10 أهداف مهنية بسيطة وفعالة عليك تحديدها عام 2021

عندما نبدأ نشاطاً تجارياً أو وظيفة جديدة، غالباً ما نفكر في تحديد الأهداف على أنَّه عمل ممل وغير مجدٍ؛ ولكن في الحقيقة، علينا تحديد أهداف جديدة باستمرار، ومراقبة التقدم الذي أحرزناه في أهدافنا السابقة.



يُعدُّ تقييم أهداف العمل وتحديدها خلال الربع الأول من العام الجديد فكرة جيدة، حيث يقدِّم ذلك صورة واضحة عن توقعات العام المقبل لك ولموظفيك؛ فعندما تقرر تحديد الأهداف التي تود تحقيقها خلال السنة، ليس عليك الانهماك بتخطيط جميع التفاصيل المتعلقة بها؛ إذ يتعلق الأمر برؤية الصورة الكبيرة للأمور، والطريقة التي ينبغي أن تتطور شركتك فيها خلال العام، وبتحديد الخطوات الهامة لتحقيق تلك الأهداف قبل البدء بها.

رغم عدم وجود أهداف ثابتة يمكن اتباعها في كل الحالات، ولكنَّ هذه الأهداف العشرة تعدُّ جزءاً من كل عمل ناجح:

1. حدد ميزانية مناسبة:

تعرقل هذه النقطة الكثير من رواد الأعمال؛ إذ يبدؤون مشاريعهم دون وضع خطة مالية.

لقد خصص الأكاديميون مصطلحاً تقنياً جديداً لهذا النوع من الخطط المالية، حيث أطلقوا عليها اسم "ميزانية" (budget)؛ وفي حال كنت لا تمتلك واحدة، فهي أول هدف عليك تحديده لهذه السنة؛ إذ لا تساعدك الميزانية على تتبُّع نفقاتك فحسب، بل تتيح لك أيضاً تحليل الأمور، كنوع الإعلانات التي تناسبك.

هل تتناسب نفقات الرواتب في شركتك مع معدل متوسط الرواتب في مجال عملك؟ وهل تنفق الكثير أم القليل من المال على العمولات والعلاوات؟

إيَّاك أن تقرر الحصول على التمويل؛ فالتوجه إلى البنوك أو المستثمرين أو شركات الاستثمار المساهمة للحصول على التمويل دون وضع ميزانية احترافية ليس ذا جدوى، وربَّما يعود عليك بالضرر.

2. وظِّف عدداً محدداً من الموظفين:

في حال لم يكن لديك أي موظفين، فربَّما حان الوقت الآن لتوظف عدداً منهم؛ إذ ستعود عليك محاولة إنجاز كل شيء بنفسك بنتائج سلبية.

قد تحاول أن تكون "صاحب الصنائع السبع"، ولكن تذكر أنَّك بذلك "لن تتقن أي صنعة"؛ لذا يمكنك أن تبدأ بتوظيف شخص يستلم جميع المهمات الصغيرة التي ينبغي إنجازها ولكنَّها لا تعود بأي نفع في المحصلة النهائية، حيث تصرِفك هذه المهمات عن تطوير عملك؛ ولكن احذر من تسليم مسؤولية التسويق لأي أحد، إذ يجب أن تنجز دائماً مهمات التسويق وتمثل شركتك بنفسك، ولن يجلب لك تسليم هذه المَهمَّة لشخص آخر سوى المتاعب.

إقرأ أيضاً: 23 أمراً هاماً يجب أخذها في عين الاعتبار عند التحضير لمقابلات التوظيف

3. خفِّض النفقات:

ينبغي على كل رائد أعمال أن يسعى إلى زيادة الإنتاجية وتقليل الهدر في عمله، إذ ستعود عليك الأموال التي توفرها من النفقات كأرباح في نهاية المطاف؛ غير أنَّ المشكلات قد تبدأ بالظهور عندما تحاول تخفيض نفقات قد تؤثِّر سلباً في المحصلة النهائية.

على سبيل المثال: قد تكون نفقات الرواتب أول أمر تسعى إلى تخفيضه؛ ذلك لأنَّه يشكل مصروفاً كبيراً في معظم الأعمال التجارية؛ ولكن، هل سيؤثر تقليل عدد موظفي قسم المبيعات سلباً في المبيعات أم لا؟ وماذا عن قسم الشحن أو قسم رعاية العملاء؟

قد لا تشعر بآثار هذه التخفيضات على الفور؛ ولكنَّك إن لم تمنح العملاء التجربة التي يتوقعونها، فستعاني من نتائج ذلك فيما بعد؛ لذا حاول أن تعثر على طرائق أخرى لتخفض من النفقات، كأن تغير برنامج عملك أو طريقة تطبيق العمليات المتبعة فيه، وأن تقلل من الديون.

شاهد بالفديو: 6 طرق مبتكرة لتعزيز إنتاجية الموظفين

4. أعِد التركيز على عملائك:

يجب أن تعيد تقييم علاقتك مع عملائك على الدوام؛ حيث عليك أن تعرف الأمور التي تسير على نحو صحيح، والأمور التي ينبغي تحسينها؛ لذا خذ نظرة شاملة عن تجربة العملاء.

هل يشعر العملاء بالرضا عن منتجاتك وخدماتك؟ هل يسهل فهم واستخدام إجراءات استرداد أو تبادل الأموال؟ في حال كانت لديهم أسئلة أو احتاجوا أي مساعدة، فهل يمكنهم الوصول إليك بسهولة؟ هل تصل المنتجات إليهم في وقتها؟

مهما كنت بارعاً في التعامل مع عملائك الآن، فعليك أن تتعهد بمنحهم أفضل تجربة ممكنة.

إقرأ أيضاً: 8 قواعد لخدمة عملاء جيدة

5. زِد حركة المرور على موقعك الإلكتروني:

لا يوجد سبب يمنعك من زيادة حركة المرور على موقعك الإلكتروني أبداً، حتى لو لم تعرض مبيعاتك من خلاله؛ فزيادة حركة المرور طريقة رائعة كي يتعرف الناس على علامتك التجارية؛ لذا، إن لم تحدِّث موقعك الإلكتروني منذ فترة طويلة، فقد حان الوقت لذلك؛ إذ عليك أن تحرص على جعله ممتعاً للمتصفحين، وغنياً بكل المعلومات الجديدة والتلميحات المفيدة.

6. قيِّم وطوِّر التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي:

تتوافق هذه النصيحة مع الاقتراح السابق؛ حيث يجلب التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي مزيداً من حركة المرور والمبيعات لشركتك عندما يُطبَّق كما يجب.

لاحظ التأكيد على فكرة أنَّ "يُطبَّق كما يجب"، إذ ثمة العديد من الشركات -خاصة الصغيرة منها- التي تتبع نهجاً عشوائياً في التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي، وينتهي بهم الأمر بعرض مجموعة كبيرة من الأمور على فيسبوك (Facebook) وتويتر (Twitter) وإنستغرام (Instagram) على أمل أن ينجح أمر منها.

ينبغي أن تكون لديك استراتيجية للعمل على هذه المنصات، إذ يجب أن تكون منشوراتك متناسقة ومحددة.

يمكن أن يكون التعامل مع الأمر صعباً للغاية؛ لذا في حال شعرت بالارتباك، فيمكنك الاستعانة بشركات أو أفراد مختصين بإنشاء وإدارة التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي.

7. أجرِ تدقيقاً تسويقياً:

يُعدُّ التسويق والرواتب والإيجار من أضخم النفقات التي تتحملها معظم الأعمال التجارية؛ لذا عليك الحرص على تحصيل أكبر فائدة ممكنة من موارد التسويق، وتحليل وتقييم جميع جوانب ميزانية التسويق، والتخلُّص من 20% من تكاليف التسويق التي لا تعود بأيِّ نفع من حيث العائد على الاستثمار، واستخدام المال لتوسيع أفضل 10% من الموارد اللازمة لتحسين الأداء.

8. طوِّر أو حسِّن برنامج تحفيز الموظفين:

إنَّ الموظفين شريان حياة أعمالك التجارية؛ فهم مَن ينفذون سياسات وإجراءات الشركة، وعادة ما يتفاعلون مع العملاء مباشرة؛ لذا فإنَّ شعور الموظفين بالسعادة والتحفيز هو السبيل الوحيد كي يزدهر العمل؛ ولكن مع الأسف، يتجاهل الكثير من أرباب الأعمال التجارية الصغيرة هذا الأمر بسبب تكاليفه المحتملة.

رغم أنَّ المال يحفز الموظفين كثيراً، إلَّا أنَّ معظم الناس يستجيبون لأنواع أخرى من الحوافز؛ كتشجيعهم والثناء عليهم أمام الجميع، أو تناول الغداء مع مدير العمل، أو منح إجازات مرنة.

شاهد بالفديو: 7 نصائح لتحفيز الموظفين من دون اللجوء إلى المال

9. قيِّم بيان المَهمَّة الخاص بشركتك:

ينبغي أن تقوم بهذا الأمر كل سنة، فلعلَّك لم تتحقق من بيان المَهمَّة الخاص بشركتك منذ سنوات، هذا إن كنت تملك واحداً أصلاً؛ لذا خذ وقتك في العثور عليه، والتأكد من أنَّه لا يزال مناسباً لعملك الحالي؛ فعادة ما تكتشف بعض الشركات أنَّ بيان المَهمَّة الأصلي لا يمتُّ إلى الشركة الحالية بأي صلة؛ فمع مرور السنين وتطور بيئة العمل وتغير التكنولوجيا، ثمة احتمال كبير لأن يكون بيان المهمات بحاجة إلى تحديث.

10. اسعَ إلى تحقيق التوازن بين حياتك الشخصية وعملك:

يعني كونك رائد أعمال ناجحٍ أنَّ عليك تقديم بعض التضحيات، كالتضحية بالحصول على راتب منتظم وثابت، وقضاء وقت أقل مع عائلتك، وعدم الحصول على نوم كافٍ، وغيرها من الأمور؛ ورغم أنَّ الأرباح تكون هامة للغاية، ولكن احرص على ألَّا يكلفك ذلك الكثير.

يؤثر الإجهاد والقلق في صحتك الجسدية والنفسية، حيث يدفعك البقاء بعيداً عن شريكك وعائلتك إلى التعرض إلى التوتر والإجهاد؛ لذا اتخذ الإجراءات اللازمة لتفادي هذا الأمر قبل أن يسبب أضراراً لا يُحمَد عقباها؛ فإن لم تكن تأكل جيداً ولا تتمرن، فخصص لهذه الأمور ساعة من يومك، فلن تقتلك هذه الساعة كما ستفعل نوبة قلبية.

خصص أيضاً وقتاً لتقضيه مع عائلتك، سواء كان ذلك يوماً في الأسبوع أم ساعة كل مساء؛ إذ يجب أن يرى أفراد عائلتك أنَّك تمنحهم الأولوية؛ كما يمكنك أن تخصص ليلة لتخرج في موعد عشاء مع شريك حياتك، فقد لا تكون شركتك الأفضل حتى لو عملت لـ 12 أو 14 ساعة في اليوم، ولكنَّ وضع شريك حياتك قبل أي شيء يُعدُّ أمراً هاماً.

إنَّ منح الأولوية لعائلتك شبيه بتنظيف أسنانك؛ فإذا واظبت على تنظيفها، فستتمتع بالقوة والصحة؛ أمَّا إذا أهملتها، ستفقدها عاجلاً أم آجلاً.

نصيحة إضافية، حدِّد أهداف عمل ذكية (SMART):

عندما تبدأ بتحديد أهدافك، يُنصَح دائماً باستخدام تقنية تحديد الأهداف الذكية (SMART technique) لكونها طريقة فعالة لتقيِّم وتدير تقدُّم مؤسستك في سبيل تحقيق الأهداف التي وضعتها.

إنَّ الأهداف الذكية (SMART) اختصار لخمس كلمات إنكليزية، وتعني أنَّ الأهداف:

1. محددة (Specific):

ما الذي ترغب في تحقيقه بالضبط؟

كلما كنت دقيقاً أكثر، كان ذلك أفضل؛ وعندما تجيب عن هذا السؤال، اسأل نفسك ما يأتي:

  • ما هو هدفك النهائي؟
  • كيف سيعود عليك تحقيق ذلك الهدف بأرباح عالية، ويزيد من الحصة السوقية لشركتك، ويمنح العملاء تجربة أفضل؟
  • ما هي الموارد المطلوبة لتحقيق الهدف؟ كالمال أو الموظفين أو الوقت أو التدريب.
  • ما هو الرقم أو النسبة المحددة التي ترغب أن تزيد المبيعات أو الحصة السوقية أو الأرباح أو الإنتاج فيها؟

2. قابلة للقياس (Measurable):

يجب أن تتمكن من تقسيم أهدافك إلى خطوات أو أهداف مرحلية يسهل إنجازها، كما ينبغي أن تكون هناك طريقة لقياس نجاح أو فشل الهدف بدقة؛ فمثلاً:

  • الهدف: زيادة المبيعات بنسبة 10% في الربع الثاني من السنة.
  • الهدف: تخفيض نفقات نهاية السنة بنسبة 5%.
  • الهدف: يجب أن ينهي جميع الموظفين تدريبهم في مجال معين بحلول 30 من شهر حزيران.

3. قابلة للإنجاز (Attainable):

إنَّ تحديد أهداف غير واقعية وغير ممكنة بمثابة قيادة نفسك وموظفيك نحو الفشل.

حدِّد هدفاً لمضاعفة جميع مبيعات الأعوام الماضية خلال عدة أشهر؛ فإذا تمكنت من زيادة المبيعات بـ 1.5 مرة، سيكون ذلك رائعاً؛ ولكن مع ذلك، سيقودك وضع توقعات غير واقعية على عاتق الموظفين إلى نتيجتين: سيقضي ذلك على معنوياتهم عندما لا تتحقق الأهداف، أو أنَّهم لن يأخذوك على محمل الجد إن كنت تفعل ذلك دوماً؛ لذا عليك أن تفكر مرتين قبل أن تحدد هدفاً لمضاعفة المبيعات كل شهر لمدة سنة.

إقرأ أيضاً: 5 طرق هامة تساعد على جذب العملاء

4. ذات صلة بالهدف النهائي (Relevant):

هل ترغب في تحقيق الهدف بشدة؟ هل سيفيدك تحقيق الهدف في عملك؟ هل يُعدُّ توسيع عملك فكرة جيدة في ظل معاناتك بالفعل من توفير الخدمات لعملائك؟ أو هل يمكن أن يلحق ذلك الضرر بعملك؟

عليك أيضاً ألَّا تنسى حياتك الشخصية؛ فهل سيؤدي تحقيق الهدف إلى قضاء مزيد من الوقت بعيداً عن عائلتك؟ وهل علاقتك معهم متأزمة بالفعل؟

5. مقيدة بإطار زمني (Time-bounded):

إنَّ المواعيد النهائية هامة للغاية في تعزيز دوافعك؛ فإن لم تحدد موعداً محدداً لتنجز أعمالك، فستستمر في تأجيله بقدر ما تستطيع.

تساعد المواعيد النهائية على ترسيخ أهدافك، ولن تكون أهدافك دونها سوى أمنيات؛ إذ إنَّها الطريقة الوحيدة لقياس نجاح أو فشل الهدف؛ ولكن ينبغي أن تحدِّد إطاراً زمنياً واقعياً لها، وإلَّا ستواجه المشكلة نفسها التي رأيناها عندما لا تكون الأهداف ممكنة.

الخلاصة:

إنَّ تحديد وتقييم وإعادة ترتيب الأهداف أمر يجب فعله دائماً في عالم العمل؛ إذ ستبقي معرفة المواضع الصحيحة لتوزيع الموارد عملك مزدهراً في ظل عالم يستمر في التغيُّر.

يقول "لو هولتز" (Lou Holtz)، المدرب ولاعب كرة القدم الشهير: "في هذا العالم، إمَّا أن تنضج أو تموت؛ لذا تحرك وسارع في النضوج".

تنطبق هذه المقولة بالتأكيد على عالم العمل الحالي؛ لذا يجب أن تظل متيقظاً دائماً لاكتشاف طرائق جديدة وأفضل لإنجاز الأمور، حيث تتطور التكنولوجيا بسرعة كبيرة، وتقدِّم طرائق أفضل وأسرع لتوصيل المنتجات والخدمات إلى العملاء؛ فإن لم تعمل على ابتكار الحلول والتطوُّر في عملك، فتأكَّد أنَّ منافسيك سيفعلون.

 

المصدر




مقالات مرتبطة