10 عادات للأشخاص الشغوفين

قال الفيلسوف الصيني "كونفوشيوس" (Confucius): "جميع البشر سواسية؛ لكنَّ عاداتهم تميزهم عن بعضهم بعضاً"، وقال أيضاً السياسي الأمريكي السابق "جيم رايان" (Jim Ryun): "يدفعك الحافز إلى الانطلاق، وتساعدك العادات على الاستمرار".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتشاركنا فيه 10 عادات يتميَّز بها الأشخاص الشغوفون.

تكون حماسة الفرد في أوجها عندما يعثر على شغفه، وهو ما يدفعه إلى الانطلاق في تنفيذ خطته بغية تغيير حياته؛ لكنَّ المشكلة تكمن في كون هذه الحماسة شعوراً مؤقتاً لا يستمر لوقت طويل ما لم تجعل منه عادات راسخة في حياتك.

الإنسان مفطور على العادات، وتراه في بحث دائم عن أساليب تساعده على برمجة أنماط ثابتة، وتكوينها في حياته، والقيام بالأعمال بصورة تلقائية على شكل عادات روتينية متكررة لا تتطلب التفكير.

العادات هي التي تميز الناجحين عن بقية الأفراد، ويمكن أن يكتسب الفرد عادات هدَّامة عندما يكون في مرحلة البحث عن الشغف والهدف من حياته؛ لهذا السبب يُنصَح باكتساب مجموعة جديدة من العادات المفيدة التي تساعده على اتِّباع شغفه بعد أن يعثر عليه.

10 عادات يتميز بها الأشخاص الشغوفين:

1. الاستيقاظ الباكر:

يقول الرئيس الأمريكي الأسبق "توماس جفرسون" (Thomas Jefferson): "لم تشرق عليَّ الشمس يوماً وأنا في السرير منذ 15 عاماً".

تجري العادة أن يستيقظ الشخص الشغوف باكراً، ويوجد إجماع على دور الاستيقاظ الباكر في تحقيق النجاح، ولا سيما عند بزوغ الفجر، وتكون إنتاجية الفرد في ذروتها عندما يبدأ العمل في وقت مُبكر قبل استيقاظ بقية الناس.

عندما بدأتُ أعتاد الاستيقاظ الباكر، شعرت بأنَّني لم أكن أعيش حياتي كما يجب من قبل، وتحسَّرت على السنين التي قضيتها في الاستيقاظ متأخرة، ولا سيما بعد أن شهدت بأم عيني زيادة إنتاجيتي وتقدمي وشعوري بالسلام الداخلي والفرح.

2. المطالعة:

قال الممثل الأمريكي المعروف باسم "غروتشو ماركس" (Groucho Marx): "أظنَّ أنَّ التلفاز وسيلة توعوية جيدة؛ لكنَّني أغادر الغرفة لأقرأ كتاباً كلما أشعل أحدهم التلفاز".

إذا قرأت مزيداً من الكتب القيِّمة بدلاً من أن تهدر وقتك في مشاهدة التلفاز، فإنَّك ستبرز بصفتك فرداً مثقفاً ضمن محيطك الاجتماعي بين الأصدقاء والمعارف، كما أنَّك ستحقق إنجازات بارزة في حياتك.

تغيرت حياة المنتور "جيم كاثكارت" (Jim Cathcart)، الذي أستعين به لإرشادي بعد أن سمع المتحدث "إيرل نايتنجيل" (Earl Nightingale) يقول على أحد المحطات الإذاعية أنَّك إذا درست في موضوع مُحدَّد لمدة ساعة كاملة كل يوم، فإنَّك ستصبح خبيراً على مستوى بلدك في غضون 5 سنوات.

يوجد اقتباس رائع للكاتب الأمريكي "مارك توين" (Mark Twain) يقول فيه: "الشخص الذي لا يقرأ لا يختلف أبداً عن الشخص الأمِّي".

تستطيع أن تستفيد من الكتب الصوتية إذا كنت لا تحب القراءة؛ أي باختصار يجب أن تبحث عن طريقة لتقرأ وتثقف نفسك، ولا غنى لك عن المطالعة ولا يوجد بديل لها.

3. البساطة:

قال الرسام الأمريكي "هانز هوفمان" (Hans Hofmann): "تعني القدرة على العيش ببساطة أن تتخلص من الأشياء غير الضرورية وتفسح المجال لما هو ضروري".

يجب أن تعمل على تبسيط كل شيء في العمل وحياتك الشخصية، وتستطيع أن تبدأ بالتخلص من الأشياء غير الضرورية، وهذا ينطبق على كل الأمور التي لا تتعلق بشغفك وهدفك في الحياة، ويجب ألا تَشغُل هذه الجوانب أي مجال في حياتك اليومية؛ لأنَّها لا تعدو كونها مجرد مضيعة للوقت والجهد والمال.

عندما تقلِّل احتياجاتك، فإنَّك ستتعلم أن تستمتع أكثر بالقلة، كما أنَّك ستحقق مزيداً من الاستقلال المادي بهذه الطريقة.

شاهد بالفديو: 7 طرق بسيطة لجعل الحياة أكثر بساطة

4. أخذ الأمور بروية:

قالت الممثلة الأمريكية "ليلي توملين" (Lily Tomlin): "يجب أن تتروَّى في حياتك حتى ترتاح بسرعة".

لا تستطيع أن تعيش حياة مملوءة بالشغف وسط بيئة فوضوية ومُجهدة تعج بالمشاغل؛ لذا يجب أن تُخصِّص بعض الوقت لنفسك بعيداً عن صخب الحياة وضغوطها، وتستطيع أن تستثمر هذا الوقت في الانتباه لأفكارك، وتقييم تقدمك وإبقاء تركيزك على المسائل ذات الأولوية العالية بالنسبة إليك.

يصبح اكتساب هذه العادة أسهل إذا استطعت الاعتياد على الاستيقاظ الباكر؛ إذ تستطيع أن تستفيد من الأوقات الصباحية في ممارسة تمرينات التنفس والتأمل والتفكير في حياتك.

قال المعالج النفسي "جون دي باولا" (John De Paola): "يجب أن تتروَّى وتترك الأمور تجري على طبيعتها، وتنتظر أن تتحقق أحلامك وأهدافك في الوقت المناسب بلا عجلة".

5. ممارسة التمرينات الرياضية:

قال الفيلسوف اليوناني "أفلاطون" (Plato): "تؤدي قلة النشاط إلى إفساد راحة الفرد واستقراره، في حين تساهم الحركة والتمرينات الرياضية المُنظَّمة في الحفاظ عليها".

قال رجل الدين الإنجليزي "إدوارد ستانلي" (Edward Stanley): "إنَّ من يحتج بعدم توفر الوقت اللازم لممارسة التمرينات الجسدية، سيضطر عاجلاً أم آجلاً لتخصيص بعض الوقت لعلاج أمراضه".

إنَّ العناية بالصحة مسألة هامة جداً، ويندفع معظم الأفراد لاتباع شغفهم بحماسة منقطعة النظير؛ لكنَّهم يضغطون على أنفسهم ويتجاهلون صحتهم وعافيتهم الجسدية والنفسية، مفترضين أنَّ العمل بجد بما يتجاوز قدرتهم على التحمل لزامٌ عليهم لكي يستثمروا شغفهم ويحققوا أهدافهم.

نوايا الفرد في مثل هذه الحالة حسنة وبنَّاءة؛ لكنَّه يجب أن يفهم من ناحية أخرى أنَّ جسده سينهار ويخذله إذا لم يعتنِ بصحته، وبالنتيجة لن يتسنى له أن يستثمر شغفه ويحقق أهدافه؛ لذا يجب أن تعطي صحتك الجسدية الأولوية لكي تعيش حياة حافلة بالنجاح والتوفيق والشغف.

إليك كتاب "8 أسابيع للوصول إلى الصحة المثالية" (8 Weeks To Optimum Health) للطبيب الأمريكي "أندرو توماس ويل" (Andrew Thomas Weil)؛ إذ يُعدُّ من أفضل الكتب التي تبحث في موضوعات الصحة والعافية.

إقرأ أيضاً: 3 نصائح لتعزيز الصحة النفسية عبر ممارسة الرياضة

6. الممارسة اليومية:

قال لاعب الغولف الأمريكي "جيري باربر" (Jerry Barber): "كلما تمرنتُ أكثر، ازداد الحظ والتوفيق في حياتي".

يُقال إنَّ الإنسان يلاقي الحظ والتوفيق في الحياة إذا كان على أتم الاستعداد عندما تحين الفرصة المناسبة.

لهذا السبب يجب أن تمارس شغفك يومياً، حتى لا تخسره وتحيد عن طريق النجاح مأخوذاً بمشاغل الحياة وضغوطاتها، فلا تعوِّض الموهبة عن الممارسة، كما أنَّها لا تستمر دونها، ناهيك عن عدم الحاجة إلى وجود موهبة بالأساس إذا استعددت لبذل ما بوسعك في ممارسة مهاراتك وتنميتها.

لذا عليك الممارسة والاستعداد حتى تكون جاهزاً لاغتنام الفرص الثمينة عندما تُعرَض عليك.

7. التواصل الاجتماعي:

قال الروائي الأمريكي "هرمان ملفيل" (Herman Melville): "لا يستطيع الإنسان أن يعيش حياة هانئة وسعيدة وحده؛ إذ يوجد عدد هائل من الروابط والصلات التي تجمع الأفراد مع بعضهم".

صحبة الأشخاص الشغوفين أهم عادة على الإطلاق؛ لأنَّها تساعدك على تحقيق النجاح خلال زمن قليل.

يساعدك التواصل مع الأشخاص الشغوفين على تنمية شغفك؛ لأنَّك ستحصل على النصح والإرشاد والدعم والتشجيع والتحفيز الذي تحتاج إليه منهم.

لا توجد فائدة تُرجَى من رفقة شخص يزاول عملاً يكرهه، ولا يتبع شغفه في الحياة؛ بل إنَّك ستشعر بالإحباط وفقدان الشغف والعزيمة عندما تتواصل معه.

لا شك أنَّ مستوى النجاح الذي ستبلغه في حياتك يتعلَّق مباشرة بالمستوى الذي حققه الأشخاص المُقرَّبون منك، ويُقال إنَّ الدائرة الاجتماعية المحيطة بالفرد تُحدِّد مقدار الثروة التي سوف يحصِّلها في حياته.

شاهد بالفديو: مهارات التواصل مع الآخرين

8. تدوين يوميات الامتنان:

قال لاعب كرة القدم "روبرت كويلن" (Robert Quillen): "إذا عددتَ ممتلكاتك جميعها، فستجد أنَّك رابح دائماً".

قال الفيلسوف الروماني "أبكتاتوس" (Epictetus): "الرجل الحكيم من لا يعبأ بالأشياء التي تنقصه، ويقدِّر النعم الموجودة في حياته".

وقال أحدهم: "الامتنان هو الموقف المثالي في الحياة".

هذه العادة كفيلة بإحداث تغييرات إيجابية جذرية في حياتك، وتقتضي أن تكون مُمتناً لما وصلت إليه وما تمتلكه وتطمح لتحقيق مزيد من التقدم والنجاح، ويتسنى للفرد أن يميِّز الفرص التي تطرأ في حياته بسهولة أكبر عندما يُحدِّد أهدافه بوضوح؛ ومن ثَمَّ يجب أن تصبر وتكون شاكراً، فكلما زاد شعورك بالامتنان، فإنَّك ستلاقي مزيداً من الفرح والبهجة في حياتك.

بناءً على ما سبق، يُنصَح بالاعتياد على كتابة يوميات الامتنان كل ليلة قبل الخلود إلى النوم؛ وذلك عبر تدوين أمر حدث معك خلال اليوم وتشعر بالامتنان تجاهه، وتنتظر الفرج والخير من هذه العادة بدءاً من الأسبوع الأول من الممارسة.

إقرأ أيضاً: 5 فوائد لتدوين يوميات الامتنان

9. الإصرار والمثابرة:

تعرَّض مشروع مدينة الألعاب "ديزني لاند" (Disneyland) لرجل الأعمال الأمريكي "والت ديزني" (Walt Disney) للرفض من قبل 302 مصرفاً حتى وافق أحد المصارف على تمويله في نهاية المطاف.

رُفضت وجبة دجاج المتعهد الأمريكي "كولونيل ساندرز" (Colonel Sander) نحو 1009 مرات قبل أن يقبل أحد المطاعم استخدامها، ويؤسِّس بعدها سلسلة "دجاج كنتاكي" (KFC) التي غيَّرت عادات الطعام في العالم أجمع.

التقط المصوِّر الأمريكي "ستيف ماكوري" (Steve McCurry) ما يزيد عن مليون صورة على مدار 35 سنة قبل أن يشتهر على مستوى العالم بعد التقاط صورة للفتاة الأفغانية "شربات جولا" (Sharbat Gula) التي أُطلِق عليها لقب "موناليزا أفغانستان" تيمُّناً بلوحة "الموناليزا" (Mona Lisa) للرسام الإيطالي "ليوناردو دافنشي" (Leonardo da Vinci).

رفضت 134 دار نشر أن تنشر كتاب "شوربة دجاج للروح" (Chicken Soup for the Soul) للمؤلفَين "جاك كانفيلد" (Jack Canfield) و"مارك فيكتور هانسن" (Mark Victor Hansen)، وقد أصبح هذا الكتاب فيما بعد من أشهر سلاسل الكتب على الإطلاق.

أجرى المخترع الأمريكي "توماس إديسون" (Thomas Edison) عدداً كبيراً جداً من التجارب الفاشلة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي في نهاية المطاف.

باع الرسام "فينسنت فان جوخ" (Vincent Van Gogh) لوحة واحدة لقاء مبلغ زهيد خلال فترة حياته، أما اليوم فتُقدَّر قيمة أعماله الفنية بمئات الملايين.

لم يترك المؤلف النمساوي "موزارت" (Mozart) كثيراً من الأموال والممتلكات بعد وفاته، واليوم تُعدُّ مؤلفاته الموسيقية من أبرز الأعمال على مر التاريخ.

تشترك جميع الأمثلة السابقة بإصرار أصحابها ومثابرتهم، فإذا أردت أن تستثمر شغفك وتدخل التاريخ، عندئذٍ يجب أن تكون مثابراً وتستمر في إنتاج أعمال مميزة، حتى يبرز أحدها ويلقى اهتمام الجمهور وتشتهر على مستوى العالم.

يجب أن تُنتج أكبر قدر مستطاع من الأعمال، فهي العادة التي تميَّز بها صفوة المُلهمين والمُبدعين على مر التاريخ.

10. إنشاء مدوَّنة:

قال رائد الأعمال الراحل "سكوت دنسمور" (Scott Dinsmore): "لا يُدرك معظم الأفراد مدى تأثير وفاعلية المدوَّنات، وأنَّها تُعدُّ طريقة بسيطة لاستكشاف الأفكار والمعتقدات ومشاركتها التي تثير حماستك مع بقية الأفراد والحصول على تغذية راجعة على الفور".

المدوَّنة عبارة عن منصة متعددة الوسائط تتيح للمدوِّن إمكانية مشاركة شغفه باستخدام محتوى كتابي أو صوتي أو مرئي، ويستطيع الجمهور بهذه الطريقة أن يقرأ أو يستمع أو يشاهد المحتوى الذي تقدِّمه ويستفيد من قيمته، كما سيقوم المعجبون بمشاركة أعمالك مع أصدقائهم، وهكذا ستبني قاعدة جماهيرية كبيرة.

ناهيك عن أنَّ المدوَّنة تُعدُّ طريقة رائعة لممارسة شغفك وتعزيز ارتباطك به ومشاركته مع الآخرين بصورة يومية.

إقرأ أيضاً: إنشاء وكتابة المدوّنات بشكل احترافي

في الختام:

لقد قدَّم المقال 10 عادات قادرة على إحداث فارق جذري في حياتك، وتكوين أساس متين لبناء شغفك وتنميته، ويتطلب اكتساب هذه العادات بعض الوقت، وعندما يحين هذا الوقت سيتسنى لك أن تُحقِّق نجاحات بارزة في حياتك.




مقالات مرتبطة