بدلاً من ذلك، ألقِ نظرةً على بعض أمثلة الخرائط الذهنية لتتعلم كيف ترسمها، وتصور أفكارك.
يمكن أن تساعدك الخرائط الذهنية في أخذ نظرة شاملة عن التسلسل الهرمي للأفكار، وكيفية ارتباطها ببعضها؛ فقد تكتشف صلات كنت غافلاً عنها من قبل، وتجد طرائق جديدة لإجراء العصف الذهني؛ لذا، نقدم إليك فيما يلي مزيداً من المعلومات حول الخرائط الذهنية، وبعض الأمثلة عنها لإلهامك في المرة القادمة التي تحتاج فيها إلى تنظيم معلوماتك.
ما هي الخريطة الذهنية؟
الخريطة الذهنية مخطط شعاعي هرمي بسيط ابتكره "توني بوزان" (Tony Buzan)، ويمكننا أن نقول أيضاً أنَّ الخرائط الذهنية تتيح لك تنظيم الأفكار الفرعية المرتبطة بفكرةٍ رئيسة. إنَّ هذه التقنية مفيدة بصورة خاصة حينما تحتاج إلى تنظيم أفكارك، أو تطوير فكرة أو مشروع (كمنتج أو خدمة جديدة)، أو حل مشكلة، وما إلى ذلك؛ فمن خلال تدوين ما يدور في خلدك، فإنَّك تفسح المجال للتوصُّل إلى أفكار أخرى.
سنركز في هذه المقالة على الأساسيات؛ وهي رسم الخرائط الذهنية باستخدام قلم وورقة.
الهدف من إنشاء الخريطة الذهنية هو تصوُّر جميع أفكارك بوضوح؛ لذا لا ترسمها بطريقةٍ معقدة عبر استخدام الكثير من الألوان أو الأشكال التي تسبب التشتيت، ولا تستخدم ألواناً مختلفةً إلا لهدف معين، واجعل الخريطة الذهنية بسيطةً وسهلة التتبع دائماً.
شاهد بالفيديو: كيف ترسم لنفسك خارطة طريق إلى النجاح؟
إنشاء الخرائط الذهنية:
من خلال اتباع الخطوات الثلاث الآتية، ستتمكن من إنشاء الخرائط الذهنية بسهولة وسرعة:
- تحديد موضوع رئيس.
- رسم فروع خاصة بالأفكار الفرعية المتعلقة بالموضوع الرئيس.
- إضافة النقاط المتعلقة بالأفكار الفرعية على فروع أخرى تنبثق منها.
دعنا نلقي نظرةً الآن على مثال يبيِّن فوائد إنشاء خريطة ذهنية باستخدام الخطوات السابقة:
1. تحديد موضوع رئيس:
دوِّن على قطعة ورق فارغة الموضوع الذي يدور في ذهنك، كمشكلة تريد حلها، أو قرار عليك اتخاذه، أو فكرة ترغب بتطويرها، أو مشروع تود توضيحه.
احرص على صياغته بوضوح وإيجاز؛ حيث يمكن أن يكون كلمةً واحدةً، أو حتى صورةً رئيسة.
2. رسم فروع خاصة بالأفكار الفرعية المتعلقة بالموضوع الرئيس:
ما هي أول فكرة تخطر في بالك حينما تفكر في الموضوع الذي تتناوله الخريطة الذهنية؟ ارسم خطاً -مستقيماً أو متعرجاً- من الموضوع الرئيس، ودوِّن عليه تلك الفكرة.
3. إضافة النقاط المتعلقة بالأفكار الفرعية على فروع أخرى تنبثق منها:
بماذا تجعلك تلك الفكرة تفكِّر؟ وما هي الأفكار التي ترتبط بها؟ أدرِجها في مكان قريب من الفكرة الفرعية عبر ربطها ببعضها بخطوط قصيرة أو بلون مختلف، واحرص على أن تبقى منظَّمة.
يمكنك أن تضيف صوراً أو فروعاً أخرى فيما بعد، ولكنَّ هذا يفي بالغرض حالياً.
يمكننا أن نضيف تفاصيل إلى الفروع الثانوية؛ أي "الفوائد" من خلال إدراجها في فروع ثانوية تنبثق منها. ولكن لسوء الحظ، لم يعد لدينا مساحة للقيام بذلك، كما يمكنك بالطبع رسم خط ضمن مساحةٍ فارغةٍ على الصفحة وإدراجها عليها، ولكنَّ ذلك يعطيها مظهراً غريباً.
نظراً لأنَّنا أنشأنا هذه الخريطة الذهنية على ورقة عادية، فإنَّ كمية المعلومات التي تتسع محدودة للغاية. هذا هو أحد الأسباب الرئيسة التي تجعلنا ننصحك باستخدام البرامج بدلاً من القلم والورق لمعظم الخرائط الذهنية التي تنشئها.
4. كرِّر الخطوتين الثانية والثالثة:
كرِّر الخطوتين الثانية والثالثة بقدر ما تشاء لتُخرج كل أفكارك حول الموضوع الذي اخترته.
لقد أضفنا فروعاً رئيسة حول الموضوع الرئيس في اتجاه عقارب الساعة، من أعلى اليمين إلى أعلى اليسار؛ فهذه هي الطريقة التي يتم بها قراءة الخريطة الذهنية.
استراتيجيات إنشاء الخرائط الذهنية:
وأما الآن، فسنتناول الاستراتيجيات الثلاث لإنشاء خرائطك الذهنية، ونقدِّم أمثلةً عنها:
1. فرعاً تلو الفرع:
وهي إضافة فروع كاملة (بجميع فروعها الثانوية) واحدةً تلو الأخرى؛ حيث تبدأ بتدوين الموضوع الرئيس، ثم تضيف الفرع الأول، لذا ركِّز على هذا الفرع، وأضِف إليه تفاصيل بقدر ما تشاء عبر إضافة جميع الأفكار الفرعية التي تخطر في بالك.
بعدها، طوِّر الأفكار واحدةً تلو الأخرى.
وبمجرد أن تملأ أفكارك في الفروع، ستكون خريطتك الذهنية قد اكتملت.
2. مستوى تلو آخر:
وهي إضافة عناصر إلى الخريطة من خلال إدراج مستوى واحد في كل مرة؛ مما يعني أنَّك تضيف جميع الأفكار التي تخطر في بالك حول الموضوع الرئيس (أي الفروع الرئيسة) أولاً، ثم تضيف الفروع الثانوية لتلك الفروع الرئيسة؛ حيث تبدأ بإضافة العناصر في المستوى الأول:
بعد ذلك، انتقل إلى كل فرع رئيس، ثم أضِف الفروع الثانوية المباشرة (على مستوى واحد فقط)؛ مما يشكل المستوى الثاني:
افعل الشيء نفسه عند إدراج المستوى الثالث، حيث يمكنك إضافة مستويات بقدر ما تريد في الخريطة الذهنية، ولكن في مثالنا، لدينا 3 مستويات فقط؛ وقد اكتملت الخريطة الآن:
3. التدفق الحر:
وهي إضافة عناصر إلى خريطتك الذهنية حينما تخطر ببالك فوراً، دون ترتيب معين، وتتمثل استراتيجية التدفق الحر لرسم الخرائط الذهنية في إضافة الفروع الرئيسة والفرعية بِحُرية؛ إذ لا توجد قواعد تقيِّد كيفية تدفق الأفكار في الخريطة الذهنية، وإنَّ الأمر الوحيد الذي عليك الانتباه إليه هو أنَّك بحاجة إلى توخِّي الحذر حول مستوى الأفكار التي تضيفها إلى الخريطة الذهنية؛ فهل هو موضوع رئيس أم فرعي؟
جرِّب كل استراتيجية، أو مزيج من الاستراتيجيات، واكتشف المناسب لك لمساعدتك على البدء في حل المشكلات.
الخلاصة:
عندما تشعر بأنَّ أفكارك مقيَّدة، أو حينما تخطر في بالك فكرة أو مشروع معين، تناول ورقةً، وابدأ في تفريغ أفكارك وإنشاء خريطة ذهنية باستخدام الأمثلة التي قدمناها لك؛ حيث تساعدك الخرائط الذهنية في تصفية ذهنك وتنظيم أفكارك.
إن لم يتوفر لديك قلمٌ وأوراق دائماً، فلا داعي للقلق؛ حيث يُعدُّ إنشاء خريطة ذهنية باستخدام برنامج أمراً فعالاً للغاية، ولن تواجهك المشكلات التي يسببها استخدام القلم والورق، كما يمكنك تطبيق الخطوات والاستراتيجيات المذكورة أعلاه بنفس الطريقة عند استخدام أداة رسم الخرائط الذهنية على الهاتف أو الحاسوب.
أضف تعليقاً