شعراء العصر الحديث:
من خلال قصائدهم، يروي هؤلاء الشعراء قصصَ الحب والفقدان، والوطن، والهوية، والحرية، والعدالة، والوجدان الإنساني، والثورة والتغيير، والطبيعة والجمال، وغيرها من الموضوعات التي نُسجت بأجمل الكلمات، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن أهم شعراء العصر الحديث الذين تركوا بصمة لا تُنسى في الأدب العربي.
لقد شهد الشعر في العصر الحديث تطوراً كبيراً، حيث تميز بتنوع أساليبه وتجديد مضامينه، مع الحفاظ على جوهره وجماله الأصلي.
1. نزار قباني:
وُلد "نزار قباني" شاعر المرأة وشاعر الحب والغزل الذي اشتُهر بإبداعه الشعري الذي يتغنى بالعواطف والإحساس في دمشق في 21 آذار/ مارس 1923 في «حي المئذنة» في دمشق القديمة الذي أضفى على حياته طابعاً تراثياً وروحاً أصيلة، ودرس "نزار" في دمشق، وتخرج من كلية الحقوق قبل أن ينضم إلى وزارة الخارجية السورية؛ إذ شغل مناصب دبلوماسية عدة في القاهرة، وأنقرة، ولندن، ومدريد، وبكين، وبيروت التي كانت محطته الأخيرة في عمله الدبلوماسي، وقدَّم استقالته في عام 1966.
كان شغفه بالشعر ينبعث من داخله، فأسس دار نشر خاصة به في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" ليكرس وقته وجهده لشغفه الشعري الأول والأخير، وأطلق أول ديوان له في عام 1944 تحت عنوان "قالت لي السمراء"، ومن ثمَّ بدأت رحلة أدبية مميزة تشكلت من مجموعات شعرية ونثرية عدة، انتهت بمجموعته الأخيرة "تنويعات نزارية على مقام العشق".
في عام 1967، شهدت حياته تحولاً نوعياً، فقد تحول من الشاعر الرومانسي إلى الشاعر السياسي معبراً عن رفضه للواقع ورغبته في المقاومة، وهذا أضفى على شعره بعداً جديداً وعمقاً سياسياً.
مع اندلاع الاضطرابات في بيروت عام 1982، أصبح "قباني" مرتحلاً يتنقل بين بريطانيا وسويسرا، محمَّلاً بتجارب حياتية تنعكس في شعره بكل عمق وصدق، وفي عام 1998، انتقل إلى رحمة الله في منزله في لندن، وتم نقل جثمانه إلى دمشق ليُدفن في منطقة "الباب الصغير" التي أحبها كثيراً.
كانت حياته الشخصية مليئة بالتحديات والألم، فقد تزوج مرتين؛ الأولى من امرأة سورية أنجب منها ابنيه "هدباء" و"توفيق"، والثانية من امرأة عراقية تعمل في السفارة العراقية في بيروت وكان اسمها «بلقيس» التي وافتها المنية في تفجير للسفارة، وقد أحدث موتها حزناً كبيراً في حياة "نزار"، فحمَّل العرب جميعاً ذنب وفاتها وانتقل بعدها للعيش في لندن، وقد رثاها بقصيدته الشهيرة (بلقيس).
غُنيت له عشرات القصائد التي نالت شهرة واسعة وغزت قلوب المحبين له ولكلماته في جميع أرجاء الوطن العربي مثل قصيدة (رسالة من تحت الماء) لـ "عبد الحليم حافظ"، وقصائد (اختاري، وكتاب الحب، وزر مرةً، ومدرسة الحب، وأشهد، والمستبدة، وقولي أحبك، والتحديات، ويدك، وكل عام وأنت حبيبتي، وهل عندك شك، وصباحك سكر، وأحبيني بلا عقد، وإلى تلميذة) من غناء "كاظم الساهر"، وقصائد (في المقهى، وأحلى خبر) من غناء الفنان "محمد عبده" وغيرهم.
أثمرت رحلة "نزار قباني" الأدبية عن 41 مؤلفاً نثرياً وشعرياً يُعَدُّون مرآة لروحه الشاعرية العميقة وتجاربه الحياتية الملهمة، وهي:
2. محمود درويش:
وُلد "محمود درويش" أحد أعمدة الشعر العربي المعاصر الذي ارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن المسلوب، وسمي بـ "شاعر المقاومة" في 13 آذار/ مارس عام 1941 في "الجليل" في بلدة تسمى (البروة)، ونزح مع أسرته في عام 1948 إلى لبنان، وعادوا في عام 1949 إلى فلسطين بعد توقيع الهدنة مع إسرائيل، لكن لم يجد قريته، فقد حولتها إسرائيل إلى قرية زراعية فسكن في قرية "الجديدة"، وقد شغل "محمود درويش" عدداً من المناصب خلال حياته، أبرزها:
- العمل في التحرير لدى مختلف الصحف العربية، مثل جريدة "الاتحاد" لحزب "راكاح"؛ إذ كان عضواً فيها منذ عام 1961م.
- محرر في بيروت مع مجلة "الشؤون الفلسطينية" حتى عام 1982م.
- مدير مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية.
- رئيس التحرير مجلة "الكرمل" المسماة باسم "نيقوسيا" في قبرص.
- رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
أما عن حياة "درويش" العاطفية فقد كانت مؤلمة، فقد تزوج وأحب 3 مرات، فكانت "ريتا" الحبيبة الأولى، وهي يهودية الأصل؛ إذ وقع "درويش" في غرامها وعاش حباً عميقاً معها، لكن تبيَّن أنَّ الظروف السياسية والاجتماعية تجاوزت حبهما، فأصبحت "ريتا" مجنَّدة في البحرية الإسرائيلية، وهذا جعلها تبتعد عنه.
كتب "درويش" قصائد مشهورة عن هذه القصة مثل "ريتا والبندقية" التي قال فيها: بين ريتا وعيوني بندقية، آه ريتا، أي شيء ردَّ عن عينيك عيني سوى إغفاتين وغيوم عسلية قبل هذه البندقية.
تزوج "درويش" مرتين في حياته، ولكنَّ كلا التجربتين انتهت بالفشل، فالزواج الأول كان في عام 1977 مع "رنا صباح قباني" ابنة شقيق الشاعر "نزار قباني"، لكن انتهى بالطلاق بعد أربع سنوات، وفي منتصف الثمانينيات، تزوج مرة أخرى من مترجمة مصرية، ولكنَّ الزواج لم يدم سوى عام واحد، وبعد هذه التجارب، أعلن "درويش" أنَّه لن يتزوج مرة ثالثة، مؤكداً أنَّه مدمن على الوحدة ولا يرغب في الإنجاب بسبب خوفه من المسؤولية.
تمت ترجمة قصائد "محمود درويش" إلى لغات مختلفة، وحصل على عدد من الجوائز العالمية مثل جائزة "اللوتس" وجائزة "ابن سينا" وجائزة "لينين"، إضافة إلى جوائز أخرى، وفي 9 آب/ أغسطس 2008، توفي "درويش" في الولايات المتحدة الأمريكية بعد إجرائه عملية جراحية في القلب ودخوله في غيبوبة؛ إذ قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش بناءً على وصية "درويش" نفسه، فتم إعلان الحداد على وفاته لمدة ثلاثة أيام في فلسطين، وتم دفنه في مدينة "رام الله"؛ حيث خُصصت له قطعة من الأرض في مركز "رام الله" الثقافي.
تميزت قصائد "درويش" بالبساطة والعمق في نفس الوقت، وتلامس قلوب القراء بقوة، وهذا جعله يحظى بشعبية كبيرة في الوطن العربي وخارجه، ومن بين أشهر مؤلفاته "أمي"؛ وهي واحدة من القصائد الأكثر شهرة وتأثيراً في الأدب العربي الحديث.
3. جبران خليل جبران:
وُلد "جبران خليل جبران" الشاعر والكاتب والفيلسوف والرسام اللبناني الذي أضاء عالم الأدب العربي بأعماله الفريدة وأفكاره العميقة في 6 كانون الثاني/ يناير عام 1883 في بلدة "بشرِّي" في لبنان، وقضى معظم حياته في الولايات المتحدة؛ حيث ترعرع وتلقَّى تعليمه وقد أثرت ثقافته الشرقية والغربية في كتاباته.
يُعَدُّ "جبران" واحداً من أبرز الشخصيات الأدبية والفكرية في القرن العشرين، فقد جمع بين الشعر والنثر بموهبة استثنائية، وعاش "جبران" حياة مليئة بالتجارب والتحديات، ويرى "جبران" الحب شراكة روحية وتناغماً، وقد أطلق الباحثون عليه مفهوم "الحب الجبراني".
تأثر "جبران" بشدة بالمرأة، وتكونت شخصيته الفكرية والفنية جزئياً بفضلها، وقد تجلى هذا في علاقاته العاطفية مع عدد من النساء مثل "جوزفين بيبودي"، و"حلا الظاهر"، و"سلطانة ثابت"، و"ماري هاسكل"، و"إميلي ميشال"، و"شارلوت تايلر"، و"ماري قهوجي"، و"ماري خوري"، و"جيتريد باري"، و"بربارة يونج"، و"ماريتا لوسن"، و"هيلانة غسطين"، و"مي زيادة"، فقد تركت هذه العلاقات بصماتها على أعماله الأدبية والفنية.
رحل "جبران خليل جبران" في 10 نيسان/ أبريل عام 1931 تاركاً وراءه إرثاً عظيماً من الأدب والفن والفلسفة، ومن أعماله:
4. أحمد شوقي:
وُلد "أحمد شوقي" الشاعر المصري الكبير وأحد أبرز الشعراء في العصر الحديث - إذ بايعه الشعراء على إمارة الشعر، ولُقب بـ (أمير الشعراء) - في 23 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1868 في القاهرة، وترعرع في بيئة ثقافية تشجع على الأدب والفن، ودرس في مدرسة القاهرة الخديوية وتخرج منها لينضم للحركة الأدبية والثقافية في مصر.
شغل "شوقي" مناصب حكومية وثقافية عدة في مصر، وأسس جمعية الكتاب والأدباء المصرية، كما تميز بنشاطه السياسي والاجتماعي، فكان من أبرز الشخصيات التي دافعت عن حقوق الشعب المصري ونضاله ضد الاستعمار.
ترك "أحمد شوقي" إرثاً أدبياً هائلاً من خلال مجموعة كبيرة من القصائد والمقالات، وتوفي في 28 أيار/ مايو عام 1932، وظلت قصائده وأفكاره تعيش في قلوب عدد من القراء والمحبين للشعر العربي، ومن أعماله:
مجنون ليلى | الشوقيات | مصرع كيلوباترا | دول العرب وعظماء الإسلام | أميرة الأندلس | عنترة | لادياس الفاتنة |
البخيلة | أسواق الدهب | علي بك الكبير | قمبيز | كرمة ابن هانئ | الست هدى | عذراء الهند |
نهج البردة | ورقة الأس | الفرعون الأخير | الفجر الكاذب | شريعة الغاب |
5. محمد مهدي الجواهري:
"محمد مهدي الجواهري" هو شاعر وأديب عراقي معروف بإسهاماته الأدبية البارزة في القرن العشرين، ولُقب بـ (شاعر العرب الأكبر) وبـ (نهر العراق الثالث)، ووُلد في "النجف" في 26 تموز/ يوليو عام 1899، وقد تميزت قصائده بالعمق الفكري والمشاعر الجياشة؛ إذ ارتبطت بقضايا الوطن والإنسان والحب بأسلوب شعري راقٍ.
كانت مجموعته الشعرية الأولى باسم (خواطر الشعر في الحب والوطن والمديح)، وعمل فترة قصيرة في بلاط الملك "فيصل" عندما تُوج ملكاً على العراق، ومن ثمَّ ترك العمل في البلاط واتجه للعمل في الصحافة، فأصدر صحفاً عدة، منها (الفرات، والانقلاب، والرأي العام).
تنقَّل "الجواهري" بين دول عدة واستقر في النهاية في مدينة دمشق في سوريا؛ حيث كرَّمه الرئيس "حافظ الأسد" ومنحه أعلى وسام في البلاد، وتوفي "الجواهري" في سوريا في 27 تموز/ يوليو عام 1997، وظل إرثه الأدبي والشعري حاضراً في الأدب العراقي والعربي؛ إذ يُعَدُّ واحداً من أبرز الشعراء في تاريخ الأدب العربي الحديث، ومن أعماله:
حلبة الأدب | جناية الروس والانكليز في إيران | بين العاطفة والشعور | ديوان الجواهري | بريد الغربة | بريد العودة |
أيها الأرق | خلجات | ذكرياتي أجزاء 3 | الجمهرة | الجواهري في العيون من أشعاره |
6. غازي القصيبي:
"غازي بن عبد الرحمن القصيبي" الشاعر والأديب والكاتب والسفير والوزير السعودي، والذي وُلِد في مدينة "الأحساء" بالسعودية في 2 آذار/ مارس عام 1940، ثم انتقل إلى البحرين لإكمال تعليمه، فحصل على شهادة الحقوق من جامعة القاهرة، وحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة كاليفورنيا، وشهادة الدكتوراه من جامعة لندن، وقد شغل القصيبي مناصب عدة، من بينها:
- أستاذ مساعد في كلية العلوم في جامعة الملك سعود عام 1965.
- مستشار قانوني في وزارة الدفاع السعودية ووزارة المالية السعودية ومعهد الإدارة العامة.
- عميد كلية التجارة في جامعة الملك سعود عام 1971.
- مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية عام 1976.
- وزير الصناعة والكهرباء عام 1976، ووزير الصحة عام 1982، ووزير العمل عام 2005.
- سفير للسعودية في البحرين، وبريطانيا. من أعماله:
شقا بحرية |
دنسكو 2002 |
أبو شلاخ البرماني 2006 | العصفورية 1996 | سبعة 2003 | سعادة السفير 2003 | الجنية 2006 |
هما 2001 | حكاية حب 2004 | رجل جاء وذهب 2002 | بيت | أقصوصة الزهايمر |
7. أبو القاسم الشابي:
وُلد "أبو القاسم الشابي" الشاعر التونسي البارز الملقب بـ "شاعر الخضراء" في 24 شباط/ فبراير عام 1909 في بلدة (الشَّابة) في "توزر" في تونس، وتوفي في 9 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1934، وقد كانت حياته مليئة بالعطاء والإبداع في عالم الشعر والأدب، واشتُهر بقصائده التي تتناول قضايا الوطن والحب والحرية، وكان له تأثير كبير في الأدب العربي الحديث، ومن أعماله:
8. إيليا أبو ماضي:
وُلد "إيليا أبو ماضي" في عام 1889 في قرية "المحيدثية" في المتن الشمالي اللبناني، وتوفي عام 1957، وهو شاعر عربي لبناني يُعَدُّ من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين، وأحد مؤسسي الرابطة القلمية، بسبب الفقر الشديد في لبنان.
رحل إلى مصر عام 1902 للعمل مع عمه التاجر في تجارة التبغ، وهناك التقى بـ "أنطون الجميل" الذي دعاه للكتابة بمجلة "الزهور" وأصدر أولى قصائده في هذه المجلة ونشر أعماله المتنوعة حتى أصدر ديوانه "تذكار الماضي" عام 1911.
انتقل إلى الولايات المتحدة عام 1912 بسبب مطاردته من قِبل السلطات بسبب أشعاره السياسية، فاستقر في "سينسيناتي" بولاية "أوهايو"، ثم انتقل إلى "نيويورك" و"بروكلين"، وشارك في تأسيس الرابطة القلمية في الولايات المتحدة الأمريكية مع "جبران خليل جبران" و"ميخائيل نعيمة".
أصدر مجلة "السمير" عام 1929، وكانت مصدراً أولياً لأدبه وأدب المهجر، واستمرت في الصدور حتى وفاته في عام 1957، وكان لـ "إيليا أبو ماضي" تأثير كبير في الأدب العربي، كما كان يتميز بفلسفته التي تعبِّر عن التفاؤل وحب الحياة والحنين إلى الوطن، وقد تغلَّب الاتجاه الإنساني على سائر أشعاره، ولا سيما الشعر الذي قاله في ظل الرابطة القلمية وتأثر فيه بمدرسة "جبران"، ومن أعماله:
تذكار الماضي 1911 |
إيليا ابوماضي 1918 |
الجداول 1927 |
الحمائل 1940 |
تبر وتراب 1960 |
قصيدة فلسفة الحياة |
قصيدة المساء | قصيدة الغابة المفقودة | قصيدة ابتسم |
9. فدوى طوقان:
وُلِدَت "فدوى طوقان" في مدينة "نابلس" في 1 آذار/ مارس عام 1917، ونشأت في عائلة فلسطينية معروفة، ولُقبت بـ "شاعرة فلسطين"، وكان شعرها يمثل أساساً قوياً للتجارب الأنثوية في الحب والثورة واحتجاج المرأة على المجتمع؛ إذ تركت المدرسة في مرحلة الابتدائية بسبب عدم قبول عائلتها لمشاركة المرأة في الحياة العامة، ولكنَّها استمرت في تثقيف نفسها بنفسها، وتلَّقت توجيهاً من شقيقها ومعلمها الشاعر الفلسطيني الكبير "إبراهيم طوقان".
بدأت "طوقان" بنشر قصائدها في الصحف العربية تحت اسم "دنانير"، ولكنَّ أسماءها المستعارة كانت تعبِّر أكثر عن حالتها وحياتها الشخصية، ومن بينها "المطوَّقة"، وهو لقب يُشير إلى انتمائها لعائلة "طوقان"، ويُعبِّر في الوقت نفسه عن وضعها الاجتماعي في مجتمع تقليدي غير رحيم.
تأثرت حياتها وأدبها بالأحداث السياسية والمأساوية التي شهدتها فلسطين، خاصةً بعد وفاة والدها وشقيقها، وبعد نكبة 1948 سافرت إلى لندن في بداية الستينيات؛ حيث أقامت لمدة سنتين، وعادت إلى نابلس بعد نكبة 1967؛ حيث شاركت في الحياة العامة وأصبحت نشطة في المؤتمرات والندوات الثقافية، وكانت جزءاً من الجيل الذي يضم شعراء بارزين مثل "محمود درويش" و"سميح القاسم".
توفيت "فدوى طوقان" في 12 كانون الأول/ ديسمبر عام 2003 عن عمر يناهز 86 عاماً، وقد قضت حياتها بوصفها شاعرة ومناضلة تسعى إلى حرية فلسطين من خلال كلماتها وأشعارها، وحصلت "فدوى" على جوائز وأوسمة عدة، ومن بينها جائزة الزيتونة الفضية الثقافية لحوض البحر الأبيض المتوسط في إيطاليا، وجائزة سلطان العويس في الإمارات العربية المتحدة، ووسام القدس من منظمة التحرير الفلسطينية، وجائزة البابطين للإبداع الشعري في الكويت، وغيرها من الجوائز الدولية والعربية المرموقة، ومن أعمالها:
وحدي مع الأيام 1952 |
وجدتها 1957 |
أعطني حباً 1960 |
أمام الباب المغلق 1967 |
الليل والفرسان 1969 |
على قمة الدنيا وحيداً 1969 |
تموز والشيء الأخر 1987 |
اللحن الأخير |
أخي ابراهيم 1946 |
رحلة جبلية، رحلة صعبة 1985 |
الرحلة الأصعب 1993 |
10. إبراهيم طوقان:
وُلد "إبراهيم عبد الفتاح طوقان" الشاعر الفلسطيني في 1905م في مدينة "نابلس" في فلسطين، وتوفي في 2 أيار/ مايو عام 1941 في القدس، وكان من المنادين بالقومية العربية والمقاومة ضد الاستعمار البريطاني في فلسطين.
حصل على تعليمه الابتدائي في المدارس الحديثة في القدس، وأكمل تعليمه الثانوي في بيروت؛ حيث حصل على شهادة الجامعة في الآداب عام 1929، وعاد ليعمل مدرساً في نابلس ثم في بيروت، وعمل في إذاعة القدس قبل أن يُقال من وظيفته من قِبل السلطات البريطانية عام 1940، وكان شاعراً وناشطاً سياسياً، وقد كان أسلوبه الشعري ينتمي إلى التيار الوطني العربي، مع تأثيرات من التراث الشعري القديم.
كانت معاناته مع المرض جزءاً من حياته، وتوفي في نابلس في 2 أيار/ مايو عام 1941؛ إذ تُعَدُّ قصائده وأناشيده الوطنية جزءاً من التراث الأدبي الفلسطيني الثقافي، وله مكانة مرموقة في الشعر العربي المعاصر، ومن أشهر أعماله قصيدة "موطني" التي أصبحت النشيد الرسمي لدولة العراق.
11. سميح القاسم:
وُلد "سميح محمد القاسم الحسين" الشاعر الفلسطيني في عام 1939 في مدينة "صفد" في فلسطين، لعائلة درزية الأصل، ودرس في مدارس فلسطين وتلقَّى تعليمه هناك، ثم سافر إلى "موسكو"؛ حيث درس في معهد العلوم الاجتماعية في عام 1971، وعاش مأساة فلسطين، وكان من أبرز المعارضين للقمع والعنصرية.
امتهن التدريس في بداية حياته، وعمل في مهن مختلفة مثل مساعد كهربائي، وعامل محطة وقود، ومفتش في دائرة التخطيط العمراني، واشتُهر بأعماله الأدبية والشعرية، وعمل صحفياً ورئيس تحرير لمجلات عدة، وساهم في تأسيس "دار الأرابيسك للنشر" في "حيفا"، وتلقَّى عدداً من الجوائز من بينها جائزة الشريك في السلام في عام 2007، وقد ترك إرثاً أدبياً هاماً في الثقافة الفلسطينية والعربية، ومن أعماله:
12. محمد الماغوط:
وُلد "محمد الماغوط" الشاعر والأديب السوري في قرية "السلمية" التابعة لمدينة حماة السورية عام 1934م، وبدأ مسيرته التعليمية في قريته، ولكنَّ ميله نحو الشعر الحر جعله يتخلى عن فكرة إكمال تعليمه في المدرسة الزراعية ليكرس نفسه للشعر.
على الرغم من عدم حصوله على الشهادة الثانوية، إلا أنَّ موهبته الشعرية برزت بشكل لافت، ففي دمشق، بدأ يكتب شعره وينشره في المجلات الأدبية، وتوجه إلى بيروت؛ حيث عمل في (مجلة شعر)، ومن ثمَّ اتجه نحو الكتابة المستقلة، وعاش "محمد الماغوط" فترة صعبة من الفقر والمصاعب، فاستقر في بيروت وعمل في مجلة "الشرطة السورية"، ثم كتب في صحيفة "تشرين السورية".
يُعَدُّ من رواد قصيدة النثر، وتميزت أعماله بالجرأة والثقة بالنفس، وفي حياته الشخصية، تعرض لعدد من المصائب؛ إذ فقد أحباءه في فترة قصيرة، وهذا أثَّر في كتاباته وأعماله الأدبية، وانتقلت ابنته الأكبر للعيش في الولايات المتحدة، فيما انتقلت الثانية للعيش في بريطانيا، وهذا زاد من حزنه وألمه، وترك إرثاً أدبياً ثرياً، وظلت أعماله الأدبية تشكل مرجعاً هاماً في الأدب العربي، ومن أعماله:
13. عمر أبو ريشة:
وُلد "عمر أبو ريشة" الشاعر السوري في مدينة "منبج" في حلب في سوريا عام 1910م؛ فنشأ في بيت مليء بالشعر والأدب، وحصل على تعليمه الابتدائي في حلب، وأكمل دراسته الثانوية في بيروت، وبعد ذلك، أرسله والده إلى "إنجلترا" ليدرس الكيمياء الصناعية في جامعة "مانشستر"، ويُعَدُّ "أبو ريشة" من كبار شعراء وأدباء العصر الحديث، وقد كانت له مساهمات كبيرة في الأدب العربي والشعر العربي بأسلوبه الراقي والمميز.
عمل "أبو ريشة" في مناصب دبلوماسية عدة هامة، فشغل مناصب سفير ووزير مفوض لسوريا في دول عدة، كما عمل ملحقاً ثقافياً لسوريا في الجامعة العربية، وكان له دور بارز في العلاقات الدولية والثقافية بين سوريا والدول الأخرى.
حصل "عمر أبو ريشة" على عدد من الجوائز والأوسمة من الدول العربية والأجنبية، وكانت له مشاركات في المؤتمرات الثقافية العربية والدولية، وفي يوم 14 من تموز/ يوليو عام 1990، توفي "عمر أبو ريشة" بسبب جلطة دماغية في الرياض، وتم نقل جثمانه إلى مدينة "حلب" في سوريا؛ حيث دفن فيها، ومن أعماله:
بيت وبيان | ديوان النساء | ديوان كاجوارد | غنيت في مأتمي | أمرك يارب |
مسرحية سميراميس | مسرحية محكمة الشعراء | مسرحية الحسين | مسرحية الطوفان | مسرحية تاج محل |
مسرحية رايات ذي قار | مسرحية علي |
14. بدر شاكر السياب:
وُلد "بدر شاكر السيَّاب" الشاعر العراقي البارز في قرية "جيكور" بمحافظة "البصرة" في جنوب العراق في عام 1926؛ إذ تأثرت حياته بوفاة والدته وهو في سن الطفولة، وكانت هذه الخسارة لها تأثير عميق في حياته وأعماله الشعرية لاحقاً.
أكمل "بدر شاكر السياب" تعليمه في البصرة وبغداد؛ فدرس الأدب العربي، وبعد سنتين غيَّر هذا التخصص إلى التخصص في اللغة الإنجليزية، وكانت له ميول سياسية يسارية ونضالية، وشارك في النضال ضد الاحتلال الإنجليزي وكذلك دعم قضية فلسطين.
عمل "بدر شاكر السياب" في مجال التعليم والصحافة، ولكنَّه أُقيل من وظيفته بسبب ميوله السياسية، وسُجن بعد ذلك، وبعد الإفراج عنه، توجه إلى العمل الحر بين البصرة وبغداد، ولكنَّه لم يجد الراحة في بغداد وظل يحن إلى قريته الصغيرة "جيكور".
كان داعماً لثورة "عبد الكريم قاسم" عام 1958، ومؤيداً لإقامة النظام الجمهوري، شغل مناصب مختلفة في السلك الدبلوماسي والتعليمي، وكانت له فترة في السفارة الباكستانية، وعلى الرغم من انفصاله عن الحزب الشيوعي، لم يجد "السياب" الراحة النفسية في بغداد، وظل يشعر بالاختلاف بين جو بغداد وذكريات طفولته في "جيكور".
إقرأ أيضاً: بحور الشعر العربي: موسيقى اللغة في القصيدة العربية
توفي "السياب" في عام 1964م، وعلى الرغم من أنَّ حياته كانت قصيرة، إلا أنَّ أثره الأدبي كان عميقاً وملهماً للأجيال اللاحقة، ومن أعماله:
أزهار ذابلة 1947 |
أساطير |
حفار القبور 1952 |
الممومس العمياء 1954 |
الأسلحة والأطفال | أنشودة المطر 1960 | المعبد الغريق 1962 |
منزل الأفتان 1963 | أزهار وأساطير |
إقبل 1965 |
قيثارة الريح 1971 | أعاصير 1972 | الدايا 1974 | |
فجر الإسلام 1974 | نسق التلازم بين السياب والنائي | ثلاثة قرون في الأدب | البواكير 1974 |
15. أمل دنقل:
وُلد "أمل دنقل" الشاعر المصري القومي العربي في عام 1940 في قرية "القلعة" بمحافظة "قنا" في صعيد مصر، وكان والده عالماً من علماء الأزهر الشريف؛ إذ ورث "أمل دنقل" عنه موهبة الشعر، وكانت له تأثيرات كبيرة في حياته وأعماله الشعرية، فبدأ "أمل دنقل" حياته المهنية في العمل بمحكمة "قنا"، ثم في جمارك السويس والإسكندرية، وعمل أيضاً في منظمة التضامن الأفروآسيوي.
على الرغم من عمله في المجال الحكومي، كان دائماً ميله نحو كتابة الشعر، فقد اشتُهر "دنقل" بمواقفه السياسية والوطنية، وكان من الداعمين للقضية الفلسطينية ومناهضاً لبعض الاتفاقيات السياسية التي لم تتناسب مع رؤيته الوطنية، وقد شكلت أحداث النكسة في حرب 1967 صدمة كبيرة لـ "أمل دنقل" وكتب عنها في أشعاره، وتأثر أيضاً بأحداث عام 1977 ومعاهدة السلام، وكان شعره يعكس وعي المصريين ووجدانهم تجاه التحديات التي تواجه الوطن، ومن أعماله:
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة 1969 |
تعليق على حدث ما 1971 |
مقتل القمر 1974 |
العهد الأتي 1975 |
أقوال جديدة على حرب بسوس 1983 |
أوراق الغرفة 8 1983 |
أحاديث في غرفة مغلقة 1979 |
في الختام:
ترك شعراء العصر الحديث مثل "نزار قباني"، و"محمود درويش"، و"عمر أبو ريشة"، و"سميح القاسم"، و"فدوى طوقان"، وغيرهم بصمات عميقة في الأدب العربي وفي قلوب القراء؛ إذ تميَّز كل منهم بالقدرة على التعبير عن المشاعر الإنسانية العميقة والقضايا الاجتماعية والوطنية بأسلوب شاعري راقٍ ومؤثر، فمن خلال قصائدهم، نجد تعبيراً عن الهويات المتعددة والتحديات الاجتماعية والسياسية التي شكلت جزءاً لا يتجزأ من تجاربهم الشخصية والوطنية، وفي النهاية، يظل تراث شعراء العصر الحديث يشكل مصدر إلهام دائم ومكمناً للحكمة والجمال.
المصادر +
- هشام شريف، نزار قباني شاعر المرأة و الوطن، جامعة أبي بكر بلقايد ، الجزائر، 2016.
- الجواهري
- سميح القاسم
أضف تعليقاً