ وابدأ كل يوم بهدف صغير وأنجزه بحلول نهاية اليوم.

6. العمل الجاد حتى في أوقات التعب:

تذكر أنَّ النمو الشخصي في جميع مناحي الحياة عملية بطيئة وثابتة، ولا يجوز التسرع؛ إذ إنَّك تحتاج إلى أن تعمل على هذا النمو تدريجياً كل يوم، فلديك متسع من الوقت لتكون الشخص الذي ترغب أن تكونه في الحياة؛ فلا تقبل بأقل مما تستحقه، أو أقل مما تعلم أنَّك تستطيع تحقيقه، ولا تستسلم أبداً مهما واجهت من صعوباتٍ خلال مسيرة حياتك، فأنت أكثر شجاعة مما تعتقد، وأقوى مما تبدو، وأذكى مما تظن، وأقدر مما تتخيل؛ لذا واصل التقدم.

7. التمسك بمبادئك:

الأمر المروع هو خداع نفسك، والتظاهر أنَّك لست بحاجة إلى الحب والاحترام عندما تكون بأمس الحاجة لهما، وأن تكذب على نفسك وتقول إنَّ كل شيء يسير على ما يرام، عندما لا يكون الأمر كذلك، أو عندما تقنع نفسك أنَّك تحب عملك بينما تعلم جيداً أنَّك قادر على القيام بعمل أفضل بكثير؛ خلاصة القول: أحببْ نفسك بما يكفي حتى لا تخدع نفسك وتتنازل عن مبادئك لأسباب واهية.

8. النهوض بعد الرفض أو الفشل:

عندما تفشل أو تتعرض للرفض، فهذا يعني غالباً أنَّك أمام مسار جديد وفرصة جديدة؛ لذا كن صبوراً وإيجابياً، وتذكر أنَّه بصرف النظر عن عدد الأخطاء التي ترتكبها أو مدى بطء تقدُّمك، فأنت ما تزال متقدماً على كل من لا يحاول.

إقرأ أيضاً: الرفض هو إعادة التركيز على شيء أفضل

9. تحمُّل المسؤولية:

حتى عندما تصبح الأمور صعبة، استوعبها، وإذا كنت تعاني عملاً لا تحبه، حاول أن تعدَّه خياراً لكسب لقمة العيش، أو لتسديد إيجار منزلك، أو إعالة أسرتك، ولا تقاوم هذه الظروف فقط تبناها وتحمل مسؤوليتها، فهنا تكمن قوتك.

إذا كنت في علاقة تسبب لك الألم، فأنت تختار أن تكون فيها، وربما يؤدي الاستمرار بهذه العلاقة إلى تطور أساسي فيها أو انفصال أو فهم أعمق للحب، أو ربما لا، لكن أنت من يختار أن تكون داخل هذه العلاقة أو خارجها في الوقت الحاضر، وأيَّاً كان اختيارك تبنَّاه، فهنا تكمن قوَّتك.

10. الابتسام على أي حال:

لا تدع لحظة واحدة سيئة تفسد يومك، فكِّر في الأمر على أنَّه فقط لحظةً سيئة، وليس يوماً سيئاً، وستكون على ما يرام؛ إذ يبدأ التوتر عندما تكون قائمة مخاوفك أطول من قائمة امتنانك، وتبدأ السعادة عندما تكون قائمة امتنانك أطول من قائمة مخاوفك؛ لذا ابحث عن شيء تكون ممتناً له اليوم، وتأكد من تقدير ما لديك، وكن شاكراً للأشياء الصغيرة في الحياة التي تعني الكثير.

11. أن تكون لطيفاً بصدق مع كل شخص:

اللطف بالكلام يعزز الثقة والتحفيز، واللطف في التفكير يعزز الإيجابية والفرص، واللطف في العطاء يخلق القوة والمحبة، فمن خلال اللطف ستمتلك القدرة على إحداث تغيير عميق في حياة كل من تتعامل معهم، بما في ذلك حياتك، وعندما ترشد شخصاً ضائعاً ومرتبكاً، عندما تحتضن شخصاً حزيناً وكئيباً، عندما تعانق شخصاً فقد كل أمله، ستشعر أيضاً بأنَّك تتعافى وتزداد قوة؛ لذا افعل القليل من الخير أينما كنت؛ لأنَّ هذه الأجزاء الصغيرة من الخير مجتمعة هي التي تُغيِّر العالم.

12. مساعدة الآخرين على عيش حياة أفضل:

التأثير في الآخرين هامٌّ في أيَّة لحظة؛ لأنَّ لا شيء يدوم مثل ذكرى عظيمة، وفي النهاية، الأفكار والمفاهيم والمعتقدات والمشاعر غير الملموسة هي الوحيدة التي تدوم؛ يتشقق الحجر، ويتعفن الخشب، ويموت الجلد، لكن الأفكار العظيمة والتجارب الجميلة والأساطير الملهمة، تعيش للأبد، فإذا كان بإمكانك تغيير الطريقة التي يفكر بها الناس ويشعرون بها، والطريقة التي يرون بها أنفسهم، والطريقة التي يفسرون بها العالم، فهذا يعني أنَّه بإمكانك تغيير الطريقة التي يعيشون بها حياتهم، وكيف يؤثِّرون في الآخرين؛ وهذا إلى حد كبير، الشيء الأكثر استدامة الذي يمكنك إنشاؤه.

13. العيش بنزاهة واحترام:

النزاهة هي اختيار أفعالك بناءً على القيم الأخلاقية، بدلاً من المكاسب الشخصية؛ إذ يتعلق الأمر بالعيش بكرامة، وبفعل الشيء الصحيح، بصرف النظر عن أيِّ شيء، حتى عندما لا يعرف أحد ما إذا كنت قد فعلت ذلك أو لا؛ ففي نهاية المطاف، سمعتك هي ما يعرفه الآخرون عنك، واحترامك هو ما تعرفه عن نفسك.

14. أن تكون غريباً على طريقتك الخاصة:

كلنا غرباء، والحياة غريبة، وعندما نجد غرابة في العالم تجعلنا نرغب في العمل الجاد، فإنَّنا نسميها شغفاً، وعندما نجد شخصاً تتوافق غرابته مع غرابتنا، فإنَّنا نطلق على ذلك اسم الحب، وإذا قمنا بتوسيع الرؤية قليلاً، حتى نتمكن من رؤية كل الأشخاص الغريبين في العالم يفعلون ما يريدون، فإنَّنا ندرك أنَّ كونك غريباً ليس بهذه الغرابة، فبعد كل شيء، إنَّها الطبيعة البشرية.

شاهد بالفيديو: 6 طرق فعّالة لتتحكم في حياتك

15. تقبُّل الحب:

إنَّ أعظم مهامك ليست العثور على الحب، لكن اكتشاف وإزالة كل الحواجز التي بنيتها ضده داخل نفسك، فحتى عندما تكون خائفاً، حافظ على ثقتك، وافتح قلبك وعقلك للحب؛ فالسلام لا يعني غياب المتاعب؛ بل حضور المحبة، وعندما تجد الخير الموجود في الآخرين والمواقف، تكتشف الحب الموجود في داخلك.

16. نسيان الماضي:

التمسك بما لم يعد موجوداً يعوق طريق معظمنا؛ إذ يقضي معظمنا الغالبية العظمى من حياته في سرد ​​أحداث الماضي والسماح له بتوجيه مجرى الحاضر؛ لذا لا تضيع وقتك في محاولة العيش في زمان ومكان آخر، فقط دع الماضي يمر بسلام، ويجب أن تقبل نهاية شيء ما حتى تبدأ في بناء شيء جديد؛ لذا أغلق بعض الأبواب القديمة اليوم، ليس بسبب الكبرياء أو عدم القدرة أو الأنانية، لكن ببساطة لأنَّك جربت كل تلك الأبواب في الماضي وأدركت أنَّها لم تؤدِ إلى مكان يستحق وقتك.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح مهمّة تساعدك على نسيان الماضي والبدء من جديد

17. تقبُّل الحاضر:

ستفوتك دائماً فرصاً للاستمتاع أو الاستفادة من شيءٍ ما، ببساطة لا يمكنك الحصول على كل شيء؛ ومن ثَمَّ سيبدو الأمر دائماً، وكأن شيئاً رائعاً ربما يحدث في مكان آخر، لا بأس، لا تلتفت لذلك وأدرك أنَّ لديك كل شيء الآن؛ فأفضل ما في الحياة ليس في مكان آخر؛ بل إنَّه تماماً حيث أنت الآن في هذه اللحظة؛ لذا عليك أن تقبل أنَّ بعض الأشياء لن تكون لك أبداً، وأن تتعلم تقدير الأشياء التي تملكها فقط.

18. عيش حياتك على أكمل وجه:

أن تضحك كثيراً وتحب بصدق، أن تحترم الآخرين وتطلق أحكاماً أقل، أن تكسب مودة وابتسامات الأطفال الصادقة، وأن تكسب احترام الأقران الصادقين وتتحمل خيانة الأصدقاء المزيفين، وأن تقدر الجمال المحيط بك أينما كنت، أن تعثر على الخير في الناس والمواقف، وأن تمنح بقدر ما تستطيع وتترك أثراً جميلاً في العالم، أن تكتشف ما لديك من أفكارٍ واهتمامات وتفرح بها، أن تعرف أنَّ حياة شخص واحد على الأقل تحسنت بفضلك، بهذه الطريقة تعيش حياتك على أكمل وجه.




مقالات مرتبطة