غالباً ما نتعلم المعتقدات الذاتية المُقيدة في سن مبكرة، فربما طُردت من فريق رياضي في طفولتك، ونتيجة لذلك ظننت أنَّك غير بارع في الرياضة، أو حاولت العزف على آلة موسيقية وقيل لك إنَّك غير ماهر؛ أيَّاً كان السبب فنحن نواجه في حياتنا عقبات تغيِّر طريقة تفكيرنا جذرياً لسنوات.
تحدث الأمور على الشكل الآتي:
- نسمع أنَّنا فاشلون في شيء ما، أو نمر بتجربة سيئة مع شيء ما.
- نتجنَّب المحاولة مرة أخرى لفترة طويلة من الوقت؛ لأنَّ التجنُّب أسهل بكثير من مواجهة احتمال الشعور بمزيد من الألم وخيبة الأمل إذا فشلنا مجدداً.
- لا نبذل قصارى جهدنا عندما نحاول مرة أخرى، ونحاول فقط كي نتمكن من أن نقول لأنفسنا إنَّنا كما توقعنا لم نتمكن من فعل ذلك الأمر.
- لا نتحسن أبداً في هذا المجال من حياتنا؛ لأنَّنا لا نلتزم أبداً بتطوير أنفسنا فيه، ونستمر في اختلاق الأعذار واختيار الطريق السهل.
- يؤدي ذلك طبعاً إلى فشلنا في المجال، فنشعر بالسوء أكثر تجاه أنفسنا.
هل عشت تجربة مماثلة؟ حان الوقت لكسر هذه الحلقة، حتى تتمكن من البدء في إحراز تقدُّم مرة أخرى، والخطوة الأولى والأصعب هي تغيير طريقة تفكيرك.
3 أفكار نستخدمها لتجنب فعل الأمور الصعبة:
1. تصديق ما يقوله الآخرون:
لا تدع الناس الوقحين يفسدون حياتك ولا تدعهم يحبطونك، بصرف النظر عن مقدار السلبية التي يحاول الآخرون إحاطتك بها، فأنت لست مجبراً على الانصياع لهم والسماح لهم بالتأثير فيك؛ لذا قرر أن تنمو عوضاً عن ذلك؛ لأنَّ الحقيقة هي أنَّ ما يقوله الناس لك ويفعلونه لا يتعلق بك؛ بل بهم؛ فردود أفعال الناس تجاهك تتعلق بوجهات نظرهم وتجاربهم، وسواء اعتقد الناس أنَّك رائع أم مريع هذا يعكس آراءهم عن أنفسهم.
هذا لا يعني أن تكون نرجسياً وتتجاهل كل التغذية الراجعة؛ بل أن تعي بأنَّ قسماً كبيراً من الألم وخيبة الأمل والحزن في حياتنا مصدرها أخذ الأمور على محمل شخصي، في حين أنَّه في معظم الحالات من الأفضل أن تتجاهل آراء الآخرين الجيدة أو السيئة عنك وأن تثق بحدسك وحكمتك.
لذا ابقَ بعيداً عن مآسي الآخرين ولا تصنع المآسي لنفسك دون داعٍ، بدلاً من ذلك تخيل ما سيحدث إذا قضيت كل يوم توجه طاقتك نحو أكثر الاحتمالات إيجابية، اضحك بدل أن تنزعج، وبدلاً من أن تغضب ابتعد عن سبب المشكلة، الحياة أقصر من أن تقضيها في الجدال والقتال، أحصِ نعمك وابتعد بنفسك عن المآسي.
شاهد بالفديو: 10 معتقدات إيجابية يجب أن تتبناها
2. عيش حياتك وفق توقعات الآخرين:
معظمنا لم يتعوَّد على السعي إلى تحقيق هدفه الأسمى، وقد لا نعرف حتى ما هو، بوصفنا أطفالاً نادراً ما يُقال لنا أنَّ ثمة مكاناً فريداً لنا في الحياة، بدلاً من ذلك، نُشجَّع على الاعتقاد بأنَّ حياتنا يجب أن تفي بتوقعات الآخرين، وأنَّنا يجب أن نجد سعادتنا تماماً كما وجدوا سعادتهم.
بدلاً من أن نتعلم أن نسأل أنفسنا من نحن؟ نحن معتادون على طلب الإذن من الآخرين، وتعلمنا أن نعيش حياتنا بطريقة تشبه حياة الآخرين، وكل يوم يمر بالطريقة نفسها التي أملاها علينا شخص آخر، ثم في أحد الأيام عندما نتحرر لاكتشاف أحلامنا، ونسعى إلى تحقيق غاياتنا، نرى أنَّ معظم أحلامنا لم تتحقق لأنَّنا اعتقدنا كما قيل لنا إنَّ ما أردناه لأنفسنا كان بعيداً عن متناولنا.
حان الوقت للتخلص من هذه الأكاذيب وإجراء تغييرات، يتطلب الأمر شجاعة لتكتسب حكمة وتصبح الشخص الذي تريد أن تكونه.
3. اختلاق الأعذار:
قد تظن أنَّ قدرة شخص ما على فعل شيء ما لا يعني بالضرورة قدرتك على فعل الشيء ذاته، ربما لأنَّك لست جيداً بما فيه الكفاية، أو فاتتك الفرصة، أو غيرها من المبررات، على سبيل المثال، ربَّما تظن أنَّ سبب نجاح رجل الأعمال ذاك هو عدم امتلاكه أطفال، أو أنَّ شخصاً ما يمكنه جري الماراثون لأنَّه أكثر لياقة منك، أو أنَّ أحدهم ناجح لأنَّه ليس لديه واجبات ومسؤوليات بحجم واجباتك ومسؤولياتك، أو لأنَّ شريكه يدعمه.
من السهل العثور على الأعذار، لكن فكر في جميع الأشخاص الآخرين الذين لديهم أيضاً عقبات كبيرة ونجحوا على الرَّغم من ذلك، يوجد مئات الأشخاص الذين حققوا نجاحات في وقت متأخر من حياتهم، مثل: إنجاب أطفال بعد عمر الأربعين، أو التخرج من الجامعة بعد الستين، أو إطلاق شركة ناجحة في السبعين من العمر، وما إلى ذلك، وتكثر القصص عن أشخاص ذوي إعاقات أو أمراض تغلبوا على عقباتهم وحققوا إنجازات عظيمة.
يمكنك التغلب على عقباتك، فالشعور بأنَّك عاجزٌ هو مجرد شعور وليس حقيقة؛ لذلك لا تفترض أبداً أنَّك لا تستطيع تغيير الأمور، تتغير الحياة وكذلك من فيها؛ لذا لم يفت الأوان أبداً لتعيش حياة تفتخر بها، لا يوجد حدٌّ للعمر الذي يمكنك فيه تغيير حياتك.
في الختام:
أيَّاً كان ما تريد تحسينه في حياتك، ابدأ في العمل عليه لمدة 30 دقيقة كل يوم، وترقَّب كل نجاح صغير خلال رحلتك، بصرف النظر عن مدى صعوبة المسعى، ثم ذكِّر نفسك باستمرار بهذه الإنجازات، واستخدمها بوصفها حافزاً لاتخاذ الخطوة التالية، والتي تليها.
عندما تلاحظ أنَّك تفكر بأنَّك لست جيداً بما يكفي، ذكِّر نفسك أنَّ من أنت عليه الآن هو نتاج كل ما توقعه منك الناس المحيطين بك كطفل، أو ما كنت تتوقعه من نفسك طوال حياتك، والسبب المباشر لجزء كبير من ذلك هو السلبية الخارجية والداخلية المتعلقة بما هو ممكن وغير ممكن أن تحققه، لكنَّ الحقيقة هي أنَّك أنت من يقرر ما هو ممكن.
إذا كنت ما تزال غير مقتنع، فكر في اعتقاد ذاتي مُقيد، يمكن أن يتعلق الأمر بأيِّ جزء من حياتك تتمنى تغييره، مثل صحتك أو حياتك المهنية أو علاقاتك أو أيِّ شيء على الإطلاق، ما هو الشيء الوحيد الذي قررت أنَّه حقيقة واقعة؟
بعد ذلك، فكر في مرة واحدة كان فيها خلاف تلك "الحقيقة" صحيحاً، لا يهم كم كان النجاح صغيراً أو حتى لو كان نجاحاً جزئياً، ما هو الحدث الذي يمكنك تذكره وكنت تظن أنَّك لن تنجح فيه ولكنك نجحت فيه بجدارة؟ على سبيل المثال:
- ركضت ماراثون للأعمال الخيرية.
- فقدت الوزن ولم تكتسبه مجدداً.
- كنت محط التركيز.
- تحدثت بشجاعة عندما كان لديك ما تقوله.
- دافعت عن موقفك.
- شعرت أنَّك محبوب.
- أتقنت مهارة جديدة.
- طرحت فكرة حققت نجاحاً باهراً.
بمجرد تحديد معتقداتك المُقيِّدة يمكنك التخلص منها والبدء في اتخاذ الخطوات الصغيرة الصعبة والضرورية للمضي قدماً، وتحقيق نجاحات صغيرة، واكتساب مزيد من الثقة والحافز تدريجياً، حتَّى تتغير أفكارك الداخلية وحياتك إلى الأبد.
أضف تعليقاً