10 طرق للتغلب على الملل والانشغال

إنَّ الملل والانشغال وجهان لعملة واحدة، وقد يعتقد بعض الناس أنَّ محاولة القضاء على هاتين المشكلتين في الوقت نفسه أمر بعيد المنال، ولكنَّ التعامل معهما معاً هو السبيل الوحيد للتخلص منهما.



تنتج هذه المشكلات عن طريقتك في إدارة انتباهك عندما تشعر أنَّ الأمور التي تعيرها اهتمامك تفتقر إلى أي قيمة تركز عليها، حيث يشير الملل إلى عدم وجود نشاطات قيِّمة بما يكفي لنقضي وقتنا عليها؛ وعلى العكس تماماً، يشير الانشغال الشديد إلى وجود الكثير من الأمور التي تتنافس على اهتمامنا، فنشعر بتراكم المهمات الضرورية؛ ممَّا يسلبنا انتباهنا دون أن نتمكَّن من توظيفه في خدمتنا.

يقبع الملل والانشغال الشديد في أذهاننا فقط:

إنَّ الشعور بالملل أو الانشغال الشديد إحساس شخصي بحت، ولا يمكنك أن تحكم على العالم بأنَّه ممل أو منشغل؛ إذ لا تكمن المشكلة هنا، بل في جودة النشاطات التي نعيرها اهتمامنا.

يمكن أن تصف نفسك بأنَّك منخرط في العمل، بحيث لا يراودك شعور الملل أو الانشغال الشديد عندما تصب تركيزك على ممارسة نشاطات ذات قيمة عالية.

لعلَّك تستطيع أن تتذكر أوقاتاً كنت فيها منخرطاً في أمورك للغاية؛ كالعمل على مشروع تحبه، أو قضاء الوقت مع عائلتك، أو ممارسة رياضة القفز المظلي، أو قضاء عطلة استجمام تحت أشعة الشمس؛ فلماذا كنت منخرطاً في هذه النشاطات وليس في غيرها؟

قد يعود السبب إلى وجود مغزى شخصي وراء القيام بهذه النشاطات؛ حيث إنَّها أدخلتك في حالة من التدفق والانغماس في الأمر، وجعلتك تكرِّس كل وعيك لممارستها؛ وقد يصل ذلك إلى درجة يتمحور فيها وجودك كله حول ما تفعله.

إنَّ تحسين مستوى النشاطات التي تمارسها عامل هام في التغلب على الملل والانشغال.

كيف تحسِّن إذاً من مستوى التجارب التي تخوضها؟ يجب أن تعمل على صعيدين اثنين: داخلي وخارجي.

إذا سئمت من الانشغال أو الملل، فعليك أن تتعامل مع العوامل الداخلية والخارجية التي تسهم في إظهار مثل هذه المشاعر السلبية؛ ونستعرض لك فيما يأتي بعض الطرائق لتحسين جودة نشاطاتك:

على الصعيد الخارجي:

1. خطط مسبقاً:

رتِّب حياتك، واحرص على عدم وجود فجوات كبيرة أو أعمال متداخلة فيما بعد؛ ويعني هذا أن تخطط لنشاطات ذات قيمة عالية عندما يحاصرك شعور الملل باستمرار، وأن تقسِّم مشاريعك الضخمة إلى مهمات أصغر عندما يلازمك شعور الانشغال دائماً.

قم بما يأتي:

  • خطط لنشاطات الشهر القادم بدءاً من الآن؛ حيث لن يمنحك هذا أمراً تتطلع إليه فحسب، بل سيدفعك كي تكون مُنتِجاً بدلاً من الانشغال دون أي فائدة.
  • نظِّم كل الأعمال التي تتطلب وقتك؛ كأن تجمع الأعمال التي "تشغلك" -كالرد على رسائل البريد الإلكتروني- وتخصص وقتاً لتتعامل معها جميعاً دفعة واحدة، بدلاً من أن تقاطعك باستمرار خلال يومك.
إقرأ أيضاً: 8 حلول من خبراء علم النفس للتخلص من الملل نهائياً

2. اضرب عصفورين بحجر واحد:

ستشعر بالملل حتماً إذا كان عليك إنجاز عمل لا يتسم بقيمة عالية؛ لذا اعثر على طرائق لتعيد تنظيم أمورك، بحيث تحوِّل وظيفتك وأعمالك الروتينية وواجباتك إلى نشاطات ممتعة ومفيدة.

حوِّل الأعمال الروتينية المملة إلى فرصة للنضج والتعلم، فعلى سبيل المثال: جرب أن تستمع إلى كتاب صوتي أو محاضرة في أثناء الذهاب إلى العمل أو تنظيف المنزل.

3. حدِّد أولوياتك:

لن يكون لديك الوقت الكافي أبداً لفعل أي شيء إن لم تعمل على إدارة وقتك؛ لذا رتِّب أولوياتك بحيث تتعامل مع أهمها في البداية، وتمنع النشاطات غير الهامَّة من أن تسيطر على حياتك.

ضع هدفاً واضحاً نصب عينيك، ثم قرر ما إذا كان ما تفعله يقربك من ذلك الهدف أم يبعدك عنه؛ كما عليك أن تحدِّد المهمات التي تقبع أسفل قائمة أولوياتك، وتختار أن تجعلها هادفة أكثر، أو أن تتخلى عنها.

4. أعطِ الأولوية لنوعية النشاطات التي تمارسها:

إنَّه لمن السهل أن ننشغل في تحقيق أهداف قد لا تمنحنا المنفعة المرجوة منها؛ لذلك ركز على الأهداف التي تعود عليك بالنفع والقيمة.

حدِّد أهدافاً ذكية (SMART)، بحيث تكون محددة، وقابلة للقياس، وقابلة للإنجاز، وهامة لك شخصياً، ومقيدة بإطار زمني؛ ممَّا يجعلها تتوافق مع رؤيتك المستقبلية.

شاهد بالفديو: كيف تتخلص من الملل في 20 خطوة

5. تجنَّب الروتين:

إنَّ العادات جزء من حياتنا، ولكن لا ينبغي أن تستحوذ علينا؛ لذا جرب التخلي عن تلك العادات إن لم تعطِك ما تحتاجه، وخصص أوقاتاً تبتعد فيها عن روتينك الاعتيادي، وتوقَّف عن القيام بنشاطات متشابهة ولو لمرة في الأسبوع، واحرص على تجربة أمور جديدة؛ إذ لا يمكن لأي شيء أن يضفي بهجة على يومك مثلها.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح للتخلص من الروتين اليومي والملل بطرق بسيطة

على الصعيد الداخلي:

تنبع معظم السبل الكفيلة بالقضاء على الملل وتحسين جودة النشاطات التي تمارسها من داخلك؛ إذ لا يتعلق الأمر بما تفعله فحسب، بل بكيفية القيام به؛ لذا:

6. أنشئ عالمك الداخلي الخاص:

لا يعني هذا أن تنفصل عن الواقع؛ ولكن إن لم تجد قيمة في أي شيء تفعله، فيمكنك أن تجدها داخل نفسك.

يُعدُّ كلٌّ من حل مشكلاتك الشخصية، ومراجعة معارفك، واكتشاف أفكار جديدة، وكتابة القصص، والتخطيط للمستقبل أموراً يمكنك سبر أغوارها داخل ذهنك دون الحاجة إلى أي حافز خارجي؛ لذا حوِّل لحظات "الملل" إلى فرص للعصف الذهني، بحيث يسهل عليك التأقلم مع رتابة الواقع عندما تكون قادراً على استخدام وقتك في استكشاف الاحتمالات داخل ذهنك؛ أمَّا إذا كنت محتاراً للغاية، فيمكنك أن تبتكر قصة عن أشخاص أو أشياء موجودة من حولك؛ حيث إنَّها طريقة رائعة لتدرب إبداعك، وتعزز مهارات الملاحظة لديك.

7. ابحث عن أمور قيّمة في الوقت الحاضر:

ما الذي تفعله الآن؟ وما هي الأشياء التي ترى أنَّها ذات قيمة؟

يساعدك البحث عن كل ما هو مفيد في الحاضر في إيجاد الأشياء ذات القيمة بالنسبة إليك، حتى لو كانت البيئة المحيطة بك مملة وباعثة على الإرهاق؛ فمثلاً: يمكنك أن تحوِّل النشاطات الرتيبة -كالوقوف في طابور- إلى لحظات من التأمل الذاتي، أو فرص لتذكِّر نفسك بأهدافك ورؤيتك للمستقبل.

8. لا تقاوم:

يمكن أن نَصِف الملل والانشغال على أنَّهما أعراض لأمر واقع تحاول مقاومته؛ لكن عندما تتقبل وضعك الحالي كما هو، وتحاول الاستفادة منه قدر الإمكان، تكون قد سيطرت على هذه المشاعر.

لا تقاوم، فأنت بذلك تتبع نصف الحل فحسب؛ إذ عليك أن تبتعد كلياً وتبحث عن عمل قيِّم آخر، أو أن تتقبَّل واقعك كما هو وتستثمره لصالحك.

9. حرِّر نفسك:

يعود معظم القلق الذهني الذي يعتريك إلى الشعور بأنَّك مجبر على أمور لا تريد القيام بها حقاً؛ إذ يجب عليك الذهاب إلى العمل، والدراسة من أجل الامتحان، وغيرها من الأمور؛ لذا عليك أن تدرك أنَّك لست مقيداً بأي شيء، وأنَّك تمتلك زمام الأمور لاختيار كل ما ترغب به، مع وضع النتائج النهائية التي ترغب في تحقيقها في عين الاعتبار.

قرر فيما إذا كان النشاط الذي يسبب لك انعدام الراحة أساسياً في حياتك أم يمكنك الاستغناء عنه، فعلى سبيل المثال: إنَّ دفع الفواتير أمر مفروغ منه، ولكنَّك تستطيع أن تختار أسلوب حياة متواضع أكثر، أو تستمر في البحث عن عمل تستمتع به.

كرِّر عبارات تذكِّرك بحريتك مثل: "أنا حر"، أو "أمتلك القدرة على تغيير ظروفي"؛ حيث تؤكد بهذه الطريقة أنَّ الخيار رهن يديك.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح ذهبيَّة لتُحافظ على نشاطك الذهني

10. توقَّف:

يعدُّ الملل والانشغال الشديد مجرد أنماط في حياتك لا تنفك تكرر نفسها مراراً؛ ولكنَّك حين تقطع هذا المسار لبرهة من الزمن، وتفكر ملياً في المشكلة، يمكنك أن تكتشف إجابات مفيدة وبعيدة عن هذه الأنماط.

مارس التأمُّل لتتخلص من الملل، وكن ممتناً، وفكر في كل الأشياء الجيدة في حياتك كلما اجتاحك شعور الملل أو الانشغال.

ليس بالضرورة أن تكون هذه الأشياء كبيرة وعظيمة، بل يكفي أن تقول أنَّك تمتنُّ لقدرتك على النهوض في الصباح كل يوم، أو توفُّر طعام يسد رمقك؛ حيث يتعلق الأمر بالنظر إلى الجوانب الإيجابية في حياتك، والكف عن الغوص في السلبيات.

المصدر




مقالات مرتبطة