لكن كان الجواب: دكتور كلارك، لقد أخذت 7 وثلاثة أرباع من 8! وكان جيف كلارك رجلاً حازماً ودقيقاً في رصده وتقييمه، وهو رئيس القسم! بلغت الصدمة منتهاها عندما التفت السيد كلارك للطلاب الأمريكان ثم فجر قنبلته قائلاً: عار عليكم! عار عليكم أن يحصد طالب (إنترناشونال) وغير أمريكي أعلى درجة في اختبار مقالي، ولغته الإنجليزية ليست الأم! عار عليكم، إنه حتى ليس لديه أخطاء إملائية وأجدها لديكم!
هذه الديباجة ليست استعراضاً أدبياً لكاتب هذه الأحرف، وإنما لتهيئة القارئ أن هذا المقال سيقدم لك سراً إذا طبقته يضمن لك أن تتقن اللغة الإنجليزية بشكل مذهل! هذه (الشيفرة) العجيبة ستربكك عندما تعلم أن التميز في اللغة ليس من خلال المنهج التقليدي لتدريس اللغة الإنجليزية، استماعاً ومحادثةً، قراءةً وكتابةً، هذا السر هو أهم درس تعلمته خلال مسيرتي مع اللغة الإنجليزية، والتي تدخل عامها الثالث عشر. تعلمته من أستاذ كندي في مدينة غارقة جمالاً في أقصى الغرب لولاية بريتش كولومبيا اسمها فانكوفر.
كلمة الكندي أثرت في حياتي، وسرّعت فترة التعلم لتفوق كل الأقران، ومن طبقها من الزملاء، يكاد يتقن الإنجليزية في أول ستة أشهر، وهي أن تعرف سر تعلم ليس الإنجليزية فحسب بل أي لغة بالعالم! الخلطة السرية تقول «إذا أردت إتقان أي لغة فهناك عنصر واحد إذا ركزت عليه تحسن مستواك اللغوي بشكل مذهل، وهو التركيز على الكلمات».
بمعنى، إذا أردت أن تتقن الإنجليزية بسرعة فحاول أن تحفظ أكبر عدد ممكن من الكلمات، لأنك إذا حفظتها بدأت:
- تفهم ما تسمع.
- وعرفت كيف تتكلم.
- واستطعت أن تكتب.
- وتدرك ما تقرأ!
بدون كلمات ستتعثر في هذه الأربعة كلها! أعرف أصدقاء كُثُر طبقوا هذه القاعدة ولم يخرجوا من السعودية، لغتهم الإنجليزية اليوم أفضل من طلاب عاشوا بأمريكا سنوات! إنها عظمة (الفوكاب) يا سادة!
السؤال المنطقي بعد هذا: ما هي أفضل وأسرع وسيلة لحشد أكبر عدد ممكن من الكلمات؟ والجواب بدون تردد: القراءة بنية تعلم الكلمات! وهذا يقود لسؤال أكثر أهمية: كيف أقرأ؟ لو ذهبت لمكتبة وأخذت كتاباً فستصاب بالإحباط، لأنك لن تفهم شيئاً! والحل، كما أخبرني ذلك الكندي الذي غير قناعات التفكير أن تبحث عن كتب إي أس إل ESL: English as Second Language، وهذا النوع مخصص لمن تكون الإنجليزية لغة ثانية له، وهي كتب مصممة بأسلوب منهجي، تبدأ من أبسط مستوى وترتقي معها، لكن الجميل فيها أنك بعدها تتقن الكلمات الأكثر شيوعاً واستخداماً باللغة الإنجليزية، وبعد انتهائك من هذه السلسلة التي تأخذ ستة أشهر تستطيع أن تقرأ الكتب الإنجليزية كما تريد.
اكتشفت لاحقاً أن الدماغ أثناء القراءة يقوم بمهمتين دون أن تعلم: الأولى، أي كلمة جديدة يترجمها ويحفظها المخ، والكلمات التي يمر بها ويعرف معناها، يقوم الدماغ بربط خيط عصبي لتأكيدها، وكأنك تقوم بتسميعها كل مرة تمر عليها حدقة العين، وتتم هذه السلسلة بشكل سلس، وهي تثبيت الكلمات الجديدة، وإعادة حفظ وتمكين للكلمات السابقة. وهناك أبحاث قامت بها جامعة أي يو IU وقد شاركت فيها، وهي تؤكد ذات النظرية، تعلم اللغة من خلال بناء الكلمات، وكنت أحد المشاركين في الدراسة مع أستاذة اللغويات هناك!
طبق هذه الخطوات وسترى بنفسك التغير السريع في لغتك، ولهذا السبب وحده قدم العبد الفقير دورة رسمية في ذات الجامعة الأمريكية للطلاب الأجانب بعنوان (كيف تتقن اللغة الإنجليزية؟)، لتركيز 80% من جهدك على الكلمات. والجميل أن ردود الأفعال بدأت تظهر بشكل جلي بعد مضي أربعة أسابيع فقط! إذا كنت تريد تعلم الإنجليزية بطلاقة، وظروفك لا تسمح بالسفر للخارج. فطبق هذه الاستراتيجية، وستكون هذه الكلمات منعطف حياة، تماماً مثلما فعلت بي في فانكوفر!
المصدر: صحيفة مكة.
أضف تعليقاً