10 أشياء يجب ألا تخاف من القيام بها

إنَّ الحياة أقصر بكثير ممَّا نتوقع، ففي هذا الصباح، توفيت صديقةٌ مقربةٌ من الحي الذي أقطن به، وهي ما تزال في أول عمرها، لقد فكَّرت في حقيقة أنَّ حياتنا غالباً ما تكون أقصر بكثير ممَّا نتوقع، وأنَّنا نحتاج إلى القيام ببعض الأشياء الصعبة جداً لتحقيق أقصى استفادة من وقتنا المحدود، لقد آمنت صديقتي في القيام بالأشياء الصعبة، لكن الضرورية في الحياة، فقد تحدَّثنا عن هذا الموضوع في مناسبات عدَّة، وهي لم تتراجع عن القيام بأيِّ تحدٍّ أبداً.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، يقدِّم لنا فيه 10 أشياء يجب ألَّا نخاف من القيام بها.

يجب عليك القيام بأشياء صعبة لتكون سعيداً على الأمد الطويل؛ لأنَّها تشعرك بثقة أكبر بالنفس وتغيِّر حياتك في النهاية، وهي ما يشكِّل فارقاً بين مجرد الوجود والعيش بجدارة، وبين معرفة المسار الصحيح والسير فيه، وبين حياة مليئة بالوعود الفارغة وأخرى مليئة بمزيد من الفرص والتقدم.

لذا؛ إليك 10 أشياء يجب ألا تخاف من القيام بها:

1. قبول تغييرات الحياة وتقديرها:

أنت لست الشخص نفسه الذي كنت عليه قبل عام أو شهر أو أسبوع مضى؛ بل أنت تنمو دائماً والتجارب لا تنتهي؛ فهذه هي الحياة، فيوجد في بعض الأحيان أشياء في حياتنا يجب أن نتخلَّى عنها، وقد تكون التغييرات التي لا نرغب فيها هي تلك التي نحتاج إليها للنمو، قد يكون النمو والتغيير مؤلمَين في بعض الأحيان، لكن لا يوجد ما يؤلم في الحياة بقدر البقاء عالقاً في مكان لا تنتمي إليه.

فلا يمكنك تحقيق أيِّ شيء جديد إذا كنت متمسِّكاً بالأمس، قد تظنُّ أنَّ التمسك يجعلك قوياً، لكن غالباً ما يكون النسيان والبدء من جديد هو ما يزيد من قوتك الداخلية.

شاهد بالفديو: 15 درس يجب أن نتعلمها من الحياة

2. الوثوق بنفسك:

قد لا تكون في المكان الذي تريد أن تكون فيه بعد؛ لكنَّك تقدَّمت تقدُّماً كبيراً من المكان الذي كنت فيه سابقاً؛ لذلك قدِّر المرحلة التي وصلت إليها، صحيح أنَّك مررتَ بالكثير؛ لكنَّك نَمَوتَ كثيراً أيضاً؛ لذا امنح نفسك الفضل في قوتك وقدرتك على التكيُّف، فأنت تملك سبباً وجيهاً للاعتقاد بأنَّك يمكنك الوثوق بنفسك في المضي قدماً، ليس لأَنَّك لطالما اتخذت الخيارات الصحيحة، لكن لأنَّك لم تعد تختار الخيارات السيئة.

قد تستغرق الأشياء الجيدة وقتاً لتتحقق؛ لكنَّك ستحقِّقها؛ لذلك لا تسمح للتوتر وكره الذات بأن يعوقاك، فلا يوجد سبب لذلك، ذكِّر نفسك بالتنفُّس، وبأن تدع كلَّ لحظة تكون على ما هي عليه، فستحظى بكلِّ ما هو مقدَّرٌ لك، وسيبتعد كلُّ شيء آخر، وتذكَّر أنَّ أفضل الأشياء في الحياة قد لا تأتي بالطريقة التي تتوقعها.

3. العيش على حقيقتك:

قل لنفسك: "أنا كافٍ"، كلَّما شعرت بخلاف ذلك، تقبَّل عيوبك، واعترف بأخطائك، ولا تختبئ أو تكذب، وتعامل مع الحقيقة - حقيقتك أنت - في كلِّ خطوة تتخذها، وتعلَّم من دروس الحياة، وتحمَّل عواقب الواقع وامضِ قدماً، فلن تعاقبك حقيقتك، ولن تؤذيك أخطاؤك، لكن ما سيؤذيك هو إنكارك لها، فإنَّ الأشخاص الذين يرتكبون الأخطاء والضعفاء هم الأقوياء في الحقيقة، في حين الكاذبون والمزيفون ليسوا كذلك، فلجميع الناس عيوب تزيِّنها النوايا الحسنة، ويكتسبون الحكمة من خلال ارتكاب الأخطاء والتعلم من التجارب.

لذا؛ ذكِّر نفسك باستمرار بأنَّك خُلِقت لسبب ما، وأنَّ رحلة الحياة تستحق العناء؛ لذا تجاهَل المشتتات، وأصغِ إلى صوتك الداخلي، واهتم بشؤونك الخاصة، واحتفظ بأمنياتك ورغباتك في قلبك، وخصِّص وقتاً لها كلَّ يوم، لا تخشَ السير وحدك أحياناً، ولا تخشَ من الاستمتاع بذلك، ولا تدع جهل أيِّ شخص آخر أو سلبيته يعوقك.

4. إنشاء روتين يومي مناسب لك:

يجب عليك أن تعيش حياتك بنفسك إذا كنت تريد أن يكون لها معنى؛ إذ عليك أن تختار المسار المناسب لك، وليس المسار المناسب لأيِّ شخص آخر، ومن الأفضل دائماً أن تكون في بداية المسار الذي تريد المشي فيه، على أن تكون في نهاية المسار الذي لا تريده.

لذلك لا تنتظر حتى تصل إلى منتصف المسار الخاطئ للإصغاء إلى حدسك، اسأل نفسك كلَّ صباح ما هو هامٌ حقاً، ثمَّ اعثر على الشجاعة والحكمة وقوة الإرادة لعَيش يومك بطريقة مناسبة، وفي النهاية، لا يهم ما تقوله؛ ما يهم هو كيف تقضي وقتك، فإذا كنت تريد أن تفعل شيئاً معيَّناً، فستجد طريقة لذلك، وإذا لم تفعل، فستجد عذراً.

5. رفض الالتزامات غير الضرورية:

يجب أن تفسح المجال لما هو هام في عالم مليء بالضوضاء والفوضى؛ أي تقليل الالتزامات غير الضرورية، والتخلُّص من أكبر قدر ممكن من مصادر التشتيت، فعندها لن يضيع وقتك، ولن تشعر بالندم.

ما يدل على أنَّ الشخص ناجح ومسالم هو قدرته على تنحية الأشياء "الهامَّة إلى حدٍّ ما" جانباً من أجل إنجاز الأشياء الهامَّة أولاً، فعندما تكون واضحاً تماماً بشأن أولوياتك، يمكنك ترتيبها ترتيباً صحيحاً دون عناء وتجاهل الأنشطة والالتزامات التي لا تدعم تلك الهامَّة جداً بالنسبة إليك.

6. منح نفسك مساحة ذهنية وعاطفية كافية:

إذا فكَّرت كثيراً، فسيؤدي بك ذلك إلى التعاسة حتماً؛ إذ إنَّ القلق لا يزيل مشكلات الغد؛ بل يسلب سلام اليوم وفرصه؛ لذا توقف عن الإفراط في التفكير في كلِّ شيء؛ فالحياة قصيرة جداً.

إنَّ أكبر قيودك هي تلك التي ينشئها عقلك، وأكبر أسباب تعاستك هي المعتقدات الخاطئة التي ترفض التخلي عنها، فأنت قادر على أكثر بكثير ممَّا تفكر فيه أو تتخيَّله أو تفعله أو تكون عليه، لكن مع مرور الوقت ستصبح ما كنت تفكِّر فيه عادةً تدريجياً؛ لذا صفِّ ذهنك، ودع آمالك تشكِّل مستقبلك وليس مخاوفك، ويمكنك فعل ذلك عن طريق التأمل والجري والتنفس والكتابة في دفتر يومياتك.

7. تخصيص مزيد من الوقت للعلاقات المناسبة:

لن يقدِّر الجميع ما تفعله لهم؛ لذلك عليك أن تعرف من يستحق اهتمامك ومن يستغلك، فإذا أهدرت وقتك وطاقتك على العلاقات الخاطئة، أو على عديد من الأنشطة التي تجبرك على إهمال علاقاتك الجيدة، فقد ينتهي بك الأمر في دائرة مُملَّة من الصداقات العابرة، والعلاقات العاطفية السطحية التي لا معنى لها، والتساؤل عن سبب سعيك الدائم إلى كسب عاطفة الآخرين.

اختر نفسك بدلاً من الاكتفاء بمن يعاملونك على أنَّك شخص عادي، فأنت بالتأكيد لست كذلك؛ لذا لا تقبل بأن تكون خيار شخص ما عندما يكون لديك القدرة على أن تكون أولوية شخص آخر، فالأشخاص الذين تقضي معظم وقتك معهم لهم تأثير كبير فيك، فإذا كنت تقضي وقتك مع الأشخاص الخطأ دائماً، فسوف يحبطونك، بينما إذا قضيت وقتك مع الأشخاص المناسبين، فسوف يساعدونك على النمو لتصبح أفضل نسخة من نفسك، وسيحب هؤلاء الأشخاص كلَّ الأشياء المتعلقة بك والتي يخاف منها الآخرون.

8. تعلُّم شيء جديد:

كما قال المناضل الهندي "المهاتما غاندي" (Mahatma Gandhi) ذات مرة: "عش كما لو كنت ستموت غداً، وتعلَّم كما لو كنت ستعيش إلى الأبد"، فإنَّ الحياة أشبه بالكتاب وأولئك الذين لا يثقفون أنفسهم لا يقرؤون إلا صفحات قليلة منها، فعندما يكون لديك معلومات أفضل، فستعيش حياة أفضل.

تذكَّر أنَّ كلَّ ما تتعلَّمه يأتي من رغبتك في تعليم ذاتك، فلا يهم ما إذا كنت تتعلم في الكلية أو في المقهى، فلا نتعلم أيَّ شيء لا نرغب فيه، وأولئك الأشخاص الذين يبادرون ويخصِّصون الوقت سعياً إلى نيل المعرفة، هم الوحيدون الذين يكسبون تعليماً حقيقياً في هذا العالم، انظر إلى أيِّ عالِم أو رائد أعمال أو شخصية تاريخية مشهورة يمكنك التفكير فيها، وستجد أنَّه نتاج التعليم الذاتي المستمر.

شاهد بالفديو: كيف تتعلم باستمرار لتطور نفسك وتنمي قدراتك؟

9. تحقيق أحلامك:

يوجد الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون حياتهم بأكملها بحسب الاستراتيجيات التي اعتمدوها في الماضي، ولا يدركون أنَّه يمكنهم تعديلها لتتناسب وحياتهم؛ لذا لا ترضَ في السير وفق هذه الاستراتيجيات ولا تختبئ وراء الكسل؛ بل اكتشف ما تحبه وما هي مواهبك وشغفك وتقبَّلها تماماً.

معظم الناس لا يحلمون إلا ليلاً، ثمَّ يستيقظون ليجدوا أنَّ الأمر كلَّه مجرد وهم؛ لذا لا تكن واحداً من هؤلاء الأشخاص؛ بل احلَم وأنت في وعيٍ تام، وكن من الأشخاص الذين يعملون على تحقيق أحلامهم.

افعل ما تريده بشغف وتواضع وصدق، ليس من أجل الحصول على تقدير؛ بل لأنَّ هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب أن تفعله، تابع ما تريد فعله قليلاً كلَّ يوم، بصرف النظر عمَّا يعتقده أيُّ شخص آخر، فهكذا تتحقق الأحلام.

10. أحكام الآخرين:

لا يمكن رؤية أعظم التجارب وأكثرها إرضاءً في الحياة أو حتى لمسها؛ بل يجب أن نشعر بها بقلوبنا، فلا يوجد شيء أكثر إلهاماً من تعقيد وجمال المشاعر الإنسانية الصادقة، لكن للأسف، يترك معظم الناس خوفهم من الأحكام يسيطر عليهم، وغالباً ما يتكتَّمون على أعمق أفكارهم ومشاعرهم، ومن ثمَّ بالكاد يتم فهمهم.

لا تدع الناس يقلِّلون ممَّا تشعر به، فإذا شعرت بشيء ما، سيكون هذا الشعور حقيقياً بالنسبة إليك، ولا يمكن لأيِّ كلام إبطال ذلك، فلا أحد يرى الحياة كما تراها أنت، ولم يمر أيُّ شخص آخر بتجاربك نفسها، ومن ثَمَّ لا يحق لأيِّ شخص آخر فرض أيِّ مشاعر عليك أو الحكم على مشاعرك، فإنَّ مشاعرك هامَّة؛ لذا لا تدع أيَّ شخص أو أيَّ ظرف أن يوهمك بغير ذلك.

ذكِّر نفسك أنَّك سترتاح عندما لا تكترث لآراء الآخرين، وسترتاح كثيراً عندما لا تأخذ الأمور على محملٍ شخصي.

في الختام:

آمل أن يكون هذا المقال قد ألهمك لتعيش حياتك اليوم، لا تتجاهل الموت (أو أيِّ شكل من أشكال الألم)، لكن لا تخشَ منه أيضاً؛ بل اخشَ من الحياة التي لم تعشها أبداً؛ لأنَّك كنت تخاف من العمل، وحريٌّ أن يُقال: إنَّ الموت ليس أكبر خسارة في الحياة؛ بل الخسارة الأكبر هي ما يموت بداخلك وأنت ما زلت على قيد الحياة وتتنفس؛ لذا تحلَّ بالجرأة والشجاعة، ولا بأس في أن تخاف، ثمَّ اتخذ الخطوة التالية، وافعل الأشياء الصعبة التي تعرف أنَّك تحتاج إليها.