13 عادة سيئة سيجعلك التخلص منها أكثر سعادة

نحن نتطلَّع جميعاً إلى السعادة، ولكن كلَّما عثرنا عليها، زالت بعد فترة؛ فكيف يمكِننا الحفاظ على بقائها على الدوام؟ لقد اكتشفَ علماء النفس في "جامعة كاليفورنيا" (University of California) بعض الأمور الرائعة عن السعادة التي قد تُغيِّر حياتك؛ إذ بدأَت أستاذة علم النفس في "حرم ريفرسايد الجامعي" (Riverside campus) الدكتورة "سونيا ليوبوميرسكي" (Sonja Lyubomirsky)، والمعروفة بين أقرانها باسم "ملكة السعادة"، في دراسة السعادة، وقد كرَّسَت حياتها المهنية لهذا الموضوع.



أحد اكتشافاتها الرئيسة هو أنَّنا جميعاً نمتلك مرحلةً مُحددَّة للسعادة؛ فعندما تحدث أحداث إيجابية أو سلبية للغاية - مثل شراء منزل جديد أو فقدان وظيفة - تزيد نسبة سعادتنا أو تقل مؤقتاً، لكنَّنا نعود في النهاية إلى تلك المرحلة المُحدَّدة.

تدور فكرة بحثها حول أنَّه في إمكانك أن تجعل نفسك أكثر سعادةً بصورة دائمة؛ إذ وجدَت "سونيا" وآخرون أنَّ عواملنا الوراثية مسؤولة عن حوالي 50% فقط من سعادتنا، وتُؤثر ظروف الحياة على حوالي 10%، وتتبقى لنا نسبة 40% للتحكُّم فيها من خلال العادات والسلوكات وطريقة رؤيتنا للحياة، وكما يقول الفيلسوف "أرسطو" (Aristotle): "تُبنى السعادة وفقاً لطبيعة أفكارنا".

عليك أن تعمل بجد لتجعل نفسك سعيداً؛ لأنَّ السعادة الناتجة عن الأحداث الرائعة غير دائمة؛ إذ تكمن نسبة سعادتك في عاداتك الشخصية، وقد يمثِّل اكتساب عادات جديدة على الدوام تحدياً، لا سيَّما تلك التي تتضمن أشياء غير ملموسة، مثل طريقة رؤيتك للعالم، ولكنَّ كسر العادات التي تجعلك غير سعيد أسهل بكثير.

ثمَّة العديد من العادات السيئة التي تجعلنا غير سعداء، وقد يساعدك القضاء عليها على تعزيز سعادتك في وقت قصير؛ إليك بعض منها:

1. تجنُّب الشعور بالذهول:

تجنُّب الشعور بالذهول

تحدث العديد من الأمور الرائعة يومياً من حولك، وسوف تراها وتستمتع بها إذا بحثتَ في المكان الصحيح، فلقد أطلعَتنا التكنولوجيا على الكثير من الأمور وجعلَتنا أكثر انفتاحاً، ولكن ثمَّة جانب سلبي لم يُتناوَل الحديث عنه كثيراً، وهو أنَّها تعزِّز من إعجابنا بذواتنا وتقوِّض من شعورنا بالذهول، وهذا ليس أمراً سليماً؛ إذ يُشعِرنا الذهول بالتواضع، ويذكِّرنا بأنَّنا لسنا محور الكون، كما أنَّه مصدر إلهام؛ وبالتالي، يبرز لنا ثراء الحياة وقدرتنا على المساهمة فيها والاستمتاع بها، وإنَّه لمن الصعب أن تكون سعيداً عندما تنظر بلا مبالاة إلى كل شيء جديد.

2. عزل نفسك عن العالم الخارجي:

عزل نفسك

يُعَدُّ عزل نفسك وتجنُّب التفاعلات الاجتماعية استجابةً شائعةً جداً للشعور بعدم السعادة، ولكن هناك مجموعة كبيرة من الأبحاث التي تقول إنَّ هذا أسوأ ما يمكِنك القيام به؛ لأنَّ للاختلاط بالآخرين أثر جيد على مزاجك، حتى وإن كنتَ لا تستمتع به، ولا يتعارض هذا بالتأكيد مع مرورنا ببعض الأيام التي نريد الانعزال فيها قليلاً، ولكن إذا صار هذا اتِّجاهك العام، فسيتدهور مزاجك؛ لذا إذا جعلك الشعور بعدم السعادة غير اجتماعي، فيجب أن تجبر نفسك على الخروج والاختلاط بالناس، وسرعان ما ستلاحظ الفرق.

3. إلقاء اللوم على الآخرين:

إلقاء اللوم على الآخرين

نحتاج جميعاً الشعور بالسيطرة على حياتنا من أجل إيجاد السعادة؛ لذا لا يتوافق إلقاء اللوم مع السعادة إطلاقاً؛ لأنَّك عندما تلوم الآخرين أو الظروف على الأمور السيئة التي تمرُّ بها، تُقرِّر حينها أنَّك لا تملك سيطرةً على حياتك؛ ممَّا يعزِّز انزعاجك.

إقرأ أيضاً: 4 خطوات لاكتساب حس المسؤولية والتوقف عن لوم الظروف

4. محاولة السيطرة على كل شيء:

محاولة السيطرة على كل شيء

إنَّه لمن الصعب بلا شك أن تكون سعيداً دون أن تشعر بالسيطرة على حياتك، ولكن قد تتسبَّب المبالغة في ذلك في حدوث نتائج عكسية، ولا سيَّما محاولة السيطرة على الآخرين؛ لأنَّ الشخص الوحيد الذي يمكِنك السيطرة عليه في حياتك، هو أنت. أمَّا عندما تنتابك الرغبة في توجيه سلوك الآخرين، سينفر الجميع منك؛ ممَّا يحرمك من الشعور بالسعادة، وحتى لو تمكَّنتَ من السيطرة على شخص ما على الأمد القصير، فسيحدث هذا غالباً لأنَّك تُشكِّل مصدر قوة أو خوف، ولن تجعلك معاملة الناس بهذه الطريقة تشعر بالرضا عن نفسك.

5. الانتقاد:

الانتقاد

يشبه إلقاء الأحكام على الآخرين والتحدث عنهم على نحو سيء إلى حدٍّ كبير الإفراط في تناول الحلوى؛ إذ قد ينتابك شعور جيد في أثناء قيامك بذلك، ولكن بعد ذلك، تشعر بالذنب والاشمئزاز. في الواقع، يجد المعتلون اجتماعياً متعةً حقيقية في النميمة والتحدُّث إلى الآخرين بوقاحة، أمَّا بالنسبة إلى بقيَّتنا، فإنَّ انتقاد الآخرين (حتى بيننا وبين أنفسنا) هو مجرد عادة سيئة تهدف إلى جعلنا نشعر بتحسُّن تجاه أنفسنا، ولكنَّ هذا لا يحدث للأسف؛ بل يعزِّز فقط من المشاعر السلبية.

6. كثرة الشكوى:

كثرة الشكوى

تُعَدُّ كثرة الشكوى أمراً مثيراً للتعب، كما أنَّها تعزِّز المشاعر السلبية بسبب التحدُّث المستمر عنها والتفكير الزائد فيها، رغم أنَّ التنفيس عمَّا يزعجك قد يساعدك على الشعور بالتحسُّن، لكنَّ ثمَّة خيطٌ رفيعٌ بين التنفيس والتذمُّر؛ إذ لا يسلب ذلك منك سعادتك فحسب، بل يجعلك وحيداً أيضاً؛ لأنَّها ستتسبب في تجنُّب الناس لمجالستك.

7. محاولة إبهار الآخرين:

إبهار الآخرين

لا يعني إعجاب الناس بملابسك وسيارتك ووظيفتك أنَّهم يحبونك، كما تُعَدُّ محاولة إثارة إعجاب الآخرين مصدراً للتعاسة؛ لأنَّها لا تمنحك الشيء الذي يجعلك سعيداً، وهو العثور على أشخاص يحبونك ويتقبلونك كما أنت. وكذلك، الأمور كلها التي تكتسبها في سعيك لإقناع الناس، لن تسعِدك أيضاً؛ إذ تظهِر العديد من الأبحاث أنَّ الأشياء المادية لا تُسعِد أصحابها؛ وبالتالي، لن تصل بك مطاردتها إلى السعادة المنشودة، فضلاً عن خيبة الأمل التي قد تشعر بها عندما تكتشف أنَّك اكتسبتَها على حساب الأشياء التي قد تسعِدك حقاً، مثل: الأصدقاء والعائلة والعناية الجيدة بنفسك.

8. الاتِّسام بالسلبية:

الاتِّسام بالسلبية

قد تسير الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فالحياة لا تتشكَّل وفقاً لأحلامنا على طول الطريق، ومع ذلك، أنت تمتلك 24 ساعة في اليوم مثل أي شخص آخر، وبإمكانك الاستفادة منهم؛ إذ يستثمر الناس السعداء وقتهم بدلاً من الشكوى من الكيفية التي كان ينبغي أن تكون عليها الأمور، ويفكرون أيضاً في كل شيء جيد ويشعرون بالامتنان تجاهه، بعد ذلك، يجدون أفضل حل للمشكلة ويعالجونها ويمضون قدماً، فلا شيء يعزِّز التعاسة مثل التشاؤم؛ إذ قد يصبح التشاؤم نبوءةً تُحقِّق ذاتها - بالإضافة إلى أنَّه يزعج مزاجك - فإذا كنتَ تتوقع الأسوأ دائماً، فقد تحصل عليه، وإنَّه لمن الصعب أن تتخلَّص من الأفكار المتشائمة حتى تدرك كم هي غير منطقية؛ لذا اجبِر نفسك على النظر إلى الحقائق، وسترى أنَّ الأمور ليست بالسوء الذي تبدو عليه.

شاهد بالفيديو: كيف تقاوم السلبية في حياتك؟

9. قضاء الوقت مع الأشخاص السلبيين:

الأشخاص السلبيين

يحيطك الجلوس مع المتذمرين والأشخاص السلبيين بالطاقة السلبية؛ لأنَّهم يركِّزون على المشكلات بدلاً من التركيز على الحلول، ويتطلُّعون دائماً إلى إثارة شفقة الآخرين حتى يشعروا بتحسُّن تجاه أنفسهم، فقد يشعر الناس عادةً بأنَّهم مضطرون إلى الإصغاء إلى المشتكين كي لا يُنظر إليهم على أنَّهم قُساةٌ أو فَظُّون، ولكن ثمَّة خيطٌ رفيعٌ بين الإصغاء بتعاطف وبين الانجراف إلى دواماتهم العاطفية السلبية؛ لذا عليك تجنُّب الوقوع في فخ سلبيتهم من خلال وضع الحدود والنأي بنفسك عند الضرورة.

انظر للأمر وكأنَّ هناك شخص ما يدخن، هل ستجلس بجانبه لاستنشاق التدخين السلبي؟ بالتأكيد ستبتعد عنه، ويجب أن تفعل الشيء نفسه مع الأشخاص السلبيين، وإحدى الطرائق الجيدة لوضع الحدود هي أن تسألهم عمَّا ينوون فعله لإصلاح مشكلاتهم، عندئذٍ، سيهدأ المشتكي أو يُعيد توجيه المحادثة في اتجاه مثمر.

بالإضافة إلى ذلك، أحِط نفسك بالأشخاص الذين يلهمونك، والذين يجعلونك ترغب في أن تكون أفضل، بدلاً من أولئك الذين يحبطونك ويستنزفون طاقتك، فالحياة أقصر من أن ترتبط بمثل هؤلاء الأشخاص، فلا تقضِ وقتك مع مَن يهدِره.

10. مقارنة حياتك بصور الناس على وسائل التواصل الاجتماعي:

مقارنة حياتك بصور الناس

لقد أجرى معهد "ذا هابينيس ريسيرش" (The Happiness Research) تجربةً على سلوكات الناس على "فيسبوك" (Facebook) لمعرفة كيف تؤثر عاداتنا على وسائل التواصل الاجتماعي في سعادتنا، وظلَّ نصف المشاركين في الدراسة يستخدمون "فيسبوك" (Facebook) كما يفعلون عادةً، بينما لم يسجِّل النصف الآخر دخولاً على "فيسبوك" (Facebook) لمدة أسبوع، وكانت النتائج مذهلةً؛ ففي نهاية الأسبوع، أفاد المشاركون الذين لم يتصفحُّوا المنصة عن درجة أعلى من الرضا عن حياتهم ومستويات أقل من الحزن والوحدة، بينما كان الأشخاص الذين استمروا في الدخول أكثر عُرضةً بنسبة 55% للشعور بالتوتر نتيجة لذلك.

الشيء الذي يجب أن نعرفه عن وسائل التواصل الاجتماعي عموماً، هو أنَّها نادراً ما تُمثِّل الواقع؛ إذ تُوفِّر وسائل التواصل الاجتماعي صورةً محسَّنةً ومبهجة عن حياة الآخرين، ولكن ليس المقصود هنا هو الانفصال عن وسائل التواصل الاجتماعي تماماً؛ بل المقصود أن تفهمها جيداً وتتعامل معها بحذر.

11. عدم تحديد الأهداف:

عدم تحديد الأهداف

يمنحك تحديد الأهداف الأمل والقدرة على التطلع إلى مستقبل أفضل، كما يُشعِرك العمل على تحقيقها بالرضا عن نفسك وقدراتك؛ لذا يتعيَّن عليك تحديد أهداف هامَّة ومحدَّدة وقابلة للقياس ومتوافقة مع قيمك الشخصية؛ لأنَّه بدون أهداف، ستظلُّ تتساءل لماذا لا تتحسَّن الأمور بدلاً من أن تتعلَّم وتُحسِّن نفسك.

12. الاستسلام للخوف:

الاستسلام للخوف

ما الخوف إلَّا شعور طبيعي موجود بداخلنا جميعاً، ولكن قد يعزِّزه خيالك؛ لأنَّ الخطر الحقيقي يؤدي إلى اندفاع الأدرينالين، مثل الخوف الذي تشعر به إذا كنتَ تقف أمام حافلة تسير. بالإضافة إلى ذلك، يُعَدُّ الخوف خياراً، ويعرف الأشخاص السعداء هذا جيداً؛ لذا يتقبلونه، ولا يتخلُّون عن الشعور بالبهجة عندما تنتابهم المخاوف.

قد يمنعك الخوف من اتِّخاذ إجراءات هامَّة في حياتك، ولكن إذا استسلمتَ له، قد تندم على الأمور التي لم تفعلها أكثر من انزعاجك من الفشل؛ لذا لا تخشَ المجازفة، واسأل نفسك دائماً ما أسوأ شيء قد يحدث، إن لم يكُن الموت، فافعل ما تريد. ومع ذلك، لا يُعَدُّ الموت أسوأ ما يحدث؛ بل السوء الحقيقي هو أن تموت داخلياً وأنت على قيد الحياة.

إقرأ أيضاً: ما هو الخوف؟ وكيف تحوّله إلى حافز يدفعك للأمام؟

13. عدم عيش الحاضر:

عدم عيش الحاضر

الماضي والمستقبل - مثل الخوف - نِتَاج عقلك؛ لأنَّه لا يمكِن لأي قدر من الشعور بالذنب أن يغير الماضي، ولا يمكِن لأي قدر من القلق أن يغير المستقبل، ويَعرف الأشخاص السعداء هذا جيداً؛ لذا يركِّزون على الاستمتاع باللحظة الحالية، كما أنَّه يستحيل الوصول إلى إمكاناتك الكاملة إذا كان عقلك سارحاً في الماضي أو المستقبل على الدوام دون استيعاب الوقت الحالي (سواء كان جيداً أم سيئاً)، ولكي تعيش الحاضر، يجب أن تفعل شيئين:

  • تقّبل ماضيك: إذا لم تتصالح مع ماضيك، فلن تتوقَّف عن التفكير فيه، وسيؤثر في مستقبلك تأثيراً كبيراً؛ فافعل كما يفعل الأشخاص السعداء، واجعل السبب الوحيد للنظر إلى الماضي هو معرفة مدى تقدُّمك.
  • تقّبل أنَّك لا تعلم الغيب: كفَّ عن القلق وتخيُّل توقعات غير ضرورية لنفسك؛ فلن يصل بك القلق إلى وجهتك المنشودة، وكما قال الفيلسوف "مارك توين" (Mark Twain) ذات مرة: "يشبه القلق سداد دين لستَ مديناً به".

في الختام:

لا يمكِننا التحكم في جيناتنا ولا في الظروف المحيطة بنا جميعها، ولكن يمكِننا تخليص أنفسنا من العادات التي لا تمنحنا أي شيء سوى التعاسة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة