12 نصيحة لتبسيط حياتك وتخفيف العبء عنك

كم أصبحت الحياة معقدة وصعبة؛ إذ تمتلئ أيامك بمهام كثيرة تثقل كاهلك، مثل التحقق من رسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي في أثناء تناول الإفطار ومتابعة عناوين الأخبار حتى قبل الاستحمام، وقد كان البقاء على تواصل سابقاً يعني التحدث إلى بشر حقيقيين مباشرة، أمَّا اليوم فهو يعني استهلاك المعلومات عبر شاشات الأجهزة الإلكترونية.



أتعتقد أنَّ عيش حياةٍ بسيطةٍ وخاليةٍ من الأعباء ضربٌ من الجنون؟

لدينا كثير لنتذكره وكثير مما يجب علينا فعله في هذا العالم، والذي بلغ التواصل فيه حدَّاً مبالغاً فيه، ومع انتصاف النهار تشعر بأنَّك في سباقٍ محموم أغرب ما فيه أنَّك تندفع إلى تلبية احتياجات الآخرين وتنسى احتياجاتك في معظم الأحيان، وتغفل عن الأشياء الهامة حقاً، ويحرمك هذا من القيام بالأشياء التي كنت تنوي القيام بها، مثل قضاء الوقت مع الأشخاص الذين تحبهم أو تنظيم رحلة عطلة نهاية الأسبوع التي تستحقها أو القيام بشيء تستمتع به حقاً؛ إذ ليس لديك الوقت لفعل هذه الأشياء؛ لأنَّ كل شيء آخر يبدو ملحَّاً أكثر وطارئاً؛ لذلك وعلى الرَّغم من نواياك الحسنة، فإنَّك تضع قضاءك لوقت ممتع في أسفل قائمة مهامك.

حينما تعيش حياةً بسيطة تشعر بأنَّك أخف وأكثر راحة وستكون قادراً على الاستمتاع بالحياة أكثر، لكن كيف يمكنك تبسيط الأمور عندما تكون مرهِقة ومعقَّدة للغاية في معظم الأيام؟ آخر شيء تحتاج إليه هو قواعد إضافيَّةٌ تتبعها أو منهج حياة معقد.

بدلاً من ذلك، أنت بحاجة إلى بعض الطرائق المباشرة والفعَّالة لجعل الحياة أسهل، جرِّب النصائح الآتية لتبسيط حياتك وتخفيف العبء عنك، إنَّها ليست معقدة، وقد طبَّقها معظم الأشخاص بنجاح، وكل ما عليك فعله هو أخذها بالحسبان ومحاولة تنفيذها تدريجياً، واحدةً تلو الأخرى:

1. أعد النظر في الأمور التي توافق عليها:

عندما يدعوك شخص ما إلى مناسبة اجتماعية أو يطلب منك المساعدة، تظهر لديك رغبة غريزية في الموافقة، لكن إذا كنت تقول دائماً نعم، فقد ينتهي بك المطاف لتتنقل من مكان إلى آخر، وأنت مرهق ومرتبك بسبب محاولتك إنجاز كل مهامك معاً.

بدلاً من ذلك، أعد النظر بالميل إلى الموافقة دون تفكير على كل ما يُطلَب منك، ولا بأس في التوقف والتفكير أولاً، اسأل نفسك عما إذا كنت تريد أو تحتاج إلى القيام بهذا الشيء، أو إذا كنت تشعر بأنَّك ملزم بذلك، وضع في حسبانك كيف يتناسب قبولك مع التزاماتك وخططك الأخرى.

إنَّ تقليل مقدار الالتزامات التي لديك - سواء كانت مهاماً أم أنشطة اجتماعية - يخفف العبء عنك، وسيكون لديك القليل لتتذكره، وحتى الأقل لتفعله، وسيؤدي ذلك إلى تبسيط حياتك.

2. اتخذ قراراً واعياً في تقليل ما تقوم به:

أجبر نفسك على اختيار ما هو هام حقاً، واترك الانشغال غير الفعَّال وراءك؛ فالانشغال غير الفعَّال هو الأشياء التي تملأ معظم أيامنا؛ لكنَّها ليست ذات معنى أو هامة لحياتنا، مثل التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي طيلة اليوم.

إذا لم تكن متأكداً مما هو هام، فتخيَّل أنَّه يتعيَّن عليك إنهاء عملك بحلول وقت الغداء كل يوم، ما الذي ستحرص على إنجازه قبل مغادرتك المكتب؟ إذا كان ذلك شيئاً شخصياً أو اجتماعياً، فماذا ستفعل إذا كنت تحتضر؟ افترض جدِّيَّاً أنَّ لديك وقتاً محدوداً للغاية، وانظر إلى العالم بهذه الطريقة، هل المناسبة أو المهمة في غاية الأهمية لدرجة أنَّك ستقضي جزءاً من أيامك المتبقية في القيام بها؟

غالباً ما يجد الأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية خطيرة أنَّ مشكلاتهم تلك تمنحهم وضوحاً كبيراً؛ إذ إنَّهم يكتسبون القدرة على معرفة ما هو هام حقاً، وما يمكنهم العيش دون أن يفعلوه، ويكتشفون أنَّ قلة الأمور التي يجب عليك إنجازها تبسط الحياة وتخفف أعباءها، بينما تعزز فاعليتهم في كلِّ نشاط وعلاقة تستحق وقتهم.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لاتخاذ قرارات أفضل

3. تعرَّف إلى نقاط قوتك وعززها:

خذ الوقت الكافي لتحديد نقاط قوتك واستخدمها دائماً، ومن خلال قضاء وقت كبير في تعزيز مجالات قوتك ستدخل في حالة من الازدهار وتستمتع أكثر بعملك.

يمكنك تحديد نقاط قوتك من خلال التفكير في الأشياء التي تقوم بها تفكيراً جيداً، ربما يكون من طبيعتك أن تخطط للأشياء وتتجنب العوائق المحتملة، وربما تحب مساعدة الناس على حل مشكلاتهم أو ربما تكون رائعاً في التعامل مع الأرقام أو الاهتمام بالتفاصيل.

مهما فعلت، لا تقع في فخ الاعتقاد بأنَّ نقاط قوتك هي فقط الأشياء التي يعتقد الآخرون أنَّك جيد فيها، ما يقصدونه حقاً هو أنَّك جيد في هذا الشيء مقارنة بهم فقط، وهذا رائع؛ لكنَّه جزء من اللغز فقط؛ فالمفتاح هو التركيز على ما تستمتع بفعله وما يحدث طبيعياً وتلقائياً، والذي يبدو أيضاً أنَّه يُحدِث فرقاً واضحاً للآخرين والعالم حولك.

4. اعرف ماذا تريد:

أحد الأسباب الشائعة التي تجعل حياتنا معقدة وفوضوية للغاية هو وجود فجوة كبيرة بين الحياة التي نحلم بها والحياة التي نعيشها بالفعل.

كن واضحاً بشأن ما تريده من الحياة (دافعك للحياة)، واعمل على تحقيقه، ويمكن التخلص من أيِّ شيء لا يصب في هذا المسار، أو تقليله لأنَّه ليس هاماً حقاً.

تخيَّل الحياة التي تريد أن تعيشها واعمل على جعلها حقيقة واقعة يوماً تلو الآخر، ولست مضطراً إلى العمل من أجل تحقيق كل ما تريده دفعة واحدة، حدد هدفك الرئيسي اليوم فقط، واسعَ إلى تحقيقه، وبمجرد أن تحقق هدفك الأول، ابدأ بهدفك التالي، وعندما تحقق أهدافك الصغيرة، ستكتسب إحساساً بالإنجاز والرضى، وستصبح الحياة أكثر بهجة وسيصبح التعامل معها أسهل يوماً بعد يوم.

شاهد بالفيديو: 5 خطوات لتخطط لمستقبل ناجح

5. تدرَّب على حبِّ نفسك:

لا يوجد أحد مثالي، وكلَّما زاد تقبلك لنفسك مثلما أنت فعلاً، وجدت أنَّ الحياة أبسط، ومن الجيد معرفة نقاط ضعفك والعمل على تقليلها، لكن ليس من المعقول إطلاقاً أن تتوقع أنَّك ستكون مثالياً، وبدلاً من ذلك، اقبل أنَّك جيد تماماً مثلما أنت.

احتفِ بإنجازاتك، وهنِّئ نفسك على ما تفعله، وسيؤدي قضاء وقت كبير في التركيز على نقاط قوتك إلى بناء ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك مما يؤثر إلى حد كبير في كل شيء آخر.

6. فكِّر كيف سيتذكرك الآخرون:

هل سمعت عبارة: "لا يقرؤون سيرتك الذاتية في جنازتك"؟ إنَّها حقيقة؛ فنحن لا نتذكر الناس بإنجازاتهم، وحتى شخص معروف جيداً مثل ستيف جوبز (Steve Jobs) لا يتذكره الناس بسيرته الذاتية؛ بل يُذكر لعزمه وإبداعه وقيادته وذكائه؛ أي إنَّه يُتذَكَّر بسبب صفاته، وهي الصفات التي أدت إلى سيرته الذاتية الناجحة.

اكتشف الصفات التي تريد أن يتذكرها الناس عنك، وعِش حياتك وفقاً لذلك، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي ترسيخ قيمك أو ما هو هام بالنسبة إليك، وعش حياتك بطريقة تعكس تلك القيم.

7. خُذ الأمور ببساطة:

عندما يكون لديك مهمة يجب إنجازها أو مشروع يجب إنجازه، اسأل نفسك: "ما هي أبسط الطرائق وأسلمها لتحقيق النتيجة التي أصبو إليها؟"، وركز على النتائج بدلاً من العمليات المُعتمَدة، وستندهش من مدى كفاءة الحياة، خاصة في الأوقات العصيبة.

عملت ذات مرة مع أحد كبار المديرين، فلندعوه ديف، وفي أحد الأيام، اتصلت زوجة ديف لتقول إنَّها لا تستطيع الدخول إلى المنزل، وكان منزل ديف على بعد 30 دقيقة بالسيارة، كما كان عميله قد وصل للتو لحضور اجتماع متفق عليه مسبقاً، وكان لدى ديف الآن شخصان هامان أراد كلاهما الساعة التالية من وقته، ماذا كان ليفعل؟

حمل مفاتيح سيارته بهدوء وغادر المكتب، ثم أوصل عميله إلى منزله بسيارته بينما كانوا يعقدون اجتماعهم في السيارة، وبدلاً من التركيز على تضارب المتطلبات، ركز ديف على تحقيق النتيجتين كلتيهما بأكبر قدر ممكن من البساطة.

8. ابتعد عن تأدية دور الضحية:

لنعترف بذلك: أحياناً تبالغ في تصوير الأشياء بطريقة مأساوية، وتعتقد أنَّ شيئاً ما يمثل مشكلة كبيرة، لكن يتضح في النهاية أنَّه ليس كذلك، مثل توترك بشأن تقييم أدائك السنوي أو التساؤل عن كيفية اعترافك بخطأ ما قمت به لأحد أفراد الأسرة.

لا تقلق؛ كلنا نفعل هذا في بعض الأحيان، لكن في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك منزعجاً بشأن شيء ما، اسأل نفسك عما إذا كنت تبالغ في تضخيم الموقف، وإذا لم تكن متأكداً، فابحث عن صديق مقرب (أو شخص تثق به) يخبرك بالحقيقة واسأله.

حاول التعامل مع هذه الأحداث دون توقعات أو أفكار مسبقة عن كيفية حدوثها؛ لذا تدرب على تعزيز الشعور بفضولٍ فيه شيءٌ من الهدوء، واجه الحقيقة بعقل متفتح.

9. تعرَّف على الفرق بين القلق والانزعاج:

قد يبدو القلق والانزعاج الشيء نفسه؛ لكنَّهما ليسا كذلك؛ إذ يستهلك الشخص القلِق معظم الوقت في قلقه بشأن شيء قد يحدث؛ لكنَّه لا يخطط أو يفعل أيَّ شيء، ومن ناحية أخرى، يفكر الشخص المنزعج في الخيارات والإمكانات، ويبني خطة منطقية لاتخاذ الخطوة التالية إلى الأمام ويتخذها.

عندما تشعر بالانزعاج فأنت غير مرتاح بشأن ما قد يحدث، لكن خطتك تمدك بالقوة؛ إذ إنَّك لا تضيع الوقت والطاقة في القلق لأنَّك تركز على اتخاذ الخطوة التالية الأفضل، وتشعر بالارتياح لأنَّك فكرت في جميع الخيارات ولديك استراتيجية للمضي قدماً.

شاهد بالفيديو: أجمل العبارات والاقتباسات عن الحياة

10. ركِّز على اللحظة الراهنة:

تأتي تعقيدات الحياة الكثيرة من الاحتمالات المستقبلية أو الأشياء التي قد تحدث، وفي بعض الأحيان قد تكون أشياء مزعجة أو مربكة، وأحياناً نخشى الفشل أو النجاح.

تصبح الحياة أبسط إذا ركزت على ما هو موجود الآن، ومن الجيد التخطيط للمستقبل، لكن لا تتوتر بشأن ذلك، وإذا وجدت نفسك تتساءل كيف ستتعامل مع الأمور غداً أو الأسبوع المقبل؟ فذكِّر نفسك أنَّك هنا الآن، ويمكنك أنَّ تفعل ما يجب عليك فعله اليوم ولا شيء أكثر من ذلك، كن مؤمناً بأنَّك ستكون مستعداً للغد أو لليوم التالي عندما يأتي.

إقرأ أيضاً: لماذا يعد الاهتمام باللحظة الراهنة طريقك إلى مستقبل أفضل؟

11. امنح نفسك الأولوية:

المقصود هنا أن يكون وقتك مُسخَّراً لك بالمقام الأول، أخرج مفكرتك ودوِّن كل الأشياء الهامة والشخصية التي تريد حضورها أو تحقيقها؛ إنَّها مفتاح لإبقائك سعيداً ومنتجاً، وهو أمر يستحق أن يكون أولوية ضمن مخططك.

ضع الأشياء الجيدة قبل كل الالتزامات الظاهرة، خطط لفترات الراحة الموسمية ووقت المرح العائلي وعطلات نهاية الأسبوع الطويلة، كي يكون لديك شيء تتطلع إليه، ويضمن ذلك عدم دفع هذه الأنشطة إلى أسفل قائمة أولوياتك؛ فتتجاهلها، تبدو الحياة أخف وطأةً عندما يمكنك توقع أحداث ممتعة وترى ذلك بعينيك.

12. انتبه للحظات الصغيرة:

كما ذُكر في كتاب "أكثر من 1000 شيء بسيط يفعله الأشخاص السعداء والناجحين بطريقة مختلفة لمارك وآنجل كرنوف" (+1000 Little Things Happy Successful People Do Differently By Marc & Angel Chernoff)، إنَّ اللحظات الصغيرة في الحياة غالباً ما يكون لها التأثير الأكبر في الأمد الطويل:

يقول مارك في الكتاب: " تعلمتُ من خلال مشاهدة الأطفال ما هو واضح بالنسبة إليهم، ألا وهو أنَّ الحياة هي مجرد مجموعة من اللحظات الصغيرة التي لا تقدَّر بثمن، كل منها تُعاش مرة واحدة، وقد تعلمتُ أنَّه ينبغي قضاء كل يوم في البحث عن الجمال في شروق الشمس والعواصف الممطرة والشِّعر والتحدث مع بعضنا بعضاً.

تعلمتُ أنَّ اليوم الذي نقضيه في الحلم والضحك والنسمات المنعشة لا يمكن التغلب عليه؛ لكنَّ الأهم من ذلك كلُّه أنَّني تعلمت أنَّ معنى الحياة يكمن في الجلوس على مقاعد مع إطلالات جميلة ورفقة جيدة، وفي بعض الأحيان يكمن في أيام رائعة للوقوع في الحب".

في الختام:

هذه حياتُك أنت، وهي فرصتك الوحيدة لتصميم الحياة التي تريد أن تعيشها، إذا لم تكن راضياً عن كيفية سير الأمور فالأمر بيدك لتغييرها.

إليك السر الذي يرفض معظم الناس إخبارك به: أنت تمتلك القوة، ربما تكون قد أدخلت نفسك عن غير قصد في موقف معقَّد ومرهِق، لكن لديك القدرة على تغييره، ويمكنك إنشاء حياة بسيطة وتخفيف عبئها عن كاهلك كما تتخيل، والشيء الوحيد الذي يقف في طريقك هو أنت.

لذا اذهب في طريقك الخاص، واختر خطوة واحدة صغيرة للقيام بها، واخطُها اليوم، ثم اتَّخذ خطوة أخرى غداً، وأخرى في اليوم التالي.




مقالات مرتبطة