10 نصائح لكي تجد شغفك الحقيقي في الحياة
بعضُ أهم الأسئلة التي قد تطرحها على نفسك خلال رحلتك في الحياة هي: لماذا أنا هنا؟ وما الذي أريده حقاً في الحياة؟ وإلى أين أنا ذاهب؟ وكيف ستبدو حياتي إذا حققتُ أهدافي جميعها؟
أكثر الناس نجاحاً هم أولئك الذين يفكرون ملياً في أنفسهم وفي وجهتهم في الحياة، ثم يُقيمون تقدُّمهم باستمرار مقارنةً مع الواقع الحالي والمستقبل الذي يتطلعون إليه.
يجب أن تجد شغفك كي تعيش حياةً مُرضيةً، ستكتشف من خلال هذا المقال كم أنت مميز، وسنحدد معاً بعض الأشياء التي قد تمنعك من العثور على شغفك، ونعطيك 10 نصائح للعثور على شغفك الحقيقي وعيش حياة أكثر سعادةً ورضى.
يمكنك تحقيق أشياء مذهلة:
الخطوة الأولى لتحقيق نجاح كبير هي أن تدرك أنَّك حقاً استثنائي، ولم يكن أي شخص في الكون بأسره مثلك تماماً، لديك قدرات ومهارات وكفاءات ورؤى وأفكار رائعة تجعلك مختلفاً حقاً عن الأشخاص جميعاً الذين عاشوا يوماً.
لديك الآن في داخلك القدرة على تحقيق أكثر مما حلمت به في الماضي، لقد خُلِقت بصفتك كائناً ناجحاً، يتطلع باستمرار للقيام بمزيد من الأشياء التي تجلب مزيداً من السعادة والنجاح.
اليقين هو السبيل إلى الحياة السعيدة:
السمة المشتركة بين أنجح الأشخاص في الحياة هي اليقين، إنَّهم متيقنون تماماً مما يؤمنون به ومن وجهتهم في الحياة، ويجب أن تبلغ هذه الدرجة من اليقين أيضاً.
ما الذي يتمناه قلبك؟ إنَّه الشيء الوحيد الذي خُلقتَ للقيام به، إنَّه شيء خاص جداً يمكنك وحدك القيام به بطريقة ممتازة، مهمتك طوال حياتك هي اكتشاف شغفك، وعندها فقط ستكون سعيداً وناجحاً جداً وراضياً تماماً، فما هو ذلك الشغف.
ما الذي يمنعك من إيجاد شغفك؟
أشياءٌ كثيرة تمنع البشر من العثور على شغفهم الحقيقي في الحياة، والحياة اليومية هي إحدى أهم تلك الأشياء؛ إذ إنَّ الروتين ومسؤوليات الحياة لا تُبقي لنا سوى وقت فراغ قليل لاستكشاف الأشياء التي نتحمس لها.
يمكن أن يمنعك التسويف أيضاً من اتخاذ أي إجراء حقيقي، وقد تظن أنَّك "يوماً ما" ستسعى وراء ما تريد فعله حقاً في الحياة؛ لكنَّ هذا اليوم لن يأتي ما لم تحدد الأهداف وتضع خطة.
يمكن للأفكار السلبية أيضاً أن تمنعك من استكشاف فرص جديدة، على سبيل المثال قد تظن أنَّك لا تمتلك المهارات المطلوبة أو القدرة على تحقيق أشياء جديدة ومثيرة، لكن هذا ببساطة ليس صحيحاً، وحده العقل الإيجابي والمتفتح قادرٌ على فتح آفاق المستقبل.
خوفك من التغيير قد يمنعك أيضاً من العثور على شغفك، مع أنَّ المغامرة في المجهول قد تكون أمراً مخيفاً، فإنَّك ستحظى بحياةٍ أكثر سعادةً عندما تجد شغفك، ويتطلب النجاح تركيز أفكارنا الواعية على الأشياء التي نرغب فيها، وليس الأشياء التي نخافها.
قد تُقنعك العقلية السلبية بأنَّك لا تحتاج إلى إيجاد شغفك، وقد يبدو أنَّه من الكافي عيش الحياة يوماً بيوم والعمل في وظيفة وممارسة بعض الهوايات؛ لكنَّ هذا قد يجعلك تشعر بأنَّك تراوح في مكانك وأقلُّ شغفاً بالحياة.
قد تشعر أيضاً بأنَّه من الأنانية السعي وراء شغفك عندما يحتاج الآخرون كالعائلة والأصدقاء إلى وقتك ورعايتك، لكن عندما تصبح شخصاً أفضل، يمكنك تقديم المزيد للأشخاص الذين تهتم لأمرهم.
كيف تجد شغفك؟
لقد خُلقت لتفعل أشياء رائعةً في حياتك، وإنَّ مهمتك هي اكتشاف هذه الأشياء الرائعة، ثمَّ بذل كل جهدٍ ممكن للقيام بها بصورةٍ متميزة، وقد يكون لحياتك هدف واحد، كأن تُكرِّس حياتك لمساعدة الفقراء، أو قد تكون لحياتك أهدافٌ متعددة تُحققها واحداً تلو الآخر، بينما تتطور وتنمو وتصبح شخصاً أسمى وأفضل.
لكن مهما كانت أهداف حياتك، فإنَّ الشغف هو الذي يقودك إلى حياةٍ مُرضية؛ لذا اكتشف كيف تجد شغفك وتعيش أسعد حياة ممكنة من خلال النصائح الآتية:
شاهد بالفيديو: 8 أشياء يجب أن تقوم بها حتى تعيش شغف الحياة
1. افهم ما هو الشغف:
عندما تكون شغوفاً بشيءٍ ما، فإنَّك تتحمس للقيام به، حتى لو كان صعباً أو لا يجلب لك مالاً أو شهرة، وعندما تجد شغفك، ستُدرك ذلك فوراً للأسباب الآتية:
- عندما تقوم به، يبدو أنَّ الوقت يَمُرُّ بسرعة دون أن تشعر بذلك.
- سوف تتطلع إلى القيام به، بما في ذلك الذهاب إلى العمل، وتشعر بالحماسة عندما تفكر فيه.
- لن تمانع في بذل الجهد وتخصيص الوقت لتحقيق ما تحاول تحقيقه.
- ستشعر بالرضى في قلبك والطمأنينة في ذهنك، وسوف تتحسن صحتك بمجملها.
- ستشعر بإحساسٍ بالهدف بينما تسعى وراء شغفك.
عندما تتذكر يومك، فإنَّ أكثر اللحظات التي أثارت حماستك كانت على الأرجح تلك التي أديت فيها العمل الذي يثير شغفك.
2. حدِّد قيمك الأساسية:
الخطوة التالية التي يجب أن تتخذها كي تجد شغفك هي تحديد أكثر الأمور التي تقدرها في الحياة، ما هي الأشياء الأكثر أهميةً بالنسبة إليك وهل تعدها ضروريةً جداً في حياتك؟
قد تكون القيم الأساسية بالنسبة إلى بعض الأشخاص هي إعانة الأسرة، أو الاستمتاع بالحياة أو التحلي بالإخلاص والوفاء، أو حتى قضاء الوقت مع الأصدقاء، أو قد تشعر بأنَّه واجبٌ عليك أن تُحدث فرقاً في العالم، أو أن تبقى مؤمناً بمعتقداتك الروحية أو الدينية.
قد يكون المرح والفكاهة والتحلي بعقلية إيجابية هو القيم الجوهرية في حياتك، أو قد تشعر بأنَّك يجب أن تُبدع من خلال الفن أو الكتابة أو الرقص أو الاختراع أو الخطابة أو التمثيل أو أي وسيلة أخرى حتى تشعر حقاً بالرضى.
تشمل القيم الإضافية التعاطف، والمصداقية، والحب، والتواضع، والصدق، واللطف، والإيثار، والنزاهة، والفضول، والإنصاف، والعمل الجاد، وراحة البال، والتفاؤل، والاستقرار، وغيرها الكثير.
حتى تُحدد قيمك الجوهرية، التي ستقودك إلى اكتشاف شغفك الحقيقي، اسأل نفسك هذه الأسئلة:
- ما هو الأمر الهام بالنسبة إلي؟
- ما هي القيم التي لن أتنازل عنها؟
- ما هي الأشياء التي لا أريد أن أعيش دونها؟
- من هم أهم الناس في حياتي؟
- ما هو أكثر شيءٍ أُقدِّره في حياتي ولماذا؟
3. رتِّب احتياجاتك البشرية الأهم:
إنَّ احتياجاتك البشرية مشابهةٌ للقيم الجوهرية، وصنَّف عالِم النفس "أبراهام ماسلو" (Abraham Maslow) الاحتياجات الأساسية للإنسان بالترتيب من الاحتياجات المادية الأساسية إلى الاحتياجات النفسية الأسمى على النحو الآتي:
- الاحتياجات الفيزيولوجية: تشمل التنفس والطعام والماء والمأوى والكسوة والنوم.
- حاجات السلامة والأمان: تشمل السلامة الجسدية والأمن الوظيفي والممتلكات والأسرة والاستقرار الاجتماعي.
- الحاجات الاجتماعية: تشمل الصداقة والأسرة والعلاقات الوثيقة.
- الحاجة إلى تقدير الذات: تشمل الثقة بالنفس وتحقيق أكبر قدر من الإنجازات وتلقي الاحترام من الآخرين والحاجة إلى التميز.
- الحاجة إلى تحقيق الذات: تشمل الأخلاق والإبداع والعفوية والمكانة الاجتماعية المرموقة وتحقيق الهدف واستثمار الإمكانات الداخلية.
في أثناء قراءة هذه القائمة، لاحظ الاحتياجات التي تروق لك، ما هي الأشياء الأساسية التي تسهم في سعادتك؟ هذه هي الأشياء التي أنت شغوف بها.
4. ضع قائمةً بأحلامك:
الخطوة التالية للعثور على شغفك هي إنشاء قائمة بأحلامك، فيحلم معظم الناس بأشياء يأملون في القيام بها قبل أن يموتوا، وهذه هي قائمة الأحلام التي يتطلعون إليها في المستقبل التي ستجعلهم يشعرون بأنَّهم عاشوا حياةً مُرضية.
اكتشف قائمة أحلامك من خلال سؤال نفسك عما أردتَ فعله دائماً، إذا لم يكن المال والوقت والمسؤوليات عائقاً بالنسبة إليك، فما هي الأشياء التي ستفعلها الآن لأنَّك تشعر بشغف تجاهها؟
ابحث عن شغفك من خلال تحديد الأهداف التي تتمنَّى تحقيقها "يوماً ما".
5. قرِّر كيف تريد أن يتذكرك الآخرون:
تخيَّل الآن أنَّك عشت حياتك وأنَّ الأشخاص الذين عرفوك يتحدثون عنك أو يفكرون فيك، كيف تريدهم أن يتذكروك؟ وما هي الأشياء التي تأمل أن يقولوها عنك؟
تخيل نفسك في التسعينيات من عمرك، ما الذي تريد أن تتذكره؟ وعندما ترقد على فراش الموت، ما هي الأشياء التي ستندم لأنَّك لم تقم بها؟
هذه الأسئلة الهامة تساعدك على اكتشاف اهتماماتك الحقيقية والتيقن منها.
شاهد بالفيديو: 6 أمور يجب أن تكون شغوفاً بها لتحظى بحياة مُرضية
6. تعلَّم المزيد عن اهتماماتك:
انظر إلى القوائم التي أعددتها حتى الآن، وسوف تُكوِّن فكرةً جيدة عن ماهية شغفك، ما هي العناصر التي تكررها باستمرارٍ عندما تحدد اهتماماتك وقيمك الأساسية واحتياجاتك البشرية وقائمة أحلامك وذكرياتك الهامة؟
هذه العناصر هي شغفك الحقيقي، والآن اكتشف ما الذي يتطلبه الأمر للقيام بها، فتحدث إلى الآخرين الذين يقومون بهذه الأشياء واطلب نصيحتهم، وراقب كيف يعيشون حياتهم، هل تبحث على الإنترنت؟ يمكنك استشارةُ منتورٍ لمساعدتك، واستثمر وقت فراغك لتعلم المزيد عن شغفك.
على سبيل المثال، إذا ظننت أنَّك ستشعر بمزيدٍ من السعادة إذا عملت في وظيفةٍ جديدة، فاقرأ الوصف الوظيفي أو تحدَّث إلى كوتش مهني للحصول على فكرة أفضل عن المتطلبات التعليمية، أو أي خبراتٍ أخرى ستحتاج إليها لإجراء تغيير في حياتك، اكتشف ما عليك القيام به، لا من أجل العثور على شغفك فحسب؛ بل للسعي خلفه وتحقيقه أيضاً.
7. ضع خطةً مناسبة:
تبدأ كل الإنجازات العظيمة بهدف؛ لكنَّ تحقيق أهدافك يتطلب خطةً؛ فالأشخاص الذين لديهم أهداف واضحة ومكتوبة ينجزون أكثر بكثير في فترة زمنية أقصر مما يمكن أن يتخيله الأشخاص الذين لا يملكون خطة.
حدِّد كيف ستدمج شغفك في روتين حياتك، سيتطلب هذا على الأرجح بعض التغييرات في حياتك اليومية، وفي كيفية قضائك لوقت فراغك، والأمور التي تركز عليها.
إذا كان شغفك هو قضاء الوقت مع أطفالك أو أصدقائك أو عائلتك أو أحبائك، فأضف هذا إلى جدولك اليومي أو الأسبوعي، خصِّص بعض الوقت لهم فقط والتزم به، وذكِّر نفسك بأنَّك يجب أن تصغي لهم بعناية وأن تُركِّز عندما يتحدثون، وعش معهم تجارب جميلة ستتذكرها دائماً.
إذا كنت شغوفاً بكتابة الكتب المصورة أو الروايات أو سيرتك الذاتية، فاطلب النصيحة التي تحتاج إليها، وخطط لقضاء بعض الوقت في التركيز على اهتماماتك.
إذا كنت ترغب في تأسيس شركة، أو استكشاف خيارات وظيفية جديدة، أو العثور على وظيفة مُرضيةٍ أكثر، أو أن تصبح خطيباً عاماً، فضع الخطة المناسبة، وإذا اضطررت إلى الانتقال من وظيفتك الحالية نتيجةً لذلك، فافعل ذلك بحذر وتأنٍّ.
8. اتَّخذ الإجراءات:
الآن قد حان الوقت كي تتجاوز مرحلة التفكير في كيفية إيجاد شغفك، وتبدأ بتحقيقه، وستعرف شغفك عندما تجربه، لأنَّك ستشعر في صميمك بأنَّ هذا هو ما تمنيته طوال حياتك، وعندما تعمل على شغفك، سوف تفهمه فهماً أعمق.
يجد معظم الأشخاص الذين يتابعون شغفهم الحقيقي أنَّهم يتعلمون بسرعةٍ أكبر؛ وذلك لأنَّهم متحمسون لفهم موضوع معين أو متابعة اهتمام ما أو تعلم مهمة جديدة أو تطوير موهبة.
إنَّ اتخاذ الإجراءات الحقيقية يتطلب تحدي مخاوفك والتضحية براحتك؛ لكنَّ شغفك يستحق كل الجهد والعناء الذي ستبذله في سبيله، أحِط نفسك أيضاً بأشخاص لديهم الشغف نفسه، واجعل مقابلتهم جزءاً من جدول أعمالك، وابدأ الآن كي تكتسب الزخم.
9. ثابر:
سوف تواجه التحديات متى ما سعيت إلى إجراء تغيير أو تحقيق شيء هام، لا يمكنك التحكم بما يحدث لك؛ لكن يمكنك التحكم برد فعلك تجاه ما يحدث، وعندها ستتحكم بالتغيير بدلاً من السماح له بالسيطرة عليك.
توقَّع التحديات ورحِّب بها وثابر رغم صعوبتها، عندها سوف تلاحظ أنَّ النتائج تستحق كل هذا الجهد، وكل شخص أنجز شيئاً عظيماً، فقد ثابر رغم الشك والشدائد والنكسات وحتى السخرية، وخير مثال على المثابرة رغم الفشل هو أسطورة كرة السلة "مايكل جوردان" (Michael Jordan)؛ إذ يقول: "لقد أضعتُ أكثر من 9000 رميةً في مسيرتي وخسرت نحو 300 مباراة، ولقد وثق بي الفريق 26 مرة لإحراز نقطة الفوز في المباراة وفشلت رغم ذلك، لقد فشلت مراراً وتكراراً في حياتي، لكن ربما هذا هو سبب نجاحي".
إنَّ الرئيس التنفيذي الأسبق لشركة آبل (Apple) "ستيف جوبز" (Steve Jobs) هو مثال آخر مشهور عن أهمية المثابرة؛ إذ فشل حاسوبه الأول فشلاً ذريعاً ووجب على الشركة سحبه من الأسواق، لكن لو لم يثابر رغم هذا الفشل، لما كان قد جمع ثروةً قدرها 25 مليون دولار عندما بلغ عمره 25 عاماً، ولا ثروةً قدرها 10.5 مليار دولار خلال حياته.
طوِّر اهتماماتك واسعَ خلف شغفك، وثابر رغم التحديات والصعوبات، إنَّك تمتلك في داخلك كل ما تحتاج إليه للتعامل مع جميع العقبات التي تعترض طريقك.
10. جد الشغف في كل ما تفعله:
أخيراً عليك أن تدرك الآتي: مهما كان موقعك اليوم في الحياة، سواء كنت تسعى وراء شغفك أم تمارس روتينك اليومي المعتاد، يمكنك أن تخلق الشغف في الأشياء كلها التي تفعلها، ويتضمن ذلك مهنتك وهواياتك ومهامك اليومية.
مهما كان ما تفعله، افعله بحماسة وعش اللحظة وابقَ يقظاً واحتفظ بعقليةٍ إيجابية، يمكنك أن تجعل الشغف جزءاً من حياتك كل يوم، ما عليك سوى اتخاذ القرار الواعي بذلك.
في الختام:
إنَّ إيجاد شغفك يعتمد أحياناً على حياتك المهنية واهتماماتك وهواياتك ومواهبك؛ لكنَّه يتجاوز ذلك أيضاً، فمن خلال اتباع هذه النصائح، يمكنك الاقتراب منه أكثر فأكثر، ولا يهم حقاً أي شغف تسعى إلى تحقيقه، ما يهم هو أن تحققه، تذكَّر ذلك دائماً.