لا يوجد اثنان متشابهان:
يختلف التوائم الحقيقيون عن بعضهم إلى حدٍّ ملحوظ للجميع على الرَّغم من تطابقهما من حيث الشكل والجينات ونشأتهما معاً في المكان نفسه وتلقِّي التربية ذاتها، وهذا ما أغفله الاستنتاج السابق القائم على تعادل تأثير الوراثة والبيئة في شخصية الإنسان.
تلك العوامل كلها كانت من المفترض أن تجعل التوائم الحقيقيين متطابقين في كل شيء، وهنا يبرز السبب المؤكد الذي يتجاهله معظم العلماء وهو الروح الخاصة بكل فرد التي تجعله مختلفاً عن غيره، وفي النهاية ما يحدد هوية الإنسان الحقيقية ليست الوراثة أو البيئة؛ وإنَّما الجهد الذي يبذله لتطوير قدراته والاستفادة القصوى من جميع الفرص المتاحة.
كل إنسان لديه مواهب خاصة به تساعده ليؤدي دوره في هذه الحياة ويحقق أهدافه من خلال عديد من الفرص المميزة التي تُتاح له ليجد رسالته في الحياة، وقد يقضي حياته بأكملها وهو يحاول اكتشافها وهذا جزء من سبب خلق الإنسان؛ لذلك لا يمكن أن يتشابه اثنان تشابهاً كاملاً.
إنَّ تقبُّل الذات واستثمار ميزاتها الخاصة بأفضل طريقة يمكِّنُنا من التطور وتحقيق الأشياء التي نريدها، أمَّا الفشل وخيبة الأمل فيحدثان عندما نحاول إنجاز كثير من الأشياء أو تحقيق أحلام مستحيلة.
شاهد الفيديو: كيف تكتشف شغفك وتصل إليه؟
يجب أن نسأل أنفسنا باستمرار ثلاثة أسئلة:
- ما الذي أجيده؟ لأنَّ مواهبنا وقدراتنا الفطرية هي مؤشرات مؤكدة لتحديد رسالتنا في الحياة.
- ما الذي أستمتع به؟ قد تكون موهوباً في مادة معينة؛ لكنَّك تجدها جافة أو مملة، وبهذه الحالة لن تحقق نجاحاً من خلالها؛ لأنَّ الشغف من أهم أسباب النجاح.
- أين المكسب؟ إن كنت تمتلك موهبة في كتابة الشعر فعلى الأرجح أنَّ هذه الموهبة لن تدرَّ لك دخلاً مادياً، أو قد تمتلك مهارة رياضية ولكن ربَّما لا تدرُّ عليك دخلاً كافياً أو لا تؤهلك للاحتراف، ولكن بالنسبة إلى بعض الناس فإنَّ اتباع شغفهم يعطيهم شعوراً بالرضى حتى لو لم يكونوا ناجحين في نظر الآخرين.
إنَّ وجود نقطة مشتركة في إجابات هذه الأسئلة الثلاثة يشير إلى الشيء المناسب لك الذي يشعرك بالرضى، ولكن ثمَّة جانب آخر هام؛ وهو التوقيت والفرصة المناسبة، فيصل بعض الأشخاص إلى قمة النجاح في بداية حياتهم في حين يحصل آخرون على فرصتهم الذهبية في سن متقدمة، فلا أحد يعلم متى ستحين فرصته في الحياة؛ لذلك عليك أن تكون على استعداد دائم لاستثمار أي فرصة قد تكون قريبة أو بعيدة، وعادة ما تُساق بمجموعة من الأحداث المتسارعة والمتصاعدة بصورة تُهيِّئك لها.
يمكن أن يكون الحدس الداخلي وصوت الروح أكبر مؤشر لما هو قادم؛ لذلك يجب أن تكون منتبهاً دائماً لكل التقلبات النفسية أو المتغيرات الخارجية في الوقت والفرص.
في الختام:
لا نستطيع دائماً إلقاء اللوم على الحظ أو القدر أو اعتماد الموهبة وحدها؛ فكل إنسان يسير نحو قدره الخاص من خلال اغتنام الفرص المتاحة له؛ وبذلك يحدد بصمته الخاصة في الحياة من خلال تجاربه وسعادته بالنجاح الذي حققه.
أضف تعليقاً