10 أمور في الحياة ينبغي معاملتها بطريقة بعيدة عن التوتر

من الشائع أن تشعر بأنَّ عجلة الحياة لا تتوقَّف كما لو أنَّك تبذل أقصى طاقاتك، وتركض بأقصى سرعتك دون أن تصل إلى أي مكان إطلاقاً؛ إذ تشعر كأنَّك في قمَّة نشاطك واستعدادك للانطلاق؛ لكنَّك لا تتمكن من إيجاد طريقة تُوصلك إلى وجهتك التي تطمح إليها.



تنجم تلك المشاعر عموماً عن التوتر والإجهاد الذي يتعرض له المرء الذي يمكن أن يصبح عقبةً كبيرةً وعائقاً رئيساً للتطور والتقدُّم في الحياة إن تراكم في داخلنا؛ لذا علينا أن نتقبَّل أنَّه ما من طريقةٍ لتجنُّب بعض الأشياء المُجهِدة والباعثة على التوتر في الحياة، ومع ذلك توجد بعض الأمور الأخرى تميل لأن تصبح موتِّرة ومُجهِدة دون أن تكون كذلك بالضرورة، أو لا ينبغي أن تكون كذلك؛ فالحياة قصيرةٌ جداً ومليئة بعدَّة احتمالات وفرص، ولا ينبغي إضاعة وقتنا الثمين فيها بالقلق والتوتر.

إليك 10عوامل مُجهِدة وموتِّرة في الحياة لا يجب أن تضيع وقتك في القلق والتوتر بشأنها:

1. المال:

يرتبط المال بإثارة الإجهاد ارتباطاً وثيقاً بمصاريف الحياة التي تُعَدُّ أول العوامل المُرهِقة للإنسان، ويتشاركان معاً في إصابتك بالتوتر وسرقة النوم من عينيك؛ لأنَّك لن تتمكن من تلبية تلك المتطلبات دون امتلاكك المال؛ ما يُصيبك بقلق وتوتر مُضاعَفَين، ومع ذلك من الهام أن تتذكر أنَّه على الرَّغم من الأهمية البالغة التي يتمتع بها المال في عالمنا إلَّا أنَّه لا يحكم العالم في النهاية، كما أنَّك لست الوحيد؛ فجميع مَنْ في مجتمعنا تُثقِلُهم الديون والأعباء، فضلاً عن أنَّ معظم الناس يتمنَّون أن تكون لديهم أموالٌ أكثر ممَّا يمتلكونه بالفعل.

يبذل بعض الناس كل ما في وسعهم لكسب النقود سواء بطرائق قانونية أم غير قانونية، وقد يُمضي بعضُهم الآخر حياته كلَّها مهووساً بالمال لدرجه تحوُّله إلى هاجسٍ يشغل باله دائماً.

توجد كثير من الطرائق التي يمكنك من خلالها كسبُ المال وزيادة التدفُّق النقدي، ومع ذلك إن لم تكن راضياً ومكتفياً بالوسائل التي تكسب المال من خلالها فلا يهم عندَها مقدار المال الذي لديك، وستستمرُّ بالشعور بالتوتر والإجهاد والاستياء بشأن تلك المسألة، ومع ذلك لا تنسَ القول المأثور: "اعشقْ وظيفتك ولن تشعر بأنَّك تعمل أبداً ولو ليومٍ واحد من حياتك".

2. الماضي:

الماضي هو الماضي، ليس الحاضر ولا المستقبل؛ لذلك لا يمكن تغييره أو تعديل أي شيء بشأنه؛ ومن ثمَّ ما من سببٍ على الإطلاق يدعو إلى الشعور بالتوتر والقلق نتيجة ما جرى فيه من وقائع وأحداث؛ فما حدث قد حدث.

لقد حدثت عدَّة حروب تُعَدُّ الأكثر عنفاً تجاه البشرية نتيجة تضارب الآراء وتناقض وجهات النظر بشأن أمورٍ قد حدثَت في الماضي البعيد؛ لذا من الهام استثمار الماضي وسيلة للتعلم، ولكن دون السماح له بأن يكون عائقاً في طريق اكتساب الخبرات وتعلُّم دروس وعِبرات جديدة؛ لذا عليك أن تتعلم من ماضيك وتمضيَ قدماً في حياتك متسلِّحاً بالخبرات والحلول الجديدة التي اكتسبتها لمواجهة تحدياتها بدلاً من السماح للماضي بأن يكون عبئاً يُثقل كاهلك.

لا تهربْ من ماضيك أبداً ولا تشعرْ بالخجل والعار من حقيقتك؛ لأنَّ ذلك سيُصيبك بمزيد من القلق والتوتر، وبدلاً من ذلك حاربْ بقوة أكبر؛ فمن المستحيل أن تؤذيك الأشياء التي جرحَتك وظلمتك في الماضي مرةً أخرى ما لم تسمحْ لها بذلك؛ لذا عِشْ حياتك، وتعلَّمْ منها.

شاهد بالفديو: كيف يحافظ الناجحون على هدوئهم؟

3. العمل:

لا توجد وظيفة أو مهنة في هذا العالم ليست مُجهِدة وتبعث التوتر ولو قليلاً، فسوف نواجه دائماً في وظائفنا مواعيد نهائية ينبغي الالتزام بها ومهاماً ومشاريع عاجلة وعروض تقديمية يجب اللحاق بها، ولن يسهِّل القلق والتوتر بشأنها من معاملتها أو تحمُّلها؛ لذا عليك أن تفصل بين أوقات الراحة والعمل؛ إذ يتحتَّم عليك التركيزُ على عملك جيداً حين تكون في وظيفتك، في حين تخصص وقتك للراحة والاسترخاء حين تكون في المنزل، واحرصْ على بذل أقصى جهودك وزيادة إنتاجيتك قدرَ الإمكان خلال الساعات التي تقضيها في عملك في المكتب، وحين تصل إلى المنزل بدِّلْ ملابسك واسترخِ لإعادة شحن طاقاتك استعداداً لليوم التالي، وانسَ عوامل التوتر والإجهاد المرتبطة بالعمل ولا تفكِّرْ بها إطلاقاً؛ فلديك مزيد من الوقت غداً للتفكير بها.

4. التقدم في السن:

إنَّ التقدم في السن أمرٌ محتوم على البشر جميعاً وهو حقيقة لا يمكن تغييرها، وستتمتع في النهاية بشيخوخة أكثر صحةً ورشاقة من خلال التحكم في التوتر والإجهاد غير الضروري في حياتك والتخلص منه، وسيظهر ذلك جلياً من خلال مظهرك وسلوكك وتصرفاتك؛ لذا عليك أن تركز على ضبط نفسك وأعصابك، ومحاولة فهم موقعك الحالي وظروفك الراهنة واستيعابها، وستجدُ أنَّ مستقبلك سيكون أكثر متعةً وتشويقاً.

إقرأ أيضاً: 5 أسرار لإبقاء الدماغ شاباً رغم التقدم في السن

5. الفواتير:

الموتُ والضرائب ليسا الشيئين الوحيدَين اللذين لا مفر منهما في الحياة؛ إذ تُلازمنا الفواتير أيضاً في معظم مراحل حياتنا، وخلال العدد الذي لا يُحصى من الرحلات والمغامرات والإحباطات التي تشهدها حياتك تعود الفواتير لتذكرك أنَّ عجلة الحياة مستمرة، وأنَّها تسير بلا هوادة، والحقيقة التي لا شكَّ فيها هي أنَّك لا تستطيع تجنُّب تلك الفواتير في حياتك مهما فعلتَ؛ لكنَّك تستطيع تجنُّب الشعور بالمضايقة والإزعاج بسببها؛ إذ يمكنك ضبطها وإدارتها بطريقة تُريحك من التوتر والقلق.

يمكن للادخار وتخفيض التكاليف والنفقات ومحاولة إيجاد طريقة للتخلص من بعض المصاريف غير الأساسية أن يُحدث فارقاً كبيراً في تأثير تلك الفواتير في حالتك النفسية وحياتك؛ فمثلاً يُعَدُّ تقليص سرعة الاشتراك بالإنترنت أو حجم باقة الاتصال مثلاً طريقةً عظيمة لمساعدتك على تقليل نفقاتك السنوية؛ ومن ثمَّ إحداث فارقٍ كبير وتخفيض نفقاتك ومصاريفك الشهرية بدرجة كبيرة.

6. الموت:

هو من الحقائق الحتمية التي لا مفرَّ منها أيضاً؛ فمن المؤكَّد أنَّنا جميعاً سنموت ونفارق هذه الحياة في مرحلة معيَّنة، ولا توجد أي فائدة أو معنى من القلق والانشغال بحقيقةٍ لا يمكنك تغييرُها؛ لذا عليك أن تتقبلها بدلاً من ذلك وتبذل قُصارى جهدك لاستثمار حياتك في فعل ما يُفيدك ويفيد الآخرين.

7. آراء الآخرين:

نسمع الناس يقولون طوال الوقت إنَّهم لا يهتمون بما يظنُّه الآخرون عنهم؛ لكنَّ هؤلاء الناس هم على الأرجح أكثر مَنْ يتعرض للمضايقة والانزعاج حين يسمعون آراء الآخرين بهم؛ فعلى الرَّغم من أنَّ الانسجام والاندماج مع الناس قد يستحق المعاناة وبذل المجهود في بعض الحالات إلَّا أنَّها حالات قليلة جداً، وهُنا تُعَدُّ الفردانية أكثر أهميةً وقيمةً من محاولة الاختلاط مع الآخرين؛ إذاً اعرفْ قيمة نفسك وتقبَّلْ حقيقتك واسعَ كي تكون مُميَّزاً، وكُنْ دائماً في المُقدِّمة بأسلوبك الفريد وآرائك المميزة، وأظهِرْ حقيقتك الرائعة للعالم وكُنْ فخوراً بها ولا تحاولْ تغييرَها أبداً.

8. الانشغال بالناس من حولك:

لا بدَّ أنَّ والدَيك قد نصحاك يوماً ما بألَّا تشغلَ نفسك بتصرفات الآخرين وأعمالهم، وتُعَدُّ هذه النصيحة مفيدةً وهامة؛ لذا عليك أن تتوقف عن الانشغال بالناس من حولك؛ فذلك لن يعود عليك بأي فوائد تُذكَر، كما عليك أن تقلل من تركيزك على حياة الآخرين وتصبَّ اهتمامك وتركيزك على حياتك وأمورك الشخصية، وإلَّا فإنَّك لن تتقدم أبداً في حياتك، وتلك حقيقةٌ لا يمكن إنكارها أبداً.

إقرأ أيضاً: 6 طرق تجعل حياتك أكثر استقراراً

9. أخطاؤك وعثراتك:

يُعَدُّ ارتكاب الأخطاء جزءاً لا يتجزأ من حياة كلٍّ منَّا، ويُعَدُّ جزءاً هاماً جداً لتطوُّر الإنسان وتقدمه؛ فلن يكون ثمَّة أي دروس وعِبرات يمكننا تعلمها والاستفادة منها إن لم نرتكب الأخطاء من حين إلى آخر؛ لذلك ينبغي أن ننظر إلى أخطائنا وعثراتنا على أنَّها فرصة للتطور وتحسين أنفسنا، بدلاً من عدِّها عائقاً أو عقبة في طريقنا.

10. المستقبل:

تستطيع السيطرة على مستقبلك والتحكم به إلى حدٍّ مُعيَّن فقط، ولكن من الهام الانتباهُ إلى أنَّ ما هو مُقدَّر سيقع حتماً دون أي شك، ولا مفرَّ من أيدي الزمن وقبضة القدر.

يمكنك التأثير في مستقبلك من خلال العمل على اتخاذ قرارات أفضل في الحاضر والحرص على عيش حياتك بأفضل طريقة ممكنة، وهو ما يمكنك تحقيقه من خلال الحد أو التقليل من التوتر والقلق الذي تتعرض له، ولكن عليك أن تعلم أنَّك غير قادر على تحديد مستقبلك أو تقرير مصيرك النهائي؛ لذلك من غير المنطقي أن تقلق أو تشعر بالتوتر بسببه، بدلاً من ذلك تعلَّم من ماضيك وأخطائك السابقة، واغتنمْ وقتك الحالي للعمل على تحسين نفسك، وستجد أنَّ حياتك ستتحول للأفضل وستنجح كثيراً.




مقالات مرتبطة