1. ما هي لغة الجسد؟
ببساطة، إن لغة الجسد هي عنصر التواصل غير اللفظي الذي نستخدمه للكشف عن مشاعرنا الحقيقية وعواطفنا، على سبيل المثال، عن طريق إيماءاتنا وتعابير وجهنا ووضعيّاتنا.
عندما نتمكّن من "قراءة" هذه العلامات، يمكننا استخدامها لصالحنا. على سبيل المثال، يمكن أن تساعدنا على فهم الرسالة الكاملة التي يحاول شخصٌ ما قولها، وتعزيز وعينا لردود فعل الناس لِما نقوله ونفعله. يمكننا أيضاً استخدامها لضبط لغة جسدنا حتى نظهَر أكثر إيجابيّةً واندماجاً وقُرباً.
2. كيف تقرأ لغة الجسد السلبيّة؟
إنّ إدراك لغة الجسد السلبيّة لدى الآخرين يمكن أن يسمح لنا بالانتباه إلى مشاكل أو مشاعر سيئة غير مُعلن عنها. لذلك، في هذا القسم، سنسلّط الضوء على بعض الإشارات السلبيّة غير اللفظية التي يجب عليك البحث عنها.
2. 1. المحادثات الصعبة والدفاعية:
المحادثات الصعبة أو المتوتّرة هي حقيقة غير مريحة في حياة العمل. ربما كان عليك التعامل مع عميل صعب المراس أو كنت بحاجةٍ إلى التحدّث إلى شخصٍ ما عن أدائِه الضعيف أو ربّما عليك التفاوض على عقدِ عملٍ كبير.
من الناحية المثالية، تُحلّ هذه الحالات بهدوء. ولكن في كثيرٍ من الأحيان تتعقّد بسبب مشاعر القلق أو الإجهاد أو الدفاع أو حتى الغضب وعلى الرغم من أننا قد نحاول إخفاءها، إلا أنّ هذه المشاعر تظهر في كثيرٍ من الأحيان في لغة جسدنا. على سبيل المثال، إذا كان شخصٌ ما يعرض واحداً أو أكثر من السلوكيات التالية، من المحتمل أن يكون غير مندمجٍ أو غير مهتمٍّ أو غير سعيد (الصورة 1):
- طوي الذراعين أمام الجسد.
- إظهار الحد الأدنى من التعبيرات الوجهية أو تعبيرات وجهية متوتّرة.
- استدارة الجسم بعيداً عنك.
- إسدال العيون وقلة الاتّصال البصري.
(الصورة 1)
إنّ إدراك هذه العلامات يمكن أن يساعدك على ضبط ما تقوله وكيف تقوله، حتى تتمكّن من جعل الشخص الآخر يشعر براحةٍ أكبر ويتقبّل وجهة نظرك (الصورة 2).
(الصورة 2)
2. 2. تَجنُّب المستمعين غير المتفاعلين (المنخرطين):
عندما تحتاج إلى تقديم عرضٍ تقديميٍّ أو التعاون ضمن مجموعة، فأنت تريد أن يكون الأشخاص من حولك مشاركين بنسبة 100 بالمئة. فيما يلي بعض العلامات "المنبّهة" إلى أنّ الناس قد يشعرون بالملل أو عدم الاهتمام لما تقوله (الصور 3-4-5-6):
- الجلوس باسترخاء تام، مع إسدال الرؤوس.
- التحديق في شيء آخر، أو في الفضاء.
- التململ أو العبث بالملابس أو العبث بالأقلام والهواتف.
- الكتابة أو الخربشة.
عندما تلاحظ أنّ شخصاً ما قد فقد اندماجه، فالأفضل لك القيام بشيءٍ حيال ذلك. على سبيل المثال، يمكنك إعادة إشراك المستمعين في الحديث عن طريق سؤالهم سؤالاً مباشراً، أو عن طريق دعوتهم للمساهمة بفكرةٍ خاصةٍ بهم.
3. كيف تُظهِر لغة الجسد الإيجابيّة؟
عند استخدام لغة الجسد الإيجابيّة، يمكن أن تضيف قوةً إلى الرسائل اللفظية أو الأفكار التي تريد إيصالها، وكذلك تساعدك على تجنّب إرسال إشاراتٍ مختلطة أو مُربِكة. سنشرح في هذا القسم بعض الوضعيات الأساسية التي يمكنك تبّنيها لكي تُظهر الثقة بالنفس والانفتاح.
3. 1. اجعل الانطباع الأوّل يُعبّر عن الثقة:
هذه النصائح يمكن أن تساعدك على تعديل لغة جسدك بحيث تصنع انطباعاً أوّل جيّداً:
- اجعل وضعيّة جسدك منُفتحة: كن مرتاحاً ولكن دون تقوُّس! اجلس أو قف بشكلٍ مستقيم. ضع يديك على جانبيك (الصورة 7). وتجنّب الوقوف ويداك على الوركين، لأنّ هذا سيجعلك تبدو أكبر، وبالتالي قد يبدو تواصلك بشكلٍ عدائيٍّ وكرغبةٍ في السيطرة (الصورة 8).
- قم بمصافحة ثابتة دون أن تتحمّس كثيراً! فأنت لا تريد أن يصبح الأمر مُحرجاً، أو ما هو أسوأ، أن تكون مصافحة مؤلمة بالنسبة للشخص الآخر. إذا فعلت ذلك، من المرّجح أن تبدو وقحاً أو عدوانيّاً.
- حافظ على تواصلٍ بصريٍّ جيّد: حافظ على التواصل البصري مع الشخص الآخر لبضعة ثواني من وقت لآخر. سيُظهر ذلك أنّك صادقٌ ومشارك. لكن تجنّب تحويلها إلى مباراة تحديق! (الصورة 9).
- تجنّب لمس وجهك: هناك تصوّرٌ شائعٌ أنّ الناس الذين يلمسون وجوههم أثناء الإجابة على الأسئلة هم غير صادقين (الصورة 10). رغم أنّ هذا ليس صحيحاً دائماً، فمن الأفضل تجنّب العبث بشعرك أو لمس فمك أو أنفك، خاصةً إذا كان هدفك هو أن تبدو جديراً بالثقة.
3. 2. التحدّث أمام الجمهور:
يمكن أن تساعدك لغة الجسد الإيجابيّة على إشراك الناس، وإخفاء التوتّر المصاحب للعروض التقديمية، وإظهار الثقة بالنفس عند التحدّث أمام الجمهور. فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في القيام بذلك:
- اتّخذ وضعيّة إيجابيّة: اجلس أو قف منتصباً، وكتفاك للخلف دون شبك ذراعيك وضعهما على جانبيك أو أمامك (الصورة 11). لا تخضع لإغراء أن تضع يديك في جيوبك أو تقوّس ظهرك، هذا سوف يجعلك تبدو غير مهتمٍّ.
- ابقِ رأسك للأعلى: يجب أن يكون رأسك في وضع مستقيم ومستوٍ (الصورة 12). فاسدال رأسك إلى الأمام أو الخلف يمكن أن يجعلك تبدو عدوانياً أو متكبّراً أو مغروراً.
- تمرّن واجعل الوضعيّة الخاصة بك مثاليّة: إذا كنت ستتمرّن على عرضٍ تقديميٍّ خاصٍّ بك مُسبقاً، فلماذا لا تُمرّن لغة جسدك أيضاً؟ قف بطريقةٍ مريحةٍ، ووزنك موزّعٌ بالتساوي. حافظ على قدمٍ واحدةٍ أمام الأخرى بمقدارٍ قليل - سيساعدك ذلك في الحفاظ على وضعيّتك (الصورة 13).
- استخدم إيماءات اليد المفتوحة: افتح يديك أمامك، مع توجيه الكف قليلاً نحو جمهورك. هذا يدّل على استعدادك للتواصل وتبادل الأفكار (الصورة 14). حافظ على ذراعيك من الأعلى بالقرب من جسدك. واحرص على تجنّب الإفراط في التعبير، وإلا فإنّ ذلك سيدفع النّاس للاهتمام بيديك بدلاً ممّا تقوله.
3. 3. المقابلات والمفاوضات والتفكير:
يمكن أن تساعدك لغة الجسد أيضاً على التزام الهدوء في المواقف التي تكون فيها المشاعر تتصاعد - مثل التفاوض أو مراجعات الأداء. استخدم النصائح التالية لنزع فتيل التوتّر وإظهار الانفتاح:
- استخدم أسلوب المرآة: إذا استطعت، فعليك أن تعكس بمهارةٍ لغة جسد الشخص الذي تتحدّث إليه. هذا سيجعله يشعر بالراحة أكثر، ويمكن أن يبني صلةً بينكما ولكن لا تنسخ كلّ حركةٍ يقوم بها، لأنّ هذا من المرجّح أن يُشعره بعدم الارتياح، أو أنّك لا تأخذه على محمل الجد.
- أرخِ جسدك: يمكن أن يكون من الصعب ضبط العواطف دون أن تُحدث تأثيراً، خاصة في المواقف العصيبة مثل المقابلات أو التقييم. ولكن يمكنك أن تحافظ على مظهر الهدوء عن طريق الحفاظ على يديك بشكلٍ ثابت. وتجنّب العبث بشعرك أو لمس وجهك.
- ابدُ مهتمّاً: كما اقترحنا أعلاه، يمكن للمس وجهك أو فمك أن يدّل على عدم الصدق. ولكن يمكن أن يُثبت أيضاً أنّك تفكّر. لذلك إذا طُرح عليك سؤالٌ معقّد، لا بأس أن تلمس خدّك لفترة وجيزة أو ذقنك. سيُظهر هذا للشخص الآخر أنّك تفكّر في إجابتك قبل الرد.
(الصورة 15)
انفوغرافيك: صفات إن امتلكتها فهذا يعني أنك تتمتع بلغة جسد سلبية!
المصدر: موقع "مايند تولز"
أضف تعليقاً