يؤكِّد المقال أيضاً على ضرورة أن يكون الآباء قدوة في السلوك الصحي لوسائل التواصل الاجتماعي، وأن يكونوا على دراية بالثغرات الفريدة في أدمغة المراهقين النامية، والتي قد تتأثر بميزات وسائل التواصل الاجتماعي مثل الإعجابات والتمرير.
ما هي الطرائق الفعَّالة لمراقبة استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي دون أن تكون متطفِّلاً؟
يمكنك تطبيق الطرائق الآتية؛ لمراقبة استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي دون أن تتطفَّل عليهم:
1. تشجيع التواصل المفتوح
من خلال تعزيز المناقشات المتعلقة بتجارب وسائل التواصل الاجتماعي والمخاطر المحتملة، والتأكُّد من شعور طفلك المراهق بالراحة من مشاركة نشاطاته عبر الإنترنت معك.
2. وضع القواعد الأساسية
يجب وضع إرشادات واضحة بشأن المحتوى المقبول، وأوقات الاستخدام، وتوضيح العواقب المترتِّبة على انتهاك القواعد.
3. تقييد الوصول إلى المناطق المشتركة
اسمَح لطفلك باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأجهزة الموجودة في المساحات المشتركة فقط، مثل غرفة المعيشة؛ للحفاظ على الرؤية دون الحاجة إلى التمرير.
4. استخدام أدوات الرقابة الأبوية
استخدِم تطبيقات الرقابة الأبوية؛ لمراقبة الاستخدام، وتعيين حدود زمنية، وهذا يساعد على إدارة وقت الشاشة مساعدة فعَّالة.
5. مراعاة السلوك الصحي
أظهِر عادات وسائل التواصل الاجتماعي المسؤولة؛ فالمراهقون غالباً ما يقلِّدون سلوكات البالغين.
6. تعليم محو الأمية الرقمية
ثقِّف طفلك المراهق بمعايير السلامة على الإنترنت، وإعدادات الخصوصية، وأهمية الحفاظ على بصمة رقمية إيجابية.
ما هي علامات الاستخدام الإشكالي لوسائل التواصل الاجتماعي لدى المراهقين؟
إليك بعض العلامات الرئيسة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي استخداماً خطيراً بين المراهقين:
1. قضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي
يظهر ذلك من خلال:
- قضاء ساعات طويلة يومياً على منصات التواصل الاجتماعي.
- التحقُّق من وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار طوال اليوم، حتى في أثناء الدراسة أو أوقات تناول الطعام.
- إهمال النشاطات الهامَّة الأخرى، مثل الواجبات المنزلية، أو الهوايات، أو قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة لصالح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- التأثير السلبي في الحياة اليومية
2. تؤثِّر وسائل التواصل الاجتماعي سلباً في حياة المراهقين
ويظهر ذلك من خلال:
- مواجهة مشكلات في المدرسة؛ بسبب قلَّة التركيز، أو ضعف الأداء الأكاديمي المرتبط باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- تعطيل عادات النوم الصحية، وهذا يؤدي إلى مشكلات في النوم.
- الانسحاب من التفاعلات الاجتماعية الشخصية، وتفضيل التفاعلات عبر الإنترنت.
- الشعور بالتوتر أو القلق عند عدم القدرة على الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
- الأعراض العاطفية والنفسية
3. تظهر بعض الأعراض النفسية والعاطفية في سلوك المراهقين
الذين يُكثرون من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مثل:
- إظهار أعراض الاكتئاب أو القلق أو غيرها من مشكلات الصحة العقلية، والتي قد تتفاقم بسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- الشعور بتشويه صورة الذات أو الجسد؛ بسبب التعرُّض للمحتوى المثالي.
- المشاركة في إيذاء النفس أو الأفكار الانتحارية، والتي قد تكون ناجمة عن محتوى ضار على وسائل التواصل الاجتماعي.
- صعوبة تنظيم الاستخدام
4. يصعب على المراهقين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة تنظيم استخدامهم
ويظهر ذلك من خلال:
- محاولات متكرِّرة للتقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ولكن دون جدوى.
- الشعور برغبة قوية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- السلوك الدفاعي لدى المراهق، أو سرعة الانفعال عند سؤاله عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
ما هي النصائح التي تساعد المراهقين على تقليل استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي؟
يمكن اتباع النصائح الآتية؛ لمساعدة المراهقين على تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:
1. شجِّع النشاطات غير المتصلة بالإنترنت
شجِّع الهوايات، أو الرياضة، أو قضاء وقت عائلي لا يتضمَّن شاشات؛ لتعزيز الاتصالات في الحياة الواقعية.
2. استخدم أدوات الرفاهية الرقمية
يمكن لتطبيقات مثل "Forest" أن تساعد المراهقين على التركيز من خلال حظر المواقع المشتِّتة للانتباه في أثناء الدراسة.
3. نظف موجزات الوسائط الاجتماعية
ساعد المراهقين على تنظيم موجزات الوسائط الاجتماعية الخاصة بهم من خلال إلغاء متابعة الحسابات التي تُثير مشاعر سلبية، ومتابعة المحتوى الإيجابي المُلهِم بدلاً من ذلك.
4. ناقش التجارب
تحدَّث بانتظام عن تجارب وسائل التواصل الاجتماعي الإيجابية والسلبية؛ لمساعدة المراهقين على التفكير في استخدامهم ومشاعرهم.
5. راقب الاستخدام
راقِب كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الروتين اليومي والنوم والعلاقات، واضبط الحدود حسب الضرورة.
شاهد بالفيديو: نصائح للتعامل مع المراهقين
كيف يمكن للمراهقين حماية خصوصيتهم على مواقع التواصل الاجتماعي؟
يمكن للمراهقين تطبيق النصائح الآتية؛ لحماية خصوصيتهم على مواقع التواصل الاجتماعي:
1. اضبط إعدادات الخصوصية
تسمح معظم المنصات للمستخدمين بضبط ملفاتهم الشخصية على أنَّها خاصة، وهذا يحدُّ من إمكانية رؤيتها لغير الأصدقاء، ويجب مراجعة هذه الإعدادات بانتظام.
2. اختر أصدقاءك بعناية
اقبل فقط طلبات الصداقة من الأشخاص الذين تعرفهم شخصياً؛ لتقليل التعرُّض للأفراد غير المعروفين.
3. فكر قبل النشر
تجنَّب مشاركة المعلومات الشخصية أو المحتوى الذي قد يسبِّب مشكلات لك إذا شاهده الآباء أو المعلِّمون أو أصحاب العمل في المستقبل.
4. تحكم في المحتوى المميز
استخدِم الإعدادات؛ لإدارة الأشخاص الذين يمكنك وضع علامة عليهم في الصور أو المنشورات؛ لأنَّ هذا قد يعرِّضهم لاهتمام غير مرغوب فيه.
5. كُن على دراية بمشاركة البيانات
يجب أن تفهم أنَّ شركات وسائل التواصل الاجتماعي تجمع بيانات تتجاوز ما يُشارَك مشاركة مباشرة، ومن ذلك الموقع وسجل التصفُّح.
6. أبلغ عن الانتهاكات، واحظر من يزعجك
استخدِم أدوات الإبلاغ؛ لمعالجة التحرُّش أو التنمُّر، واحظر المستخدمين الذين يسببون لك الإزعاج.
7. ثقف نفسك
ابقَ على اطلاع على شروط الخدمة وسياسات الخصوصية الخاصة بالمنصة، وتأكَّد من فهمك لكيفية استخدام البيانات.
كيف تؤثر الاختلافات بين الجنسين في ممارسات الخصوصية لدى المراهقين على وسائل التواصل الاجتماعي؟
تؤثِّر الاختلافات بين الجنسين تأثيراً كبيراً في ممارسات الخصوصية لدى المراهقين على وسائل التواصل الاجتماعي، وفيما يأتي شرح لذلك:
1. مخاوف الخصوصية
تُظهر الأبحاث أنَّ الفتيات لديهنَّ مخاوف تتعلَّق بالخصوصية أكثر من الأولاد، يستخدمن - غالباً - إعدادات الخصوصية استخداماً أكثر فاعليَّة، ويتوخين الحذر بشأن مشاركة المعلومات الشخصية أكثر من الأولاد.
2. مشاركة المعلومات
يتشارك كلا الجنسين المعلومات الشخصية، ويُرجَّح أن تقيِّد الفتيات الوصول إلى ملفاتهن الشخصية، وإدارة سمعتهن عبر الإنترنت.
3. إدارة الشبكة
يكون لدى الفتيات - غالباً - سيطرة أكثر صرامة على قائمة أصدقائهن، ومن غير المرجَّح أن يتفاعلن مع الغرباء عبر الإنترنت، وهذا يُظهر وعياً أكبر بالمخاطر المحتملة.
4. تأثير الوالدين
تتعرَّض الفتيات لمراقبة الوالدين على وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار، وهذا يؤثِّر في سلوكهنَّ المتعلِّق بالخصوصية.
هل توجد اختلافات كبيرة في ممارسات الخصوصية بين المراهقين الأصغر سنا والأكبر سنا؟
توجد فروق كبيرة في ممارسات الخصوصية بين المراهقين الأصغر سناً والأكبر سناً، وهذا توضيح لذلك:
1. السلوكات التي تحمي الخصوصية
يُظهر المراهقون الأصغر سناً (الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عاماً) عموماً سلوكات أقل لحماية الخصوصية مقارنة بالمراهقين الأكبر سناً (الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عاماً)، وذلك على الرغم من أنَّهم ينخرطون أكثر في السلوكات المتعلِّقة بالعلاقات الاجتماعية.
2. مشاركة المعلومات
يميل المراهقون الأكبر سناً إلى مشاركة مزيد من المعلومات الشخصية علناً على وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بالمراهقين الأصغر سناً، والذين يكونون أكثر حذراً بشأن وجودهم على الإنترنت.
3. فهم المخاطر
يُرجَّح أن يتعرَّف المراهقون الأكبر سناً على المخاطر المرتبطة بالمشاركة عبر الإنترنت، ويستجيبوا لها، وهذا يُظهر فهماً أكثر تطوُّراً لقضايا الخصوصية الرقمية.
كيف نساعد المراهقين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بأمان؟
يجب اتباع الاستراتيجيات الآتية؛ لمساعدة المراهقين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بأمان:
1. التثقيف بعوامل الخطر
ناقِش المخاطر المحتملة، مثل التنمُّر الإلكتروني، وقضايا الخصوصية، مع التأكيد على أنَّ ليس كل المحتوى مناسباً أو آمناً.
2. استخدام أدوات الرقابة الأبوية
استخدِم أدوات لمراقبة المحتوى غير المناسب والحد من الوصول إليه، وتأكَّد أنَّ المراهقين يفهمون أنَّ هذه التدابير هي من أجل سلامتهم.
3. تعزيز التفكير النقدي
علِّم المراهقين كيفية تقييم المحتوى الذي يستهلكونه تقييماً نقدياً، وساعِدهم على تعلُّم الممارسات التلاعبية التي تستخدمها منصات التواصل الاجتماعي.
4. تشجيع فترات الراحة
وجِّههم إلى أخذ فترات راحة منتظمة من وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتقليل الاعتماد عليها، وتعزيز الصحة العقلية.
5. مناقشة القيم العائلية
تواصَل بوضوح بشأن قيَم عائلتك فيما يتعلَّق بالسلوك والمحتوى عبر الإنترنت، ووجِّه المراهقين لاتخاذ خيارات مسؤولة.
في الختام
يؤكِّد المقال "مساعدة المراهقين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بأمان" على الطبيعة المزدوجة لوسائل التواصل الاجتماعي بصفتها مفيدة وخطيرة في الوقت نفسه بالنسبة إلى المراهقين، ويسلِّط الضوء على أهمية مشاركة الوالدين في مراقبة ومناقشة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ووضع المبادئ التوجيهية، ونمذجة السلوكات الصحية.
تشمل التوصيات والنصائح الرئيسة الحد من وقت الشاشة، وتعزيز التواصل المفتوح المتعلق بالتجارب عبر الإنترنت، والوعي بالثغرات الفريدة في الأدمغة النامية، ويمكن للوالدين مساعدة أبنائهم المراهقين على التنقُّل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمسؤولية، وتعظيم فوائدها مع تقليل الأضرار المحتملة من خلال تبني هذه الاستراتيجيات والنصائح.
أضف تعليقاً