10 سلوكات يجب التوقف عن ممارستها في مرحلة التقاعد
1. العيش في الماضي
التقاعد مرحلة جديدة وبداية جديدة، ولكن يجد الكثيرون أنفسهم عالقين في الماضي، يتذكرون الأيام المجيدة لمسيرتهم المهنية، فقد يكون هذا التصرف عائقاً أمام السعادة في مرحلة التقاعد، وإنَّه أشبه بقيادة سيارتك للأمام مع النظر باستمرار في المرآة الخلفية، فمن المؤكَّد أنَّك ستواجه بعض المطبَّات؛ من الهام الاعتراف بالماضي وتقديره، ولكنَّ التمسك به يمكن أن يسرق منك فرحة الحاضر، وإنَّ مرحلة التقاعد، فرصة ذهبية لاستكشاف اهتمامات جديدة وتكوين صداقات جديدة وصنع ذكريات جديدة، ولكن للقيام بذلك، عليك أولاً التوقف عن العيش في الماضي.
2. إهمال الصحة البدنية
قد يؤدي إهمال الصحة البدنية في سنوات العمل النشطة إلى عواقب وخيمة على جودة الحياة في مرحلة التقاعد، وغالباً ما يعتقد بعضهم أنَّ التقاعد هو الوقت المناسب للاسترخاء والراحة، لكنَّهم سرعان ما يدركون أنَّ الخمول يؤدي إلى مشكلات صحية متعددة.
من الضروري إدراك أنَّ أجسامنا، مثل الآلات، تتطلَّب رعاية منتظمة ونمط حياة صحياً للحفاظ على وظائفها المثلى، وهذا يشمل اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، وإيلاء الاهتمام اللازم للفحوصات الطبية الدورية، فكما نخطِّط مالياً لضمان الأمان المالي في مرحلة التقاعد، يجب أن نولي القدر نفسه من الأهمية لصحتنا الجسدية للحفاظ على سعادتنا وسلامتنا في مرحلة التقاعد.
3. الإسراف في الإنفاق
وجدَتْ إحدى الدراسات أنَّ ما يقرب من 46% من المتقاعدين ينفقون في أول سنتين من التقاعد أكثر ممَّا كانوا ينفقونه قبل التقاعد مباشرة، ويجلب التقاعد معه حرية جديدة ورغبة ملحَّة في تحقيق جميع الأشياء الموجودة في قائمة أمنياتك، ومع ذلك، قد يؤدي هذا في بعض الأحيان إلى الإسراف في الإنفاق والذي قد يؤثر سلباً في استقرارك المالي على الأمد الطويل.
الضغط المالي هو قاتل رئيس للسعادة في مرحلة التقاعد، لذلك من الضروري التخطيط ووضع ميزانية تتوافق مع دخلك التقاعدي والالتزام بها، فإذا كنت لا تريد أن تشعر بالضيق لاحقاً في مرحلة التقاعد، فقد حان الوقت للتخلي عن الإسراف في الإنفاق، فاختر أسلوب حياة متوازناً يمكنك من خلاله الاستمتاع بتقاعدك مع ضمان الأمان المالي في الوقت نفسه.
4. العزلة
غالباً ما يؤدي التقاعد إلى تغيرات في التفاعلات الاجتماعية، ولا مفرَّ من ذلك، فالأحاديث اليومية مع الزملاء، والتجمعات في المكتب، والفعاليات الاجتماعية تصبح شيئاً من الماضي، وقد يؤدي هذا الانتقال في بعض الأحيان إلى الشعور بالعزلة، ونحن بوصفنا كائنات اجتماعية، نحتاج إلى التواصل والتفاعل، فقد يؤدي الانعزال إلى الشعور بالوحدة وحتى الاكتئاب، وهذا يؤثر سلباً في صحتنا العقلية، ويكمن الحل في الاختلاط مع الآخرين في مرحلة التقاعد، سواء كان ذلك من خلال الانضمام إلى النوادي أم التطوع أم قضاء الوقت مع الأحباء، فيساعدك الحفاظ على الروابط الاجتماعية على تعزيز سلامتك العقلية ورضاك.
شاهد بالفيديو: "Riley Moynes" "رايلي موينس" كيف تتأقلم مع فترة التقاعد وتشعر بالسعادة مجدداً؟
5. مقاومة التغيير
غالباً ما يأتي التقاعد مصحوباً بمجموعة من التغييرات، سواء في الروتين اليومي أم في الظروف المالية أم في التفاعلات الاجتماعية، ومع ذلك، يجد كثير من الأفراد أنفسهم يقاومون هذه التغييرات، وهو موقف يقف في طريق سعادتهم في مرحلة التقاعد، لذلك، من الضروري الاعتراف بهذه التغييرات والتكيُّف معها، فيجعل تقبُّل التغيير مرحلة التقاعد أكثر سلاسة سواء كان ذلك بإعداد جدول زمني جديد أم تعلم إدارة الشؤون المالية إدارة مختلفة، وفي النهاية، التغيير هو جانب حتمي من الحياة، والتقاعد ليس استثناءً، ويؤدي التشبُّث بما هو مألوف إلى التوتر والقلق، وهذا يعوق قدرتنا على اغتنام الفرص التي يتيحها التقاعد.
6. إهمال الصحة النفسية
لا تقلُّ أهمية الصحة النفسية عن الصحة البدنية، ومع ذلك، يميل كثيرون منَّا إلى إهمال هذا الجانب، والتركيز أكثر على الرفاهية الجسدية والأمن المالي، وتشكِّل صحتنا النفسية وجهة نظرنا تجاه الحياة، وتؤثر في عواطفنا وسعادتنا في العموم، وإنَّ تجاهل مشكلات الصحة النفسية يلقي بظلاله على مرحلة التقاعد، فلا بأس في طلب المساعدة إذا كنت تعاني نفسياً، وتواصَلْ مع الأصدقاء أو العائلة أو المستشارين المحترفين، وشارِكْ في النشاطات التي تجلب السعادة وتساعدك على الحفاظ على نظرة إيجابية.
7. الافتقار إلى الهدف
غالباً ما يشعر المتقاعدون بالفراغ بسبب الافتقار إلى الغاية أو الهدف في حياتهم، فبعد سنوات من العمل وتربية الأطفال، يجد المتقاعد نفسه فجأة دون أية مسؤوليات أو التزامات، وهذا قد يؤدي إلى الشعور بفقدان الهوية والغاية، وهذا بدوره يؤثر سلباً في سعادتهم ورضاهم عن الحياة، ومن الهام أن يجد المتقاعدون غاية أو هدفاً جديداً في حياتهم، مثل هواية أو نشاط تطوعي أو تعلم مهارة جديدة أو حتى قضاء الوقت مع العائلة، ويتيح لك تحديد هدف الشعور بالرضى والفرح ويضيف قيمة إلى حياتك في مرحلة التقاعد، لذلك، إذا كنت تسعى للسعادة في مرحلة التقاعد، فعليك تحديد هدف جديد والسعي لتحقيقه.
8. تكديس المهام في الجدول الزمني
غالباً ما يرتبط التقاعد بوجود وقت فراغ طويل وفرصة للقيام بكل الأشياء التي أجَّلتها في عملك، ومع ذلك، في محاولة للاستفادة القصوى من هذا الوقت، ينتهي الأمر ببعض المتقاعدين إلى تكديس جداولهم بالمهام، فالنشاط والانشغال أمر رائع، ولكنَّ تكديس المهام مرهق مثل عدم وجود خطط على الإطلاق، فهو لا يترك أي مجال للاسترخاء أو العفوية، وتحقيق التوازن هو الحل، فخطِّطْ للنشاطات التي تستمتع بها، ولكن امنح نفسك أيضاً وقتاً للاستمتاع بوقت الفراغ، فالتقاعد هو الوقت المناسب لإبطاء سرعتك والاستمتاع بالحياة، وليس للاندفاع.
9. إهمال النمو الشخصي
التقاعد ليس نهاية الطريق؛ بل هو رحلة جديدة، وللأسف، يرى بعض الأفراد أنَّه مرحلة من الحياة يتوقف فيها التعلم والنمو الشخصي، ويحدُّ هذا المنظور من سعادتك في مرحلة التقاعد، فالحقيقة هي أنَّ التعلم أمر يستمر مدى الحياة، ويتيح التقاعد ببساطة الفرصة المثالية لاستكشاف اهتمامات جديدة، أو تعلم مهارة جديدة، أو حتى متابعة شغف قديم، فقد يسهم التعلم والنمو المستمر في تعزيز رضاك وسعادتك العامة.
10. التمسُّك بالضغينة
التقاعد هو وقت للسلام والاسترخاء والمتعة، ولكنَّ التمسك بالضغائن والألم الناتج عن تجارب الماضي يسرق منك هذا السلام والسعادة، فقد تكون الضغائن ثقيلة، فتحمل معها كثيراً من الأعباء العاطفية التي تثقل كاهلك، وإنَّها تشغل حيِّزاً من تفكيرك وقد تؤثر في صحتك، ودَعْ هذا يكون تذكيرك الدائم، فلا تتعلق المغفرة بنسيان ما حدث أو السماح للطرف الآخر بالإفلات من المسؤولية؛ بل على النقيض من ذلك، فهي تتعلق بتحرير نفسك من ألم الشعور بالاستياء.
في الختام
يتوقَّف مفتاح السعادة في مرحلة التقاعد، كما هو الحال في أية مرحلة من مراحل الحياة، على الاختيارات التي نتَّخذها، ولا تقتصر هذه الاختيارات على التخطيط المالي والرعاية الصحية فحسب؛ بل تشمل عاداتنا اليومية ومواقفنا وكيفية تعاملنا مع الحياة، ويتلخَّص كل سلوك ناقشناه في اتخاذ قرار، فالتخلي عن الماضي، والتفاعل الاجتماعي، وتقبُّل التغيير، والتحرر من الضغائن، كلها اختيارات تمهِّد الطريق نحو تقاعد أكثر سعادة، ومع دخولنا مرحلة التقاعد، دعونا نتَّخذ خيارات مدروسة تثري سعادتنا وسلامتنا العامة، فمرحلة التقاعد ليست نقطة نهاية وإنَّما بداية جديدة، فصلٌ يزخر بالفرح والسلام والرضى إذا عرفنا كيف نعيشه.
أضف تعليقاً