ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة "شيريل سميث" (Cheryl Smith) والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها في التماس الفوائد المترتبة على تقليل إنفاق الأموال.
في منصبه الأخير، عمل في وردية من المنزل؛ حيث إنَّ وظيفته في قسم تكنولوجيا المعلومات كانت معالجة البيانات لأكثر من 100 فرع مصرفي، لقد تم تحذيرنا من الاستعانة بمصادر خارجية منذ أشهر عدَّة، ولكن عندما جاء اليوم الذي توقف فيه عن العمل وأغلق جهاز الحاسوب الخاص به للمرة الأخيرة، اجتمعنا جميعاً وشعرنا بموجة عارمة من المشاعر المختلطة.
كانت هذه تجربة جديدة؛ إذ إنَّه خلال فترة زواجنا التي دامت 30 عاماً تقريباً وقبل زواجنا بفترة طويلة، كانت لديه وظيفة ثابتة، ولم يغيِّر أماكن العمل إلا مرتين؛ مرة عندما انتقلنا إلى مكان بعيد، ومرة بعد أن خُفِّض قسم من ساعات عمله إلى أقل ممَّا كنَّا عليه.
في كلتا المرتين، تسلم مباشرة منصباً آخر؛ لذلك لم يقضِ فترة طويلة دون عمل وراتب قبل أن يبدأ عمله الجديد، وكنتُ قد تركتُ مسيرتي المهنية في العمل المصرفي قبل سنوات عدة لتربية ابننا وتعليمه في المنزل؛ لذلك كانت وظيفة زوجي هي مصدرنا الوحيد للدخل، وعندما وقفتُ أنا وابني خلف زوجي في تلك الليلة ورأيناه يغلق التطبيقات المتعلقة بالعمل واحدة تلو الأخرى على جهاز الحاسوب الخاص به، فإنَّنا أدركنا للمرة الأولى أنَّنا لا نملك أيَّ مصدر للدخل، وصدمنا ذلك الأمر كثيراً.
كنَّا نعلم أنَّ وضعنا المادي سوف يكون على ما يرام فترةً من الوقت، بسبب المكافأة الكريمة التي يقدمها البنك لقاء إنهاء الخدمة، ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟
ما لم نكن نعرفه في تلك الليلة، هو أنَّه كانت هناك سلسلة طويلة من المشكلات الصحية غير المتوقعة أمامنا، والتي من شأنها أن تمنعني أنا وزوجي من بدء أيِّ عمل يتطلب نشاطاً جسدياً؛ حيث إنَّ العديد من التغييرات الأخرى في الحياة كانت ستختبر أيضاً إيماننا وثقتنا.
أنا سعيدة لأنَّنا لم نعرف في وقت مبكر ما سوف يحدث لنا في المستقبل، فقد كان يكفي أن نتعامل مع ما يمكننا فعله، يوماً بعد يوم، والأهم من ذلك، هو أنَّ فترة البطالة التي تعرض لها زوجي امتدت 21 شهراً حتى يومنا هذا.
لقد قضينا كل هذا الوقت دون أن نحصل فيه على راتب نكسبه بانتظام، ورحلة التقليل من إنفاق المال اتخذت معنىً جديداً تماماً؛ إذ إنَّ الظروف أجبرَت عائلتنا على النظر بدقة في ممتلكاتنا، وقد توصلنا إلى قبول بيع أشياء لم تكن أساسية بشكل فعلي، فإذا كنتَ تمرُّ بوقت مماثل من الصعوبة وعدم اليقين، فآمل أنَّ مشاركة ما تعلمناه ستلهم رحلتك وتثريها.
1. تجعلنا الأوقات الصعبة نعيد النظر في ممتلكاتنا:
لا يوجد شيء مثل استلامك إشعار التوقف عن العمل لبدء التقليل من إنفاق الأموال؛ حيث إنَّ الشعور بإمكانية التعرض لخطر التوقف عن العمل ومصدر الدخل سيحفزك على إعادة النظر في السيارة التي تملكها، وستسأل نفسك: "هل أحتاج حقاً إلى التمسك بهذه السيارة ورفض فكرة بيعها؟". إنَّ المسؤولية التي يجب أن تتحملها فيما يخص اتخاذ القرارات، تطغى على مشاعرك بشأن الممتلكات خلال الأوقات العصيبة.
2. تُقرِّب الأوقات الصعبة الأفراد بعضهم من بعض:
الاعتماد على أحبَّائك في حياتك خلال الأوقات العصيبة يقوي الروابط بين الأفراد؛ حيث إنَّ الحصول على الدعم من أولئك الذين يشاركونك حزنك يُعمِّق التواصل فيما بينكم، كما أنَّ البكاء إلى جانب الأشخاص الأوفياء خلال الأوقات العصيبة يوطد الروابط؛ ذلك لأنَّ المعاناة من الألم والمتاعب في آنٍ واحد يؤدي إلى تقوية الصداقة الحميمة والشعور بالإنجاز المشترك عندما تنتهي المحنة.
3. تُولِّد الأوقات الصعبة الامتنان:
على الرغم من أنَّ هذه العبارة قد تبدو متناقضة، إلا أنَّها صحيحة، كما إنَّ المشي خلال الأيام التي تشعر فيها وكأنَّ عالمك كله منقلب رأساً على عقب يجعلك تُقدِّر القيمة التي لا يمكن ملاحظتها خلال يوم عادي.
عندما تفرض الضرورة المُلحَّة بيع أشياء كنت تعتقد أنَّه لا يمكنك التخلي عنها أبداً، فأنت تدرك أنَّك قد تركتَ ما هو أكثر أهمية؛ إذ إنَّه لا يزال لديك بعضكما بعضاً، فالشعور بالامتنان يظهر عندما تدرك أنَّه بغضِّ النظر عمَّا فقدتَه وما تخليتَ عنه، ما دمتَ مع من تحب، فكل شيء على ما يرام.
على الرغم من أنَّنا لم نطلب مطلقاً تقليص حجم وظيفة زوجي، إلا أنَّ ما بدا وكأنَّه كارثة في البداية أضاف إلى حياتنا قيمة بأفضل الطرائق.
أضف تعليقاً