16 نصيحة للتعامل مع الأشخاص الفظين (الجزء الثاني)

هذا هو الجزء الثاني من سلسلة "16 نصيحة للتعامل مع الأشخاص الفظين"؛ فقد تحدَّثنا في الجزء الأول عن 4 نصائح، وسنكمل في هذا الجزء تقديم مزيدٍ من النصائح عن هذا الموضوع.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "سيليستين تشوا" (Celestine Chua)، وتتحدَّث فيه عن 16 نصيحة للتعامُل مع الأشخاص الفظين.

5. تعامل مع الموقف بموضوعية:

اسأل نفسك، هل الشخص فعلاً فظ، أم من المحتمل أنَّك تسيء فهم سلوكه؟ وحتى في حال كان الشخص وقحاً، هل من المُحتمل أنَّك تبالغ بسبب عواطفك بتقدير سوء الموقف؟

يكون بعض الأشخاص فظين بطبيعتهم، وأحياناً يكون ذلك أحد الطرائق التي يستخدمونها لحماية أنفسهم، قد تكون عقليتهم التي تركِّز على النتائج فقط هي ما يجعلهم يتجاهلون عواطف الآخرين، ومن الممكن أن تكون هذه وسيلتهم لإظهار أهميتهم للآخرين، وفي النهاية هذه هي طبيعتهم، وليس الأمر شخصياً إطلاقاً.

قد يكون بعضهم غير مدرك لكونه فظاً في بعض الحالات، على سبيل المثال، كنت أتناول الغداء مع زملائي في العمل ويبلغ عددهم 20 شخصاً، بمن فيهم أعضاء الإدارة العليا، والمديرون، وموظفون من رتب أدنى، وأعضاء الفريق، كنت أتَّبع حمية نباتية في ذلك الوقت، وكان جميع من معي يأكلون اللحوم، فكانوا يتناولون اللحوم، وأنا بدأت بتناول أطباق الخضار.

سألتني إحدى زميلاتي أمام زملائي الآخرين عن سبب اتِّباعي لنظام غذائي نباتي، فأخبرتها أنَّ السبب هو الرأفة بالحيوان، فردَّت بسخرية أمام الجميع: "إذاً، ليس للنباتات مشاعر؟ ماذا لو أظهرت الأبحاث أنَّ النباتات تشعر أيضاً؟ ماذا ستأكلين عندها؟"، ثمَّ بدأت بالضحك.

لقد شعرت بالدهشة بسبب قلة أدبها، فقد كان من الواضح أنَّها لم تتصرف بتهذيب، إلا أنَّني لم أفكِّر بالموضوع كثيراً، وعندما فكَّرت في الموقف بموضوعية، ومع الأخذ في الحسبان ما أعرفه عنها من خلال عملنا معاً، وجدتُ أنَّ تصرفها كان جهلاً منها وليس خبثاً.

لدينا ميل إلى تضخيم الموقف، خاصةً عندما يؤذي مشاعرنا، فيجب ألَّا نحاكم الأشياء وفقاً لعواطفنا، وألَّا نأخذ الأمور على محمل شخصي بأسلوب مبالغ فيه، فيجب أن تكون مُنصفاً في أحكامك على الآخرين.

إليك بعض النصائح لتحقيق ذلك:

  • نفِّس عن غضبك من خلال تدوين أفكارك، أو التحدُّث إلى صديق؛ إذ ستساعدك هذه الطريقة على التخلُّص من العواطف السلبية التي يمكن أن تشوِّش تفكيرك.
  • حلِّل الموقف من وجهة نظر محايدة.
  • اسأل نفسك: "لو كان ثمَّة شخص آخر مكانك، هل كان سيتعامل معه الطرف الآخر بنفس الطريقة الفظَّة؟ إذا كان الجواب نعم، فعلى الأرجح أنَّ هذه طبيعة في الشخص، ولست المقصود بهذا السلوك.
  • لاحظ كيف يتعامل الشخص الفظ مع الآخرين بأسلوب اعتيادي، فإذا كان يعاملهم بنفس الطريقة، فعلى الأرجح أيضاً أنَّ هذه مجرد طبيعة فيه.
  • تحدَّث إلى أحد أصدقائك عمَّا حدث، واستمع إلى رأيه، فمن المفترض أن يقدِّم لك وجهة نظر جديدة.
إقرأ أيضاً: الإطراء... كلمات سحرية تدغدغ الوجدان لكنها قد تدمره!

6. حدِّد الرد المناسب:

لا توجد قاعدة محدَّدة للرد على الأشخاص الفظين؛ إذ يمكن للصمت أن يكون رداً مناسباً جداً، ويؤكِّد ذلك أحد القرَّاء؛ إذ يقول: "إنَّني لا أتحدَّث كثيراً مع الأشخاص الفظين في كلامهم وأفعالهم، ألتزم الصمت دائماً عندما يعاملني بعض الأشخاص بفظاظة، أو عندما أواجه شخصاً في العمل يفكِّر دائماً بطريقة سلبية، يكون الصمت أحياناً هو الجواب الأفضل، كما أنَّنا نضع أنفسنا في نفس موقف الشخص الفظ عندما نحاول أن نتعامل معه بالمثل، فمن واجبنا أن نسمح للشخص الآخر بأن يسترخي، ومن ثمَّ نعبِّر له عن آرائنا، وأظنُّ أنَّ هذه الطريقة أفضل بكثير".

قد يكون من الصعب تجاهل الشخص الآخر في حال كانت المحادثة وجهاً لوجه، فنصيحتي لك هي أن تساعد الشخص الفظ على تعلُّم كيفية التواصل معك من خلال تعديل السلوك، فتجاهل تعليقاته، ولا ترد، أو اجعل ردك بارداً، أو تظاهر بأنَّك لم تسمعه من الأساس، وعندما يبدأ هذا الشخص بمعاملتك ببعض الاحترام، فاحرص على أن يكون ردك لطيفاً، وكن متحمساً وجاداً في تقديم المساعدة، وإذا كان هذا الشخص ذكياً، فسيفهم ما يحدث، وسيبدأ بمعاملتك بطريقة لائقة.

كانت إحدى زميلاتي في المدرسة غير لبقة أبداً، وكانت تسخر من الآخرين، كان الآخرون يرونها شخصاً وقحاً ومتعجرفاً، وكانت تسخر منِّي أنا أيضاً، تحمَّلت الأمر في البداية، لكنَّني سئمت منه فيما بعد، وأصبحت أتجاهلها في كل مرة تقوم بها بذلك، كان الأمر محرجاً في البداية، ولكنَّها استوعبت الفكرة بعد فترة، وتوقفت عن القيام بذلك.

شاهد بالفيديو: مهارات التواصل مع الآخرين

7. افهم السبب الذي يدفع الشخص ليكون فظاً:

إذا كان الشخص فظاً معك بالتحديد، فلا بدَّ أنَّ ثمَّة سبباً وراء هذا السلوك، ففي حين قد تشعر أنَّ الشخص يتقصَّد إهانتك وإفساد حياتك، فلا بدَّ أن يكون ثمَّة سبب لذلك، ربما يكون سبباً واضحاً أو غير واضح؛ فلماذا يتصرف هذا الشخص بهذه الطريقة؟ لماذا يقوم بهذا السلوك المُزعج؟ إذا فهمت السبب، فسيساعدك ذلك على التعامل مع هذا الشخص وأمثاله في المستقبل.

على سبيل المثال، عندما فكَّرت في حالة العميلة الفظة التي ذكرتها في الجزء الأول من المقال، أدركت أنَّها كانت تعاملني بهذه الطريقة السيئة لأسباب منها:

  • أنَّني أنثى (كونها كانت مهذبة مع الموظفين الذكور).
  • كنت أصغر منها بكثير (قد يكون العمر أمراً هامَّاً بالنسبة إليها).
  • لم أكن شخصاً هامَّاً بالنسبة إليها، وإلى أهدافها.
  • لم تحترمني، ربما لصغر سني، أو لأنَّني أنثى مثلها، أو ربما للسببين معاً.

كان رأي أحد صديقاتي أنَّ السبب هو أنَّني أصغر وأكثر جاذبية منها؛ لذلك كانت تنظر إليَّ بصفتي منافسة لها، هذه الفكرة طريفة، لكنَّني لا أظن أنَّ الأمر على هذا النحو، عندما يتعامل بعض الأشخاص بفظاظة مع الآخرين، فإنَّ السبب غالباً هو أنَّ هذا الشخص أقل قيمة، أو أقل أهمية منهم؛ وذلك ما يدفعنا إلى الغضب من الأشخاص الذين يعاملوننا بفظاظة، فلا أحد يحب أن يقلِّل الآخرون من احترامه، إذا كنت لا تهتم بالطريقة التي يعاملك فيها هذا الشخص، فهذا جيد، لكن ماذا لو أنَّك تعمل جنباً إلى جنب مع هذا الشخص، وتريد أن يتوقف عن سلوكه؟ الإجابة في النصيحة الآتية.

8. عالِج الأسباب:

لأنَّ الأسباب التي تحدَّثنا عنها في النصيحة السابقة هي دوافع للسلوك الفظ، فإنَّ معالجة هذه الأسباب ستوقِّف السلوك الفظ؛ إذ ستكون ثمَّة أسباب لا يمكنك معالجتها، على سبيل المثال، في حالتي لا يمكن لي أن أغيِّر من حقيقة أنَّني أنثى، أو أنَّني أصغر سناً من العميلة، لكن بخلاف ذلك، يمكنك معالجة العوامل، فبالنسبة إليَّ كانت بعض العوامل تتعلَّق بتصحيح منظوري، وهذا ما سنتحدث عنه في النصيحة رقم 10.

9. اطلب من الشخص أن يشرح لك كيف يمكنك مساعدته:

أؤمن بشدة أنَّ الأشخاص الفظين يتصرفون بهذه الطريقة لأنَّهم يعانون من القلق والسلبية؛ لذلك فإنَّ أفضل ما يمكنك فعله أحياناً هو سؤالهم: "هل يمكنني القيام بأي شيء للمساعدة؟"، ستُفاجأ كيف سيتخلصون من أسلوبهم المتوتر، ويصبحون أكثر استعداداً للنقاش.

يؤيِّد أحد قرَّائي وجهة النظر هذه ويقول: "أوجِّه كثيراً من الأسئلة للشخص الفظ، وثمَّة سببان يدفعانني للقيام بذلك، أولاً هو أنَّ من يطرح السؤال يسيطر على المحادثة، أمَّا السبب الثاني فهو على أمل أن يفهموا أنَّ ما يفعلونه ليس ضرورياً.

10. زد من نفوذك:

ينشأ السلوك الفظ عادةً نتيجة عدم احترام الشخص لسلطتك، أمَّا إذا رأى الشخص أنَّك جيد حقاً، وأدرك أهميتك، فلن يتعامل معك بفظاظة، على سبيل المثال، معظم ضحايا السلوك الفظ في الشركات هم الموظفون الصغار في السن، أو ذوو الدرجات الوظيفية المتدنية، والسبب أنَّه يُنظر إليهم على أنَّ لديهم سلطة أقل.

لذا؛ زد من أهميتك، وستفرض على الشخص الفظ أن يعاملك بلطف، وتذكَّر أنَّك لا تقوم بهذا الشيء من أجل هذا الشخص تحديداً؛ بل من أجل تحسين مكانتك، وجعل حياتك أسهل، وإليك كيف تقوم بذلك:

شاهد بالفيديو: 8 صفات تدل على صاحب الشخصية النرجسية

كن أحد العناصر الهامَّة:

ذلك من خلال زيادة القيمة التي تضيفها، وتقديم أفضل أداء لديك بحيث تصبح شخصاً لا غنى عنه، كن مثابراً في عملك، وساهم في العمل متى ما كان ذلك ممكناً، واستمر بإيجاد الطرائق التي تضيف من خلالها مزيداً من القيمة.

افهم ما هو الشيء الهام بالنسبة إلى هذا الشخص:

اعرف ما هي الأشياء الهامَّة بالنسبة إلى هذا الشخص، وما الذي يقدِّره أكثر من أي شيء، ومن ثمَّ ركِّز على هذه الأشياء، على سبيل المثال، إذا كان هذا الشخص يقدِّر الفاعلية، فستجبره زيادة فاعليتك على احترامك، وبالنسبة إلى العميلة التي تحدَّثتُ عنها، فقد كان أكثر ما تهتم به هو إنجاز العمل؛ لذلك وبدلاً من أن أنزعج من قلة لباقتها، ركَّزتُ على نفس الهدف الذي تركِّز هي عليه، وقد ساعد هذا على تسهيل التواصل فيما بيننا.

تعرَّف إلى الأشخاص ذوي السلطة:

يساعدك توطيد العلاقات مع الأشخاص ذوي المناصب الرفيعة في الشركة على زيادة نفوذك، فإذا كان ثمَّة من يجعل حياتك الوظيفية صعبة، فمن الأفضل أن تتعرف إلى مزيد من كبار الموظفين الذين يمكنهم مساعدتك، ولا نعني بذلك أن تتودَّد إليهم من أجل هذه الغاية فقط؛ بل اسعَ فعلاً إلى أن تكون صديقاً لهم، وأظهِر اهتمامك بسعادتهم، وحاول تحسين العلاقة.

إقرأ أيضاً: 4 عادات يومية للأشخاص الذين يملكون شبكة علاقات استثنائية

في الختام:

إلى هنا نصل إلى نهاية الجزء الثاني من هذه السلسلة التي نقدِّم فيها 16 نصيحة للتعامل مع الأشخاص الفظين؛ وسنقدِّم في الجزء الثالث والأخير مزيداً من النصائح؛ لذا تابعوا معنا.




مقالات مرتبطة