12 خطوة لتعزيز المقاومة النفسية
1. تقبُّل التغييرات التي تحدث في الحياة
يدرك الفرد القوي نفسياً أنَّ التغيير من العناصر الأساسية والحتمية في الحياة الإنسانية، وهذا يدفعه إلى الإقدام على التجارب الجديدة بذهن منفتح، واستعداد لتجاوز منطقة راحته والتعايش مع الظروف المتغيِّرة، فلا يرفض هذا الفرد التغييرات التي تحدث في حياته ولا يخشاها؛ بل إنَّه يتقبَّلها، ويعدُّها فرصة ثمينة لتنمية ذاته وتطوير شخصيته، وتحسين طريقة تفكيره، ومساعدته على اكتشاف مزيد من الفرص الجديدة.
3. ممارسة العطف الذاتي
يُعدُّ العطف الذاتي من أساسيات المقاومة النفسية، وهو يتطلَّب منك أن ترحم نفسك، وتتقبَّلها وتغفر لها هفواتها وخاصة في أوقات الأزمات أو الفشل، ويعترف الفرد القوي نفسياً بعيوبه ويتقبَّل حقيقة أنَّ الإنسان معرض لاقتراف الأخطاء، ولا ينتقد نفسه، ولا يقسو عليها، ويعطف هذا الإنسان على نفسه، ويتقبَّلها كما هي مثلما يتعامل مع أحبته وأصدقائه المقربين.
3. وضعُ حدود صحية في العلاقات
يتميَّز الإنسان القوي نفسياً بقدرته على رفض المسؤوليات والالتزامات عند الضرورة، وإعطاء الأولوية لعافيته النفسية، ووضع حدود واضحة في حياته الشخصية والمهنية لكي يحسن استثمار وقته وجهده، ويحافظ على عافيته العاطفية، ويركِّز على أولوياته في الحياة، وهو يعبِّر عن احتياجاته بصراحة ويحترم حدود الآخرين.
4. التركيز على العوامل التي يستطيع أن يتحكم بها
يعرف الإنسان القوي نفسياً أنَّه لا يقدر على التحكُّم ببعض ظروف حياته، وهو لا يشغل باله بالأمور التي لا يستطيع تغييرها، ويحاول استثمار جهده ووقته في ضبط أفعاله، وأفكاره، وردود فعله وغيرها من العوامل الواقعة ضمن نطاق سيطرته، ويشعر الإنسان بهذه الطريقة أنُّه قادر على التحكُّم في مسيرته الحياتية ويتجنَّب التعرض لخيبات الأمل التي تنجم عن محاولة تغيير الظروف المفروضة عليه والواقعة خارج نطاق سيطرته.
5. التعلُّم من الأخطاء
يُعَدُّ اقتراف الأخطاء جزءاً طبيعياً من التجربة الإنسانية الحياتية، وقد تبيَّن أنَّ الإنسان القوي نفسياً يرى الفشل فرصة ثمينة للتعلم والنمو، وهو يتحمَّل مسؤولية أفعاله، ويحاول اكتساب الخبرات من أزماته، ولا يشغل باله بأخطاء الماضي، ولا يلوم نفسه على هفواته وزلَّاته، ويبذل ما بوسعه لتطبيق المعلومات والخبرات المكتسبة من التجارب الفاشلة في محاولاته المستقبلية، ويدرك هذا الفرد أنَّ الفشل تجربة مؤقَّتة تمهِّد لتحقيق النجاح في المستقبل.
6. ممارسة الامتنان
يساعد الامتنان على تنمية المقاومة النفسية، وتقتضي ممارسته إحصاء النِّعَم في الحياة، والتحلِّي بمنظور إيجابي، وتقدير الفرح والجمال الكامن في المحيط، وهذا يساعد على صرف التركيز عن الأفكار السلبية، وتعزيز إحساس الرضى والمرونة النفسية.
7. تعزيز المرونة النفسية
تعبِّر المرونة النفسية عن قدرة الفرد على التعافي من الصدمات والمحن، ويطوِّر الإنسان القوي نفسياً آليات واستراتيجيات مواجهة تساعده على تجاوز الظروف الصعبة، كما أنَّه يفكِّر بطريقة إيجابية ويتأمَّل الخير والفرج في الأوقات العصيبة، ويدرك أنَّ الأزمات ستمر، ويثق بقدرته على تجاوزها، وتساعد المرونة النفسية على التأقلم مع الظروف الصعبة، والمواظبة على الجد والعمل، وتطوير القدرات والإمكانات بعد انتهاء الأزمة.
شاهد بالفيديو: 6 نصائح علميّة للتخلص من الضغط النفسي
8. ممارسة التأمُّل الذاتي
يساعد التأمل الذاتي على تنمية الشخصية والمقاومة النفسية، وقد ثبت أنَّ الإنسان القوي نفسياً يداوم على مراقبة أفكاره، ومشاعره، وسلوكاته، ويسعى باستمرار لتطوير نفسه وتنمية شخصيته، ويتقبَّل التغذية الراجعة بصدر رحب ويستفيد منها في تحسين طريقة تفكيره ووجهات نظره، ويساعد التأمل الذاتي على تنمية الوعي وزيادة القدرة على اتِّخاذ القرارات المدروسة المبينة على القيم والأهداف الشخصية.
9. إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية
ممارسات الرعاية الذاتية ضرورية للحفاظ على المقاومة النفسية، وقد تبيَّن أنَّ الفرد القوي نفسياً يعطي الأولوية للنشاطات التي تسهم في تحسين عافيته الجسدية والنفسية والعاطفية، ويخصص ما يكفي من الوقت لممارسة الهوايات والاهتمامات التي تبعث في نفسه الرضى والبهجة، ويقدِّر أهمية الراحة ويستفيد من أوقات الاستراحة في استعادة نشاطه وحماسته وتجنُّب التعرض للاحتراق الوظيفي، وتساعد ممارسات الرعاية الذاتية على تنمية المرونة النفسية والقدرة على مواجهة صعوبات الحياة.
10. اعتماد عقلية النمو
تعبِّر عقلية النمو عن ثقة الفرد بإمكانية تطوير قدراته وتنمية ذكائه من خلال الاجتهاد والعمل الجاد، ويتبع الإنسان القوي نفسياً هذه العقلية، ويُعِدُّ التحديات فرصاً للتعلم وتطوير القدرات والإمكانات، ولا يتهرب من المهام الصعبة أو التجارب الجديدة؛ بل يتعامل معها بذهن منفتح واستعداد للتعلم، ويدرك هذا الفرد أنَّ النجاح والنمو يتطلب تجاوز منطقة الراحة والاستعداد لخوض التحديات التي تسهم في تنمية القدرات والإمكانات.
11. إبداء التعاطف
يعبِّر التعاطف عن قدرة الفرد على إدراك مشاعر الآخرين وتفهمها، وقد تبيَّن أنَّ الإنسان القوي نفسياً يتمتَّع بمقدرة بارزة على إبداء التعاطف، وهذا يتيح له إمكانية بناء علاقات وارتباطات تساعده على تحقيق أهدافه، وهو يراعي عواطف الآخرين ويحترم وجهات نظرهم ويقدِّم لهم الدعم والقبول والمساندة عند الحاجة، وتساعد ممارسة التعاطف على تعزيز شعور الرحمة وبناء شبكة دعم من الأصدقاء والأحبة.
12. خوض المخاطر المحسوبة
يُقدِم الإنسان القوي نفسياً على خوض المخاطر المحسوبة التي تساعده على تحقيق أهدافه وتنمية شخصيته، ويعمد إلى إجراء مقارنة مدروسة بين الخسائر والفوائد المتوقَّعة من خوض التجربة، ويثق بحدسه وقدرته على المحاكمة العقلية، ويدرك أنَّ تحقيق التقدم في الحياة يتطلَّب تجاوز منطقة الراحة وعدم الخوف من المستقبل المجهول، ويدرك هذا الفرد أهمية تقييم المخاطر المحتملة واتِّخاذ القرارات المدروسة بناءً على المعلومات المتوفرة عن التجربة.
دراسة حالة: كيف تغلَّب "أحمد" على محنته
"أحمد" رجل إطفاء يبلغ من العمر 35 عاماً، ويتَّسم بالقوة والجرأة، لكنَّه تعرَّض لحادثة مأساوية في العمل أدَّت إلى إصابته باضطراب القلق ومعاناته من الشك الذاتي وغيرها من الصراعات النفسية والانفعالية.
أدرك "أحمد" حاجته لتلقِّي الدعم النفسي فطلب مساعدة معالج عرَّفه على مفهوم "المقاومة النفسية"، وفهم "أحمد" بعد مضي عدة جلسات والمداومة على ممارسة التأمُّل الذاتي، أنَّ قوة الإنسان الحقيقية لا تتعلَّق بقدراته البدنية فقط؛ بل تعتمد على مقاومته النفسية أيضاً، وتعوَّد على التصالح مع نقاط ضعفه، وممارسة العطف الذاتي، وقبول حقيقة عجزه عن إيجاد الحلول والأجوبة التي يحتاج إليها في بعض الحالات.
أدرك "أحمد" خلال تجربة العلاج النفسي أهمية وضع الحدود والتركيز على العوامل التي يستطيع أن يتحكَّم بها، وصار يعطي الأولوية للرعاية الذاتية، ويمارس الهوايات التي تبعث في نفسه البهجة والسكينة مثل التصوير الفوتوغرافي.
لقد وجد "أحمد" كثيراً من الراحة والطمأنينة في ممارسة الامتنان، وصار يخصِّص بعض الوقت كل يوم لتقدير جميع النِّعَم الموجودة في حياته، ونجح "أحمد" بتعزيز مقاومته النفسية واتِّباع عقلية النمو من خلال اجتهاده والتزامه بتنمية شخصيته.
كما تعوَّد على عدِّ التحديات فرص للتعلم والتطور، فلقد ساهم هذا التطور في المقاومة النفسية في تعزيز قدرته على التعامل مع متطلبات مهنته، وتحسين علاقاته وعافيته، فتجربة "أحمد" خير دليل على إمكانية تنمية المقاومة النفسية، وزيادة قدرة الإنسان على مواجهة الظروف القاسية والتغلُّب عليها.
فيما يأتي تلخيص للأفكار الواردة في المقال:
- تقتضي المقاومة النفسية اكتساب مهارات وعقلية تساعد على التغلُّب على الصعوبات وتنمية الشخصية.
- يدلُّ قبول التغيير وعدُّه فرصة للتقدم والنمو على تمتُّع الفرد بمقاومة نفسية عالية.
- من الضروري أن تمارس العطف الذاتي، وتدرك حدودك الشخصية، وتعامل نفسك برحمة ولطف.
- يجب أن تضع حدود تضمن سلامتك النفسية، وتعطي الأولوية لعافيتك، وتوضِّح احتياجاتك.
- تقتضي المقاومة النفسية تركيز الجهد على العوامل التي تستطيع أن تتحكم بها.
- يجب أن تتعلم من أخطائك، وتتحمَّل مسؤولية أفعالك، وتطبِّق الخبرات المكتسبة من التجارب الفاشلة في محاولاتك المستقبلية.
- تسهم ممارسة الامتنان، والحفاظ على النظرة الإيجابية، وتقدير لحظات السعادة العابرة في تنمية المقاومة النفسية.
- يجب تنمية المرونة النفسية، والقدرة على التعافي من الأزمات، والحفاظ على الأمل والتفاؤل عند التعرض للصعوبات.
- تشمل علامات المقاومة النفسية ممارسة التأمُّل الذاتي، ومراقبة الأفكار والسلوكات، والسعي لتحقيق التنمية الشخصية.
- يقتضي الحفاظ على المقاومة النفسية إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية، وممارسة الهوايات، والاستفادة من أوقات الاستراحة والعطل في استعادة النشاط والحماسة.
- تقتضي المقاومة النفسية اكتساب عقلية النمو، والإيمان بقدرة الإنسان على التعلم والتطور، وقبول التحديات التي تفرضها الحياة.
- تقتضي المقاومة النفسية ممارسة التعاطف، واحترام وجهات نظر الآخرين، وبناء علاقات مفيدة تساعد الفرد على تحقيق أهدافه.
- يُقدِم الإنسان القوي نفسياً على خوض المخاطر المحسوبة، ومقارنة الفوائد مع الخسائر المتوقَّعة، كما أنَّه يثق بحدسه وقدرته على المحاكمة العقلية.
في الختام
تنمية المقاومة النفسية عملية مستمرة تحتاج للوعي الذاتي، والتفاني في العمل، والرغبة في تحقيق التقدُّم والتطور، ولقد قدَّم المقال 12 خطوة لتعزيز المقاومة النفسية اللازمة للتعامل مع تحديات الحياة بثقة، وتعتمد المقاومة النفسية على اكتساب مهارات وعقلية تهدف لمواجهة المحن وتنمية القدرات والإمكانات بعد تجاوز الظرف الصعب.
أضف تعليقاً