مساعدة المدمن على التعافي:
لا يوجد حل واحد يناسب الجميع للتغلب على إدمان المخدرات، ونادراً ما يحدث التعافي بسرعة، فيمكنك دعم المدمن وتشجيعه على العلاج، لكنَّك لا تقدر على إجباره على التغيير أو التحكم في قراره، وتحميل المدمن مسؤولية سلوكاته واختياراته هي خطوة هامة على طريق التعافي، فإليك بعض النصائح لمساعدة المدمن على التعافي:
1. اضبط توقعاتك:
يتعافى كل شخص من الإدمان بطريقة مختلفة، فقد يتعافى شخص ما بالامتناع التام عن تعاطي المخدرات، وقد يتعافى شخص آخر بتقليل الجرعة تدريجياً، وربما تُصاب بخيبة أمل إذا لم يتعافَ المدمن بالطريقة التي توقعتها.
2. شجِّع المدمن على طلب المساعدة:
يستطيع بعض الأشخاص الإقلاع عن المخدرات من تلقاء أنفسهم، ولكن مع زيادة الدعم، تزداد فرص النجاح، فاذهب مع المدمن إلى الطبيب أو جلسة الاستشارة أو اجتماع مجموعة دعم الأقران.
3. شجِّعه على معالجة أية مشكلات متزامنة:
تظهر المشكلات التي أدت إلى تعاطي المخدرات في المقام الأول عندما يستعيد المدمن وعيه، فإذا لجأ المدمن إلى المخدرات لعلاج مشكلة تتعلق بالصحة العقلية مثل القلق أو الاكتئاب، فعليه العثور على طرائق صحية للتعامل مع هذه المشكلة دون اللجوء إلى تعاطي المخدرات، ولتحقيق التعافي على الأمد الطويل، على المدمن معالجة إدمانه والمشكلة التي سببت إدمانه في نفس الوقت.
4. ساعده على التخلص من المحفزات والرغبة الشديدة:
على المدمن العثور على طرائق للتعامل مع الرغبة الشديدة في المخدرات والمحفزات، كما يمكنك صرف انتباهه عن طريق نشاطات أخرى أو تشجيعه على تعلم كيفية التخلص من هذه الرغبة، ولكن في النهاية، يجب أن يكون مسؤولاً عن تعافيه.
5. شجِّعه على اكتشاف اهتمامات جديدة:
يوفر الإقلاع عن المخدرات وقتاً طويلاً للمدمن، ولمساعدته على تجنب العودة إلى العادات القديمة، شجِّعه على اكتساب اهتمامات جديدة تضيف معنى لحياته، مثل التطوع، أو ممارسة رياضة أو هواية جديدة، أو الالتحاق بدورة تدريبية، أو المشي في الطبيعة مسافات طويلة، أو التخييم، وأي شيء آخر لا يثير لديه الرغبة في معاودة التعاطي.
6. تقبَّل احتمالية الانتكاس:
على الرغم من جهودك ونيات المدمن، لا بد من الانتكاس، فإذا حدث ذلك، شجِّع المدمن على الإقلاع مرة أخرى وادعمه دائماً، وكن صبوراً، واعلم أنَّ كل انتكاسة تمثل فرصة للمدمن للتعلم من أخطائه وإيجاد طريقة جديدة للمضي قدماً.
7. خيارات العلاج:
يمكن العلاج في المنزل، أو في المستشفى، أو في مراكز إعادة التأهيل، وعلى الرغم من أنَّ الأمر يختلف حسب نوع المخدرات التي يتعاطاها المدمن وسنه وأية مشكلات أخرى يواجهها، فإنَّ معظم خطط العلاج تشمل العناصر الآتية:
- التخلص من السموم لتطهير الجسم من المخدرات وإدارة أعراض الانسحاب وتحقيق الاستقرار.
- علاج أية مشكلات صحية عقلية متزامنة.
- تقديم مشورة فردية أو جماعية أو عائلية، أو مزيج من الثلاثة لمعالجة السبب الجذري لتعاطي المخدرات وتعلُّم طرائق أفضل للتعامل معه.
- دواء لعلاج أعراض الانسحاب أو أيَّة اضطرابات مصاحبة.
- حضور اجتماعات دعم الأقران باستمرار.
8. وضع حدود صحية:
عندما يواجه شخص تحبه مشكلة مع المخدرات، فلا بد من أنَّك ستتحمل عواقب حمايته من إدمانه، مثل: التستر عليه، وتولي مسؤولياته، أو تقديم مشاعره على مشاعرك أو مشاعر أفراد أسرتك الآخرين، أو إعادة ترتيب حياتك لاستيعاب إدمانه، أو مساعدته مالياً، أو مواجهة مشكلات قانونية بسبب تعاطيه للمخدرات.
قد تظن أنَّك تدعمه بهذه الطريقة، ولكن هذه الممارسات تساعده على البقاء على إدمانه، وتضر بصحتك كذلك، بالطبع، من الصعب جداً أن ترفض مساعدة شخص تحبه، خاصة إذا كان ابنك، ولكن حماية الشخص من عواقب تعاطي المخدرات غالباً ما تؤدي إلى استمراره في الإدمان بسبب اتكاله عليك.
لمساعدة شخص مدمن على وجه أفضل، من الضروري تحميله مسؤولية أفعاله بوضع حدود للسلوكات المقبولة وغير المقبولة، دون هذه الحدود، لن يضطر إلى مواجهة عواقب أفعاله، وسوف تشعر في النهاية بالإنهاك بسبب أخذ كل شيء على عاتقك.
الحدود التي تضعها مع أحد أفراد الأسرة المدمنين:
- عدم السماح بتعاطي المخدرات في المنزل أو باقتناء الأدوات المستخدمة في التعاطي.
- عدم التستر عليه في حالة تغيبه عن العمل أو المدرسة، أو عدم الكذب لإخراجه من ورطة ما، أو عدم تحمل أي مسؤوليات أهملها.
- مطالبته بدفع حصته من الإيجار والفواتير الأخرى في الوقت المحدد.
- رفض منحه المال لسداد الديون أو دفع النفقات القانونية في حالة القبض عليه.
- الإصرار على معاملتك باحترام، حتى عندما يكون تحت تأثير المخدر.
نصائح لوضع الحدود والتزامها:
1. تحدَّث مع المدمن عن الحدود:
اختر وقتاً تكونان فيه هادئين وعندما لا يكون المدمن تحت تأثير المخدرات، وحدد بوضوح السلوك الذي ستتساهل معه والذي لن تتساهل معه، وعواقب انتهاك حدودك.
2. نفِّذ وعيدك:
سيحاول المدمن اختبار جدية الحدود التي وضعتها، لذا كن مستعداً لتنفيذ وعيدك وإلا ظنَّ المدمن أنَّ حدودك لا قيمة لها، ومن ثم يستمر في سلوكه المدمر.
3. ذكِّر نفسك بغايتك مما تفعله:
لا أحد يريد أن يرى شخصاً يهتم لأمره يعاني، لكن لا تنجح العلاقة الهادفة والمحترمة دون حدود، وقد يكون اضطرار المدمن إلى مواجهة العواقب السلبية لسلوكه هو الدافع الذي يحتاج إليه للإقلاع عن المخدرات.
4. وضع الحدود المالية:
إضافة إلى الاستنزاف العاطفي، قد تتفاقم المشكلات المالية في العائلة، وقد يكون تعاطي المخدرات بكثرة مكلفاً، وكذلك تكلفة إعادة التأهيل وحل المشكلات القانونية الناجمة عن إدمان أحد أحبائك للمخدرات، فمن المألوف أن يخسر الأزواج منازلهم بسبب تكاليف الإدمان، أو أن يفلس الآباء لإنقاذ أطفالهم من الديون، ودفع تكاليف برامج إعادة التأهيل.
لذلك، عند وضع الحدود المالية، من الهام أن تدرس كل الخيارات، على سبيل المثال، هل أنت على استعداد لرؤية من تحب سجيناً أم تفضل دفع الرسوم القانونية؟ هل أنت على استعداد لرؤيته مطروداً أو يعيش في الشارع أم تفضِّل دفع نفقات معيشته؟
لن يعالج وضع الحدود أحباءك من إدمان المخدرات أو يضمن طلبهم المساعدة في العلاج، وكذلك إنفاق المال، فإذا اختار أحد أحبائك عدم معالجة إدمانه، فلن تستطيع تغيير رأيه مهما أنفقت من أموال، ففي النهاية، كل ما يمكنك التحكم فيه هو مدى اهتمامك بصحتك وعافيتك.
العناية بنفسك:
قد يكون تعافي المدمن عملية طويلة ويمكن أن يتضاعف التأثير السلبي في صحتك ومظهرك وعافيتك بمرور الوقت، ويجدر بك الحفاظ على التوازن في حياتك لتتفادى التوتر والإحباط الناجمَين عن مساعدة شخص على التخلص من إدمانه.
إليك بعض النصائح للعناية بنفسك:
1. ابحث عن الدعم:
قد يكون التعبير عما تمر به أمراً مريحاً جداً؛ لذا ابحث عن الدعم من الأصدقاء والعائلة الموثوقين، أو مجموعة دعم الأقران لأفراد عائلات مدمني المخدرات، فيساعدك التحدث مع الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة على العثور على الراحة والطمأنينة وطرائق جديدة للتعامل مع المشكلة.
2. سيطر على التوتر:
قد يؤدي التوتر الناتج عن رؤية شخص تحبه وهو يحارب الإدمان إلى ضغوطات كبيرة، ويمكنك تقليل مستويات التوتر لديك عن طريق تناول طعام صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والنوم جيداً، وممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل اليوغا، أو التنفس العميق، أو التأمل، نظراً لأنَّ مستويات التوتر تزداد عند الإقلاع عن المخدرات؛ فحاول تشجيع المدمن على هذه الممارسات أيضاً.
3. تقبَّل الأشياء الخارجة عن إرادتك:
في مرحلة ما، ربما سألت نفسك "لماذا أنا؟" أو حتى لمت نفسك على إدمان أحد أفراد أسرتك، لكنَّ الخوض في ظروف خارجة عن إرادتك لن يؤدي إلا إلى استنزاف طاقتك وتعكير مزاجك، بدلاً من البحث عن شخص ما لإلقاء اللوم عليه أو طرح أسئلة صعبة، تقبَّل الأشياء التي لا يمكنك تغييرها لكي تركز على الأشياء التي يمكنك التحكم فيها.
4. حافظ على اهتماماتك وعلاقاتك الأخرى:
تستنزف مواجهة الإدمان مع شخص مدمن تحبه طاقتك بالكامل، ولكنَّك ستجد أنَّه من الأسهل التعامل مع هذا الموقف الصعب عندما تكون الجوانب الأخرى من حياتك سليمة؛ لذا خصِّص وقتاً في يومك لمتابعة النشاطات والعلاقات التي تجلب لك السعادة، واستمر في عملك، ومارس هواياتك، واحضر المناسبات الاجتماعية.
أضف تعليقاً