10 أخطاء ستندم عليها في المستقبل
الندم شعور طبيعي يصاحبنا جميعًا في بعض مراحل حياتنا، وهو ناتج عن قرارات اتخذناها أو فرص فاتتنا. قد تكون هذه الأخطاء صغيرة أو كبيرة، ولكنها جميعًا تترك أثرًا في نفوسنا.
لنساعدك على تجنب بعض هذه الأخطاء، إليك 10 أمور قد تندم عليها في المستقبل:
1. السماح للآخرين بتحديد قيمتك
نحن نغفل عن حقيقة أن معظم الناس يحكمون علينا بناءً على تجارب مروا بها في حياتهم الخاصة لا علاقة لها بنا على الإطلاق. على سبيل المثال، قد يفترض شخص ما أشياء عنك بناءً على علاقة سابقة مضطربة مع شخص آخر يشبهك إلى حد ما.
لذلك، فإنّ بناء تقديرك لذاتك على ما يعتقده الآخرون يجعلك تحت رحمة وجهة نظرهم المتحيزة وغير الموضوعية. إذا نظروا إليك من منظور صحيح واستجابوا لك بطريقة إيجابية، فستشعر بالرضا عن نفسك. وإذا لم يفعلوا، فستشعر بأنك ارتكبت خطأ ما.
خلاصة القول هي أنَّك لن تجد قيمتك أبداً في آراء الآخرين، وإنما ستجدها في نفسك، وبعد ذلك ستجذب أولئك الذين يستحقون وقتك. اعلم أيضاً أنَّ عدم المبالغة في ردة الفعل أو أخذ الأمور على محمل شخصي يحافظ على صفاء ذهنك وعافيتك. في الواقع، ستنعم بحرية كبيرة عندما تتجاهل آراء الآخرين، وينزاح عن كاهلك عبء كبير عندما لا تأخذ الأمور على محمل شخصي.
2. السعي لإثارة إعجاب الآخرين ونسيان أولوياتك
بعد عشر سنوات، لن يكون مظهرك الخارجي اليوم على أي قدر من الأهمية. ما يهم هو كيف عشت، وكيف أحببت، وما تعلمته في حياتك. لذا، توقف عن التفكير في إبهار الناس، وتصرف على سجيتك.
إذا أردت أن تُبهر شخصاً ما، فأبهر نفسك بإحراز تقدم في شيء تفخر به بصدق. ركز على ما يهم، وستندهش مما يمكنك إنجازه في يوم واحد عندما لا تقلق باستمرار بشأن ما يفكر فيه ويفعله كل شخص آخر في العالم. أظهر لنفسك أنك قادر على النمو والتطور. لا يتعلق الأمر بإبهار الآخرين أو التنافس معهم، وإنما بالتقدم الذي تحرزه كل يوم.
3. السماح لعدم اليقين بإعاقة تقدمك
اقبل الشعور بعدم اليقين لأنَّك لن تعرف أروع مرحلة في حياتك إلا بعد أن يمر عليها وقت طويل. الحياة مغامرة محفوفة بالمخاطر. كل قرار، وكل تفاعل، وكل خطوة، وكل مرة تستيقظ فيها من النوم، أنت تخاطر قليلاً. إذا تركت الشعور بعدم اليقين يسيطر عليك، فلن تعرف أي شيء على وجه اليقين، وفي كثير من الأحيان سيكون شعورك هذا أسوأ من اكتشاف أن حدسك كان خاطئاً، فإن كنت مخطئاً، فيمكنك تصحيح المسار ومتابعة حياتك دون النظر دائماً إلى الوراء والتساؤل عما كان يمكن أن يحدث.
أنت لست بحاجة إلى ضمانات مستمرة. لا تسير الحياة بهذه الطريقة. إما أن تكون شجاعاً وتقدم على المخاطر، وإما أن تترك الخوف من المجهول يسيطر عليك، لكن لا يمكنك الجمع بينهما.
4. التركيز على الإخفاقات بدلاً من الفرص الحالية
صحيح أنَّك واجهت الفشل والألم في الماضي، لكنك أيضاً أحببت وعشت الحب، وخضت المخاطر وحصدت ثمارها، وكبرت في العمر، وازددت حكمة. وكل هذه الأمور تحمل قيمتها الخاصة؛ قيمة أكبر من أي فشل أو جرح ما. مرة أخرى، من الأفضل أن تعيش حياة مليئة بالتجارب والدروس المستفادة، حتى لو كانت مؤلمة أحياناً، بدلاً من حياة مليئة بالندم على عدم المحاولة أبداً.
هل لاحظت كيف يتعلم الطفل الصغير المشي؟ إنَّه يسقط ويتعثر مرات عديدة قبل أن يتعلم المشي. هذه السقطات هي دروس قيِّمة. يتطلب الأمر في الغالب خوض التحديات والصبر لتحقيق تقدم حقيقي. لذا، لا تدع الوقت يمر دون أن تستثمره، ولا تقضِ حياتك في التفكير في ما كان يمكنك فعله، بل ابدأ الآن في فعل ما يمكنك فعله.
شاهد بالفيديو: 7 خطوات لتقبّل الفشل والنهوض لتحقيق النجاح
5. التمسك بما تظن أنه ملكك
لا يمكنك خسارة شيء لم يكن لك أبداً، ولا يمكنك الاحتفاظ بما ليس لك، ولا يمكنك التمسك بشيء غير مقدر لك. قد تدفع نفسك للجنون بالتمسك بما انقضى. ما عليك إدراكه هو أنَّ معظم الأمور تبقى في حياتك فقط لأنك تستمر في التفكير فيها. توقف عن التمسك بما يؤلمك، وافسح المجال لما يبهجك.
لا تدع الأمور الخارجة عن سيطرتك تؤثر في ما يمكنك التحكم فيه. بعبارةٍ أُخرى، دع ما لم ينجح حتى تفسح المجال لما قد ينجح. عندما يبتعد عنك أشخاص معينون، أو تغلق بعض الفرص أبوابها في وجهك، لا داعي للتمسك بها أو التحسر عليها؛ اعتبرها إشارة إلى أنها ليست جزءاً من مستقبلك. إنها إشارة إلى أنَّ نموك الشخصي يتطلب شيئاً مختلفاً، وأنَّ الحياة تمهد لك الطريق.
6. تأدية دور الضحية
الحياة ليست دائماً عادلة، لكن لا تجعل الماضي يحدد مصيرك. لا تؤدي دور الضحية، ولا تسمح لنفسك أن تكون ضحية. تذكر تلك اللحظات الصعبة التي ظننت أنك لن تتجاوزها، ولكنك تجاوزتها، وستتجاوزها مرة أخرى. لا تدع التحديات تهزمك، ولا تسمح لانعدام الأمان أن يسيطر عليك.
في النهاية، عافيتك ونموك يعتمدان على قدرتك على تحمل مسؤولية حياتك من الآن فصاعداً، بصرف النظر عن الظروف التي أوصلتك إلى ما وصلت إليه. يتعلق الأمر بالسيطرة على حياتك، واتخاذ قرارات واعية، واختيار مسار مختلف. أنت لست مسؤولاً عن كل ما يحدث لك، لكنك مسؤول عن إصلاح أفكارك السلبية، وتجاوز العقبات، حتى تتمكن من النمو والتطور. كن بطل حياتك، لا ضحية لها.
7. الانتظار والتحليل المبالغ فيه وعدم اتخاذ خطوات عملية
الانتظار والتحليل الزائد، وعدم اتخاذ خطوات عملية، كلها أمور تعوق تقدمك. في كثير من الأحيان، نضيع وقتنا في انتظار الفرصة المثالية التي لا تأتي أبداً، لأنّنا ننسى أنَّ الفرص تُصنع بالعمل والسعي، لا بالانتظار. لذا، عندما تجد نفسك في موقف يتطلب قرارات هامة، وتشعر أنك عالق في دوامة التحليل والتردد، ولا تحقق أي تقدم، فتمهل، وخذ نفساً عميقاً، واخرج من دائرة الانتظار، وادرس الخطوة التالية، واتخذها. حتى إذا أخطأت، ستتعلم شيئاً مفيداً يساعدك على تصحيح المسار.
اعلم أنَّه من الأفضل أن تكون مرهقاً من بذل جهود صغيرة والتعلم، بدلاً من أن تسأم بسبب عدم فعل أي شيء. في الواقع، أكبر الأخطاء هو عدم المحاولة لمجرد أنك لا تستطيع فعل الكثير. أنت الآن في المكان المناسب لاتخاذ الخطوة التالية.
8. الانشغال عن تقدير نعم الحياة
ربما يجعلك الانشغال الشديد تنسى الاستمتاع بلحظات الحياة البسيطة. خذ إجراءات، واعمل بجد، لكن لا تنسَ أنَّ تتمهل وتقدر اللحظات الهادئة أيضاً. هذه هي أفضل نصيحة في يوم حافل بالعمل والمسؤوليات.
أدرك أنَّ الحياة عبارة عن مجموعة من اللحظات الصغيرة السارة، عِش كل لحظة باهتمام، وخصِّص بعض الوقت كل يوم لتقدير الجمال في الأوقات بين الأحداث الكبيرة. استمتع بغروب الشمس والهواء المنعش واسرح في خيالك. وقبل كل شيء، كن حاضر الذهن وراقب واستمع وعِش اللحظة دون انتظار النتائج، وفي أيام الاستراحة، دع هذه اللحظات تملأ قلبك بالامتنان.
في الواقع، ستتمنى، سواء غداً أو في نهاية حياتك، لو أنك قضيت وقتاً أقصر في القلق، ووقتاً أطول في تقدير كل يوم.
شاهد بالفيديو: 5 طرق للعيش بحالة من الامتنان كل يوم
9. عدم قضاء وقت ممتع مع الأشخاص المناسبين
في مرحلة ما، سوف ترغب فقط في أن تكون بالقرب من الأشخاص القلائل الذين يجعلونك تبتسم. لذا، اقض اليوم مزيداً من الوقت مع أولئك الذين يساعدونك على أن تحب نفسك أكثر. اقض وقتاً أطول مع أولئك الذين يجعلونك تشعر بالسعادة، ووقتاً أقل مع أولئك الذين تشعر بالضغط لإثارة إعجابهم. لا تنشغل أبداً عن الناس الهامين في حياتك، وتذكر أنَّه لا شيء يمكنك تقديمه لهم أفضل من اهتمامك الصادق بهم.
الجلوس مع شخص ما، والإصغاء إليه بعناية دون توقع أي شيء، هو قمة الاهتمام. إذا كنت تقدر شخصاً ما اليوم، فأخبره بذلك. وإذا كان لديك شيء آخر هام لتقوله، فقله على الفور. غالباً ما تكون تتألم القلوب بسبب الكلمات التي كتمناها في صدورنا. وهذا يقودنا إلى نقطتنا الأخيرة
10. عدم التعبير عن حبك علناً
دون شك، ستفقد أشخاصاً في حياتك. أدرك أنه مهما قضيت من الوقت مع شخص ما، أو مهما كنت تقدره، ففي بعض الأحيان لن تشعر أبداً بأنك قضيت وقتاً كافياً معه. لا تتعلم هذا الدرس بثمن باهظ. عبِّر عن حبك، وأخبر أحباءك بمشاعرك تجاههم. لا تتجنب المحادثات العاطفية أو الرومانسية بسبب الشعور بالحرج أو عدم الارتياح، فأنت لا تعلم متى تفقد فرصتك هذه.
كيفية التدرُّب على التخلص من الندم
لا شك أنَّ مشاعر الندم قد تتسلل إلينا أحياناً. في كثير من الأحيان، نندم على أمور لأننا نقلق بشأن القرارات التي كان يجب أن نتخذها في الماضي. كان ينبغي أن نقوم بعمل أفضل، لكننا لم نفعل. كان ينبغي أن نعطي فرصة أخرى لعلاقة ما، لكننا لم نفعل.
كان ينبغي أن نبدأ مشروعاً ما، لكننا لم نفعل. المشكلة هي أننا لا نستطيع تغيير تلك القرارات، لأننا لا نستطيع تغيير الماضي. لكننا قد نقاوم هذه الحقيقة لا شعورياً، ونستمر في التحليل المفرط ومقارنة الواقع الذي لا يمكن تغييره بخيالنا المثالي، مما يضيع الكثير من الوقت والطاقة.
إذاً، لماذا نتمسك بمثالياتنا رغم أنَّها قد لا تكون واقعية؟ لأننا نربط هويتنا بهذه الصورة المثالية. لدينا جميعاً تصور في أذهاننا عن أنفسنا: نوايانا الحسنة، وذكاؤنا، وتأثيرنا في الآخرين، إلخ. نحن نتخذ القرارات التي نعتقد أنها الأفضل، لأنّنا نتخذها عن حسن نية. حتى إذا كنت تعاني من مشكلات في تقدير الذات، فأنت ترى نفسك كشخص محترم ولطيف.
عندما يقول شخص ما شيئاً يتناقض مع هذه الصورة المثالية، نشعر بالإهانة ويصعُب علينا تجاوز الأمر. يحدث شيء مشابه عندما نعتقد أننا ارتكبنا خطأ يتناقض مع هذه الصورة المثالية، فنجلد ذواتنا ومرة أخرى، يكون من الصعب علينا تقبل الأمر، وتقبل حقيقة أننا قد لا نكون مثاليين كما نتخيل.
باختصار، يسبب لنا التمسك بالمثاليات التعاسة إذا لم نتعامل مع هذا الأمر بحكمة. الحل هو أن تتخلى تدريجياً عن المثاليات، وأن تركز على الاستفادة من الواقع. يجب أن نتقبل الحقيقة.
- كل قرار سيء اتخذناه في الماضي قد انتهى، ولا يمكن تغييره. في الواقع، هناك جانب إيجابي في كل قرار سيئ، إذا أردنا رؤيته. القدرة على اتخاذ القرار هو نعمة بحد ذاتها، وكذلك القدرة على الاستيقاظ كل صباح، والقدرة على التعلم من تجارب الحياة المختلفة.
- نحن في الواقع لسنا كما نتخيل أنفسنا دائماً، نحن بشر، وبالتالي نحن غير مثاليين وغير معصومين من الخطأ. نفعل الخير، ونرتكب أخطاء، ونرد الجميل، ونكون أنانيين، ونكون صادقين، ونكذب في بعض الأحيان. حتى عندما نبذل قصارى جهدنا، قد نرتكب أخطاء، ولكن عندما نتقبل إنسانيتنا ونتصالح معها، فإنَّ اتخاذ قرار غير صائب لن يتعارض مع رؤيتنا الجديدة لأنفسنا.
بالطبع، الأقوال أسهل من الأفعال، لكن عندما تندم على قرار سابق، فعليك:
- الاعتراف بأنَّك تقع في هذا النمط.
- إدراك أن تقارن قراراتك ونفسك بشيء مثالي في خيالك.
- محاولة التخلي عن هذه المثالية والتعامل مع الواقع كما هو في اللحظة الحالية.
في الختام
في رحلة الحياة، قد تواجه تحديات وفرص لا يمكنك التحكم فيها دائماً. لذا، لا تجعل الماضي أو المثاليات تسيطر عليك. خذ قرارات واعية، واعمل بجد، لكن لا تنسَ الاستمتاع بلحظات الحياة البسيطة. تعلم من أخطائك، وتقبل إنسانيتك، وكن بطل حياتك، لا ضحية لها.
أضف تعليقاً