10 أسباب تجعل الناس يشعرون بالضياع في الحياة

يقول المؤلف "ماسارو إيموتو" (Masaru Emoto): "إذا شعرت بالضياع، أو الإحباط، أو التردد، أو الضعف، فارجع إلى نفسك وطبيعتك الحقيقيَّتَين، وعندما تصل، ستكتشف ذاتك، مثل زهرة اللوتس المتفتحة؛ فحتى في بركة موحلة، تكون جميلة وقوية".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المؤلفة "لومينيتا دي. سافيوك" (Luminita D. Saviuc)، تحدثنا فيه عن تجربتها في اكتشاف أهم الأسباب التي تفسِّر ضياع الإنسان في حياته.

لماذا يشعر كثير من الناس بالضياع في الحياة، ولا يعرفون من هم، وإلى أين يتجهون، وما إذا كان هناك أي غرض أو معنى من حياتهم؟

هل سبق لك أن سألت نفسك أيَّاً من هذه الأسئلة الصعبة؟ لقد سألتُ نفسي شخصياً؛ ولهذا قررت أن أكتب هذا المقال، على أمل أن يأتي ببعض الوضوح لحياة الناس، ويساعدهم على إيجاد طريقهم للعودة إلى أنفسهم، والعودة إلى قلوبهم، والعودة إلى مسار حياتهم.

10 أسباب تجعل الناس يشعرون بالضياع في الحياة:

1. فقدان التواصل مع القلب والروح:

من الأسباب العديدة التي تجعل الناس يشعرون بالضياع في الحياة، هي أنَّهم قد انفصلوا عن قلوبهم وأرواحهم، ويولون كثيراً من الاهتمام لعقولهم المنطقية، ولِما يقوله الآخرون، والآن لم يعُدْ في إمكانهم الإنصات إلى قلوبهم، ولا يمكنهم استثمار الحكمة التي تخبئها.

يقول الكاتب "كي. تي. جونغ" (K.T. Jong): "فقط عندما نُسكت الأصوات الصاخبة يمكننا أخيراً سماع همسات الحقيقة التي تكشفها لنا الحياة، وهي تقف على عتبات قلوبنا".

إقرأ أيضاً: الضياع النفسي: تعويل على الوسيلة مع نسيان المصدر

2. الانصياع لآراء الآخرين:

هناك سبب آخر لشعور الناس بالضياع في الحياة وهو أنَّهم يعيشون حياتهم بناءً على ما يعتقد الآخرون أنَّه مناسب لهم، وبناءً على ما يعتقده الآخرون أنَّه حقيقي؛ فهم يصنعون حياتهم على أساس الخواطر والمعتقدات والأفكار التي ورثوها منذ صغرهم من قِبل والديهم، وأفراد أسرتهم، ومعلميهم، وأصدقائهم، ومجتمعهم، وكل شخص قد تفاعلوا معه؛ ولأنَّهم لم يأخذوا الوقت الكافي للتشكيك في صحة هذه المعتقدات، وما إذا كان لديهم أي علاقة مع أنفسهم، فقد استمروا في بناء وصياغة وتشكيل حياتهم بناءً على ما يعتقد الآخرون أنَّه صحيح.

شاهد بالفيديو: 5 أسئلة تحدد هدفك في الحياة

3. تقدير آراء الآخرين أكثر من آرائهم:

مع أنَّ لديهم مستشاراً حكيماً وموثوقاً داخل أنفسهم؛ ألا وهو قلبهم وروحهم، فإنَّهم لا يبدون واثقين في أنفسهم؛ إذ يسعون باستمرار إلى الحصول على المشورة من الآخرين، ويبدو دائماً أنَّ آراء من حولهم أكثر قيمةً وأهم من آرائهم.

يقول الرئيس التنفيذي "ستيف جوبز" (Steve Jobs): "وقتك محدود؛ لذا لا تضيعه في عيش حياة شخص آخر، ولا تنحصر في المبادئ التي تتوافق مع نتائج تفكير الآخرين، ولا تدع ضجيج آراء الآخرين يطغى على صوتك الداخلي، والأهم من ذلك، امتلك الشجاعة لتتبُّع قلبك وحدسك؛ إذ إنَّهما يعرفان بالفعل بطريقةٍ ما، ما تريد أن تصبح عليه، وأي شيءٍ آخر ثانوي".

4. الاستسلام للخوف:

يبدو أنَّ الخوف يحكم كل مجال من مجالات حياتهم؛ يبدو أنَّ الخوف موجود في أذهانهم، وفي قلوبهم، وفي منازلهم، وفي العمل الذي يقومون به، وفي القرارات التي يتخذونها، وفي العلاقات التي لديهم وفي كل ما يفعلونه؛ فإنَّهم يعيشون في حالةٍ دائمة من الخوف، ولأنَّ الحب لم يعد مُرحَّباً به، فإنَّهم يشعرون بالضياع والارتباك والانفصال عن الواقع والتعاسة.

يقول المطرب "جون لينون" (John Lennon): "هناك نوعان من القوى الدافعة الأساسية: الخوف، والحب، فعندما نخاف، نتراجع عن الحياة، وعندما نكون في حالة حب، نتقبَّل كل ما تقدمه الحياة بشغف وإثارة؛ فنحن نحتاج إلى أن نتعلَّم أن نحب أنفسنا أولاً، بكل ما فيها من محاسن وعيوب، وإذا كنَّا لا نستطيع أن نحب أنفسنا، فلا يمكننا الاستفادة استفادةً كاملة من قدرتنا على حب الآخرين، أو قدرتنا على الإبداع؛ إذ يكمن التطور وكل الآمال في عالمٍ أفضل في التحلِّي بالشجاعة وفي أفكار أصحاب القلوب النيِّرة الذين يقدرون نعم الحياة".

5. النظر نظرةً مشوهةً إلى الذات:

يميل الأشخاص الذين يشعرون بالضياع في الحياة إلى أن يكون لديهم شعور مشوَّه عن الذات، فلم يعودوا يرون جمالهم ونورهم وكمالهم، ولم يعد في إمكانهم قبول حقيقة أنَّ ما هم عليه يكفي؛ إذ يبدو أنَّ رؤيتهم للواقع مظلمة ومشوهة، وكل ما يبدو أنَّهم "يرونه"، هو أنَّهم تافهون وعديمو القيمة والأهمية، وكيف أنَّه لا شيء ممَّا يفعلونه جيد بما فيه الكفاية.

يقول الشاعر "ماثيو آرنولد" (Matthew Arnold): "اعقد العزم على أن تكون على طبيعتك؛ وتعلَّم أنَّ من وجد نفسه يتخلَّص من بؤسه".

6. مصاحبة الأشخاص السامِّين:

إنَّ قضاء الكثير من الوقت مع الأشخاص الخطأ هو سبب آخر لشعور كثير من الناس بالضياع في الحياة، فعندما تحيط نفسك بأشخاص محبطين، يوزِّعون الاتهامات وينتقدون ويثرثرون ويتذمَّرون من كل شيء وكل شخص، فإنَّهم يسمِّمون عقلك وقلبك وحياتك بمخاوفهم وشكوكهم وسلبيتهم، وفي النهاية تنحرف عن مسار حياتك، وهذا سيجعلك تشعر بالضياع.

يقول المؤلف "ستيف مارابولي" (Steve Maraboli): "يميل الناس إلى أن يكونوا كرماء عند مشاركة هرائهم وخوفهم وجهلهم؛ ومع أنَّهم يبدون متحمِّسين جداً لإغراقك بسلبيتهم، تذكَّر رجاءً أنَّه في بعض الأحيان تكون الحِمية التي نحتاج إليها، هي حِمية روحية وعاطفية؛ لذا كن حذراً بما تغذي عقلك وروحك، وزوِّد نفسك بالإيجابية، لتصبح قادراً على اتخاذ إجراءات إيجابية".

إقرأ أيضاً: العلاقات السامة: تعريفها، وعلاماتها، وطرق التعامل مع الشخصية السامة

7. الإيمان بكل فكرة سلبية تدور في أذهانهم:

قالها المعلم "إيكهارت توليه" (Eckhart Tolle) بأسلوب جميل جداً: "العقل هو أداة رائعة إذا استُخدم استخداماً صحيحاً، وإذا استُخدِم استخداماً خاطئاً، فإنَّه يصبح مدمِّراً جداً، ولتوضيح الأمر توضيحاً أكثر دقة، فالأمر لا يتعلَّق باستخدام عقلك استخداماً خاطئاً؛ فأنت عادةً لا تستخدمه على الإطلاق، بل هو الذي يستخدمك؛ وكل الأشياء الهامة - الجمال والحب والإبداع والفرح والسلام الداخلي - تنشأ من عقلك الباطن".

عندما تُصدِّق كل فكرة سامَّة تدور في ذهنك، وعندما تصرُّ على بناء إحساسك بالذات وحياتك بأكملها على تلك الأفكار، لا يسعك إلَّا أن تشعر بالضياع.

8. الاعتقاد أنَّ العقل أهم من الخيال:

يشعر الأشخاص الذين يعانون من نقص في الخيال بأنَّهم مُجبرون على تفسير كل ما يحدث لهم، ويسعون باستمرارٍ إلى إعطاء تفسيرات منطقية لأنفسهم وللآخرين، تبرر لماذا لا يستطيعون المضي قدماً في حياتهم، ولماذا ليسوا سعداء كما يودُّون، ولماذا ستكون حياتهم الحالية والمستقبلية لا شيء سوى نسخة طبق الأصل من ماضيهم، وهذا سبب آخر يجعل الناس يشعرون بالضياع في الحياة.

يقول الشاعر "أوسكار وايلد" (Oscar Wilde): "كل من يعيش في حدود إمكانياته يعاني من شحٍّ في الخيال".

شاهد بالفيديو: 8 طرق بسيطة لتجدد رغبتك بالحياة بعد فقدانها

9. الانشغال بالماضي:

إنَّهم مرتبطون جداً بماضيهم وبكل ما حدث فيه، ولا يبدو أنَّهم يجدون طريقة لتحرير أنفسهم منه، ولا يريدون ذلك، فقد يجد الناس صعوبة في التخلِّي عن معاناتهم، بدافع الخوف من المجهول، ويفضِّلون استمرار المعاناة لأنَّهم اعتادوها.

10. محاولة السيطرة على الحياة:

يبدو أنَّهم لا يفهمون أنَّ الحياة تقف إلى جانبهم دائماً؛ لذلك اختاروا مقاومتها من خلال محاولة التحكُّم بكل شيء وكل شخص؛ ونتيجةً لذلك، يختل توازنهم، وينفصلون عن قلوبهم وروحهم، ويبدؤون في الشعور بالضياع أكثر فأكثر مع كل يوم يمر.

فقد نضيع جميعاً من وقت لآخر، ومع أنَّ الأمر قد لا يعجبك دائماً، عليك أن تفهم أنَّه جزء من هذه المغامرة التي تسمَّى الحياة، وكل هذا جزء من رحلتك.

إقرأ أيضاً: 3 طرق لاكتشاف الحياة مرة أخرى

في الختام:

إذا كنت تخوض غمار الحياة، وتتفاعل مع كل تجربة تخوضها في الحياة - بصرف النظر عما إذا كانت جيدة أو سيئة - فسيكون لديك الكثير لتكسبه؛ وعندما يحين وقت عودتك إلى "نفسك"، لن تعود أبداً خالي الوفاض، بل ستعود مع عديد من الدروس القيِّمة، والأفكار العظيمة، وكثير من الحكمة؛ لذلك تذكَّر دوماً ما قالته الأستاذة الدكتورة "إريكا هاريس" (Erika Harris): "من الجيد أن تشعر بالضياع؛ لأنَّه يثبت أنَّ لديك إحساساً عميقاً بنفسك، فأنت تعلم أنَّ هناك مكاناً يبدو أنَّه يجب العثور عليه، وربما لا يكون موقعك الحالي هو ذلك المكان، ولكن والشكر لله، هذا الشعور الصعب بالضياع جعلك أقرب إلى وجهتك".

المصدر




مقالات مرتبطة