ربَّما كان لديك مديرٌ يشبه نيرون في ساديَّته وعدم كفاءته، حتَّى وإن لم يكن في المستوى نفسه، إلا أنَّه يجعلك تتساءل من الذي وضع هذا المهووس في موضع القيادة؟
ولكي نفسِّر ذلك يمكننا القول أنَّ القيام بدورٍ قياديٍّ لا يجعل من المرء قائداً.
قارن بين عهد نيرون وعهد خليفته ماركوس أوريليوس؛ ما نعرفه عن "آخر الأباطرة الخمسة الطيبين" من خلال كتاباته الخاصة، يدل على أنَّه القائد الذي نريده جميعاً: المتوازن والنَّزيه، والذي أخذ زمام المبادرة، ولم يكن بحاجةٍ إلى السَّعي للحصول على السلطة، وكان حريصاً دوماً على الظهور كإنسان.
إنَّ العقليَّة ليست دوراً:
إذا كنت محظوظاً بدرجةٍ كافية لحصولك على قائدٍ من نوع "أوريليوس"، فأنتَ تعلم أنَّ القيادة العظيمة يمكن أن تؤدِّي إلى نتائج أشبه بالمعجزات؛ لأنَّ القائد الحقيقيَّ يزيد قاعدة عملاء الشَّركة إلى ثلاثة أمثالها، ويقدر على حلِّ المشاكل الكبيرة، ويرعى أعضاء فريقه ولو تجاوز الأمر حدود طاقته. هذا القائد فعَّالٌ بالفعل، ليس بسبب المسمَّى الوظيفي الذي يشغله، بل بسبب عقليَّة القيادة التي يمتلكها.
القيادة سلوكٌ يمكننا تطبيقه في كلِّ موقف، فعندما تبدأ برؤية كلِّ لحظةٍ على أنَّها دعوةٌ إلى القيادة، ستحاول تحقيق أعلى إمكاناتك؛ وهذا ينطبق عليك سواءً كنت بوابَّاً أو أباً أو رئيساً. ولكنَّك قد تقول: هذا لا ينطبق على وظيفتي، فرئيسي لا يمنحني استقلالاً ذاتيَّاً، وعملي لا معنى له.
ولكن يا لجمال القيادة؛ فهي لا تتطلَّب مواقفاً ظاهرة، فقد كان نيلسون مانديلا يقود كلَّ يومٍ في السجن لمدة 27 عاماً، رغم أنَّ ملكيَّته الوحيدة كانت دلو مرحاض. فالبنِّسبة إلى القائد الحقيقيِّ فإنَّ العراقيل ليست سوى فرصة مثيرة للبحث عن طريقٍ يدفعك إلى الأمام.
إنَّ الأعمال الصَّغيرة تنقذ حياة الآخرين:
في الثَّامن عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1987، المسافرون إلى محطة كنغز كروس الذين عبروا مترو الأنفاق في وسط لندن قالوا لِجامعي التَّذاكر أنَّ هناك بعض الأوراق التي تحترق على السكك، ولكن لم يكن مسموحاً للموظفين بمغادرة أكشاك عملهم؛ لذا أخبروا أحد المشرفين عليهم، والذي أخبر المشرف عليه بدوره. ونحن نعلم كم يستغرق هذا الأمر.
وفي غضون دقائق قليلةٍ هبت النيران، وعندما اشتعلت طبقاتٌ من الطلاء القابل للاشتعال في النَّفق، زادت النيران وقتلت 31 شخصاً، وأصابت 100 آخرين. ولقد أظهر التَّحقيق الذي أعقب الحادثة العديد من الأسباب القاتلة، ولكنَّ كلَّ سببٍ منها كان نابعاً من الفشل في القيادة؛ حيث فشل جامعو التَّذاكر في إلقاء نظرةٍ على الأوراق المحترقة؛ كما فشل الرَّسامون المُتعاقَدون معهم في إزالة الطِّلاء القديم الذي كانوا يعرفون أنَّه قابلٌ للاشتعال؛ كما أيَّدت الإدارة السَّياسات التي تثبّط المبادرة.
فلو قام شخصٌ ما بالتَّصرُّف كقائد، فربَّما كان من الممكن إنقاذ هذه الأرواح. واليوم وفي عالم سِمَتُه الكوارث المناخيَّة وعدم التسامح، فإنَّ أملنا الوحيد هو أن يرى مزيدٌ من النَّاس أنفسهم قادة. نعم، نحن نقصدك أنت.
6 مبادئ للقيادة الذاتيَّة:
يجب أن تُظهِر أنَّك تستطيع قيادة نفسك أولاً. إليكَ ستة مبادِئٍ قياديَّةً يمكنك تطبيقها على حياتك الخاصَّة قبل أن تسعى إلى قيادة الآخرين:
1. تحكَّم بأفكارك:
كلُّ ما قد أُنشِئ كان فكرةً في البداية. الرواية التي قرأتها، والدِّيمقراطية، ومزاجك العام، كانوا أفكاراً في البداية. حتَّى كبار القادة يدركون تمام الإدراك أنَّ ما تفكِّر فيه سيحدث حرفيَّاً.
لا يمكنك أن تدع فكرةً سلبيَّةً واحدةً في ذهنك؛ لأنَّها ستنتشر وتظهر في كلماتك وأفعالك.
هل تعرف أحداً من القادة النَّافذين يتذمَّر أو يسخر أو يثرثر؟ بالتَّأكيد لا، فلمَ تقوم أنت بذلك؟ إذا كنت تريد أن تكون قائداً، فراقب أفكارك باستمرارٍ واختر الأفكار الإيجابيَّة؛ ومع مرور الوقت، ستصبح هذه عادة.
2. خذ زمام المبادرة في كلِّ موقف:
من المحتمل أنَّك تعرف شخصاً ينتظر دائماً أن تخبره بما يجب عليه فعله، مثل: زميلٍ في العمل، أو أحد أفراد الأسرة، أو ذلك الشخص الغريب على بعد خمسة أمتار، حيث يراقبك واقفاً وأنت تتصارع مع باب الشقة وأكياسٍ مليئةٍ بالمشتريات.
في العمل، تؤدِّي المبادرة إلى التَّقدم دائماً. يتحدَّث أسطورة التطوير الشَّخصي (براين تريسي) عن الوقت الذي بدأ فيه على الفور مشروعاً جديداً في عطلة نهاية الأسبوع، وكشف عن عملية احتيالٍ بقيمة مليون دولار. كان رؤساؤه في العمل أكثر من معجبين بعمله.
المبادرة هامَّةٌ جداً في العمل، فقد كان راي كروك يسير في ساحات انتظار سيارات مكدونالد ويقوم بجمع القمامة منها، مرسلاً رسالةً واضحةً إلى موظَّفيه مفادها أنَّ التفاصيل هامَّة. والاهتمام بالتفاصيل هو ما ساعد ماكدونالد في النجاح.
3. امنح الأولويَّة للعمل الهام:
إذا التقيتَ صديقاً لم تره منذ فترة، ستسأله: كيف الحال؟ "جيد، أو مشغول، أو مشغولٌ جداً" عادةً ما يكون الردُّ هكذا.
الجدول الزَّمني لكلٍّ منَّا مكدَّسٌ تماماً ككومةٍ من الحجارة، حيث لا يمكن لأيِّ ضوءٍ المرور عبرها. لكن ما هي النسبة المئويَّة من هؤلاء النَّاس الذين يمكن تقويمهم على أنَّهم "فعَّالون" بشكلٍ جيِّد؟
إنَّ جميع النَّاس يعملون، ولكنَّ أغلبهم لا يعملون دائماً على موضوعٍ هام. يعطي القائد أولويَّةً حقيقيَّةً للوقت، ويقرِّر بلا هوانٍ ما هي المصلحة العُظمى؛ كما ويخصص القادة أولاً وقتاً ومجالاً للتِّفكير في حياتهم، ثمَّ يحدِّدون الأولويات.
4. تخلَّ عن الحاجة إلى "الحصول على الثناء":
- عندما يقوم أطفالنا بتنظيف غرفتهم فقط للحصول على النُّقود.
- وعندما تنفق شركة تبغٍ 10 ملايين دولارٍ على الإعلانات للترِّويج لمبلغ 50000 دولارٍ الذي أنفقته على أبحاث السرطان.
- وعندما يجد السِّياسيُّ ثغرةً ذكيَّةً لاستخدام المال العامِّ ليخبرك بمدى مسؤوليته المالية.
هل يعجبك عملهم هذا؟ قطعاً لا، نحن لا نحبُّ الباحثين عن المجد المخزي.
ركِّز على ما يمكنك الحصول عليه من علاماتٍ تجاريةٍ كخدمةٍ ذاتيَّة؛ وأبقِ عيناً واحدةً تتطلَّع فيها إلى الثَّقة، سيكون الوقت والطَّاقة اللذين تملكهما للقيام بهذه المهمَّة بشكلٍ جيدٍ أقل؛ لأنَّ القادة يقومون بواجبهم دون الحاجة إلى الثَّناء.
5. حافظ على كأسك فارغا، وكُن على استعدادٍ دائمٍ للتعلُّم:
كان أستاذ الفلسفة الشرقيَّة يسافر إلى دير التبت للقاء المعلِّم، ويجلسون بينما يروي الزائر كلَّ ما يعرفه عن التنوير:
- "هل ترغب بالشاي؟"، يسأل الحكيم. وبينما يصبُّ الحكيم الشاي، يواصل الأستاذ الحديث، فيفيض الكأس.
- سأله الأستاذ: "ماذا تفعل؟"
- أجابه المعلِّم: "أنت مثل هذا الكأس بالفعل، مليءٌ بالأفكار. ألا يمكنك أن تستوعب أكثر حتَّى تُفرِغ كوبك؟"
ليس لدى القائد إجاباتٌ لكلِّ شيء. إنَّه شخصٌ يبحث دائماً عن أفكارٍ أفضل، ويطبِّق هذا السلوك كلَّ الوقت.
6. امنح الأولويَّة للتطوُّر الشَّخصيِّ:
كلَّما شعرت أنَّك اكتشفت ذلك مسرعاً، كلَّما كان السقوط أشدَّ صعوبة.
لاحظ علماء النَّفس الذين درسوا الفوز والخسارة التَّأثير المذهل نفسه. إنَّ أولئك الذين ربحوا التَّحدي رسَّخوا عاداتهم، بينما تحسَّن الخاسرون وأصبح أداؤهم أفضل مع مرور الوقت. وكذلك الأمر في حياتنا الخاصَّة، نحن نستمتع ببعض النَّجاح، ولكنَّنا ننسى أنَّ المواقف تتغيَّر، وأنَّ للحظ دورٌ في هذا النَّجاح.
شاهد بالفيديو: 4 طرق لتحديد الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات قيادة استثنائية
5 أماكن للقيادة:
من السَّهل الإيماء برأسك إعجاباً عندما تقرأ قائمةً من المبادئ السَّامية. نحن نعلم بشكلٍ بديهيٍّ أنَّنا يجب أن نتطوَّع في المشاريع، وأن نعطي الأولويَّة للواجبات الهامَّة؛ لكن كيف نطبّق هذه القيادة النظريَّة على حياتنا؟
فيما يلي بعض النَّصائح التي ستساعدك لتصبح "سيِّداً في المجال الخاص بك". خمس طرائق لإظهار مهاراتك القيادية في مجال عملك:
1. في المنزل:
- كن الشَّخص الذي يلتقط القمامة الموجودة في الفناء الأمامي، حتَّى ولو كنت مستأجراً.
- قُم بتزييت الباب الذي يصدر صوتاً مزعجاً، ولا تجعل شريكك يذكِّرك بإصلاح الأغراض أو شراء الأشياء من محالِّ البقالة.
- لا تحاضر بأطفالك عن أهميَّة الكتب؛ بل اقرأ لهم.
- لا تلقي خطاباً عن الصَّحة الجيَّدة، بل اطهُ الطعام الصحي واذهب للركض.
عندما تقود في المنزل، فأنت قادرٌ على ممارسة القيادة في العمل أيضاً؛ بالإضافة إلى أنَّه من الجيد أن تكون دائماً في القمة، وأن تعيش في منزلٍ جميلٍ ومنظَّمٍ حتَّى لو كان متواضعاً.
قم بإجراء بعض التغييرات على صعيد المنزل أولاً، وسترى هذه الفوائد تمتد إلى جوانب أخرى من حياتك.
2. في العمل:
حتَّى لو لم تكن في دورٍ قياديٍّ رسميٍّ في العمل، تخطَّى حدود المسمَّى الوظيفيَّ الخاصَّ بك؛ أي: اعمل أبعد ممَّا هو مطلوبٌ منك، وستكون النتائج مذهلة.
من النَّادر أن يقوم أحد الموظفين بخطوةٍ إضافيةٍ للقيام بعملٍ مميَّز، إضافةً إلى أنَّها خطوةٌ واحدةٌ فقط وليس 1000. أنت لست بحاجةٍ إلى أن تفعل 10 أضعاف ما يفعله زملاؤك لتتميَّز، إذ لا يتطلَّب العمل المتميِّز في الغالب سوى مكالمةٍ هاتفيةٍ إضافيةٍ للعملاء أو مساعدة زميلٍ في مشروع، وهذا ليس مشكلةً من الناحية الفنية.
عندما تصبح شخصاً يُظهِر القيادة حتَّى في دورك المتواضع، سيلاحظ النَّاس هذا، وسيقدِّمون إليك مزيداً من المسؤوليَّة والامتيازات التي تأتي معها في نهاية الأمر.
3. في العلاقات:
في البلدان المتقدِّمة، فرصة الأزواج في الحصول على الطلاق أقلُّ من 50%. ينفصل الأزواج لأسبابٍ متعددة، ولكن في كثيرٍ من الأحيان يكون السَّبب الرَّئيس هو سؤال أحد الزوجين أو كلاهما للشَّريك الآخر: "ماذا قدَّمت إلي في الفترة الأخيرة؟".
في جميع العلاقات الجديدة، وفي ذروة الحبِّ العاصف، تشتري الهدايا لشريكة حياتك، وتأخذها لتناول العشاء والرِّحلات، وتقضي ساعاتٍ في ابتكار طرائق للمفاجأة، وتتشبَّث بكلِّ كلمةٍ يقولها لك الشريك. لكنَّ العلاقة تتطوَّر والجديَّة تتلاشى، وننسى أنَّه لا يمكن لهذه العلاقة أن تستمرَّ إلَّا إذا واصلنا الاعتناء بها. فعندما نلوم شريكنا على مشاكل هذه العلاقة، سَيُحكَم عليها بالفشل؛ وعندما نحمِّل أنفسنا مسؤولية نجاحها بنسبة 100٪، فستنجح.
4. في جسمك:
جسمنا هو مركبتنا عبر هذه الحياة؛ فإذا كان عملها جيِّداً، فنحن نستمتع بالحياة؛ أمَّا إذا لم تعمل بشكلٍ جيد، فكلُّ أموال العالم لا نفع منها.
إنَّ اللياقة البدنية لا تقدَّر بثمنٍ ولا يمكن شراؤها، يمكنك فقط الحفاظ عليها بالعمل المستمر؛ وإنَّ الجسم السليم يشير إلى الثَّبات والتَّفاني والتركيز الذهنيَّ واحترام الذَّات.
فهل تفضِّل العمل مع شخصٍ يحمل هذه الصفات، أو مع شخصٍ يترك جسمه ينهار؟ قُم بالحفاظ على هذا الرَّصيد الثمين، وستكون قائداً يمكن تصديقة بشكلٍ أكبر.
5. في أمورك المالية:
ربَّما سمعت عن المليونير الذي لم يتمكَّن من سداد أقساط رهنه العقاري، أو عن الرَّياضي الذي كان يملك 20 مليون دولارٍ ثمَّ أعلن إفلاسه؟ أو عن أكبر مستشارٍ ماليٍّ أصبح الآن لا يملك دولاراً؟
إنَّ كسب الكثير من المال لا يجعلك ثريَّاً، بل يمكنك أن تكون مكتفياً تماماً براتبٍ متواضع. يتبرَّع أستاذ أوكسفورد وليام ماكاسكيل بكلِّ دولارٍ يكسبه زيادةً عن الـ 30 ألف دولارٍ من أجل الجمعيات الخيريَّة.
لا نقترح عليك أن تفعل الشَّيء نفسه، فقط أعطِ أهميَّةً لهذه الفكرة التي يتجاهلها معظم الناس. هل تدَّخر أو تستثمر على الأقل 10% من دخلك؟ هل تتجنَّب شركات المضاربة؟ هل اخترت تخصيص جزءٍ من المدَّخرات لأجلك؟
إذا كان كل هذا يبدو غريباً، فاشترِ نسخةً من كتاب "المال: أتقن اللعبة - Money: Master the Game". يمكنك قراءته في غضون أسبوع، وقد ينتهي بك الأمر أكثر ثراءً 100 مرة عندما يحين وقت التقاعد.
القادة مكلفون بإدارة الموارد. كيف يمكنك أن تقود إذا كنت لا تستطيع إدارة مواردك؟
4 علاماتٍ تدلُّ أنَّك لا تملك روح المبادرة:
هل أنت نزيه؟ بمعنى، هل تتفق أفعالك مع القيم الخاصَّة بك؟ هل تفي بوعودك بعض الوقت أو معظمه؟
ربَّما تكون قد طبقت كل ما ذكر أعلاه. ولكن إذا كنت تقرأ مقالات النجاح، فأنت لست هنا من أجل الحصول على الثَّناء، ولكن لتصبح أكثر فعاليَّةً كقائد.
كما تقرأ الآن، كن صريحاً فيما إذا كان أيٌّ من هذه الأوصاف الأربعة يُذكِّرك بنفسك ولو قليلاً. إذا كان الأمر كذلك، احمل هذه القائمة، واعمل على تطوير نفسك:
1. أنت تنتظر شخصاً ما ليقول لك ما يجب عليك فعله:
أنت تحصل على أجر، وشخصٌ ما يتاجر بماله مقابل النتائج التي تقدِّمها. فإذا وجدت نفسك جالساً على مكتبك بدون عمل، فاعلم أنَّك خرقت هذه الاتفاقية، أي أنَّك لم تعد تستحق هذا الأجر، فلا أحد يحقُّ له الحصول على راتبٍ دون عمل؛ وإنَّ كسب لقمة العيش هو عملٌ مشرِّفٌ.
بالإضافة إلى ذلك، سيمضي الوقت في المكتب، سواءً عملت بصدقً أم لا؛ ولكن في نهاية حياتك، هل ستكون فخوراً بقضاء ساعةٍ من كلِّ يوم عملٍ تتصفَّح الإنستجرام؟ أم تفضِّل القول أنَّك قد قدَّمت كل ما لديك، وأثَّرت في العالم؟
إذا كنت تجد وظيفتك مملَّة، قل لرئيسك مراراً وتكراراً: "أريد مزيداً من المسؤوليَّة"، حيث أنَّ هذه العبارة سوف تغيِّر حياتك. وتنطبق هذه النصيحة على أصحاب الأعمال أيضاً.
لا تنتظر من عميلك تقديم أوامر بالتَّشغيل، بل فاجئهم بأفكارٍ رائعة.
لا تنتظر حتَّى يرنَّ الهاتف أو يدخل أحدهم متجرك، بل افرض عملك من خلال إنشاء شيءٍ ذي قيمةٍ ثمَّ بيعه.
2. أنت تشكو من المشاكل:
نعم، سمعنا عن الوضع السَّيء الذي يصعب علينا الخروج منه في الاقتصاد وحركة المرور وأسعار الأسهم؛ لكنَّ الشَّخص الذي لديه عقليةٌ قياديَّةٌ يتوقَّع مشاكل وحتَّى ازدهاراً في تلك الظروف. ما الشيء الذي سار بالطريقة نفسها التي خططت لها؟
المشاكل في الحياة والعمل مضمونة، لكنَّ الأعذار لا يجب أن تكون كذلك.
إنَّ القادة الجيدين يحوِّلون الطاقة التي يضعها معظمنا بالشكوى إلى محاولة اتَّباع نهجٍ جديدٍ للوصول إلى النَّجاح.
3. أنت تخلق الأعذار عند عدم قيامك بشيءٍ ما:
إنَّ امتناعك عن الشكوى سهلٌ نسبياً مقارنةً بهذا، فكثيرٌ من النَّاس ليسوا على قناعةٍ بالوقائع التي يروونها بأنفسهم؛ لأنَّها ببساطةٍ غير صحيحة. مثل: "لا يمكنني تحمُّل تكلفة توظيف موظفٍ آخر"، أو "ليس لدي وقتٌ لأخذ إجازة".
قال هنري فورد: "سواءً كنت تعتقد أنَّك تستطيع، أم تعتقد أنَّك لا تستطيع؛ فأنت على حق".
إنَّ لغتك تخلق معتقداتك، وأفعالك وحياتك.
4. أنت تستجيب بدلاً من أن تتصرَّف:
لا يضيِّع القادة دقيقةً واحدةً أكثر من اللَّازم في لعب دور المدافع؛ ومن وقتٍ لآخر، قد تجري محاسبتهم أو التَّعامل مع سيلٍ من المشاكل في المكتب الرئيس.
إنَّ المفاجآت قد تحدث؛ ولكن إذا كنت تقضي معظم وقتك في الرَّد على المواقف، فكيف ستقود فريقك أو عملك أو نفسك إلى أهدافك؟
اسأل نفسك بأمانة: هل هذا أفضل استخدامٍ لوقتي؟ إذا لم يكن كذلك، فهل يمكنك تفويض شخصٍ آخر يقوم بذلك العمل؟ هل يمكنك تجاهله؟
تُحَلُّ العديد من "الأزمات" من خلال تجاهلها تماماً؛ لذا قُد نفسك أولاً، وسيتبعك الآخرون إلى آخر الدَُنيا.
أضف تعليقاً