ولكن كيف يمكن المحافظة على استمرارية سريان هذه الطاقة، وكيف يمكن لك شحنها حتى لا تنضب وما هي الوسائل التي تساعدك على ذلك، وكيف تحقق الديمومة عبر ربط التحفيز بالعمل على أهدافك وتطلعاتك المستقبلية، لذا في هذا المقال سنجيب عن سؤال كيف تصبح أكثر تحفيزاً في حياتك؟ لذا تابع معنا:
تعريف التحفيز:
يُعدُّ موضوع التحفيز أحد أكثر الأمور التي تناولتها الدراسات والأبحاث واضعة نصب عينيها السؤال عن أهميته بالنسبة إلى حياة الإنسان وانعكاس آثره الإيجابي على المجتمع، وهنا نستعرض مجموعة من التعاريف والتي خرجت بها هذه الدراسات للتحفيز منها:
أولاً:
عُرف التحفيز بأنَّه ما يقف خلف رغبات وأعمال واحتياجات الناس، وهو ما يدفع الناس تجاه سلوك معين، أو القيام بإعادة هذا السلوك بشكل مستمر لتحقيق هذه الأهداف.
ثانياً:
يُعرَّف التحفيز بأنَّه ما يثير سلوك الفرد لإشباع حاجات معينة، وزيادة الرغبة في بذل أقصى ما يلزم من الجهد لتحقيق أهداف جهة العمل والمؤسسة وإشباع احتياجات الأفراد العاملين فيها.
ثالثاً:
التحفيز هو مجموعة من العوامل الداخليَّة والخارجيَّة التي تحفِّز وتدفع الرغبةَ داخل الإنسان لمواصلة العطاء الإيجابي وأدائه للأعمال المختلفة سواء كانت أعمالاً يوميَّة، أم أعمالاً شخصيَّةً من أجل تحقيق أهدافه المختلفة.
رابعاً:
الحوافز هي ما يثير السلوكَ الإنساني، ويساعده على أداء الأعمال بالشكل الأمثل، وهي أيضاً كل ما يُمكن أن يُمنح للفرد من مقابل مادي ومعنوي، لقاء أدائهِ المتميِّز.
لماذا نحتاج إلى التحفيز في حياتنا ولماذا هو هام وضروري؟
تأتي الحاجة الماسة إلى التحفيز وأهميته من كونه يؤدي دوراً حيوياً في تحفيز الناس للقيام بنشاطاتهم وأعمالهم، وهو ما يدفع للسعي نحو تحقيق الأهداف والتحسين الذاتي، فالتحفيز أحد العوامل الأساسية والهامة التي تؤثر في سلوك الإنسان وتدفعه إلى التحرك نحو تحقيق أهدافه، وهو ما يساعد أيضاً على تحسين أداء الأفراد العاملين وفرق العمل والمؤسسات.
تكمن أهمية التحفيز الذاتي أيضاً بوصفه السلاح الخفي وراء تحقيق أهدافك، وذلك بسبب تأثيره في حياتك المهنية والشخصية؛ إذ يؤدي غيابه إلى معاناتك بشكل كبير؛ وعلى الرغم من الحاجة الماسة لتلقي الدعم من الآخرين إلا أنَّه لا يمكن لك الاعتماد عليه للحصول على للتحفيز.
يحافظ التحفيز الذاتي على تركيزك على أهدافك؛ وهنا تأتي أهمية التحفيز الذاتي في تذكيرك بالصورة النهائية للهدف الذي وضعته نصب عينيك، والغاية التي تقف خلف أدائك لأي عمل قد يُطلَب منك، أو تريد أنت بالقيام به.
يساعدك التحفيز الذاتي على ضبط رؤيتك للمهام اليومية بوصفها جزءاً من أهدافك طويلة الأمد، كما يدفعك للتفكير في مدى توافق ما تفعله مع هدفك المنشود في الحياة.
يمنحك تحفيزك لنفسك القدرة على العمل على تحقيق إنجازات وطموحات تمنحك الإحساسَ بمعنى ما تقوم به والغاية الكامنة وراءه، وهذا ما يساعدك على مواجهة العقبات والتحديات ويدفعك إلى التغلب عليها، معتمداً على قوتك الداخلية لتحقيق ما تريد.
كما ترتبط كفاءتنا الذاتية، بإيماننا بأنفسنا وقدرتنا على تحقيق أهدافنا بالتحفيز الذاتي؛ فعندما نؤمن بأنفسنا وقدراتنا، فإنَّ ذلك سيمنحنا دافعاً قوياً لكي ننجح في القيام بكل ما نريده.
شاهد بالفديو: خطوات لتصبح أكثر تحفيزاً في حياتك
لماذا يعدُّ التحفيز هاماً وضرورياً؟
هذه بعض الأسباب التي تجعل التحفيز هاماً وضرورياً:
1. يُحسن الإنتاجية:
يزيد التحفيز من مستوى الإنتاجية والكفاءة في العمل؛ فعندما يتمتع الفرد بالتحفيز والإلهام، فإنَّ ذلك يزيد من انخراطه وإنتاجيته في المهام الموكلة إليه والمكلف بالقيام بها.
2. يساعد على تحقيق الأهداف:
يساعد التحفيز على تحقيق الأهداف الموضوعة، فيدفع الأفرادَ إلى التصرف وفقاً لأهدافهم، ويعزز استمراريتهم في متابعة تحقيقها.
3. يُعزز ثقة الفرد بنفسه:
يساهم التحفيز في تعزيز ثقة الفرد في نفسه، ويزيد من اعتماده على قدراته الذاتية؛ وهذا يدعم تحسين أدائه وتطويره.
4. تحسين العلاقات الاجتماعية مع الآخرين:
يساهم التحفيز في تعزيز روح العمل مع الفريق، والتعاون فيما بينهم، وتعزيز العلاقات الاجتماعية الإيجابية في العمل.
5. تعزيز الإبداع والابتكار:
يدفع التحفيز الأفرادَ إلى ممارسة التفكير الإبداعي والابتكار؛ وذلك لتقديم حلول جديدة للمشكلات التي تعترض العمل.
6. تحسين الصحة النفسية:
يساهم التحفيز في رفع مستوى الصحة النفسية للفرد، ويعزز من شعوره بالسعادة، وزيادة الرضى عن الحياة.
خطوات لتصبح أكثر تحفيزاً في حياتك:
لكي تتعلَّم كيف تصبح أكثر تحفيزاً في حياتك لا بد من اتباعك لهذه الخطوات التي سنذكرها:
1. تصوُّر أهدافك:
تعوَّد على الجلوس بعض الوقت مع نفسك، وقم بتصور نفسك وأنت محقق لأهدافك وطموحاتك، واستشعر السعادة التي تنتابك في ذلك الموقف، وهذا من شأنه أن يزيد من حماستك ويرفع مستوى التحفيز لديك.
2. عدم الاستسلام للفشل:
اجعل من فشلك خطوةً تُقربك من نجاحك، ولا تقف عند أول مرحلة تفشل فيها لكي لا تحبط العزيمة لديك؛ بل حوِّل هذه الخطوة إلى عملية استكشاف لمسارك لتعرف ما هي الخطوة التالية؛ فهذا يجعلك تضع هدفك على مساره الصحيح، وتذكَّر أن تبقى متفائلاً دائماً مهما كانت الظروف.
3. تقدير إنجازاتك والاحتفاء بها:
صمم معرضاً تذكارياً خاصاً بك تعود إليه عند شعورك بالفشل؛ لتستعيد به همتك القوية، وقد يكون ذلك تكريماً حصلت عليه، أو شهادةَ شكر قُدِّمَت لك لقاء عمل قمت به، كما يمكنك أن تضع نظام مكافأة شخصي تكافئ بها نفسك عند إنجازك مهامك، وكل هذا بمقدوره أن يكون حافزاً قوياً ذاتياً.
4. ترديد الاقتباسات والأقوال التحفيزية:
ردد بينك وبين نفسك أو بصوت عالٍ أقوالاً وأمثالاً تمدك بالقوة، ومقتبسةً من أقوال علماء أو حكماء أو مشاهير حققوا النجاح في حياتهم على الرغم من ظروفهم الصعبة.
5. عدم السماح لأعداء النجاح بالتأثير فيك:
لا تسمح لتعليقات الآخرين السلبية بالتأثير فيك، فلكل نجاحٍ أعداؤه الذين يحاولون أن يوقفوه، وركز على غايتك وآمن بنفسك أولاً وأخراً.
6. جعل رحلة تحقيق هدفك رحلة ممتعة:
لا تكن روتينياً دائماً عندما تحاول تحقيق أهدافك؛ بل حوِّل هدفك ومهامك التي تريد تحقيقها إلى شيء ممتع ومفرح عبر الاستمتاع بالتحديات التي تواجهك، واشعر بالنشوة والسعادة عند تجاوزها، وقم بتغيير أسلوب عملك مع المحافظة على مرونتك دون أن يحيد نظرك عن هدفك المنشود؛ أي اجعل مرونتك في الوسائل لا في الهدف، وبذلك تستطيع الحصول على أفضل نتيجة وبشكل أسرع.
7. تبني أسلوبَ حياة صحي:
يساهم الاعتناء بصحة كل من عقلك وجسمك في تعزيز كل من صحتك النفسية والجسدية، ومن ثم تعزيز الحوافز لديك، وهذه جملة النصائح لتساعدك على البقاء بصحة جيدة:
- مارس التمرينات الرياضية.
- التزِم بنظام غذائي صحي ومتوازن.
- نَل قِسطاً من النوم لا يقل عن 6-8 ساعات يومياً.
- وازِن بين عملك وحياتك الشخصية.
- خصِّص جزءاً من وقتك للنشاطات الترفيهية.
8. عيش حياة بسيطة:
يساعد أسلوب الحياة البسيط على جعلك أكثر استرخاءً من الناحية العقلية والعاطفية، وهذا يسمح لك بالتغلب على العقبات التي تواجهك وأن تكونَ أكثر إبداعاً.
9. وضع قائمة بأهدافك:
اكتب قائمة بالأشياء التي ترغب في تحقيقها في الحياة أو في عملك؛ فهذا من شأنه تعزيز قدراتك على إدارة ذاتك وتحويل ذلك إلى استراتيجية للتعامل مع طموحاتك المهنية والشخصية، وبالطبع ستتضمن خطتك كلاً من الأهداف الصغيرة والكبيرة معاً؛ لذلك عليك البدء بالأهداف الصغيرة لدعم إحساسك بالإنجاز؛ فهذا يحفزك تلقائياً على أداء المهام الأكبر ويدعم ثقتك بنفسك.
10. وضع استراتيجية لتحقيق أهدافك:
بعد وضع قائمة بالأهداف التي تريد تحقيقها، خطِّط لوضع استراتيجية فعَّالة لكي تحقق ما تطمح له؛ لذلك عليك وضع جدول زمني مرتبط بقائمة مهام مكتوبة، لأنَّ كتابة الأهداف تزيد من تحقيقها.
11. تعلُّم وضع التوقعات الواقعية عن نفسك:
أحياناً قد لا تعمل استراتيجيتك وفقاً للخطة التي رسمتها، وهنا عليك التعلُّم من هذا الموقف وأن تحافظ على توقعاتك الواقعية في المستقبل؛ وقد تواجه ظروفاً صعبة تدفعك إلى التفكير في التخلي عن بعض أهدافك التي وضعتها في خطتك؛ لذلك عليك ألا تسمح للتفكير السلبي بالسيطرة عليك وأن تدير توقعاتك بشكل جيد، مع المحافظة على ثقتك في نفسك ومواهبك التي لديك.
شاهد بالفديو: 7 خطوات تضمن لك التّحفيز الذاتي للنجاح
12. طلب المساعدة:
قد تلجأ في بعض الأحيان إلى التواصل مع الآخرين للحصول على المساعدة والتحفيز، وهذا يشمل دعم الخبراء من المتخصصين في الصحة العقلية، وكذلك الحصول على مشورة المنتور في المجال الذي تعمل فيه، والذين سوف يمدونك بالتحفيز والتشجيع اللازم للحفاظ على الإنتاجية وتحسينها، كما يمكنك طلب النصيحة من الأشخاص الذين أكملوا بالفعل المهام التي تتطلع إلى إكمالها، فهذا يساعد على إزالة الإحباط الخاص بك ويسمح لك باكتساب الزخم اللازم لبدء المهمة.
في الختام:
تذكَّر أنَّ التحفيز لا قيمة له إذا لم تربط أهدافك بالخطوات اللازمة والصحيحة وتباشر في تحقيقها، ولم تقرنها بالعمل والإنجاز، وإلا فإنَّها سوف تبقى حبيسة عقلك، فالتحفيز كما أسلفنا؛ هو وقود وشعلة داخلية قد تخبو وتنطفئ إذا لم يكن هناك ما يُغذي جذوتها ويبقيها حيةً بداخلنا، وفي هذا المقال تعرفنا إلى عدة تعريفات للتحفيز، ولماذا نحتاجه في حياتنا، ومدى ضرورته، واستعرضنا بعض الخطوات اللازمة لكي نصبح أكثر تحفيزاً في حياتنا، متمنين أن تكون قد استفدت واستمتعت بقراءة هذا المقال.
أضف تعليقاً