15 عادة بسيطة تساعدك على النجاح

لطالما كانت الحكمة القائلة بأنَّ النجاح يعتمد على قوة الإرادة، والتحفيز، وإجبار أنفسنا على التغير غير فعالة، إذن ألا تتمنى لو كان بإمكانك المضي قدماً نحو أهدافك باتباع عادات صغيرة وبسيطة مصممة لتواظب على النجاح كل يوم؟



هذا الأمر ممكن في الحقيقة؛ ففي الوقت الذي تعلَّم فيه معظمنا الاتكال على قوة الإرادة لتحقيق الأهداف، نسف المختص بعلم النفس الاجتماعي روي بوميستر (Roy Baumeister) في البحث الذي أجراه هذا الاعتقاد كلياً بقوله إنَّها موردٌ محدودٌ للنجاح، وبعبارة أوضح: قد تنضب قوة الإرادة فجأةً.

ومع ذلك، فنحن بوصفنا بشراً، مجبولون على الحفاظ على إرادتنا صلبةً من خلال بناء العادات؛ وبذلك تستطيع أن تبدأ اليوم بمجموعة من العادات الصغيرة والبسيطة السهلة. ستتعلم في هذا المقال، 15 عادةً بسيطة تأخذ بيدك إلى النجاح، وتعطيك الدفع اللازم في حياتك.

إن جربت القيام بهذه الأمور لفترة كافية، فستعتاد القيام بها تلقائياً دون عناء وسوف تتحول إلى شيء بالكاد يجب عليك التفكير فيه؛ وبدلاً من ذلك يمكنك فعله بصورة طبيعية، دعونا نتعمق في عادات النجاح البسيطة هذه:

1. الامتنان:

وهي أول عادة ناجحة في هذه القائمة؛ فنحن كثيراً ما نسمع عن الامتنان، وهو عادة مدعومة علمياً؛ إذ يعزز التعبير عن الامتنان الصحة، ويقود إلى النجاح، ويساعد على التغلب على الصعوبات بوتيرة أسرع.

عندما نغيِّر عقيلتنا الباحثة عن المشكلات، إلى ما يجلب لنا النجاح في حيواتنا؛ نغيِّر مشاعرنا ونضع معايير أيامنا؛ لذا اكتب ثلاثة أشياء أنت ممتن لها في الصباح، وابدأ يومك بحماس.

2. الابتعاد عن عوامل التشتيت:

في عالم من الإلهاء غير المتناهي، يجب أن يكون انتباهك أهم أولوية لديك؛ بدلاً من أن تبدأ نهارك بتفقد هاتفك، وتكوِّن ردات فعل سيئة على كل شيء، سيطر على هذه الرغبة، وابدأ اليوم بشروطك الخاصة.

لفعل ذلك، ضع هاتفك على وضع الطيران لمدة ربع ساعة على الأقل، ثم زد هذه المدة إلى ساعة أو أكثر.

إقرأ أيضاً: 4 استراتيجيات للتركيز على أهدافك وتجنب عوامل التشتيت

3. النشاط البدني:

يُعدُّ النشاط الجسدي أمراً حيوياً لصحاتنا؛ ولكن تبدو أهميته أكبر بالنسبة لأذهاننا وكيمياءاتنا العصبية.

وجد الدكتور جون ريتي (John Ratey)، مؤلف كتاب: (الشرارة: علم التمرين الثوري الجديد والدماغ) (Spark: The Revolutionary New Science of Exercise and the Brain)، أبحاثاً لا حصر لها تؤكد على أهمية النشاط البدني للإبداع والتحفيز والأداء الذهني؛ لذا ابدأ بخطوات صغيرة، فمثلاً، حدد وقتاً لممارسة نشاط واحد لمدة 10 دقائق على الأقل.

4. العمل الإبداعي:

كان لدينا جميعاً ذلك النشاط الإبداعي الذي اعتدنا القيام به ولكن منعتنا صعوبات الحياة من متابعته؛ يُشعرنا ذلك الشيء الذي نحب القيام به، بتحسن؛ لكن عادةً ما نتجاهل ممارسة عادة العمل الإبداعي الناجحة. يُظهر القيام بشيء إبداعي باستمرار القوة الضرورية، التي تُترجم في مشاريع أخرى تحاول إنجازها؛ لذا خصِّص عشرين دقيقة على الأقل يومياً لمحاولة إنجاز شيء إبداعي.

5. التقدير:

متى كانت آخر مرة تلقيت فيها رسالة شكر وعرفان مكتوبة بخط اليد أو هديةً بسيطةً؟ فكن الشخص الذي يرسل هذه الرسائل، وراقب كيف أنَّها لا تعمِّق الارتباط فحسب، بل تجعلك تشعر بتحسن أيضاً؛ واعلم أنَّك ستجد في إسعاد الآخرين سعادةً غامرةً، فلا تنسَ إرسال رسالة تقدير واحدة على الأقل كل يوم.

6. إيجاد وقت للتركيز:

مَن برأيك أكثر إنتاجية: شخص يعمل 55 ساعةً في الأسبوع، أم شخص يعمل 70 ساعة؟

إن ظننت أنَّ من يعمل عدد ساعات أطول هو أكثرهم تركيزاً، ففكِّر مرةً أخرى، فقد أظهرت الأبحاث التي أُجريت في جامعة ستانفورد انخفاض الإنتاجية بعد 40 ساعةً من العمل أسبوعياً وانحدارها الخطير بعد 55 ساعةً، بالمختصر، تلك الساعات الخمس عشرة الإضافية ليست إلا مضيعة للوقت.

لذا إن أردنا جعل التركيز عادة، ابدأ باتباع تقنية بومودورو (Pomodoro)؛ وذلك بتخصيص جلسات لمدة 25 دقيقةً مرةً واحدةً على الأقل يومياً، واستعن بها لكسب وقت للتركيز.

7. ممارسة تأمُّل اليقظة الذهنية:

أظهرت ممارسة عادة اليقظة الذهنية من خلال التأمل أنَّها تؤدي إلى زيادة الرفاهية، وتعزيز الإبداع، ومنحنا المنطلق الذي نحتاج.

لكن يرى الكثيرون أنَّ هذه العادة معقَّدة، ويعتقدون أنَّهم  يقومون بها بطريقة خاطئة، إن كان التأمل صعباً بالنسبة إليهم؛ لكنَّها في الحقيقة ليست سوى ممارسة تتحسن بمرور الوقت.

اقضِ خمس دقائق على الأقل في التركيز على تنفسك، في هدوء، أو استخدام التأمل الموجَّه.

إقرأ أيضاً: 3 عادات بسيطة لممارسة تأمل اليقظة الذهنية

8. كتابة اليوميات:

لا يمنحك تدوين الأشياء في دفتر يومياتك الوضوح فحسب؛ بل يعزز المعنى، ويتيح لك التعرف إلى أنماط التفكير والسلوك.

يمكن استخدام دفتر اليوميات بطرق مختلفة، وذلك لتحليل النجاح، أو إدارة العواطف الصعبة، أو التفكير في خبراتنا اليومية، فهي أداة فعالة لاكتشاف الذات والتفكير أيَّاً كانت الطريقة التي نتَّبعها.

واظب على تخصيص خمس دقائق على الأقل لتدوين اليوميات مرةً واحدةً يومياً، من خلال التفكير في يومك، أو طرح أسئلة مفتوحة، أو استكشاف العواطف.

شاهد بالفيديو: 5 طرق تجعل من تدوين اليوميات عادة مكتسبة

9. المواظبة على التعلُّم:

يتيح التعلُّم لمدة 10 دقائق على الأقل يومياً لأيِّ شخص أن يتمتع بخبرة أعلى من المتوسط ​​في معظم المجالات، هذا أمر رائع، أليس كذلك؟

انظر إلى الأمر بهذه الطريقة: توصلك عشر صفحات من القراءة في اليوم، إلى متوسط يبلغ 18 كتاباً في السنة! إذا فعلت ذلك لمدة ثلاث سنوات، تكون قد قرأت 54 كتاباً حول موضوع واحد، وهذا عدد لا يُستهان به ليكسبك المهارة ويجعلك مرغوباً في سوق العمل.

تُعدُّ المواظبة على التعلُّم واكتساب الثقافة عادةً ناجحةً يشترك فيها العديد من الناجحين؛ لذا ضع مؤشراً للتعلُّم كل يوم، سواء كان ذلك قراءة عشر صفحات في اليوم أم القراءة يومياً في وقت فراغك.

10. حلُّ المسائل العالقة:

نادراً ما يتَّبع أحد هذه العادة؛ لكنَّها هامة؛ لأنَّ من المحتمل أنَّ لديك مسائل عالقة يجب حلها.

فقد تكون المسألة العالقة رسالةً يجب الرد عليها، أو قراراً يجب عليك اتخاذه، أو أيِّ شيء مُعلَّق، إن لم تنهها، فستهدر طاقتك، وقوة إرادتك، وتُضعف قدرتك على التركيز؛ لذا اعتد حل ثلاث مسائل عالقة على الأقل كل يوم، لخلق الوضوح وممارسة مهارة اتخاذ القرار.

11. وضع الحدود:

نكنُّ الاحترام للأشخاص الذين يضعون حدوداً، ويرفضون الطلبات التي لا تتوافق مع أولوياتهم؛ لكنَّنا لا نفلح في القيام بذلك بأنفسنا.

يُعدُّ وضع الحدود عادةً، كأن تضع تقويماً كل أسبوع وتلتزم به، أو تجري محادثةً مع شخص ما حول ما تركز عليه حالياً، أو قد يعني ببساطة رفض أداء أمرٍ لا يناسبك.

لجعل وضع الحدود عادةً، ابحث عن طريقة واحدة كل أسبوع تضمن فيها حماية وقتك وطاقتك وانتباهك.

12. معاينة أمور جديدة:

هذه إحدى العادات التي تمهد لك طريق النجاح، فمع أنَّ جميع العادات السابقة هامة، لكن أفضل الأنشطة تحتاج إلى التعزيز؛ لذا عاين أموراً جديدة لإطلاق شرارة من الأفكار، أو البصيرة، أو المنظور.

على سبيل المثال: تغيير عادة التمرين، أو قراءة كتاب من النوع الذي لا يستهويك، أو حتى سلوك طريق جديد إلى المنزل من العمل، تعد هذه جميعها طرائق بسيطة لخُبر أمور جديدة في حياتك، أضف جرعة أسبوعية من الأمور الجديدة إلى جدولك واجعلها عادة وستلاحظ الفرق بالتأكيد.

13. الاحتفاء بالإنجازات:

نحن لا نمتلك تقديراً سليماً للحظ نموِّنا، خاصةً إن كنَّا نعد أنفسنا من ذوي الأداء العالي؛ لكن يجب ألا نُغفل القيمة العظيمة لتحقيق المكاسب والاحتفاء بها، من خلال التوقف قليلاً، والتفكير في المدى الذي وصلنا إليه. عندما تفعل ذلك، ستركِّز على ما يمنحك النجاح، وتستثمر التقدم، وتحجب جانبك الذي يمنعك من المضي في العمل، احتفِ بثلاثة انتصارات كل يوم عن طريق كتابتها.

14. إعطاء الأولوية لوقت الفراغ:

يتعلق إعطاء أولوية لوقت الفراغ في الحياة، بتخصيص وقت لإعادة الشحن، ونيل بعض الراحة التي أنت بأمسِّ الحاجة إليها في عالم مليء بالمحفزات.

يَعدُّ الكثيرون وقت الفراغ مضيعةً للوقت، أو يقضونه في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أو غيرها من عوامل الشتيت؛ لكن عليك استثمار هذا  الوقت لتكون مع ذاتك، ومع الأشخاص الذين تحبهم. تعوَّد إيجاد وقت فراغ،  وتذكَّر أنَّه يتعلق بالنوعية، أكثر مما يتعلق بالكمية.

15. عادة إيقاف التشغيل:

آخر عادة ناجحة في هذه القائمة هي عادة إيقاف التشغيل؛ إذ تزخر نطاقات النمو الشخصي بالممارسات الصباحية للنجاح، والتي لا نستطيع إنكار تأثيرها العظيم؛ لكن ماذا لو شطبناها من قائمتنا؟

في عالم العمل عن بعد، قد نجد أنفسنا في "وضع النشاط" دوماً أكثر من أيِّ وقت مضى؛ بدلاً من ذلك، أنشئ عادة بسيطة لإيقاف التشغيل ليلاً، وذلك عن طريق الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية، والاحتفاء بالإنجازات، والقيام بأيِّ أمر يعطي عقلك الإشارة أنَّه قد حان موعد الراحة.

أنت من يجب أن يبني هذه العادة؛ على سبيل المثال: يمكن أن تكون إحدى الممارسات إيقاف التشغيل، وإغلاق الحاسوب المحمول، وتنظيف المكتب، وإبعاد الهاتف لقضاء الوقت مع العائلة.

النجاح ليس صفةً بل عادةً:

نظن أنَّ النجاح عبارة عن مجموعة من السمات أو المورثات التي يمتلكها بعض الأشخاص، ولكن هذا ليس صحيحاً؛ إذ يتعلق النجاح بالأفعال التي نفعلها بانتظام وتتحول إلى عادات.

اعتبر عاداتك كالطيار الآلي في رحلة جوية عبر البلاد، حيث يقوم الطيارون بالأعباء الثقيلة التي يتطلبها الإقلاع والهبوط، ثم يتوقفون ويقومون بالمراقبة أثناء الرحلة.

يمكنك أن تفعل الشيء نفسه في حياتك عن طريق جعل نجاحك ونموك عادةً، بدلاً من استخدام قوة الإرادة أو الانضباط بصورة دائمة؛ لذا ابدأ بعادة بسيطة، ولا تعقدها، وستلاحظ النتائج المذهلة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة