الفرق البسيط بينك وبينهم يا صديقي هو الجزء الذي لا تراه من حياتهم؛ هو التخطيط المدروس للأهداف التي أرادوا الوصول إليها ونجحوا في اتباع استراتيجيات لبلوغ مرامهم، فدعنا من التعبير والبلاغة ولندخل مباشرة في صلب موضوعنا عن نصائح تساعدك على وضع أهدافك في 2025.
نصائح تساعدك على وضع أهدافك في 2025:
قبل الدخول في صلب موضوعنا لا بد لنا من التنويه إلى أنَّ الحياة ليست سباقاً مع الآخرين وأنَّ السنوات والأيام هي مقياس للزمن وليس الحياة؛ لذا من الضروري أن تعي أنَّ أهم أهدافك هو أن تستمتع بالحياة التي تعيشها، وتسعى إلى أن تكون أفضل نسخة من نفسك، لا إلى أن تكون أفضل من أي شخص آخر، ولنبدأ بمجموعة نصائح تساعدك على وضع أهدافك في 2025:
1. قسِّم أهدافك الحياتية:
أول نصيحة تساعدك على وضع أهدافك في 2025 هي تقسيم أهدافك في الحياة؛ وذلك لأنَّ هذا من شأنه أن يوضح الرؤية أمامك ويساعدك على اتخاذ آراء سديدة، فوضِّح أهدافك على شكل أهداف مهنية مثل الحصول على ترقية، وأهداف عائلية مثل زيارة بيت الأجداد كل أسبوعين، وأهداف ثقافية مثل قراءة عدد معين من الكتب، وأهداف جسدية مثل الوصول إلى وزن مثالي، وأهداف نفسية مثل التشافي من صدمات الطفولة، وأهداف عاطفية مثل البحث عن شريك حياة، وأهداف ترفيهية مثل السفر إلى المالديف وغير ذلك، فإنَّ ذلك يوضح لك المسارات التي تصل بين ما ترغب في الوصول إليه وبين ما أنت عليه الآن، ويساعدك على معرفة بوصلة الطريق.
2. اجعل أهدافك منطقية:
إنَّ وضع أهداف منطقية هو نصيحة هامة تساعدك على وضع أهدافك في 2025، فمن غير المنطقي أن تأخذك الحماسة لوضع أهداف ضخمة يكون احتمال فشلك في تحقيقها كبيراً وأكبر من احتمال نجاحك، فإذا كنت موظفاً عادياً فمن غير المنطقي أن تقول "سأصبح مليونيراً"، أو تقول "سأقرأ 365 كتاباً في هذا العام".
اختر أهدافاً منطقية تتناسب مع قدراتك أو تفوقها بقليل، أما الأهداف الخيالية فسوف تدخل اليأس والملل إلى قلبك وسيكون لها مفعول مناقض على حياتك.
3. جدوِل أهدافك:
هذا يعني تحديد الهدف وربطه بزمن معين، فإذا كنت قد عزمت على قراءة 52 كتاباً في العام، فهذا يعني أنَّه في نهاية كل أسبوع عليك أن تنهي كتاباً بشكل تقريبي؛ لذا اختر يوماً محدداً من كل أسبوع ليكون يوم الانتهاء من قراءة كتاب والبدء بكتاب جديد، وإذا كنت تريد أن تدخر مبلغاً معيناً سنوياً فقسِّم هذا المبلغ على عدد الأشهر واحرص في نهاية كل شهر على أن تودع الجزء المحدد في البنك أو في الحصالة.
4. قسِّم الأهداف الكبيرة إلى أهداف أصغر:
فيها تشعر بأنَّ الصعاب تهون وأنَّ الأهداف قابلة للتحقق بالصبر والمثابرة، فإذا ما كنت قد وضعت هدفاً بخسارة 25 كغ من وزنك في هذا العام، فهذا يعني أنَّ عليك أن تخسر ما يقارب 2 كغ شهرياً، وإذا ما رسمت لنفسك هدفاً مالياً بادخار 6000 دولار، فهذا يعني أنَّك يجب أن تدخر 500 دولار شهرياً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى قراءة الكتب وباقي الأهداف القابلة للتجزئة.
5. كافئ نفسك على كل إنجاز:
تضمن لك المكافأة على الإنجازات التحفيز نحو الاستمرارية حتى الوصول إلى الهدف الكبير المنشود، فإذا كان هدفك الشهري هو خسارة 2 كغ ونجحت في تحقيقه فلا بأس بيوم "فري" تتناول فيه ما تشتهي نفسك بوصفه نوعاً من المكافأة على التزامك شهراً كاملاً بالحمية، واختر لنفسك الهدايا التي تحب كالخروج مع الأصدقاء أو مشاهدة فيلم في السينما التي من شأنها أن تزيد من حماستك وتشجعك مهما بدت صغيرة أو عادية، فالهام أنَّها تحفزك.
6. ضع أهدافاً ملائمة لظروفك:
من بين النصائح التي تساعدك على وضع أهدافك في 2025 نذكر لك ضرورة تلاؤم الأهداف مع أوضاعك وظروفك، فمن غير المنطقي أن تضع لنفسك هدفاً بالمشي ساعة كل يوم وأنت تضع جبيرة على ساقك، ومن غير المنطقي أيضاً أن تخطط لزيارة دولة كل شهر وأنت عاطل عن العمل وحسابك المصرفي يكفيك فقط طعامك وشرابك.
شاهد بالفيديو: 8 أمور عليك معرفتها عن الأهداف
7. كن حازماً مع نفسك:
الحزم وخاصة في المرحلة الأولى هو من أهم النصائح التي تساعدك على وضع أهدافك في 2025؛ وذلك لأنَّ جسدك وعقلك سوف يقاومان بشدة ويحاولان إرجاعك إلى منطقة الراحة التي تكون معتاداً عليها؛ لذا اصبر وثابر وجاهد نفسك فالكسل لن يوصلك إلى أيَّة وجهة، وإذا ما كنت قد عزمت على الاستيقاظ باكراً للمشي في الخامسة صباحاً مثلاً، فإنَّك ستعاني في الفترة الأولى من عقلك الذي يقدم لك آلاف المبررات لثنيك عن عزمك، وسيقول لك: "الجو حار، الجو بارد، نبدأ غداً، أنت متعب لقد سهرت ليلة البارحة لوقت متأخر وأنت تعمل"، والكثير من الحجج الجاهزة، فلا تصغِ إلى هذه الترهات، وقاوم نفسك وانهض وستجد أنَّ الأمور ستهون يوماً بعد يوم وخاصة عندما تبدأ بحصاد ثمار تعبك.
8. فكِّر في الدافع:
هذه النصيحة هي حجر الأساس في عملية وضع الأهداف أصلاً، ففكر في السبب الذي يدفعك لفعل أي شيء، فلماذا تريد المشي باكراً؟ أليس من أجل الحفاظ على صحتك؟ ولماذا تريد ادخار مبلغ شهري؟ أمن أجل عطلة في المالديف؟ "المالديف تستحق صدقني"، ففكري في جسمك الرشيق والملابس التي تلائمك وأنت تتناولين طبق السلطة على الغداء وترفضين دعوة أصدقائك لتناول البرغر، وفكري ببشرتك الصافية جراء قطع السكر الصناعي، وفكري براحة جهازك الهضمي.
اصرف وقتك على التفكير في ملامح أطفال الميتم وأنت تقدم لهم الهدايا التي اشتريتها بمدخراتك بدلاً من التحسر على الملابس المعلقة على واجهات المحلات، ولا تشتت نفسك بالنظر إلى جانبي الطريق، وضع هدفك نصب عينيك وتخيل فرحتك ببلوغه فقط ليكون دافعاً لك لمواظبة السير.
9. تمهل، أنت لست روبوتاً:
قد تتهمنا بالشيزوفرينيا ونحن نقول لك "تمهَّل"، فمنذ قليل كنا ندعوك للاستمرار ومواصلة السعي، ولكنَّ هاتين الخطوتين ليستا متناقضتين، فمن الضروري الاستمرار والمواظبة طبعاً، ولكنَّ الحياة دائماً مليئة بالمفاجآت ولا يمكن توقُّع ما يحدث فيها، فقد يكون أحياناً سبباً في عرقلة سيرنا نحو أهدافنا، فماذا نفعل؟ هل نجلد ذواتنا؟ ربما خططت لأن تدخر ثلث راتبك كل شهر لكن في شهر ما اضطررت لإجراء عمل جراحي ولم تستطع الادخار، فهل تدخر ثلثاً وتترك لنفسك ثلثين فقط وهو لا يكفيك فقط من أجل الالتزام بهدفك؟
افترض أنَّك اضطررت للقيام بمهام إضافية في العمل منعتك من العودة إلى البيت باكراً وممارسة ساعة الرياضة التي جعلت الالتزام بها يومياً هدفاً من أهدافك، فهل ستقلع عن ممارسة الرياضة بقية العام لأنَّك لم تستطع الالتزام في شهر معين؟ إنَّ تحقيق الأهداف يتطلب المرونة، وهذا ما نحاول أن نخبرك إياه.
10. ابنِ محيطاً داعماً:
المحيط الداعم هو نصيحة ضرورية تساعدك على وضع أهدافك في 2025، فمنه تشحن طاقتك وتتزود بوقود الدافع والحماسة من أجل استكمال رحلتك، أما المحيط السام المؤذي فهو سبب رئيس من أسباب فشل تحقيق الأهداف والمراوحة في المكان، وإذا ما وضعت هدفاً لنفسك بحفظ خمس كلمات من اللغة الإيطالية كل يوم، فمن الضروري البحث عن مجتمع يتوافق معك في هذا الهدف، أو صديق افتراضي تمارس اللغة معه أو تتنافسان في الحفظ والمذاكرة، ليزيد شغفك تجاه هذا الهدف، أما المجتمع الذي يقول لك: "ماذا ستستفيد من تعلم الإيطالية؟ أنت ترهق نفسك عبثاً" فهو السبب في تخليك عن هدفك وإحباطك ويأسك.
11. لا تنسَ الاستمتاع بحياتك:
هي مرة واحدة نعيش بها الحياة؛ لذا فمن الضروري أن تجعل هذا الاستمتاع على قائمة أولوياتك، فلا تجعل الالتزام بتحقيق الأهداف يحرمك ملذات الحياة ومتعها، وكن متوازناً بين واجباتك تجاه أهدافك وحق نفسك عليك، ولا تفوِّت الإجازات وتقضيها في العمل الإضافي بدلاً من الاجتماع مع العائلة ولو كانت أهدافك المهنية تتطلب ذلك، فهناك أشياء لا تقدَّر بثمن.
إذا كنت ممن يتبعون حمية غذائية وعاد صديقك من إجازته حاملاً طبقاً تقليدياً من أطباق بلاده فلا بأس بخوض تجربة الطعم الجديد، ولا تدع التزامك حاداً ويفوِّت عليك متع الحياة، فعِش حياتك.
في الختام:
ليس من الضروري أن نضع لأنفسنا عشرات الأهداف في العام ونقضي أيامه نلهث وراء تحقيقها والتشتت بينها، وإنَّ أروع ما في تحقيق الأهداف أنَّه أمر تراكمي، فإذا كان عامك هذا 2025 لتحقيق أهدافك الصحية والنفسية، فهذا سينعكس إيجاباً على أهدافك في العام المقبل؛ لذا رتب أولوياتك واتبع ما تجده مناسباً لك من قائمتنا.
أضف تعليقاً