12 حقيقة يجب أن تعرفها عن العقلية السلبية قبل امتلاك عقلية إيجابية

لطالما كانت أكبر التحديات التي نواجهها في الحياة هي السيطرة على أفكارنا السلبية؛ إذ تبدأ كل مشكلاتنا من طريقة تفكيرنا، خاصةً إذا ما علمنا أنَّنا نتوقع كثيراً من الأشياء التي لا تحدث على أرض الواقع، ومع ذلك فإنَّنا نقاوم أي محاولة لتبني نمط تفكير إيجابي ونبقى عالقين في حلقة من التفكير السلبي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويتحدَّث فيه عن 12 سبباً يكمن وراء نمط التفكير السلبي.

عندما تسمح للأفكار السلبية بالسيطرة عليك، فإنَّك تخسر السلام الداخلي والمتعة في الحياة، وتبدأ بالاعتقاد أنَّك تنهار عصبياً، وتُصاب بالاكتئاب مراراً وتكراراً، أقول هذا لأنَّني اختبرت تأثير هذه الأفكار مثل جميع الناس الآخرين، لكنَّني تعلَّمت الكثير من هذه التجربة.

أهم ما تعلَّمته أنَّه يوجد كثير من الجوانب في حياتنا التي لا يمكننا التحكُّم بها؛ لذلك ليس من المنطقي أن نبدِّد كل طاقتنا في محاولة للسيطرة على هذه الجوانب، في حين نتجاهل الجوانب الأخرى التي يمكننا التحكُّم بها.

لذلك؛ يجب أن تقرِّر كيف تستثمر وقتك ومع من تقضيه، وعلى ماذا تركِّز، كما يمكنك أن تقرِّر كيف تفكِّر، وكيف ترى نفسك، وكيف تتعامل مع الآخرين، ويمكنك اختيار النشاطات التي تقوم بها، والجوانب التي توليها اهتمامك وتقرأ عنها وتتعمَّق في فهمها، ويمكنك أن تقرِّر كيف سيكون رد فعلك على صعوبات الحياة وفيما إذا كنت ستتعامل معها على أنَّها كوارث أم فرص لتطوير الذات.

لكن الأهم من كل ذلك، هو أنَّك تستطيع أن تحدِّد موقفك من الحياة والذي بدوره يحدِّد كل شيء تقريباً، فلا يوجد أحد في منأى عن التقلبات المزاجية المفاجئة، لكن لا يعني هذا أنَّنا يجب أن نستسلم لها، وسواء كانت عقليتك السلبية دائمة، أم مجرد حالة طارئة، فيجب أن تُدرك متى يكون لديك أفكار سلبية زائفة عن الواقع من أجل سعادتك ونجاحك على الأمد الطويل.

إليك فيما يأتي 12 حقيقة عن أسباب العقلية السلبية وتأثيرها في حياتك مع نصائح لتصحيح هذا الموقف وتبنِّي نمط تفكير سليم:

1. تعكس عقليتك السلبية درجة معيَّنة من التركيز على نفسك وأنَّك ضحية:

نميل جيمعاً إلى جعل أنفسنا مركز الأحداث التي تدور حولنا، وتقييم جميع الأحداث والأشخاص والظروف والنقاشات من حيث علاقتنا بها، ويمكن أن يكون لهذه النظرة آثار سلبية متعدِّدة بدءاً من الشعور بالإهانة عندما يتصرَّف الآخرون بطريقة وقحة، ومروراً بالشعور بالشفقة على أنفسنا عندما لا تسير الأمور كما نتمنَّى وليس انتهاءً بالشك بأنفسنا عندما لا نكون مثاليين.

إذ لسنا المقصودين من كل ما يدور حولنا، ومن الخطأ أن يعتقد أي شخص بأنَّه مركز الكون، لكن هكذا نشعر في بعض الأحيان؛ لذلك حاول أن تغيِّر هذا الاعتقاد عندما يكون ضاراً بك.

عندما تشعر أنَّك ضحية مستهدفة من كل ما يجري حولك، فكِّر في الأشخاص الذين يمكن أن تساعدهم، فذلك يمكن أن يساعدك على التخلُّص من هذا التفكير المنغلق على الذات؛ وبذلك لا تشعر بالشفقة على نفسك؛ لأنَّك تفكِّر في الآخرين وذلك لمصلحتك بالدرجة الأولى.

2. تتأثر عقليتك السلبية إلى حد كبير في ذكريات الماضي المؤلمة:

من الطبيعي أن يشعر أي شخص بين فترة وأخرى بالألم والحزن والغضب والإحباط والندم وخيبة الأمل وغير ذلك، وإذا ما لاحظت هذا الألم عن كثب فسترى أنَّه مرتبط بأحداث جرت معك في الماضي القريب أو البعيد، وفي حين أنَّك قد تعتقد جازماً أنَّ سبب الألم الذي تشعر به الآن هو ما حدث معك في الماضي وليس بسبب وجهة نظرك عمَّا حدث، يتَّضح خطأ هذا الاعتقاد إذا ما علمنا أنَّ ما حدث في الماضي قد انتهى ولم يعد يحدث الآن.

إذاً لماذا تشعر بالألم الآن؟ الجواب هو بسبب وجهة نظرك التي تستمر بتبنِّيها عما حدث، فإنَّها ببساطة عملية تفكير مستمر، وما يجب أن تفعله هو محاولة رؤية ما حدث في الماضي رؤية موضوعية حتى تتخلَّص من تأثيره فيك في الوقت الحاضر.

شاهد بالفديو: 7 نصائح للتخلص من التفكير في إخفاقات الماضي

3. تعكس عقليتك السلبية رفضك للواقع:

يتسبَّب كثيرون لأنفسهم بالتعاسة بسبب عدم تقبُّلهم للحياة كما هي في الحاضر؛ لذلك يجب أن تبذل قُصارى جهدك لمنع نفسك من التفكير بهذه الطريقة؛ إذ يجب عليك أن تعلم أنَّك عندما تقبل الواقع الحالي بصرف النظر عن سلبيته، فإنَّك تجعل منه فرصة لتطوير الذات والتعافي، فلا تعني السعادة عدم وجود مشكلات في الحياة؛ وإنَّما تعني القدرة على حلها.

يكفي أن تتخيَّل القدرات التي ستمتلكها إذا تقبَّلت الواقع دون إطلاق أحكام بخصوص معاناتك؛ لذلك يجب أن تركِّز على ما لديك بدلاً ممَّا فقدته، فالسعادة لا تتحقَّق من خلال تذكُّر ما سلبته منك الحياة؛ بل من خلال حفاظك على ما بقي لديك.

4. تعكس عقليتك السلبية خوفك من التغيير:

أحياناً يجب أن نعترف أنَّ هناك أشياءً في حياتنا تتغيَّر مهما حاولنا منع ذلك، وأحياناً يكون من الصعب تقبُّل فكرة زوال شيء اعتدنا على وجوده، لكن يحقِّق لك تقبُّل هذه الحقيقة من السعادة والشعور بالرضى أكثر ممَّا تتصور.

قد يبدو التغيير صعباً جداً لدرجة لا يمكن تحمُّلها، لكن على الأمد الطويل، فإنَّ التغيير هو ما يسمح لك بالتعلُّم وتطوير الذات والنجاح وهو الكفيل بحل مشكلاتك؛ لذلك تذكَّر دوماً أنَّ الحياة تتغيَّر باستمرار ويجب عليك أن تتغيَّر أيضاً نحو الأفضل.

إقرأ أيضاً: كيف تتغلب على خوفك من التغيير وتغير حياتك؟

5. تتأثر عقليتك السلبية في سلبيتك وتسويفك:

يضيِّع معظمنا وقتهم وطاقتهم في انتظار أن تصبح الظروف مثالية، لكنَّ هذا أمر مستحيل؛ لأنَّنا ننسى أنَّنا من يصنع هذه الظروف من خلال العمل، وننسى أنَّ الثقة تُكتسب من خلال التجربة، لكنَّنا نضيِّع وقتنا بالتردد والتسويف وينتهي بنا الأمر بالاستسلام لنفس الروتين القديم الذي كان السبب في فشلنا لفترة طويلة، وثمَّة كثيرون ممَّن يعيشون حياتهم كيفما اتفق دون أن يُدركوا أنَّهم يستطيعون القيام بأي شيء بكثير من الشغف.

لا تعش حياتك بهذه الطريقة، ابذل جهدك لتكتشف مواهبك وشغفك والأشياء التي تحبها، وخصِّص الوقت لممارستها، لا تنتظر موافقة الآخرين على عيش حياتك بالطريقة التي تحب، قرِّر بنفسك كيف تريد أن تكون حياتك، فما يمنح معنىً للحياة هو جهدك في صنع الحياة التي تتمنَّاها وليس مجرد الأمل بأن تحصل على هذه الحياة.

6. تعكس عقليتك السلبية رفضك للخروج من منطقة الراحة:

يعني ذلك أنَّك لا تريد أن تكون في وضع غير مريح؛ ولذلك تختار التهرُّب من أي موقف يسبِّب لك الانزعاج؛ إذ تكمن المشكلة في ذلك أنَّه في حال كنت تتجنَّب المواقف غير المريحة فإنَّك لن تقوم سوى بالأنشطة، ولن تغتنم سوى الفرص التي تقع في نطاق منطقة الراحة الخاصة بك، ونظراً لأنَّ منطقة الراحة لدى أي شخص تكون ضيقة نسبياً، فإنَّنا نفوِّت بذلك معظم تجارب الحياة التي تدفعنا إلى تطوير الذات، ونبقى عالقين في حلقة من النشاطات والفرص المكرَّرة، ولنأخذ مثالاً عن ذلك، وهو الالتزام بنمط حياة صحي:

  • في البداية نعيش نمط حياة غير صحي؛ وذلك لأنَّ تناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية أمر غير مُريح؛ لذلك نلجأ للخيار المريح المتمثِّل بتناول طعام غير صحي والجلوس طوال اليوم أمام التلفاز.
  • نشعر لاحقاً بالانزعاج لأنَّ صحتنا تسوء، وكي ننسى هذه الحقيقة نلجأ إلى مزيد من الطعام غير الصحي وإضاعة الوقت بمزيد من النشاطات غير المفيدة وشراء حاجات غير ضرورية، والنتيجة هي مزيد من الانزعاج، ومن ثمَّ يترسَّخ لديك هذا الموقف السلبي.

7. يكمن موقفك السلبي في أفكار غير واقعية في الغالب:

لا أحد مثالي، ولا بأس بذلك أبداً، وأنت فقط أحد هؤلاء الأشخاص غير المثاليين، وبصرف النظر عمَّا تقوله لنفسك وكم مرَّة خيَّبت توقعات الآخرين فإنَّك جيد كما أنت، حتى عندما تفشل فهذا لا يعني أنَّك لست ذكياً، أو أنَّك لا تمتلك الموهبة أو الكفاءات، وحتى عندما تخذل الآخرين، فإنَّك ما تزال شخصاً يستحق الحب والتقدير.

الفكرة ممَّا سبق هي أنَّ الجميع يرتكبون الأخطاء ويخذلون أصدقاءهم، وليس السبب أنَّ الجميع غير أكفاء؛ بل إنَّنا جميعاً بشر غير مثاليين، وإنَّ سعيك إلى المثالية لن يقودك سوى إلى التوتر والتعاسة.

8. يعكس موقفك السلبي درجة معيَّنة من احتقار الذات:

عندما تشعر بأنَّك في حالة من احتقار الذات، تذكَّر أنَّ هذه المشاعر مُكتسبة وليست فطرية؛ بمعنى أنَّك مررت سابقاً بتجربة قلَّل فيها أحدهم من شأنك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وصدَّقت أنت هذه الكذبة وتبنَّيتها على أنَّها حقيقة، فهذا التقييم السلبي الذي تلقيته لا يعكس حقيقتك؛ لأنَّه مثلما تعلَّمت أن تنظر لنفسك بازدراء، فإنَّك تستطيع أن تنظر لنفسك بإيجابية وتمتلك تجاه نفسك كثيراً من مشاعر الحب والتقدير.

يمكنك أن تتحدَّى هذه المعتقدات الخاطئة وتثبت خطأها، ومن ثمَّ تستعيد احترامك لذاتك، ليس الأمر سهلاً ولن يحدث بين عشية وضحاها، لكنَّه ممكن، ويبدأ التغيير في اللحظة التي تتأكد فيها من وجود طريقة أفضل لتعيش حياتك وأنَّك تستحق أن تعيشها؛ لذلك اتخذ هذا القرار واكتشف هذه الطريقة.

9. يعكس موقفك السلبي مجموعة من المعتقدات التي تنمُّ عن شعورك بالعجز:

فكِّر في أحد معتقداتك المُقيِّدة عن نفسك؛ بمعنى أن تتذكَّر مجالاً في حياتك تظنُّ أنَّه من غير الممكن أن تقوم فيه بأي تغيير؛ إذ يمكن أن يكون أي مجال من مجالات حياتك تتمنَّى أن تجري عليه بعض التغييرات، مثل لياقتك البدنية، أو مهنتك، وربما علاقاتك وغير ذلك.

ما هو المجال الذي اعتقدت جازماً أنَّك لن تكون قادراً على إجراء أي تغيير فيه؟ بعد أن تحدِّد هذا المجال تذكَّر فترة ما، أو حتى لحظة كان من الواضح فيها أنَّ اعتقادك خاطئ، بصرف النظر عن حجم إنجازاتك في هذا المجال، حتى لو كان مجرد إنجاز ضئيل.

ما يهم هو أن تتذكَّر اللحظة التي شعرت فيها بالدهشة بسبب ما حقَّقته؛ لأنَّك عندما تفعل ذلك سيكون من السهل جداً التخلُّص من اعتقادك الخاطئ عن نفسك؛ إذ يمكنك أن تبدأ باتخاذ خطوات يومياً تثبت لك خطأ هذا الاعتقاد، وستكون هذه الخطوات عبارة عن عادات يومية إيجابية تؤدي إلى مزيد من المكاسب الصغيرة التي ستؤدي بدورها إلى مزيد من الثقة بالنفس، ومزيد من الحماسة وفي النهاية نجاحات كبيرة والكثير من الثقة بالنفس وهكذا دواليك.

10. يعكس موقفك السلبي عدم القدرة على التركيز والعيش في الحاضر:

أحد أصعب التحديات في الحياة هي أن تتقبَّل واقعك الحالي وتعيش بشخصيتك الحقيقية، فكثيراً ما نصبح مدمنين على العمل، وممارسة التمارين الرياضية، ومدمنين على العلاقات؛ لننسى واقعنا الذي نعيشه، حتى إنَّ معظمنا يفعلون كل ما في وسعهم ليتجنَّبوا الشعور بالوحدة في بيئة خالية من عوامل التشتيت؛ لذلك تجد بعض الأشخاص يقضون الوقت مع أي شخص ليتجنَّبوا الشعور بالعزلة، على الرَّغم ممَّا تتيحه لنا العزلة من إمكانية التعرُّف إلى مشاعرنا الحقيقية، وهذه هي الخطوة الأولى للتعافي من المشاعر السلبية.

عش واقعك، ولاحظ بفضول ودون إطلاق أحكام ما يمنعك من أن تكون على طبيعتك، ركِّز فقط على واقعك وعلى اللحظة الحالية إذا أردت أن تعرف المعنى الحقيقي للحياة.

إقرأ أيضاً: 4 استراتيجيات للتركيز على أهدافك وتجنب عوامل التشتيت

11. يتأثر موقفك السلبي في ماضٍ من المعاملة السيئة:

يتعرَّض أي شخص في مرحلة ما للاستغلال والمعاملة السيئة؛ وذلك لأنَّنا نسمح للأشخاص بذلك ونرضى بأقل ممَّا نستحق، لكن حتى تتجاوز ألمك يجب ألا تندم على أي شيء ممَّا حصل، بل اجعلها دروساً تتعلَّم منها كيف تختار الأشخاص الذين يستحقون ثقتك فيما بعد، وتتعلَّم كيف تختار أصدقاءك، وتتعلَّم كيف تميِّز بين الأشخاص الصادقين والكاذبين.

الأكثر أهميةً من ذلك أن ترى نفسك على حقيقتها، وتقدِّر الأشخاص والأشياء الرائعة التي تحصل عليها في الحياة، مع أنَّ بعض ما خسرناه لا يمكن تعويضه، وعلى الرَّغم من معرفتنا بأنَّ بعضاً ممَّن أساء إلينا لن يشعر بالندم أبداً، ولكنَّنا اكتسبنا مزيداً من الخبرة من أجل التجارب اللاحقة.

لكن تذكَّر هذا: أنت لم تتلقَّ هذه المعاملة السيئة بسبب عيب في شخصيتك، ولا يعني أي من هذه التجارب أنَّك شخص بلا قيمة، كل ما هنالك يوجد بعض الأشخاص الأنانيين لا يعرفون شيئاً سوى مصالحهم، ومع ذلك أليس من الرائع أنَّك ما زلت قادراً على أن تحب الآخرين الذين يستحقون محبتك مع أنَّ بعض الأشخاص الانتهازيين قد ألحقوا بك هذا الألم؟

شاهد بالفديو: كيف تقاوم السلبية في حياتك؟

12. يتأثر موقفك السلبي في حاجتك إلى الحصول على التقدير من الآخرين:

لن تكون دائماً أولوية بالنسبة إلى الآخرين، لكن يجب أن تكون أولوية بالنسبة إلى نفسك، تعلَّم أن تحترم نفسك، وأن تقدِّم لنفسك الرعاية، وتسعى إلى تلبية احتياجاتك، اجعل سعادتك أولوية، ولا تنتظر حتى يحققها لك الآخرون؛ بل اختر أن تكون أنت أولوية نفسك منذ الآن، أنت جيد بما فيه الكفاية، فقط استرخِ وانسَ ذكريات الماضي المؤلم وعش حاضرك مقدِّراً لذاتك وامنح نفسك كل الحب.




مقالات مرتبطة