غالباً ما يخلط الأفراد بين شعور الاستقرار والمحبة في العلاقات، وإنَّ افتقار العلاقة للمرح، والنمو، والعطف، والحميمية، والمودة يدلُّ على التزام الفرد التزاماً نابعاً من شعوره بالتعود دون وجود رابطة حب حقيقي بين الشريكين.
15 إشارة على فتور مشاعر الحب تجاه الشريك:
1. أنت متعلِّق بفكرة وجود الشريك:
قد تكتشف أنَّك مفتون بفكرة وجود الشريك لكنَّك غير مولع به لشخصه، ما يعني أنَّك منبهر بحالة العشق أو الصفات التي تتمنَّى أن يتمتَّع بها الشريك أكثر من إعجابك بشخصيته الحقيقية، ويمكن أن تفتر المشاعر عندما تدرك اختلاف الواقع عن الصورة المثالية التي كوَّنتها عن الشريك والعلاقة.
2. أنت لا تتخيَّل وجود الشريك في خططك المستقبلية:
يحدث هذا عندما لا تتخيَّل وجود الشريك في مخططاتك المستقبلية على صعيد العمل أو الحياة الشخصية، وقد لا يخطر ببالك عندما تفكِّر في عطلتك المقبلة، أنت لا تتعمَّد إقصاءه من مستقبلك، لكنَّه لا يخطر ببالك عندما تتخيَّل مخططاتك وأهدافك المقبلة، ما يعني أنَّك تتوقَّع الانفصال ولا تفكِّر في إكمال حياتك معه.
3. أنت تشعر أنَّ العلاقة واجب مفروض عليك:
تبرز هذه الإشارة عندما تشعر أنَّ ارتباطك مع الشريك واجب مفروض عليك رغماً عنك، وقد تلاحظ أنَّك تقضي وقتك معه بداعي الالتزام وحس المسؤولية، وليس بدافع الرغبة والتوق للقائه ومحادثته، وتصبح التفاعلات نتيجة ذلك مجردة من المتعة واللهفة التي تميِّز الحب الحقيقي، وينبغي أن تفكِّر مليَّاً بوضع العلاقة وحقيقة شعورك إذا كنت تحاول البحث عن أعذار لتجنُّب قضاء الوقت مع شريكك باستمرار، أو أنَّك تشعر بالراحة عند إلغاء مخططاتكما.
4. أنت لا تشتاق للشريك في غيابه:
لا بأس بأن تستمتع بوقتك عندما تكون وحدك، ولكن من غير الطبيعي أن تنسَ شريكك ولا تشتاق إليه أبداً في غيابه، فإذا كنت لا تشعر بالفراغ في غيابه، ولا تتلهَّف لعودته ولا تنتظر رجوعه بفارغ الصبر، فهذا يدلُّ على ضعف الارتباط العاطفي بينكما، فمشاعر الشوق أساسية في حالة الحب الصادق، وهي تدل على التقارب والارتباط العاطفي الوثيق بين الشريكين، وإذا كنت تشعر بالراحة في غياب الشريك ولا تفتقد وجوده، فهذا يدلُّ على ضعف الارتباط العاطفي بينكما.
5. معظم المحادثات التي تجري بينكما سطحية:
يُفترَض أن يتناقش الشريكان بكافة الموضوعات الحياتية العامة منها والخصوصية، كما يجب أن يكونا مستمتعَين ومندمجَين كلياً في الحديث، ويبرز ضعف الارتباط العاطفي بين الشريكين عندما تقتصر أحاديثهما على الموضوعات العامة والسطحية، وقد تتجنَّب مناقشة الشريك بالموضوعات العميقة؛ لأنَّك لا تشعر بالراحة والأمان معه، أو أنت ببساطة لا تهتم بمعرفة رأيه بهذه الموضوعات.
6. قلة الضحك في اجتماعكما:
الضحك هام جداً لتعزيز التقارب والترابط، وتشارك اللحظات السعيدة، فهل تواجه صعوبة في تذكُّر آخر مرة ضحكت فيها من صميم قلبك مع الشريك؟ هل تعاني من عدم الانسجام مع الشريك وقلة المواقف المضحكة في العلاقة؟
يُفترَض أن يساهم الحب في إضفاء المتعة والبهجة على حياتك، ويُنصَح بإعادة النظر في حقيقة شعورك عند سيادة التوتر والجدية على تفاعلاتك مع الشريك.
7. فقدان الشغف تجاه التقارب الجسدي:
التقارب الجسدي هام جداً في العلاقة الزوجية، وإنَّ فقدان الشغف تجاه هذا النوع من التقارب ينذر بوجود خلل وفتور في العلاقة، يقوم الحب على الارتباط العاطفي والجسدي، وهذا يجعل العلاقة الزوجية طبيعية ومُرضية، فإذا شعرت بأنَّ التقارب الجسدي مع الشريك يفتقر للشغف أو أنَّك مرغم عليه، فهذا يدل على ضعف الارتباط العاطفي ومشاعر الحب بينكما.
شاهد بالفيديو: 6 قواعد أساسيّة لنجاح العلاقة الزوجيّة
8. أنت تتجنَّب خوض المحادثات الصعبة مع الشريك:
يشعر الفرد في العلاقات السوية بالأمان الكافي لطرح الموضوعات الصعبة وهو واثق بأنَّ شريكه سيتفهَّم موقفه ويدعمه، ولكن يتجنَّب بعضهم الخوض في مثل هذا النوع من المحادثات خوفاً من ردِّ فعل الشريك وتأزُّم العلاقة التي لا تحتمل هذا التوتر، ويؤدِّي هذا التجنُّب المستمر إلى إعاقة تطور العلاقة وإضعاف الارتباط العاطفي بين الشريكين.
إنَّ تعاون الشريكين على مواجهة التحديات معاً واستثمارها في تعزيز الترابط العاطفي بينهما يدل على الحب الصادق، فإذا كنت تخشى فكرة طرح الموضوعات الصعبة أو تعتقد أنَّها لا تستحق العناء، فهذا يدلُّ على قلة الالتزام وعدم كفاية الاستثمار العاطفي في العلاقة.
9. أنت لا تتلقَّى الدعم الذي تحتاج إليه لتنمية شخصيتك:
يُفترَض أن يدعم الشريك طموحاتك، ويساعدك على تطوير ذاتك، ويحتفي بنجاحاتك ويفخر بك، وتدلُّ هذه التصرفات على الحب الصادق، ولكن إذا شعرت بأنَّ الشريك لا يهتم بإنجازاتك أو يعدها بمنزلة خطر يهدِّد مكانته، فهذا يدلُّ على افتقار العلاقة للحب الصادق، ويجب أن يدعمك الشريك لتنمية ذاتك وتحقيق النجاح في حياتك.
10. فتور الشغف في العلاقة:
قد تشعر أنَّك تعيش مع شريكك حياة روتينية خالية من الشغف، وهذا يدلُّ على افتقار العلاقة لعنصر العاطفة والرغبة، فهل تقتصر تفاعلاتك مع الشريك على المسائل العملية التي تركز على ترتيبات الحياة اليومية وتفتقر للترابط العاطفي والتقارب الجسدي؟ يعيش الزوجان في هذه الحالة حياة مشتركة لكنَّها مجرَّدة من عنصر الشغف والرغبة.
11. سيطرة الغيرة وعدم الأمان على تفكيرك:
يمكن أن تسيطر مشاعر الغيرة وعدم الأمان على أجواء العلاقة، وهذا يدلُّ على افتقارها للثقة والمحبة، وتبرز هذه المشكلة خاصة عندما تشكِّك بأفعال ونوايا شريكك باستمرار دون سبب وجيه، ولا تشعر بالأمان والثقة بالعلاقة، ويمكن أن تؤدي قلة الثقة إلى إضعاف العلاقة والرابطة العاطفية، وإعاقة تطورها، ويُفترَض أن يعزز الحب مشاعر الثقة والأمان، ولا يتسبَّب في قلق الشريكين أو إثارة شكوكهما.
12. أنت غير مستعد لتقديم التضحيات من أجل شريكك:
يُفترَض أن يسارع الفرد لتقديم التضحيات في سبيل إسعاد شريكه بدافع المحبة، فإذا شعرت أنَّك تتنازل عن رغباتك بداعي الواجب، ولست مستعداً لتقديم التضحيات في العلاقة عن طيب خاطر، فهذا يدل على ضعف الرابطة العاطفية بينكما.
يقوم الحب على الإيثار والعطاء المتبادل والاستعداد لتلبية احتياجات الشريك قبل أن تفكر في نفسك، ومن الأفضل أن تعيد النظر في حقيقة مشاعرك إذا كنت غير مستعد لإعطاء الأولوية للشريك بين الحين والآخر.
13. تعارُض قِيَم وأهداف الشريكين:
يستمر الحب عندما يتَّفق الشريكان على بعض الأهداف والقيم الأساسية، فهل ثمَّة اختلاف كبير بين طموحاتكما ومعتقداتكما الشخصية؟ هل يمانع أحدكما تقديم التنازلات المطلوبة للتوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين؟
إذا كان جوابك "نعم"، فهذا يدلُّ على افتقار العلاقة لعنصر الانسجام اللازم لنمو المحبة بين الشريكين، ويقوم الحب على المشاركة في وضع الخطط والتصورات المستقبلية.
14. أنت تشعر بالإرهاق في علاقتك مع الشريك:
يجب أن يكون الحب مصدراً للطاقة والإلهام في الحياة، ومن غير الطبيعي أن يستنزف شغفك ويتسبَّب في فتور همتك، ويجب أن تبحث عن أسباب شعورك بالإرهاق بعد قضاء الوقت مع الشريك، ويُفترَض أن تساهم علاقة الحب في تعزيز عافيتك وحيويتك ورفع معنوياتك، ومن غير الطبيعي أن تؤثر سلباً فيك، وتتسبَّب في شعورك بالإنهاك العاطفي.
15. تخيُّل الارتباط مع شخص آخر:
قد تتخيَّل أنَّك مرتبط مع شخص آخر في بعض الأحيان، وهذا يدل على عدم رضاك عن علاقتك الحالية؛ لأنَّها لا تقدِّم لك الإشباع العاطفي والجسدي الذي تحتاج إليه.
إذا كنت تتخيل نفسك باستمرار مع شخص آخر، فهذا يعني أنَّ علاقتك مع شريكك الحالي لا تلبِّي احتياجاتك ورغباتك، لأنَّ الحب الحقيقي يأسرُ قلب الإنسان وعقله، ويمنعه من التفكير بالارتباط بأي شخص آخر.
أسباب فتور مشاعر الحب:
من الطبيعي أن يتزعزع شعورك بالاستقرار والأمان، عندما تدرك أنَّك لم تعد تحب شريكك، ولا يبرز هذا الشعور فجأة بين ليلة وضحاها بل إنَّه يتوضَّح ويتكوَّن تكوُّناً تدريجياً جراء التغيرات التي تطرأ على طبيعة العلاقة.
فيما يأتي 7 أسباب لفتور مشاعر الحب بين الشريكين:
1. ضعف الارتباط العاطفي:
يمكن أن تضعف الرابطة العاطفية التي كانت تجمعكما فيما مضى مع مرور الوقت.
2. ضعف التواصل:
أنت تواجه صعوبة في مصارحة شريكك بأفكارك ومشاعرك، وهذا يؤدي إلى عجزكما عن التفاهم والاتفاق وحدوث تباعد عاطفي بينكما مع مرور الوقت.
3. تغيُّر الأولويات:
يمكن أن ينجم التباعد العاطفي عن تغير أهدافك الحياتية، وقيمك، واهتماماتك عمَّا كانت عليه في بداية العلاقة.
4. عدم تلبية الاحتياجات:
قد تشعر بالفراغ وعدم الرضى عن العلاقة؛ لأنَّ الشريك لا يلبِّي احتياجاتك العاطفية والجسدية.
5. الروتين:
أصبحت العلاقة روتينية ورتيبة، ومجردة من الحماسة والشغف.
6. عدم تسوية النزاعات:
يمكن أن تؤدي الخلافات المستمرة والمشكلات العالقة إلى تراكم مشاعر الاستياء والنفور من الشريك.
7. فقدان الإحساس بالذات:
قد تدرك أنَّك خسرت إحساسك بذاتك وقدرتك على تطوير نفسك ضمن إطار العلاقة.
تحديد أسباب المشكلة هو الخطوة الأولى لفهم مشاعرك وتحديد مستقبل العلاقة.
فتور شعور الحب تجاه الشريك:
من الطبيعي أن تفتر مشاعر الحب تجاه الشريك في بعض العلاقات العاطفية، وهي تجربة شائعة ومؤلمة في الحياة الإنسانية، وتتغيَّر طبيعة العلاقات مع مرور الوقت، ويمكن أن تفتر مشاعر الحب تحت وطأة ضغوطات الحياة اليومية، ونتيجة التطور الشخصي، وتبدُّل الظروف والأحوال، ومن الطبيعي أن يشكِّك الفرد في علاقته العاطفية، ويعيد تقييمها بين الحين والآخر، وينبغي أن تفهم أنَّ طبيعة الحب عرضة للتغير لكي تتحقق من مشاعرك وتدرك رغباتك واحتياجاتك في علاقاتك العاطفية.
التعامل مع بوادر فتور الحب:
فيما يأتي 7 نصائح للتعامل مع فتور مشاعر الحب:
1. فكِّر ملياً بمشاعرك:
يجب أن تخصِّص بعض الوقت لتتفهَّم مشاعرك وتكتشف مصدرها، هل نجمت هذه المشاعر عن حوادث جرت مؤخراً، أم أنَّها تراكمت مع مرور الوقت؟ يساعد إمعان الفكر على التمييز بين مشاعر الجفاء العابرة وأزمة التباعد العاطفي بين الشريكين.
2. صارِحْ شريكك بحقيقة مشاعرك:
يجب أن تصارح الشريك بحقيقة مشاعرك، فقد تبيَّن أنَّ هذه المحادثات تشكِّل عماد العلاقات الصحية بالرغم من صعوبتها، وينبغي أن تراعي مشاعر الشريك وتتحدَّث بصراحة، وتؤكِّد له أنَّك لا تنوي افتعال مشكلة معه أو تحميله مسؤولية الخلل في العلاقة، بل أنت تريد أن يتعاون معك للتوصل إلى حل.
3. ابتعِدْ عن الشريك لبعض الوقت:
يهدف الابتعاد عن الشريك لبعض الوقت إلى فهم المشاعر وتقييم وضع العلاقة، وهذا لا يعني أنَّك تتخلَّى عن حبِّك أو تهجر شريكك، بل أنَّك تريد أن تمنح نفسك بعض المساحة الشخصية لتقييم مشاعرك ورغباتك.
4. أعِدْ تقييم العلاقة:
ينبغي أن تحدِّد رغباتك واحتياجاتك، وتتحقَّق من قدرتك على تحقيقها ضمن إطار العلاقة، فعمليات التحقُّق وإعادة التقييم هامة جداً في تحديد مسار العلاقة والخطوات المقبلة، ولتكن العمل على إصلاح الخلل وتحسين العلاقة أو اتخاذ قرار الانفصال.
5. اطلُبْ مساعدة المختصين:
يُنصَح بطلب استشارة المختصين، وهنا يمكن التمييز بين نوعين من الاستشارات، وهي العلاج الفردي الذي يساعدك على فهم طبيعة مشاعرك، والعلاج الزوجي الذي يتطلَّب حضور الشريكين وتعاونهما على إصلاح العلاقة، فالمعالج هو طرف ثالث حيادي يقدِّم أفكاراً ووجهات نظر واستراتيجيات مضمونة لمساعدة الشريكين على إصلاح العلاقة.
6. ركِّزْ على الرعاية الذاتية:
إيَّاك أن تُهمل عافيتك في هذه الفترة العصيبة، وحاوِلْ أن تمارس النشاطات التي تضفي البهجة والاسترخاء على حياتك، فالرعاية الذاتية ضرورية للحفاظ على الصحة العاطفية والقدرة على التحمُّل والتأقلم.
7. اتَّخِذْ القرار النهائي:
سوف تضطر في نهاية المطاف لاتِّخاذ قرارك بشأن الاستمرار في علاقتك مع الشريك أو الانفصال، وذلك بناءً على تحليل وضع العلاقة، والمحادثات التي تجري بينكما، واحتياجاتك الشخصية، وتذكَّر أنَّ اتخاذ قرار الانفصال لا يعني أنَّك فشلت، بل قد يكون لمصلحة الطرفين، وينبغي أن تستثمر هذه الفرصة في فهم رغباتك واحتياجاتك من العلاقات العاطفية، وعليك أن تتصرف بلطف وتراعي نفسك وشريكك مهما كان قرارك.
هل ينبغي أن أستمرَّ في علاقتي مع شخص لا أحبه؟
إنَّ البقاء في علاقة مع شخص لا تحبه هو قرار معقد وشخصي بحت، كما أنَّه يتطلَّب تقدير قيمة العلاقة، والاحترام المتبادل بين الطرفين، والأمل باستعادة مشاعر الشغف والحب من جديد، وعليك أن تتحقَّق من توافق العلاقة مع احتياجاتك، ومساهمتها في تحسين حياتك، ويمكن استرجاع الحب والشغف في بعض الأحيان، عندما يبذل الطرفان ما بوسعهما لتسوية الأمور والتواصل، ولكن يكون الانفصال هو الخيار الأمثل لتحصيل السعادة والرضى بالنسبة إلى الطرفين في أحيان أخرى، وعليك أن تفكِّر ملياً قبل أن تتَّخذ قرارك النهائي.
في الختام:
يحتاج الفرد للتحلِّي بالصدق، والشجاعة، والقدرة على فهم عواطفه لكي يتعامل مع تقلبات مشاعر الحب في علاقاته، وتساعد هذه التجارب العاطفية على تطوير الشخصية سواء اخترت الاستمرار والعمل على تجديد الشغف أم قررت الانفصال، وعليك أن تستفيد من الدروس والعِبَر المكتسبة من التجربة وتمضي في حياتك بشغف ومحبة.
أضف تعليقاً