لماذا قد يغرق بعضنا في الاستهلاك المادي والديون، وبعضنا الآخر قد يؤذي نفسه، وقد يسعى آخرون إلى اتباع عاداتٍ سيئة مثل التدخين أو المقامرة، وآخرون للتخلص من الخوف واللوم يسحقون - باستخفافٍ - شخصياتهم الفريدة، وينتقدون ذكاءهم وشبابهم الذي لا يُقدَّر بثمن؟ ولماذا عندما نتعثر لا نحاول النهوض مرة أخرى؟ أو بعد أن نفقد شيئاً نستسلم ولا نحاول البحث عن شيء آخر؟
لأنَّنا ببساطةٍ نفقد الثقة بأنفسنا، ونتخلى عن ذواتنا سريعاً عند أول فشلٍ نواجهه، ويتملكنا شعورٌ كبير بالسلبية يرهقنا من الداخل، ويشدنا إلى هوةٍ كبيرة من الشك الذاتي لا يسعنا الخروج منها بسهولة.
لقد مررنا جميعاً بهذا الشعور في مرحلةٍ ما من حياتنا أيضاً؛ لذا إذا كنت تعاني من هذا الشعور حالياً، إليك فيما يأتي بعض النقاط الهامة التي من المفيد تذكُّرها في مثل هذه اللحظات.
رسائل يجب تذكُّرها في لحظات الشكِّ:
- عندما تواجه صعوبة في زواجك أو تربية أطفالك أو إيمانك وما إلى ذلك؛ فهذا لا يعني أنَّك تؤدي واجباتك أداءً خاطئاً؛ فقد تكون هذه الجوانب الخاصة والمعقدة من الحياة هي الأصعب عندما تفعلها فعلاً صحيحاً؛ أي عندما تكرِّس لها الوقت وتخوض محادثات صعبة وتقدِّم التضحيات يومياً.
- في الأيام الصعبة ولا سيما عندما تشعر أنَّك لا تستطيع التحمل، ذكِّر نفسك أنَّك مررت بسجل حافل من الأزمات تجاوزت فيه أوقات كثيرة صعبة حتى الآن.
- الإيمان بأنَّك ستجد حلاً قريباً وفي الوقت المناسب؛ إذ إنَّك ستتعلم درساً في النهاية من خلال كلِّ التقلبات والصعوبات التي تمر بها، وهو عدم وجود قرارات خاطئة في الحياة؛ بل خيارات ستأخذك في مسارات مختلفة؛ ففي بعض الأحيان يجب أن تتأذى لكي تنمو أو تخسر لكي تكسب، وأحياناً لا يمكن تعلُّم الدرس الذي تحتاج إليه كثيراً، إلا من خلال القليل من الألم.
- الألم أمرٌ لا مفر منه، لكنَّ المعاناة اختيارية.
- الحياة ليست أن تبقى دائماً كما أنت، ولا أن تتوخى الحذر دوماً وتتجنب المغامرة، ولا تتعلق بالوقوف عاجزاً بلا حراك فاسحاً المجال للشك الذاتي أن يتغلغل في داخلك؛ بل يتعلق الأمر بالتواصل مع روحك، واحترام نزاهتك والثقة بنفسك دائماً بأنَّك قادر على تجاوز الصعاب، كما يتعلق الأمر أيضاً باتخاذ بضع خطوات بصرف النظر عن مدى صعوبتها أو صغر هذه الخطوات، وحتى تتمكن من المُضي قُدماً والتطور.
- يجب أن تتخذ قراراً حازماً بأنَّك ستمضي قُدماً، ولن يحدث ذلك دائماً أو تلقائياً؛ ففي بعض الأحيان، عليك أن تنهض وتقول: "لا يهمني مقدار صعوبة هذا، ولا يهمني كم أشعر بخيبة أمل، ولن أسمح لهذا الفشل أن يسلبني أفضل ما لدي، فأنا أمضي قُدماً في حياتي".
- بصرف النظر عما يحدث يمكنك مواجهة عقبات اليوم بكفاءة، فلا تصبح الحياة معقدة، إلا عندما تركِّز على عقبات الأمس والغد؛ فتجربة اليوم ليست هي التي تدمرك، بل الأسف والاستياء من شيء حدث بالأمس أو الخوف والرهبة ممَّا قد يجلبه الغد؛ لذلك من الضروري أن تعيش كلَّ يوم على حدة وتركِّز عليه فقط.
- عندما تتوقف عن القلق بشأن ما لا يمكنك التحكم به، يكون لديك الوقت لتغيير الأمور التي يمكنك التحكم بها، وهذا يغير كلَّ شيء.
- عدم القلق بشأن الأخطاء والإخفاقات؛ بل عليك أن تقلق بشأن ما ستتخلى عنه عندما لا تحاول حتى الحصول عليه.
- إنَّ ارتكاب الأخطاء يعني أنَّك تفعل شيئاً ما في العالم الحقيقي وتتعلم منه، فلا تكتسب التعلم الحقيقي من مجرد الإصغاء أو القراءة؛ بل من ارتكاب الأخطاء، والتي تأتي نتيجة تطبيق ما تتعلمه تدريجياً.
- إذا لم تسعَ جاهداً إلى ما تريد، فلن تحصل عليه أبداً، وإذا لم تسأل مرة أخرى، فستكون الإجابة دائماً لا، وإذا لم تتقدم للأمام مرة أخرى ستبقى عالقاً في المكان الذي أنت فيه تماماً.
- بين جملتَي: "سأحاول مرة أخرى" و"استسلمت" ثمة عمر يمضي، وهو الفرق بين المسار الذي تسلكه والمسار الذي تتركه وراءك، والفجوة بين وضعك الحالي ومستقبلك ومساحة صغيرة من القصص التي ستخبرها لنفسك في المستقبل عما كان يمكن أن يتحقق.
- كلُّ شخص لديه موهبة، لكن ما لا يملكه كلُّ شخصٍ إلَّا نادراً هو الشجاعة للسعي وراءها حتى حين مواجهة أوقات صعبة.
- الشجاعة ليست دائماً في الأعمال الكبيرة؛ بل في فكرة أن تحاول مرة أخرى.
- إذا كنت ما تزال تفكر "يجب أن تكون الأمور مختلفة الآن"؛ خذ نفساً عميقاً، فهذا ليس صحيحاً وأنت تعرف ذلك؛ لأنَّه لو كان صحيحاً، لكانت الأمور مختلفة الآن؛ لذا ابقَ حاضراً وركِّز على ما يمكنك إنشاؤه اليوم، وغداً سيكشف عن نفسه تماماً كما ينبغي، كما حدث بالأمس بالفعل.
شاهد بالفيديو: 15 رسالة يجب تذكرها في لحظات الشك الذاتي
في الختام:
حان دورك لتحكم على نفسك بطريقة أفضل، وأن تمنح نفسك كلَّ ما تحتاجه من الحب والثقة؛ فدع ذلك يتغلغل في ذهنك، ثم استفد من الرسائل أعلاه حسب الحاجة للسماح لها بالتغلغل في ذهنك عميقاً.
الحق يُقال، كلُّ شيء سيتضح بصورة أفضل في يوم من الأيام؛ إذ ستظهر أشياء جيدة لم تكن لتتصورها في حياتك، حتى لو لم تسر الأمور كما توقعت تماماً، وستنظر إلى الماضي وتبتسم سائلاً نفسك: "كيف تجاوزت كلَّ ذلك؟"؛ لذا خذ نفساً عميقاً الآن، ثم نفساً آخر.
أضف تعليقاً