10 علامات تنذر بأن زواجك قد انتهى

لقد هجرتُ زوجي منذ عامين؛ حيث استيقظتُ ذات يوم وقررتُ أنَّني سئمتُ هذا السلوك العدواني والجدال المستمر والوعود الخاوية بأنَّ الأمور ستتغير دون أن أرى أي تغيُّرات تحدث على أرض الواقع. لقد كنت معالجة نفسية أقدِّم المشورة للأزواج، لذا كنت مترددةً بشأن القيام بما هو مناسب لي ولأولادي؛ إذ كنت أخشى أحكام المجتمع الذي يؤمن بأنَّ الطلاق لا ينتهي على خير، إلى جانب أنَّني كنت أشعر بالذنب وكانت تراودني كثيرٌ من الأسئلة؛ فهل يا ترى كنت أفعل الصواب؟ وهل فعلاً لن يتغير وضع زواجي أبداً؟ ومن سيعتني بزوجي بعد أن ننفصل؟



ملاحظة: هذه المقالة مأخوذة عن الدكتورة "ستيفاني آزري" (Stephanie Azri)، والتي تحدِّثنا فيها عن تجربتها في إنهاء العلاقة الزوجية.

لقد فكرتُ وبحثتُ كثيراً في أعماق نفسي لأدرك أنَّ العلاقات معقدة للغاية بعكس ما تُظهره الكتب والأفلام الرومانسية؛ فقد يتدهور الوضع بشدة إلى أن تصل إلى مرحلة تصبح فيها مخاطر الاستمرار معاً تفوق محاسنه. كنتُ أتساءل في سري: "لعلَّكِ توقعتِ حدوث ذلك ولم تقرري أنَّ وقت الانفصال قد حان بين عشية وضحاها؟".

إنَّ ذلك صحيح؛ حيث تُظهر الأبحاث، إلى جانب مقالة نشرها موقع "ديفورس ماغ" (Divorce Mag)، أنَّ النساء عموماً يقررن إنهاء زواجهن قبل حوالي عامين من تنفيذ الأمر، وغالباً ما يَصدمن أزواجهن بذلك؛ فقد يلاحظن مؤشرات تُنذِر بأنَّ زواجهما قد انتهى منذ فترة، أو يراودهن إحساس بأنَّهن مستعدات للمضي قدماً، أو يدركن ببساطة أنَّ دروب تلك العلاقة لا تؤدي جميعها إلى السعادة.

إذاً، كيف يدرك المرء ما إذا كان ينبغي على الزوجين العمل على تعزيز علاقتهما أو أنَّ الوقت قد حان للمضي قدماً كلٌّ في طريقه؟ إنَّه سؤال في غاية الأهمية، إلا أنَّ السؤال الهام التالي الذي علينا أن نطرحه على أنفسنا؛ هو نوع العلاقة التي نرغب بها حقاً؛ فأحياناً، لا تتعلق ضرورة المضي قدماً في حياتك بطبيعة العلاقة ونوعيتها؛ بل بحقيقة أنَّ ذلك الشخص ربما قد تجاوز جميع حدود العلاقة، ويرغب بمستوى جديد من الاستقلالية فحسب.

شاهد بالفيديو: 8 مؤشرات تدل على أن زواجكما سيدوم إلى الأبد

 

نمط تطوُّر العلاقات الشخصية وفقاً للعالم مارك ناب (Mark Knapp):

نمط تطوُّر العلاقات الشخصية وفقاً للعالم مارك ناب (Mark Knapp)

بغضِّ النظر عن طبيعة العلاقة التي يعيشها المرء، توجد بعض المؤشرات الواضحة التي تدل على أنَّ صلاحيتها قد انتهت، وأنَّ الوقت قد حان للمضي قدماً؛ سأستعرض 10 منها فيما يأتي:

1. الطباع والقيم غير المتوافقة:

هناك كثيرٌ من الأمور التي يمكن وينبغي أن يتفاوض الزوجان بشأنها؛ إذ لا يعني ذلك أنَّ وجود الاختلافات أمرٌ سيئ؛ إلا أنَّه من واقع خبرتي، هناك بعض الطباع والقيم التي يمكِن ألا يتفق الزوجان عليها أبداً مع مرور الوقت.

تخيَّل مثلاً أن يتزوج شخص انطوائي بآخر اجتماعي يحب دعوة أصدقائه كل ليلة، أو أن يكره أحد الزوجان جميع أنواع التمارين الرياضية، وأما الآخر فيحب المشي لمسافات طويلة في نهاية كل أسبوع. كم سيستمر الأمر في اعتقادك حتى تشكِّل هذه الطباع المختلفة مشكلةً لهم؟

لا يعني كلامي أنَّ التفاوض ليس مُجدياً أبداً، إلا أنَّ المشكلة أعمق من ذلك بكثير؛ حيث يتعلق الأمر بالبحث عن المؤشرات التي تدل على أنَّ العلاقة قد تكون مبنية على اختلافات جوهرية منذ البداية.

2. العدوانية و/ أو العنف الأسري:

لسوء الحظ، تُعدُّ العدوانية بين الشريكين مشكلةً كبيرة ومؤشراً يدل على أنَّ الوقت قد حان لإنهاء العلاقة الزوجية بالطلاق. قد يرغب بعض الأزواج بأن يتغيروا، إلا أنَّهم لا يستطيعون ذلك؛ أو قد يكونوا قادرين على التغيير، ولكنَّهم لا يرغبون به؛ فإذا اعترَف شريكك بأنَّه شخص عدواني ويستطيع ويرغب في تلقِّي المساعدة، فأعتقد أنَّ هناك فرصة لتحسين العلاقة، ولكن شريطة أن يتحمل مسؤولية تصرفاته ويكون صادقاً بالفعل في سعيه لتلقي المساعدة.

تبعث الإحصاءات المتعلقة بالعنف بين الشريكين على الخوف والقلق، وغالباً ما تشير إلى المخاطر التي تتعرض لها النساء، فهنَّ أكثر عرضةً للإساءة الزوجية بخمس مرات؛ إلا أنَّ هذا لا يعني أنَّ الرجال ليسوا معرَّضين للإساءة أيضاً؛ فكِلا الجنسين يمكن أن يقع ضحية شركاء عدوانيين؛ وفي كلتا الحالتين، ينبغي أن يحذَر أولئك الذين يعانون من هذا الوضع ويروه مؤشراً يدل على حتمية الانفصال حمايةً للنفس (أو طلب الدعم من مختص للقيام بذلك بصورة آمنة).

إقرأ أيضاً: أكثر مظاهر العنف انتشاراً في المجتمع

3. غياب التواصل والتفاوض والمساومة:

يموت الحب وتنتهي العلاقة بين الشريكين حينما يغيب التواصل؛ إذ اكتشفتُ في حياتي الشخصية والمهنية أنَّه حينما يتوقف الشريكان عن احترام بعضهما بعضاً، أو يتحدثون بنبرةٍ حادة، أو يستخدمون لغة جسد لبثِّ الخوف في نفوس بعضهما، فهذا يعني أنَّ الزواج قد وصل لمرحلة أصبح يستلزم فيها إما تلقي مساعدة من مستشار خبير في العلاقات الزوجية أو الانفصال.

ينطبق الأمر ذاته على الشريكين اللذين لم يعُد بإمكانهما التفاوض والمساومة على الجوانب الهامة في حياتهما. ليس هناك أي قانون ينص على أنَّه علينا أن نلتزم بمساومة كل شيء لبقية حياتنا، ولسنا ملزَمين بذلك في الحقيقة، إلا أنَّه يدل على موقفك من العلاقة، فجميع العلاقات تتطلب شكلاً من أشكال المساومة وتقديم التنازلات بما يحقق مصلحة وهناء طرفي العلاقة.

4. غياب الأهداف المشتركة:

من الهام أن يتشارك الزوجان أهدافاً مشترَكة، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّه ينبغي عليهما مشاركة جميع أهدافهما معاً؛ إلا أنَّ الزوجين اللذين لا يتشاركان أي أهداف يفقدان البوصلة الهادية لحياتهما، وينأيان عن بعضهما حتى يرخي الضباب بأثقاله على علاقتهما ويفقدوا صلة الوصل بينهما كلياً.

قد تتضمن هذه الأهداف أموراً مثل: الذهاب في رحلة إلى مكان ما أو شراء منزل أو إنجاب الأطفال؛ إذ لا تهم طبيعة الأهداف طالما أنَّ ثمَّة قواسم مشترَكة يتفق عليها الزوجان فيما يتعلق بالطريقة التي يرغبان أن يرسما حياتهما فيها خلال الخمس أو العشر أو الثلاثين عاماً القادمة. لذا، فكِّر في الوجهة التي اتَّخذَتها علاقتك، فإذا لم تكن واضحةً أمامك، فكِّر في ما يمكنك فعله لإصلاح ذلك.

5. غياب المساواة في تولِّي مسؤولية الواجبات المنزلية والعمل واتخاذ القرارات:

مهما كانت الأمور التي تسهم في إنجازها في علاقتك الزوجية؛ سواء كان ذلك البقاء في المنزل لتربية الأطفال، أو العمل لساعات إضافية لدفع الفواتير، أو اتخاذ جميع القرارات الخاصة بالعائلة بمفردك، ستؤثِّر جميعها في الطريقة التي تشعر بها حيال هذه العلاقة.

على سبيل المثال، لقد بدأتُ أتساءل -بصفتي أُماً متزوجة ولدي خمسة أطفال- لماذا كنت أعمل في أربع وظائف مختلفة إلى جانب تربية أطفالي، وأضطر إلى اتخاذ جميع قرارات الأسرة، كشراء السيارات واختيار مدارس الأطفال والتأكد من أنَّ أمورنا المالية تحت السيطرة، وحتى أنَّني توليتُ مسؤولية إتمام مراسم دفن ابنتي بعد وفاتها بمفردي؛ ثم بدأتُ أتساءل ما إذا كان كل ذلك أمراً طبيعياً؛ إذ من غير الطبيعي أن تجد نفسك في خضمِّ علاقة لا تشعر فيها أنَّه يمكنك مشاركة أو مناقشة أو التفاوض بشأن الأدوار والوظائف والمسؤوليات التي تتقاسمها مع شريكك؛ فإذا كنتَ تعاني من وضع كهذا، أنصحك بالتحدث بجديَّة حول هذا الموضوع.

6. الإهانات والانتقاد والدفاعية والمماطلة:

حينما تتحول العلاقة إلى دوامة من الإهانات والانتقاد والدفاعية والمماطلة أكثر من أن تكون مبينةً على الحب والاحترام والتعاطف، فإنَّك تواجه مشكلةً جديَّة. يمكن أن يحلَّ العلاج النفسي الأسري هذه المشكلة ويساعد الزوجين في التعامل معها إذا كانا راغبَين وقادرَين فعلاً على إصلاح الأذى الذي تسببا به؛ على الجانب الآخر، قد تكون هذه السلوكات راسخةً في نفوس الشريكين بحيث يصعب إصلاح الوضع؛ فإذا باتت هذه الأمور جزءاً لا يتجزأ من حياتك اليومية، فهذا يدل على أنَّ الوقت قد حان لتنعم بعلاقة سليمة أكثر بطريقة أو بأخرى.

إقرأ أيضاً: صفات الزوج النرجسي وكيفية التعامل معه

7. الفشل في تحقيق الوفاق والإشباع الجنسي أو غيابه:

بصفتي أخصائية مُعتَمَدة في علم الجنس، تأتيني كثيرٌ من الحالات حيث يتساءل الزوجان لماذا يخيِّم الفتور على علاقتهما الحميمية، وهما لم يمارسا العلاقة الزوجية الحميمة منذ زمن بعيد. وتجدر الإشارة إلى أنَّ الرجال يتقرَّبون من زوجاتهم أكثر بعد ممارسة الجنس، بينما تحتاج النساء إلى الارتباط العاطفي كي تشتعل الرغبة داخلهن (رغم أنَّ الكلام هذا نمطي للغاية وقد لا ينطبق على جميع الأزواج).

لذا، حينما تصادفني حالات كهذه، ينبغي أن أكتشف السبب الكامن وراء هذا البرود؛ فهل يعاني أحد الطرفين من مشكلات صحية أو مشكلات في الأداء الجنسي أو التواصل العاطفي؟ أم أنَّ ضيق الوقت أو مسؤولية رعاية الأطفال أو غيرها من العوامل هي السبب؟

تعدُّ العلاقة الحميمية جزءاً هاماً من العلاقة الزوجية؛ فإذا اختفى الانجذاب بين الزوجين واختلَّت هذه العلاقة واتسعَت الهوَّة بينهما، فهذا يعني أنَّ العلاقة هذه تحولت إلى نوع من الصداقة في أحسن الأحوال، ولم يَعُد للرغبة أي مكان في حياتهما.

ورغم أنَّ اختصاصياً أو طبيباً مختصاً قد يستطيع المساعدة، إلا أنَّ عدم تحقيق الوفاق الجنسي هو مؤشر قد يدل على أنَّ زواجك قد وصل إلى طريق مسدود.

8. تجنُّب البقاء في المنزل:

قد ترغب في البقاء لمدة أطول في عملك لتتجنب حالة التوتر التي تصحب لحظة دخولك إلى المنزل، أو تبحث عن أي عذر للعمل لساعات إضافية، أو تنكبُّ على حاسوبك أو هاتفك في المنزل؛ فحينما تخشى العودة إلى المنزل، أو تجتاحك موجة عارمة من القلق في أثناء التجول في الخارج، أو تشعر بأنَّك عبرتَ إلى صحراء قاحلة بمجرد أن تطأ قدماك عتبة المنزل، فهذا يعني أنَّك تواجه مشكلةً جديَّة عليك معرفة أسبابها والعمل على التعامل معها عاجلاً.

9. الاستعداد للارتباط بشخص آخر:

قد يكون الوقت قد حان لتفكيك العلاقة إذا أبدى أحد الطرفين إعجابه بشخص آخر، أو فكَّر بالارتباط به، أو شارك أفكاره وعواطفه التي اعتاد التكلم عنها مع شريكه مع غيره.

من المؤكَّد أنَّ وجود حدود واضحة بينك وبين شريكك سيساعدك في إدراك ذلك، إلا أنَّ تخيُّل مستقبلك برفقة شخص آخر هو أحد المؤشرات التي تُنذِر بأنَّ زواجك قد شارف على الانتهاء وينبغي التفكير في الأمر بجديَّة. نحن لا نتحدث هنا عن الخيانة؛ بل عن أنَّ شريكك لم يعُد له مكان في أحلامك وتطلعاتك المستقبلية.

10. عدم التمكن من تجاوز الخيانة أو الشك أو الصدمة العاطفية:

يواجه جميع الناس مرحلةً من الصعوبات والصدمات في علاقاتهم، ولكن قد يعاني بعضهم من هذا الأمر أكثر من غيرهم؛ حيث غالباً ما يُفسد الكذب والشك والخيانة وغيرها من الأحداث الصادمة العلاقة برمتها.

يمكن أن يساعد العلاج الأسري الزوجين على تجاوز أزمات الثقة؛ ولكن في الحقيقة، من الصعب تجاوز مثل هذه الأمور إذا كانت تحدُث باستمرار أو أنَّ شريكك لا يستوعب أو لا يهتم لمشاعرك؛ فبعض الجروح قد تترك أثراً عميقاً في نفوسنا قد لا يندمل مع الزمن.

تستطيع أنت وشريكك فقط تحديد فيما إذا كان هذا الوضع ينطبق على حالة علاقتكما، إلا أنَّه أمر يدعو للتفكير.

إقرأ أيضاً: كيف تتصرف إزاء الخيانة الزوجية؟

الخلاصة:

بصفتي أخصائيةً خبيرة في مجال العلاقات الشخصية، أؤمن بشدة بأنَّ جميع الأزواج يستطيعون حل وتجاوز جميع هذه المشكلات إذا أرادوا ذلك؛ كما أنَّني تعلَّمتُ بحكم الحكمة التي منحَتني إياها تجربتي الشخصية أنَّه لا بأس أيضاً إذا قرر المرء أنَّه لم يعُد يريد تحسين العلاقة طالما أنَّه يدرك تبعات قراره ويستطيع اتخاذ قرار واعٍ؛ فإما "إمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان".

لا تنظر إلى الطلاق على أنَّه حالة من الإخفاق؛ بل أنَّك بلغتَ مرحلةً من النضوج أصبحتَ تدرك فيها بأنَّ حاجاتك قد تغيرت، وأنَّك تمتلك القوة الكافية لتخرج من سجن حاضرك وتمضي قدماً بحرية نحو مستقبل أفضل.

تنويه:

  • قبل أن تستيقظ غداً وتفكِّر بالطلاق، احرص على أنَّك قد التمستَ الدعم والمشورة من خبيرٍ في العلاج الأسري أو أخصائي مُعتمَد.
  • لا تتخذ قراراً متسرِّعاً، ولا سيَّما بعد قراءة مقال واحد!
  • ابحث عن مصادر واقرأ كتباً تُعنى بتطوير العلاقات الشخصية.

المصدر




مقالات مرتبطة