إن كنت تودُّ معرفةَ أهميَّتها ومفهومها والعوامل التي تؤثِّر في الطالب من خلالها، فتابع معنا المقال.
هل يجب تدريس الصحة النفسية في المدارس؟ وما هي أهميتها؟
إنَّ جواب السؤال عن "هل يجب تدريس الصحة النفسية في المدارس؟" هو حتماً نعم؛ وذلك لأنَّها المُسبِّب الرئيسي لنجاح الطالب الأكاديميِّ وبناءِ مستقبلٍ ناجح بسبب الثقة المكتسبة لديه، وخاصة بسبب المشكلات التي يواجهها من اكتئابٍ وقلقٍ وتوترٍ ناتجٍ عن الضغط في مدَّة نموِّه، فتدريس الصحة النفسية في المدراس أمر هام؛ وذلك للأسباب الآتية:
- تساعد الطلاب على التعامل مع مشاعرهم، وتؤدي إلى تنمية إدارتهم الذاتية وسلوكهم.
- ترتبط الصحة النفسية مع الصحة الجسدية، ففي حال وجود خلل في إحداهما حتماً سيحدث خللٌ في الأخرى.
- زيادةٌ في التركيز والرغبة في التعلم، ففي حال تدهور الصحة النفسية لديهم فسوف يكون من الصعب التعامل معهما.
- يصبح الشعورُ بالسعادة والرضى أمراً محتوماً بالنسبة إلى الطلاب بسبب تحسين الترفيه العام لديهم من خلال مساعدتهم على تحسين نفسيتهم.
- إنَّ تدهور الصحة النفسية يعني عدم التواصل مع الآخرين، وسيصبح الطالب منعزلاً كليَّاً، لذلك يُعدُّ تدريس الصحة النفسية في المدارس أمراً جيِّداً في بناء العلاقات الاجتماعية والتواصل الفعَّال مع الآخرين.
ما هو مفهوم الصحة النفسية في المدارس؟
إنَّ الإجابة عن سؤال "هل يجب تدريس الصحة النفسية في المدارس؟" مرتبطة تماماً بفهم الصحة النفسية للطالب فيها، فتعزز الصحة النفسية شعورَ الطالب بالرضى والسعادة والاستقرار على المستوى العاطفي وبناء علاقات اجتماعية متينة.
إضافة إلى أنَّ الصحة النفسية في المدراس ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببيئة المدرسة ذاتها والمساعدات التي تقدِّمها الإدارة والمُختصِّين للمحافظة عليها لدى الطالب، وذلك بسبب تأثير تدهورها في أدائه سواء أكان الاجتماعي أم الأكاديمي.
يأتي دور المدرسة من خلال تقديم نشاطات عديدة تساهم في المحافظة عليها لدى الطالب، والعمل على تطويرها من خلال تعليمه كيفيَّة التعامل مع المواقف الحاسمة دون التأثير في حياته، ومن النشاطات التي تجعل الصحة النفسية في المدارس لدى الطالب ثابتةً:
- ممارسة الاسترخاء والتأمُّل من خلال تمرينات خاصَّة؛ وذلك بواسطة رياضة اليوغا التي تساعد على تحسين الصحة النفسية وتقلل من التوتر والقلق.
- التدوين، والهدف منه تنظيم أفكار الطالب وزيادة تركيزه من خلال تحسين الذاكرة.
- القراءة التي تنمِّي الإبداع لدى الطالب من خلال تحسين تركيزه وزيادة خياله.
- ممارسة الرياضة، والتي تساعد على تقليل الاكتئاب والشعور بالسعادة والرضى.
- التطوُّع، لما فيه من تنمية الشعور بالمسؤولية، فمن خلاله يكون للطالب أثر إيجابي في حياته.
العوامل التي تؤثر في الصحة النفسية في المدارس:
إنَّ للمدرسة الدور الأساسي في حياة الفرد لجعل صحته النفسية سليمة، فهي تُعدُّ مكاناً لتلقِّي العملية العلمية والتربوية معاً، والصحة النفسية من الجوانب الهامة في حياة أي طالب؛ لأنَّها قادرة على تحقيق نجاحات له في حال كانت سلمية.
يجب التركيز على الصحة النفسية للفرد جيداً من خلال توفير الدعم والتشجيع الدائم له والذي يحتاجه خلال مدَّةِ تعلُّمه، وإضافة إلى ذلك، يجب على إدارة المدرسة مراقبة الصحة النفسية للطلاب باستمرار من خلال وجود مستشارِين مختصِّين لذلك، كما أنَّ للمعلِّم دوراً كبيراً في لمس التغيير للطالب في حال حصل تغييرٌ في نفسيَّته.
إضافة إلى وجود حصةٍ مخصَّصةٍ لتلقِّي الطلاب تعريفاً شاملاً للصحة النفسية وأهميتها في حياتهم، وتشجيعهم على البحث عنها وكيف يمكن تطوير ذاتهم من خلالها، وكيف يمكن أن يتعاملوا في أثناء التغييرات والضغوطات دون التأثير فيها. من العوامل التي تؤثر في الصحة النفسية في المدارس:
- العلاقات الاجتماعية التي يدخل بها الطالب سواء مع معلميه أم مع أصدقائه في المدرسة، فهذه العلاقات تؤثر مباشرة في شعور الانتماء للمكان، فيشعر أنَّه في المكان المناسب، إضافةً إلى شعوره بالانتماء الاجتماعي للمكان.
- توتُّر الطالب وإجهاده في الأمور الخاصة بالحياة الدراسية يُعكَس سلباً على نفسيته وصحته.
- البيئة الخاصة بالمدرسة، فالجوُّ عموماً يُعدُّ من العوامل الهامة في التأثير في صحة الطالب النفسية، خاصَّة أنَّ المدرسةَ تُعدُّ من الأماكن التي يجب أن تكون آمنة ومريحة وتُقدِّم دعماً للطالب.
- إتاحة الدعم النفسي من قبل المعلِّمين والمستشارين والإدارة للطالب، فالدعم عموماً يُحسِّن من الصحة النفسية، ويساعد الطالب على تحمُّل الضغط ومواجهة التحديات التي تصيبه.
شاهد بالفيديو: 12 نصيحة للحفاظ على الصحة النفسية
تأثير المدرسة في صحَّة الطالب النفسية:
إنَّ المدرسةَ هي المكانُ الأساسي للطفل والتي تقوم بعملية التربية إلى جانب الأهل، فلكلٍّ منهم مَهمَّة أساسيَّة يجب أن تُؤدَّى على أكمل وجه. ويكمن جواب سؤال "هل يجب تدريس الصحة النفسية في المدارس، وما هو تأثيرها؟" في:
- يُعدُّ أسلوبُ التعليم أحدَ أهمِّ المؤثِّرات في صحَّة الطفل النفسية، فطرائق التدريس التي تدعم حاجات الطفل ومشاعره، قادرةٌ على دعم صحته النفسية، أما الأساليب القاسية فحتماً ستؤثِّر سلباً.
- إنَّ النشاطات المدرسية قادرة على دعم الصحة النفسية للطفل؛ وذلك من خلال تقديم نشاطات ممتعة ومسلية للأطفال، وتكون في ذات الوقت إثرائية، فهذه النشاطات ستحسِّن من مزاجهم تحسيناً يُعكَس على صحَّتِهم النفسية.
- يساعد دعم المعلِّمين وتشجيعهم الدائم لطلابهم وتقديم الطاقة الإيجابية لهم دائماً على دعم الصحة النفسية لديهم دعماً كبيراً، فتنعكس علاقة المعلم مع الطلاب على شخصيتهم.
- تقديم المدرسة للطالب الاحترام ومساواته مع باقي زملائه إلى جانب استيعاب الاختلافات بينهم، فهذه القيم ستعزِّز من صحَّته النفسية وتزيد من احترامه لذاته وللمكان الحاضر فيه.
- بناء علاقة جيدة مع الأطفال، فتؤثر الصحبة في صحة الطفل النفسية سواء أكان بشكل إيجابي من خلال اللعب معهم وبناء صحبة متينة معهم أيضاً، أم بشكل سلبي في حال كان يتعرض للأذى من قِبَلِهم كالتَّنمُّر أو الضرب.
- تؤدِّي بيئة المدرسة دوراً كبيراً في شخصية الطفل وصحته النفسية، ففي حال كانت المدرسةُ داعمةً للطفل وتقدِّم له بيئةً آمنةً فسوف تتعزِّز لديه الصحة النفسية، أمَّا إذا كانت البيئةُ قائمةً على العنف والمضايقات فقد تُضرُّ بالطفل.
أسباب سوء الصحة النفسية لدى الطلاب:
يُعدُّ الحفاظ على الصحة النفسية الجيدة لدى الطلاب من الخطوات الهامة لضمان النجاح الدراسي والمستقبلي معاً، وللأبويَن والمعلِّمِين دورٌ في بناء هذه الصحة وتطويرها والعمل على زرعها لدى الطلاب؛ وذلك من خلال تقديم نشاطات مختلفة واتباع أساليب عدة.
لكن في بعض الأحيان قد تسوء الصحة النفسية لدى الطالب بسبب ظروفٍ مرَّ بها وعوامل تجعله في حالة تراجعٍ عن إيجابية هذه الصحة، فيكتشف المعلِّمون ذلك عن طريق وجود تغيُّر مُفاجِئ في سلوك الطالب وتغيُّر في طباعه، ومن هذه الأسباب:
- التعرض للعنف المنزلي بشتَّى الأنواع، كالضرب والكلام المؤذي إضافة إلى عدم الاهتمام باحتياجات الطفل، وانفصال الأبوين، إلى جانب الإساءة للطفل من الطرف المحيط، وفي بعض الأحيان من الممكن أن يكون للكوارث الطبيعية كالزلازل تأثير في صحته النفسية.
- فَقدُه لصديقٍ غادر أو شخصٍ ما كان وجودُه هاماً بالنِّسبةِ إليه أو في حال تُوفِّيَ أحدُ الأفراد، إضافة إلى فقدان الأصدقاء والتخلي عنه أو طلاق أبويه، كما أنَّ للصراع العائلي تأثيراً في صحته النفسية، إضافة إلى الانتقال للعيش في مكان لا يرغب فيه كدار الرعاية أو الأيتام.
- الانتقال من مدرسة لمدرسة أخرى خاصة في المرحلة الإعدادية والثانوية، كما أنَّ وجود تغييرات في حياته هو من العوامل التي تسبب سوءاً في صحته النفسية، كإنجاب أخ آخر له والاهتمام به، فهنا سيشعر أنَّه لم يعد له فائدة ولا أحد يحبُّه.
دور المعلم في تعزيز الصحة النفسية للطالب:
يُعدُّ المعلم المحرِّكَ الأساسيَّ لنفسيَّة الطالب واستقراره، وهو القادر أيضاً على تحسين حياته الاجتماعية وأدائه على المستوى الأكاديمي من خلال الدعم الذي يقدمه، فيقدم المعلم كثيراً من الأدوار القادرة على تحسين صحَّةِ الطالب النفسية، وهذه الأدوار هي:
- توفير بيئة صفِّيَّة تدعم الطالب وتُشعِره بالأمان خلال وجوده في الصف، إضافة إلى تزوديه بالراحة التي تدعم الاستقرار النفسي لديه.
- متابعة أمور الطالب في حال كانت لديه مشكلة نفسية ما والعمل على حلها، وفي حال لم يكن المعلِّمُ قادراً على متابعتها يجب تحويل الطالب إلى المُرشِد الاجتماعي الخاص بالمدرسة للتَّعاون مع والِدَي الطفل لمتابعة النمو النفسي لديه.
- حلُّ المشكلات التي تواجه الأطفال في المدرسة ومساعدتهم على تحسين علاقاتهم الاجتماعية، إضافة إلى العمل على تعزيز مهاراتهم.
في الختام:
لقد ذكرنا في هذا المقال جوابَ الأسئلةِ "هل يجب تدريس الصحة النفسية في المدارس؟ وما هي أهميتها ودور المعلم في تعزيزها لدى الطالب؟ وكيف يمكن أن تؤثِّر المدرسةُ على الطالب من خلال صحته النفسية؟" ونتمنى أن تكونوا حصلتم على الإجابة الكافية.
أضف تعليقاً