لكن من حسن الحظ أنَّ أفضل وسيلة لمواجهة كل هذا السوء هو أن نكون نحن التغيير الذي نريد أن نراه؛ فصحيح ألَّا أحد منَّا يستطيع تغيير العالم بمفرده، لكنَّ إجراء بعض التعديلات على حياتنا الخاصة وتشجيع الناس على فعل ذلك يُحدِث تأثيراً في الكوكب كلِّه في الوقت المحدد، وإليك فيما يأتي بعض الطرائق البسيطة التي تمكِّنك من ذلك:
1. انشر الإيجابية:
توجد قصص جميلة ومذهلة مقابل كل كابوس مرعب يُتداوَل عبر الإنترنت أو في نشرات الأخبار؛ لذا توقف عن النحيب خوفاً ممَّا تصبه عليك وسائل التواصل الاجتماعي، ودع نفسك بدلاً من ذلك تستلهم من الإعجاز والجمال والرحمة في العالم.
2. ازرع حديقة:
قد تتفاجأ ممَّا قد تضيفه رقعة صغيرة من المساحة الخضراء إلى البيئة؛ لذا إن كان لديك مساحة صغيرة تستطيع أن تحوِّلها إلى حديقة، فسيكون تأثيرها في الكوكب أعظم ممَّا تتخيل.
يُسهم زرع الغذاء وجنيه بنفسك في انخفاض نسبة استيراد الغذاء من البلدان الأخرى، والذي من شأنه أن يقلل كمية الوقود الذي سيضر بالبيئة؛ لكن إن كنت تفضل حديقة صغيرة من الأزهار والعشب الأخضر، فازرع أزهاراً تجذب الحشرات والمخلوقات التي تسهم في تلقيح النباتات وتغذيها، كالنحل والفراشات والطيور؛ حيث ستسهم الحديقة العضوية هذه إسهاماً كبيراً في الحفاظ على البيئة.
إن لم يكن لديك أرض ولكنَّك تجيد أعمال البستنة، ففكر في المشاركة في مشروع ضمن حديقة عامة، ومساعدة الآخرين في تطوير مهاراتهم في أعمال البستنة، ومنحهم القوة من خلال تعليمهم الاعتماد على أنفسهم في توفير الأمن الغذائي.
3. تأمَّل:
ليس عليك أن تتبع أي دين أو فلسفة معينة للتأمل، ولا يجب أن يتضمن التأمل أن تجلس القرفصاء على الأرض وتردد عبارات لا تفهمها؛ فهو في النهاية مجرد ممارسة تنم عن وعي تام، وتهدف إلى تهدئة أفكارك وعواطفك حتى يتسنى لك أن تعيش اللحظة الحالية دون التفكير في أمور أخرى، ممَّا من شأنه مساعدتك في تهدئة أعصابك وتخفيف الضغط والقلق وخلق شعور بالسلام والسكينة.
ينعكس هذا السلام الداخلي على جوانب الحياة الأخرى كافة، فقد تصبح أكثر صبراً في تعاملك مع الآخرين، أو قد تتمتع بقدر أعظم من احترام الذات، أو قد تكون قادراً على تقدير الجمال الذي تقابله مهما كان صغيراً بدلاً من أن تغرق في كل السلبية الموجودة في العالم.
4. كن صريحاً بوجهة نظرك وتحرك:
إن كان هناك ما يقلقك، فأخبر الآخرين عن مخاوفك؛ وإذا تعامل شخص تعرفه مع شخص آخر بطريقة سيئة، فأطلعه على سلوكه السيئ؛ ذلك لأنَّ التزام الصمت يعني التغاضي عن هذا السلوك، ممَّا يوحي للشخص الذي تعرَّض إلى الإساءة بألَّا أحد يدعمه أو يرد عنه الإساءة.
وكذلك الأمر، فإن وجدت أنَّ لدى الشركة التي تصنع لوح الشوكولا أو مزيل التعرق أو شرابك المفضل ممارسات مشبوهة، فاعثر على منتج يتعامل بأخلاقية أكثر، ويتمتع بالجودة نفسها التي ترجوها، ثم اكتب للشركة التي تقاطعها لتُعلِمهم عن سبب تخليك عن شراء منتجهم؛ إذ إنَّ لصوتك تأثير كبير، فأطلق العنان لكلماتك وأسمِع العالم آراءك.
شاهد بالفديو: 6 نصائح بسيطة تساعدك على التخلص من مخاوفك
5. نظِّف المكان من حولك:
قد تكون حذراً جداً فيما يتعلق بالتخلص من القمامة بطريقة صحيحة، لكن قد لا يمتلك الآخرون ذاك الوعي؛ لذا إن رأيت قطعة قد قذف بها أحدهم من نافذته أو رماها على الأرض، فتخلص منها.
احتفظ بزوج من القفازات المطاطية أو القفازات المصنوعة من اللاتكس في حقيبتك إن لم تكن ترغب في لمس أي شيء مرمي على الأرض، وتذكر أنَّ أي جهد تبذله مهما كان ضئيلاً يسهم في المحافظة على النظافة عندما يتعلق الأمر بتنظيف الأماكن التي نعيش فيها.
6. توقَّف عن تلويث الماء:
هل شعرت بالعطش من قبل؟ أقصد هل ظمئت حقاً لدرجة أنَّ شفتيك بدأتا تتشققان وظننت أنَّك شارفت على الموت؟
فكر في حقيقة أنَّ نسبة 70% من أجسامنا تتكوَّن من الماء، وأنَّ جميع الحيوانات والنبات تقريباً تحتاج الماء لكي تبقى على قيد الحياة، إضافة إلى أنَّ نسبة 2% من الماء فقط على الأرض صالحة للشرب، وأنَّ قدراً كبيراً من هذا الماء أصبح ملوثاً بسبب القاذورات التي نرميها فيه.
رغم أنَّ مياه الشرب في المدن تُنقَّى إلى درجة كبيرة، إلَّا أنَّ كثيراً من السموم تتسرب داخل التربة حتى تصل إلى المياه الجوفية تحت الأرض وتقتل الحياة في أنحاء الكوكب؛ لذا كن واعياً جداً فيما يتعلق بنوعية المياه التي تسكبها في مصارفك أو تسقي بها أرضك، وحاول أن تكون صديقاً للبيئة ما أمكن.
7. أعد النظر في عاداتك الغذائية:
اكتب قائمة بالعناصر التي تشتريها عادة من محل البقالة، وفكر في إجراء بعض الأبحاث حول مصدر هذه العناصر؛ فمثلاً: اسأل نفسك: هل تستخدم علامتك التجارية المفضلة مكونات غير معدلة وراثياً في أغلب الأحيان؟ وهل يأتي اللحم من مصادر محلية يتعاملون فيها مع الحيوانات على نحو أخلاقي؟ وهل أُنتِجت البيوض التي تشتريها في بيئة طبيعية، أم أنَّها تأتي من مكان تحشر الطيور فيه في أقفاص صغيرة؟ وهل السكر الذي تشتريه يزرع نبتَه ويجنيه أطفال في بلدان نامية؟ وهل يتقاضى الأشخاص الذين يزرعون ويقطفون الخضروات العضوية أجراً كافياً؟
ابحث عن مصادر طعامك، وحدد ما إن كنت تسهم في منفعة الآخرين، وكن أكثر وعياً.
8. اعرف المزيد عمَّا تشتريه أو تأكله أو تستخدمه:
لا بد أنَّ الملابس تأتي من مكان ما تماماً مثل الطعام، ولكن قِلة من الناس الذين يمنحون الأمر بعض الوقت للبحث عن المصدر الحقيقي لملابسهم.
فمثلاً: هل حاك الجينز الذي تشتريه أطفال من تايلاند أو الهند؟ هل تعرَّض أي حيوان إلى الأذى ليُصنَع من فروه سترة أو حذاء؟ هل تلوثت المياه لصنع مادة بوليفينيل الكلوريد PVC التي صُنِعَت منها حقيبتك؟
ثقف نفسك لتتمكن من تثقيف الآخرين، ولتصرِّح وتُفصِح عن سوء المعاملة عندما تواجهه.
9. تطوَّع:
توجد طرائق عدة تستطيع من خلالها تكريس وقتك للآخرين، لذا لا تدع شعور أنَّ عليك وضع نفسك في موقف لا تشعر فيه بالارتياح في سبيل إحداث تغيير يربكك.
قد يكون بعض الناس سعيدين بالعمل في مطابخ إعداد الحساء أو في مساعدة المشردين، في حين قد لا يكون غيرهم كذلك، وهذا أمر طبيعي تماماً.
توجد فرص تطوعية تناسب الأشخاص من الأعمار كافة والخبرات والقدرات الجسدية المختلفة؛ فإذا كنت تحب الأعمال التي تُؤدَى خارج المنزل، ففكر في القيام ببعض الأعمال التطوعية للمساعدة في تنظيف الحدائق.
هل أنت من محبي الحيوانات؟ قدِّم خدماتك في أخذ الكلاب الموجودين ضمن ملجأ للكلاب في نزهة بضع مرات في الشهر، أو ربَّما يمكنك أن تساعد في الترويج لحقوق الحيوان، وما إلى ذلك.
هل أنت مهني ووقتك مليء بالمشاغل؟ فكر في التبرع بساعة أو ما إلى ذلك لتوجيه الشباب الراغبين في السير على خطاك.
هل تتمتع بمهارة يدوية؟ يمكنك استخدام خيوط الغزل الفائضة لديك لغزل أو حياكة القبعات التي تمنح الآخرين الدفء، والوشاحات والقفازات للمحتاجين.
ثق أنَّ هناك عملاً خيرياً يناسبك تماماً، ولا يتطلب منك جهداً كبيراً لإحداث تغيير كبير في حياة الآخرين.
شاهد بالفديو: فوائد العمل التطوعي
10. كُن عطوفاً:
ينتابنا شعور بالاحباط والانزعاج في بعض الأحيان، لكنَّ الطاقة التي نبثها إلى العالم تميل إلى إحداث تأثير بعيد الأمد؛ فمثلاً: قد ينقل الشخص الذي صرخت في وجهه في أثناء الزحام غضبه منك إلى النادلة، والتي ستصرخ بدورها في وجه أطفالها لأنَّها مرَّت بيوم سيئ، ويتشاجر الأطفال لأنَّهم لا يعلمون كيف يتعاملون مع تلك السلبية التي فُرِضت عليهم، وتستمر هذه الحال مع تزايد حجم العِداء الذي ينتشر ضمن السكان.
لذلك، إن وجدت نفسك غاضباً أو محبَطاً، فتراجع خطوة إلى الوراء وفكر حقاً فيما يجري حولك؛ فهل هذه فرصتك لتكون أكثر صبراً؟ وما الذي يمكنك تعلُّمه من هذا الموقف؟ وفي حال غيَّرت نبرة صوتك وكنت أكثر تعاطفاً مع الآخرين من حولك، فهل يمكنك تحقيق نتيجة أكثر إيجابية؟
إضافة إلى التعامل بإيجابية مع الظروف المزعجة، يمكنك أيضاً أن تبادر إلى نشر بعض الخير في العالم؛ إذ يخلق نشر المعاملة اللطيفة عشوائياً بين الناس أيضاً تأثيراً بعيد الأمد؛ فعندما يقدِّر الآخرون ما فعلته من أجلهم، سيعزمون على فعل الخير بدورهم؛ فعلى سبيل المثال: إنَّ دفع ثمن القهوة لشخص ما من شأنه أن يبهجه على الفور، كما يوجد احتمال بنسبة 90% لأن يدفع هو بدوره عن الشخص الذي وراءه، وهكذا دواليك؛ وفي الواقع، يوضِّح هذا المشهد مفهوم أثر نشر الخير بصورة مثالية.
الخلاصة:
لا تتطلب الإجراءات المذكورة أعلاه بذل قدر كبير من الجهد؛ ولكن إذا ما طبق كل شخص على هذه الأرض بعضاً منها فقط، فقد يكون بوسعنا أن نرى تغييراً حقيقياً يصب في مصلحة جميع من على هذا الكوكب الرائع.
أضف تعليقاً