كيف تصبح فيلسوفاً؟

إذا كنت تأمل في ترك إرث مماثل، فقد تكون مهتماً بمعرفة كيف تصبح فيلسوفاً، ولكن حتى إذا لم يكن الخلود في ذهنك، فيمكن أن تكون مهنة الفلسفة مجزية جداً سواء من حيث الرضى الحياتي أم الوظيفي للفيلسوف.

لمساعدتك على أن تصبح الفيلسوف القادم، فإليك دليل قصير يوضح كيف تصبح فيلسوفاً جيداً.

كيف تصبح فيلسوفاً جيداً؟

1. استكشف ما يقوم به الفلاسفة:

قبل الغوص في الفلسفة، فمن الحكمة فهم ما يشمل هذا المجال، ومن هنا يمكنك أن تقرر ما إذا كانت مهنة الفلسفة هي الخيار الصحيح لك.

ماذا تتناول دراستها؟

الكلمة "فلسفة"، وتأتي من اليونانية الكلاسيكية، ويمكن ترجمتها إلى "حب الحكمة"، وذلك وفقاً لموسوعة "بريتانيكا"، وبشكل عام يستخدم الفلاسفة حبهم للمعرفة للتأمل في أسئلة ليس لها بالضرورة إجابات، ومن خلال القراءة الدقيقة، والتحليل المنطقي، والتفكير التجريبي يسعى الفلاسفة إلى تطوير فهم أعمق لكوننا، وإنشاء محادثات ذات مغزى عن الحالة الإنسانية.

2. ابدأ في دراسة الفلسفة:

إذا كانت الفلسفة تشد اهتمامك، فقد تجد أنَّه يجدر التفكير فيها بوصفها مهنة، وعلى الرغم من أنَّ أول "خطوة" رسمية نحو أن تصبح فيلسوفاً تبدأ بالحصول على درجة البكالوريوس بصفتك طالباً في الفلسفة، يمكنك أن تبدأ في التحضير لمستقبلك اليوم.

3. اسع للحصول على درجة متقدمة:

لزيادة فرصك في الحصول على وظيفة آمنة وراتب جيد، فقد ترغب في مواصلة تحصيلك الأكاديمي ومتابعة التعليم العالي.

4. تقدَّم للوظائف:

ابحث عن عمل في "العالم الحقيقي"، فما الذي يمكنك فعله بدرجة في الفلسفة؟

في هذه الأيام ليس لدى كل فيلسوف عمل في مجاله، وبدلاً من ذلك ستجد خريجي برامج الفلسفة في مجالات متنوعة، مثل:

• الأعمال.
• السياسة.
• القانون.
• التعليم.
• الفن.
• الاتصالات.
• العلوم.

12 خطوة تساعدك لتكون فيلسوفاً جيداً:

1. شكك في كل شيء:

تتطلب الفلسفة من الفرد أن يفحص الحياة والعالم بشكل دقيق ونقدي في مجمله، ولفعل ذلك يجب أن يكون الشخص خالياً من التحيز والجهل والعقائد المتشددة، والفيلسوف هو من يعيش في التأمل والمراقبة؛ بل إنَّه يأخذ كل تجربة ويسعى لفهمها حتى لو استدعى ذلك أن يكون الفرد صادقاً بشكل كبير، ويتطلب ذلك التخلص من الافتراضات المسبقة التي قد يكون الفرد قد قبلها في الماضي وتعريض جميع معتقداته لفحص نقدي، فلا يوجد معتقد أو مصدر للأفكار غير قابل للتحدي.

بصرف النظر عن أصله أو سلطته أو قوته العاطفية، فمن أجل التفكير بطريقة فلسفية يجب على الفرد أن يفكر بنفسه؛ فالفلاسفة لا يقومون بتكوين آراء والتكلم بلا هدف، وبدلاً من ذلك يقومون بتطوير حجج استناداً إلى مقدمات يمكن وسيتم تحديها من قبل فلاسفة آخرين، وهدف التفكير الفلسفي ليس أن يكون على حق؛ بل هو طرح أسئلة جيدة والسعي للفهم.

2. اقرأ كتب الفلسفة:

الفلسفة ضرورية لتطوير المهارات الفلسفية، فيتم التأكيد على أهمية قراءة الأفكار الفلسفية منذ قرون لإثراء التفكير، ويُشدد على أهمية القراءة بوصفها واجباً فكرياً للفيلسوف، ويُقترح توجيه القراءة نحو الأعمال الأدبية في الصباح والفلسفية في وقت لاحق، ويُنصح بقراءة الكلاسيكيات في الفلسفة الغربية والشرقية مع التشجيع على ترك ما لا يثير الاهتمام والتوجه إلى موضوعات أخرى، ويُشجع على متابعة درجة البكالوريوس في الفلسفة لتنظيم الدراسات، ويُذكر أنَّ الفلاسفة العظماء كانوا غالباً متعلمين ذاتيين، ويُشدد على تحقيق توازن بين القراءة والكتابة الاستقصائية لتعميق الفهم.

3. فكر بشكل واسع:

اقضِ وقتاً في التأمل في العالم، ماذا يعني العيش والموت والوجود؟ وما هو هدف ذلك؟

تلك الموضوعات تؤدي إلى أسئلة كبيرة، وغالباً ما تكون بلا إجابة، فهي أسئلة يمتلك الفلاسفة والأطفال الصغار والأفراد المنفتحون إلى حد كبير الخيال والشجاعة لطرحها، ويمكن أن توفر الموضوعات "العملية" الأخرى مثل تلك المستمدة من العلوم الاجتماعية على سبيل المثال، والعلوم السياسية أو السوسيولوجيا، والفنون، وحتى العلوم الطبيعية مثل علم الأحياء والفيزياء؛ مواداً للتفكير الفلسفي.

4. شارك في النقاشات الفلسفية:

يجب عليك المشاركة في أي نقاش يمكنك الانخراط فيه في أثناء تنمية قدرات التفكير النقدي؛ إذ سيزيد ذلك من قدرتك على التفكير بحرية وبشكل نقدي، وفي الواقع يرى معظم الفلاسفة في تبادل الأفكار النشطة طريقاً هاماً نحو الحقيقة، والهدف هنا ليس الفوز في مسابقة، ولكن تعلم وتطوير مهارات التفكير الخاصة بك؛ إذ سيكون دائماً شخص ما يعرف شيئاً بشكل أفضل منك، والغرور سيعوق قدرتك على التعلم منه، لذا حافظ على عقل مفتوح.

حافظ على تأطير حججك بشكل صحيح ومنطقي، ويجب أن تتبع الاستنتاجات من الافتراضات، ويجب أن يكون للافتراضات دعماً من الأدلة، لذا قم بتقدير الأدلة الفعلية، وتجنب التأثر فقط بسبب التكرار أو الجهل، وممارسة بناء الحجج وانتقادها هو أمر أساسي لأي فيلسوف قيد التطور.

5. مارس الفلسفة:

يعدُّ وضع النهج للتحقيق، ومن ثم تطبيقه جزءاً أساسياً من الفلسفة، ويتطلب الأمر التحليل وفهم العالم وتحليل الهياكل والأنماط الحياتية، ولا يوجد أسلوب فردي متفوق للتحقيق، لذا يجب تطوير نهج عقلاني قائم على الصرامة والإقناع، فالقرارات تتعلق بنوع الأسئلة والعلاقات التي ستستكشفها، وقراءة الأعمال الفلسفية السابقة تساعد على توجيه هذه القرارات، لذا يمكن أن يكون لديك نهجان مختلفان، مثل الاعتماد على العقل والمنطق أو استخدام الملاحظات الشخصية بوصفها أساساً للتحقيقات، ويعدُّ الاستمرار في تطوير نفسك من خلال تحقيقاتك والحفاظ على التفكير المنطقي والمنهجي أمراً أساسياً.

6. ضع نهجاً للتحقيق وطبِّقه:

يعدُّ وضع نهج للتحقيق وتطبيقه جزءاً أساسياً من الفلسفة، ويتطلب الأمر تحليل وفهم العالم وتحليل الهياكل والأنماط الحياتية، ولا يوجد أسلوب فردي متفوق للتحقيق، لذا يجب تطوير نهج عقلاني قائم على الصرامة والإقناع، فالقرارات تتعلق بنوع الأسئلة والعلاقات التي ستستكشفها، وقراءة الأعمال الفلسفية السابقة تساعد على توجيه هذه القرارات، وقد يكون لديك نهجان مختلفان، مثل الاعتماد على العقل والمنطق أو استخدام الملاحظات الشخصية بوصفها أساساً للتحقيقات، فيعدُّ الاستمرار في تطوير نفسك من خلال تحقيقاتك أو الحفاظ على التفكير المنطقي والمنهجي من النقاط الأساسية لتصبح فيلسوفاً جيداً.

7. ابدأ في كتابة أفكارك:

دوِّن ما تفكر فيه عن موضوعات تحقيقك، ومن ذلك الأفكار التي قد لا تعتقد أنَّك يجب أن تكتبها، وربما لاعتقادك أنَّ الآخرين قد يعدونها غير ملائمة، وعلى الرغم من أنَّك قد لا تصل إلى استنتاجات بارزة، إلا أنَّك ستكشف عن افتراضاتك لنفسك، ومن المحتمل أن تستغرب من سخافة بعض هذه الافتراضات، وخلال هذه العملية ستنضج.

إذا كنت لا تعرف من أين تبدأ، فيمكنك البدء بالأسئلة التي قام فلاسفة آخرون بالتحقيق فيها من قبل، مثل كيف يجب أن نتعامل مع وجود الخالق؟ أو ما إذا كان لدينا إرادة حرة أم أنَّ مصيرنا مسير؟

القوة الحقيقية للفلسفة تكمن في استمرارية التفكير التي ستحتفظ بها في كتاباتك، وستتيح لك الظروف المختلفة التي تواجهها يومياً إحضار أفكار جديدة لتحقيقها، وإنَّها القوة التراكمية للتفكير التي ستقودك إلى تلك اللحظات الفاصلة.

8. طوِّر فلسفة حياة:

يجب أن تبدأ في تطوير منظورك الفلسفي الخاص إضافة إلى كتابتك، حيث تصل إلى أفكار منطقية ومدروسة بشكل جيد حول الحياة والعالم.

ما يشترك فيه الفلاسفة هو اعتماد منظور مع مرور الوقت، وبخاصة بشأن قضية معينة، وهي الأطر وأنماط التفكير، فالعديد من أعظم الفلاسفة قد وضعوا مثل هذه الأطر، وفي الوقت نفسه تذكر أن تفحص كل قضية بعين نقدية.

المهمة المركزية التي تقوم على جهد الفيلسوف هي تطوير النموذج، وسواء كنا ندرك ذلك أم لا، فإنَّ كل واحد منا لديه نموذج استنتاجي للواقع يتم تعديله باستمرار ليتناسب مع ملاحظاتنا.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لتنمية الابداع في نفسك

9. اكتب واحصل على تقييم راجع:

يجب عليك تنظيم أفكارك بشكل أكثر رسمية والسماح للآخرين بقراءة أعمالك، ويمكنك طلب آراء من الأصدقاء، والأقارب، والمعلمين، أو زملاء الدراسة، أو يمكنك نشر كتاباتك عبر الإنترنت عبر موقع ويب، أو مدونة، والبحث عن ردود هناك.

كن مستعداً لتلقي الانتقادات، واستخدامها لتحسين أفكارك، وتذكر دائماً تحليل الأدلة المقدمة للوصول إلى التفاهم، ودع وجهات النظر وانتقادات الآخرين تساعدك على توسيع تفكيرك.

كن حذراً من الانتقادات التي تظهر قليلاً أو لا تظهر علامات من التبادل الفكري، مثل هؤلاء النقاد قد افترضوا أنَّهم مفكرون دون أن يقبلوا فعليَّاً التأديب الفلسفي المقدم هنا، ولكنَّهم يشعرون أنَّهم ما زالوا مستحقين للاعتبار الفلسفي، وستستمر مثل هذه "النقاشات" بشكل غير مثمر ومتكرر.

10. اسع لتصبح محترفاً في الفلسفة:

احصر جهودك في الحصول على إجازة مرموقة في الفلسفة، ولتكون فيلسوفاً محترفاً، وتسعى للعمل في هذا المجال، يجب عليك الحصول على شهادة الدكتوراه، أو على الأقل شهادة الماجستير؛ ويعني كسب لقمة العيش من الفلسفة استخدام معرفتك وحكمتك لإنتاج أعمال أصلية في مجال الفكر الفلسفي، وغالباً ما يتضمن تعليم الآخرين في هذا المجال، وببساطة الفيلسوف المحترف في الوقت الحالي يكون عادة أكاديمياً، وهذا يتطلب درجة عليا.

11. انشر أفكارك:

يجب أن تبدأ في محاولة نشر لرؤاك الفلسفية حتى قبل أن تكمل دراساتك العليا، وتركز كثير من المجلات الأكاديمية على الفلسفة، وسيساعدك النشر في هذه المجلات على بناء سمعتك بصفتك فيلسوفاً وتحسين فرصك في التوظيف بصفتك أستاذاً في الفلسفة، وأيضاً تقديم عملك في المؤتمرات.

قدِّم أفكارك في المؤتمرات الأكاديمية للحصول على تعليقات إضافية وتعزيز فرص وظيفتك.

12. تعلَّم القدرة على التدريس وابحث عن وظيفة:

يتوقع من الجامعات توظيفك بصفتك أستاذ فلسفة وتدريس الطلاب، لذا بعد إكمال دراستك العليا ابحث عن وظيفة بصفتك أستاذاً للفلسفة مع الوعي بتحديات المنافسة الشديدة، ويمكن أن تكون المهارات التي تتعلمها في الدراسات العليا مفيدة في مجالات وظيفية متعددة، ويمكنك دائماً الاستمرار في العمل على فلسفتك الخاصة في وقت فراغك.

في الختام:

ابدأ بالتساؤل والتفكير العميق في الحياة والعالم من حولك لتصبح فيلسوفاً جيداً، واقرأ الفلسفة بانتظام ووسِّع آفاقك لفهم أفكار الفلسفة الكلاسيكية والحديثة، وشارك في الحوارات، واختبر أفكارك من خلال الكتابة والنقاش، وطوِّر نهجاً منهجياً للتحقيق، وكن مستعداً لقبول التحديات والانتقادات.

لا تنسَ أهمية تعلم فنون التدريس والمشاركة في المؤتمرات الأكاديمية، لذا بعد الحصول على درجة عالية، اسعَ إلى العمل بصفتك أستاذ فلسفة مع الوعي بالتحديات والمنافسة، وقد تكون رحلتك في الفلسفة مهنية أو هواية، ولكن ستجد في قوة التفكير المنضبط أداة قوية للتميز وفهم أعمق للحقيقة في عالم يزداد تعقيداً.