حياة الإنسان أشبه برحلة يصادف خلالها عدد كبير من الناس، بعضهم يرحل بسرعة، ويطيل آخرون البقاء، يشاركه بعضهم أفراحه، ويسخر آخرون منه، ولكن في النهاية بعد انتهاء المرح والأوقات الطيبة لا يبقى إلا قلَّة قليلة لمساعدته في وقت الأزمات التي تسبَّب بها وجود بعض الناس في حياته، وهؤلاء القلَّة القليلة هم الأصدقاء الحقيقيون في الحياة والأكثر أهمية فيها.
نقدِّم فيما يأتي 15 شيئاً يقوم به الأصدقاء الحقيقيون بشكل مختلف:
1. يتعاضدون في أثناء مواجهة المشكلات:
يستشعر الصديق الحقيقي الذي يعرفك ويحبك بصدقٍ شعورَك بالألم من نظرة عينيك، في الوقت الذي يعتقد فيه الآخرون أنَّك سعيد؛ لذا ليس عليك أن تبحث عمَّن يحلُّ جميع مشكلاتك، بل عن صديقٍ يساعدك في مواجهتها.
2. يقدِّمون كل ما يستطيعون تقديمه لأنَّهم يهتمون بصدق:
تنشأ أبرز التحديات في العلاقات من حقيقة أنَّ معظم الأفراد يدخلون فيها بغية الحصول على فائدة معينة، فتُرانا نبحث عمن يُشعرنا بالسعادة والراحة، والطريقة الوحيدة لاستمرار العلاقات والسعادة الناجمة عنها على الأمد الطويل هي تبنِّي مفهوم الأخذ والعطاء؛ أي إنَّ العطاء متبادل ولا بأس بالاستفادة من العلاقة في هذه الحالة.
3. يخصصون وقتاً كافياً لبعضهم بعضاً:
تَحدُث المشكلات في العلاقات عندما تنعدم اللقاءات الشخصية بين الأطراف، فمن يهتم لأمرك بصدق سيخصِّص الوقت اللازم للقائك بصرف النظر عن مشاغله ومسؤولياته، ولا يُفتَرض بك أن تطلب هذا الوقت ولا أن يطلبه منك الطرف الآخر؛ بل يجب على كلٍّ منكما أن يوفر هذا الوقت عن طيب خاطر.
4. يمنحون بعضهم الحرية:
تفسح العلاقات السليمة مجالاً للحرية ولا تفرض نفسها، فتزدهر العلاقات في بيئات كهذه؛ لذلك عليك أن تعطي صديقك حرية الانسحاب من العلاقة، فإن كان يُقدِّر صداقتكما، فلن يتركك تحت أي ظرف كان.
5. يتواصلون بفاعلية:
الصراحة هي أساس العلاقات السليمة، بمعنى أن تفصح عن استيائك ولا تدعه يستفحل داخلك ويؤذي علاقاتك، وأن تعرب عن غيرتك بطريقة صريحة وصادقة لكي تعالج مشكلات الثقة بالنفس لديك، كما عليك أن تخبر شريكك بالأمور التي تتوقعها منه، والمشكلات التي استوقفتك حتى يتسنى لكما معالجتها معاً، ومن الهام أيضاً مشاركة الجوانب الطيبة في العلاقة لتحسين جودة التواصل بين الطرفين.
6. يتقبَّلون بعضهم دون فرض شروط:
لا يمكنك تغيير أيِّ شخص في العالم، ناهيك عن أنَّه سيدرك عدم قبولك إياه ويتألَّم، فصديقك الحقيقي هو مَن يعرفك على حقيقتك ويحبك مثلما أنت؛ لذا إياك أن تتغير بغية نيل إعجاب الآخرين، وإنَّما عليك أن تتمسك بتفرُّدك حتى تقابل أشخاصاً مناسبين يحبُّون شخصيتك الحقيقية، وعليك بدلاً من محاولة تغيير أمر معين يخص صديقك، أن تفكر بالجوانب التي يمكنك أن تغيرها في شخصيتك.
7. يتحلون بالصدق، ويتوقعون مقابلة صدقهم بالمثل:
قال الكاتب الأمريكي "ليو بوسكاليا" (Leo F. Buscaglia) ذات مرة، "الآخرون ليسوا ملائكة، ولا أحد سيرقى لمستوى توقعاتك؛ لذا عليك ألا تفرط في تحليل علاقاتك أو تستخف بها أو تتلاعب بشريكك، فإنَّ الصدق شرط أساسي ولازم لارتقاء وازدهار العلاقات".
إياك أن تتلاعب بمشاعر وأفكار الآخرين، إذ لا يُفترض بالحب والصداقة إلحاق الأذى بالآخرين، فيؤدي الكذب، والخداع، والتلاعب بمشاعر وعواطف الآخرين إلى إلحاق الأذية بهم، وبناءً عليه يجب أن تلزم الصدق، والصراحة، وتتصرف على طبيعتك على الدوام.
8. يقدمون التنازلات:
لا يتوانى الأصدقاء الحقيقيون عن تقديم التنازلات، وإيجاد الحلول التي تناسب جميع الأطراف خلال النزاعات، بدلاً من حمل أحد الأطراف على التغير أو التنازل.
شاهد بالفيديو: 7 أنواع من الأصدقاء ابتعد عنهم تماماً
9. يدعمون التغيرات المرافقة لنموِّهم:
تتغير حاجاتنا بمرور الوقت، وليس بالضرورة أن يكون هذا التغير هداماً، وإنَّما يمكن أن يدل في كثير من الأحيان على نماء شخصيتك، ولا يُفترض أن تعتذر بسبب حدوث مثل هذه التغيرات البناءة؛ عليك بدلاً من ذلك أن تشرح شعورك بصراحة وصدق، وتواصل القيام بالأفعال الصائبة بالنسبة إلى قناعاتك.
10. يؤمنون ببعضهم بعضاً:
إنَّ مجرد الإيمان بالطرف الآخر، وإبراز هذا الإيمان بأقوالك وأفعالك يمكن أن يُحدِث تقدُّماً بارزاً في حياته؛ إذ تشير الدراسات إلى أنَّ الأفراد الذين يحققون النجاح والسعادة في حياتهم رغم ظروف التنشئة العائلية المضطربة يشتركون في وجود شخص يؤمن بقدراتهم.
لذا عليك أن تؤمن بأحبتك وتدعم أحلامهم وهواياتهم وشغفهم، وتشاركهم إياها وترفع معنوياتهم، وتشجعهم قدر الإمكان؛ أي إنَّ إيمانك بالغ الأهمية بالنسبة إليهم بصرف النظر عن تحقيق أحلامهم أو عدمه.
11. يتوقعون أموراً واقعية من علاقاتهم:
ليس ثمة سعادة دائمة، ويجدر بالأصدقاء أن يتوقعوا أموراً منطقية من علاقاتهم؛ لذا عليك أن تلاحظ الممارسات المرتبطة بتجاربك السابقة كالخوف من علاقة قديمة عندما تبدأ بإسقاطها على الطرف الآخر في علاقتك الحالية وتبذل ما بوسعك لتخطيها.
عليك أيضاً أن تدرك المواقف التي تنتظر فيها عون الطرف الآخر في أمر ينبغي أن تفعله بنفسك، كأن تنتظر منه أن يهتم باحتياجاتك أو أن تستمد منه شعورك بالقبول والاستحسان، ثم عليك أن تقوم بالتخلص من هذه التوقعات وتعتمد على نفسك وحسب.
12. يظهرون احترامهم لبعضهم باستخدام أساليب بسيطة:
يجب أن تعرب عن تقديرك لعلاقاتك الهامة بأساليب معينة في كل فرصة سانحة، فيمكنك أن تقوم بمبادرات بسيطة تظهر فيها تقديرك ومودتك لتعميق وتحسين جودة علاقاتك؛ وذلك لأنَّ إسعاد أحدهم يمكن أن يُحدِث تقدماً كبيراً في حياتهم.
إنَّ اللطف والامتنان هامان جداً؛ لذا عليك أن تبذل جهدك في الإصغاء باهتمام لكلام الآخرين ولا تتعجل في الكلام، أو تستخف بوجود الطرف الآخر في حياتك، بل يجب ملاحظة جميع الأفعال العذبة التي يقومون بها وكأنَّك تراها للمرة الأولى بنفس الانبهار وتتأكد من علمهم بماهية شعورك.
13. يصغون باهتمام لجميع التفاصيل:
إنَّ الإفصاح عن رأيك، وإظهار اهتمامك بحديث الطرف الآخر له تأثير شديد فيه، فضلاً عن أنَّ خير الكلام ما قلَّ ودلَّ؛ أي لا يحتاج الفرد إلى الكثير من النصح، بل للاستماع باهتمام وبعض التشجيع، فيحتاج الإنسان عادةً إلى مَن يستمع إليه بصدق ويساعده على ترتيب أفكاره واكتشاف الشغف والتوجه القابع في أعماقه.
14. يحافظون على وعودهم:
يجب على المرء أن يفي بأقواله وأفعاله ويلزم الصدق عند الإفصاح عن مشاعره، ويمتنع عن الكذب في شتى الظروف، فيَفي الأصدقاء الحقيقيون بوعودهم، ويقولون الحقيقة بصراحة.
15. لا يتخلون عن بعضهم:
ثمة أشخاص في الحياة يرافقون المرء لكي يحققوا مصالحهم الشخصية، ويتخلون عنه حالما يتوقف عن تلبية احتياجاتهم، ولا بأس بذلك حتى تتخلص من الأنانيين وتبقي على أشخاص تستطيع الاعتماد عليهم في حياتك، فنحن لا نخسر الأصدقاء أو الأحبة بل نكتشف الصادقين منهم مع مرور الوقت.
أضف تعليقاً