10 أشياء لن تحتاجها لتكون أكثر سعادة في الحياة

أنت سعيدٌ في هذا العالم؛ فلديك شخص تحبه وعمل وشيء ليمدَّك بالأمل، ومع ذلك، كثيراً ما نعقِّد الأمور؛ فنحن نبحث عن السعادة حيث لا توجد، في الأهداف والرغبات السطحية، كالممتلكات وإثارة إعجاب الأشخاص الخطأ. ولقد لفتَ هذا انتباهنا أنا وزوجتي مؤخَّراً عندما التقينا بعائلة مكوَّنة من ستة أفراد يقيمون في فندق بالقرب من منزلنا؛ إذ رأيناهم يجلسون خارج الردهة، يتشاركون القصص ويضحكون، وفي أثناء سيرنا، رحَّبنا بهم أنا وزوجتي وسألناهم من أين أتَوا، فقالت الأم: "نحن من هنا، ومنزلنا احترق بالأمس، لكن بأعجوبة نجحنا جميعاً في الخروج منه بأمان، وهذا يجعل اليوم يوماً يستحق الابتسام".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "مارك تشيرنوف" (MARC CHERNOFF)، ويُحدِّثنا فيه عن 10 أشياء لا تحتاج إليها لتكون أكثر سعادة في الحياة.

قد يقول بعض الناس إنَّهم فقدوا كل شيء، ومع ذلك، علمت هذه العائلة، أنَّهم كانوا يمتلكون كل شيء، ولأنَّه لا يوجد شيء مثل دموع الفرح والأنفاس العميقة بعد ضحك طويل مع الأشخاص الذين تحبهم، فلا شيء في العالم كله يعادل السعادة للأسباب المناسبة والامتنان لها.

يوجد عدة مصادر أخرى للسعادة الحقيقية أيضاً، لكن كما قلت، هناك أيضاً كثير من الأشياء الخاطئة؛ مثل: الأهداف والرغبات التي نظنُّ أنَّها ستجلب لنا السعادة، لكنَّها في الواقع تفعل خلاف ذلك تماماً، فالتعرف إلى هذه الأشياء هو المفتاح، وأظنُّ أنَّ إحدى أفضل المشاعر تأتي عندما تدرك أنَّه يمكنك أن تكون سعيداً تماماً دون الأشياء التي كنت تظنُّ أنَّك تحتاج إليها.

ضع في الحسبان الأهداف والرغبات التي سنذكرها في هذا المقال، وكيف يمكن أن تعوقك، فكل واحد منها هو شيء مشترك في حياتنا، لكن بدلاً من المساهمة في سعادتنا، يسبِّبون لنا التعاسة.

ولذلك عليك أن تقول: "لأكون أكثر سعادة، لا أحتاج إلى":

1. إرضاء الجميع:

احرص على عدم إتاحة نفسك كثيراً للآخرين كي لا ينتهي بك الأمر بفقدان نفسك تماماً، فعندما تعمل على إرضاء جميع الناس ما عدا نفسك، فأنت الشخص الذي يتأذَّى في النهاية؛ إذ وصف الصحفي الراحل "هربرت بايارد سووب" (Herbert Bayard Swope) الأمر على هذا النحو: "لا أعرف مفتاح النجاح، لكنَّ مفتاح الفشل هو محاولة إرضاء الجميع".

وذلك لأنَّك بصدق، لن تُرضي جميع الناس على أي حال، وفي مرحلة ما سيكون لديك رأي مختلف يمنحك معنى، ويشعرك بأنَّك على قيد الحياة، وعندما يحدث ذلك، يجب أن تتمسَّك برأيك وتنسى آراء الآخرين وتجعل رأيك ذا أهمية.

2. أن يكون كل شيء سهلاً:

عليك أن تفعل أشياء صعبة لتكون سعيداً في الحياة؛ كالأشياء التي لا يقوم بها أحد، والأشياء التي تخيفك، والأشياء التي لا يستطيع الآخرون القيام بها من أجلك، والأشياء التي تجعلك تتساءل إلى أي مرحلة يمكنك الصمود والمضي قدماً؛ وذلك لأنَّها الأشياء التي تحدد هويتك، وتصنع الفرق بين الوجود في اللحظة ومجرد العيش بين معرفة المسار والسير على الطريق، وبين حياة تعيسة وحياة مليئة بالسعادة والنجاح.

شاهد: تجنَّب هذه العادات السلبية لتكون أكثر سعادة

3. اليقين والضمانات:

بعض الناس ينغلقون على أنفسهم في حياتهم ولا يتواصلون كفاية مع الآخرين، ويبدو الأمر جنونياً، لكنَّهم يفضِّلون أن يكونوا على يقين من أنَّهم بائسون، بدلاً من المخاطرة بأن يكونوا سعداء، فلا تكن واحداً منهم؛ بل كن منفتحاً واستفِد من الفرص.

فلتحقيق أشياء مدهشة، لا يجب أن تعمل فحسب؛ لكن تحلم أيضاً، ولا تخطِّط فقط لكن تؤمِن أيضاً، فكن حالماً ومؤمِناً ومفكِّراً شجاعاً ومبهجاً ومحفزاً إيجابياً وعاملاً مثمراً، ودع روح الشغف تُشعِل بداخلك الرغبة في القيام بشيء ذي قيمة اليوم وكل يوم، ولا تنسَ نشر حماستك لمن حولك.

4. أن نكون أفضل من الآخرين:

يتقلَّص حجم كوننا جداً عندما نضع أنفسنا في مركزه؛ أي عندما نظنُّ أنَّ جميع الناس منافسون لنا، وأنَّه يتعيَّن علينا أن نكون أكثر ثراءً وذكاءً وجاذبية من الشخص الذي يجلس بجانبنا، فمثل هذا الهدف يُبقي الشخص منعزلاً ولا يبرح مكانه.

على الجانب الآخر، كن شخصاً لا يسعى إلى اللحاق بالركب، ولا يتطلَّع إلى أن يكون أكثر ثراءً أو أكثر ذكاءً أو أكثر جاذبية، وليس لديه أدنى اهتمام حتى بأن يكون أفضل من أي شخص آخر؛ فهو شخص حر، فالهدف النهائي هو التنافس مع نفسك فقط.

5. مزيد من السيطرة على كل شيء وكل شخص:

في بعض الأحيان نولي كثيراً من الاهتمام لمحاولة التحكُّم بكل جانب صغير من حياتنا، فتعلَّم الاسترخاء والمتابعة في المسار الذي تأخذك إليه الحياة؛ إذ سيحدث تغيير لا يُصدَّق في حياتك عندما تقرِّر السيطرة على ما لديك سلطة عليه، بدلاً من الرغبة الشديدة في السيطرة على ما لا تملكه؛ فإنَّ تحرير نفسك من محاولة التحكُّم بالأشياء غير الهامَّة التي لا يمكن السيطرة عليها يتيح لك تجربة مزيد من الخير من حولك، وغالباً ما تكون أعظم اللحظات غير متوقعة.

6. لحظات التألُّق العظيم:

كحفلات التخرج، والزفاف، والإجازات الباذخة؛ إذ تكون غالباً هذه الأوقات مليئة بالمرح والاحتفال بعمق، لكن هذه الأوقات تمر؛ لأنَّ الوقت يمر، وهذا شيء نادراً ما ندركه في البداية؛ إذ توجد السعادة الحقيقية الدائمة في تقدير كل الأشياء الصغيرة، وبالنسبة إليَّ، هناك لحظات عشوائية؛ كإعداد السلطة، والوقوف عند نافذة المطبخ، والنظر إلى الشمس تشرق فوق أفق المدينة، وسماع ضحك ابني الذي يلعب في الغرفة الأخرى، وعندها أشعر بالفرح؛ فهذه هي سعادتي الحقيقية؛ لحظات عشوائية من التقدير المفاجئ لحياة أشعر بالتميُّز للعيش فيها.

شاهد أيضاً: 12 قاعدة يتّبعها الأشخاص الأكثر سعادة

7. أن يؤكِّد الآخرون أهميتك باستمرار:

العلاقات ضرورية، لكنَّ السعادة تنبع من الداخل، فلا تعتمد حصرياً على أصدقائك أو على أشخاص آخرين ليؤكِّدوا لك أهميتك؛ إذ تصبح ضعيفاً ويمكن أن تتأذَّى بسهولة عندما تعتمد مشاعرك بالأمان والسعادة كلياً على سلوك وأفعال الآخرين، فلا تعطِ كل قوَّتك لأي شخص آخر، إلى أن تتصالح مع ذاتك، فلن تكون راضياً عمَّا لديك أو مع مَن أنت، فتعلَّم أن تحب نفسك وتحترمها أولاً، قبل أن تحب فكرة أن يحبك الآخرون ويقدروك.

8. الانسجام التام في جميع العلاقات وفي جميع الأوقات:

يكون الانسجام في العلاقات أمراً لطيفاً عندما يكون صادقاً، لكن في كثير من الأحيان نحاول تزييفه، فالتواصل الفعَّال هو الأساس؛ لذا عليك التواصل، فبعد كل شيء، الطريقة الوحيدة لتكون سعيداً في الحياة هي العيش بنزاهة؛ وهذا يعني عدم قبول أقل ممَّا تعلم أنَّك تستحقه في علاقاتك، وأن تكون واضحاً وتُخبر الآخرين عمَّا تريده وتحتاج إليه، والتحدث عن حقيقتك، مع أنَّه قد يُسبِّب توتراً في بعض الأحيان، والتصرُّف بطرائق تتَّفق مع قيمك الشخصية واتخاذ الخيارات بناءً على ما تؤمِن به، وليس فقط ما يظنُّه الآخرون.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات سهلة للحصول على السعادة الأبدية

9. زمان ومكان مثاليان:

السبب الذي يجعل كثير من الناس يجدون صعوبة بالغة في أن يكونوا سعداء هو أنَّهم يرون دائماً الماضي أفضل ممَّا كان عليه، والحاضر أسوأ ممَّا هو عليه، والمستقبل أقل حسماً ممَّا سيكون عليه، والمفتاح هو أن تفعل خلاف ذلك، فقدِّر ماضيك دون أن تستعيده، وتعامل مع حاضرك بثقة، وتوجَّه إلى مستقبلك دون خوف، فالحياة أقصر من أن تقضيها في حالة حرب مع نفسك، فالتخلِّي عن الماضي والمستقبل هو خطوتك الأولى نحو السعادة والسلام في الحاضر.

أدرك أنَّك اليوم حيث وصلت بك أفكارك وأفعالك، وستكون غداً حيث تأخذك أفكارك وأفعالك اليوم، فلا يمكنك إيقاف المستقبل ولا استعادة الماضي، والطريقة الوحيدة للعيش هي الاستمرار بالحياة.

إقرأ أيضاً: ما هي أسرار السعادة في العمل؟

10. الشعور بالسعادة طوال الوقت:

لا أحد يشعر بالسعادة طوال الوقت؛ وذلك لأنَّه بسهولة لا يمكنك أن تكون سعيداً إلَّا إذا كنت غير سعيد في بعض الأحيان، وضع في حسبانك أنَّه من الطبيعي تماماً تجربة تقلُّبات كبيرة في مستوى سعادتك من يوم لآخر ومن شهر لآخر، وحتى من عام إلى آخر؛ إذ إنَّ توقُّع خلاف ذلك لن يؤدي إلى خيبة الأمل، لكن حتى عندما تكون الحياة أقل سعادة، فأنت ما تزال مسؤولاً عن كيفية ردك، فاختر الإيجابية دائماً، فأعظم فعل في بعض الأيام هو فقط النهوض ومواجهة اليوم بابتسامة.

واسمحوا لي أن أكتب لكم هذه المعلومة لتفكِّروا فيها: وَفقاً لدراسة علمية حديثة نُشِرَت في مجلة "ريسيرش إن بيرسوناليتي" (Research in Personality): تنخفض المستويات الإجمالية للسعادة من سنِّ المراهقة حتى سن الأربعين، ثمَّ تعود مرةً أُخرى حتى تصل إلى ذروتها في أوائل السبعينيات؛ لذا إنَّ الاحتمالات هي أنَّ أسعد أيامك لم تأتِ بعد.

آمل أن تمنحك هذه المعلومة شيئاً لتبتسم بسببه اليوم، فاستمر في بذل قصارى جهدك بعيش الحياة لحظة بلحظة، وتخفيف التذمُّر، والامتنان للأشياء الصغيرة التي تعني الكثير.

المصدر




مقالات مرتبطة