ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "جيم رون" (Jim Rohn)، ويُحدِّثُنا فيه عن أفضل الوسائل لبناء الثروة دون الحاجة إلى المال.
1. الوقت:
الوقتُ كنزٌ ثمين، فالوقت الذي خصَّصته لعدم إضاعته وعدم التخلِّي عنه، والوقت الذي تخصِّصه لاستثماره في شيءٍ يُكسِبُ السوق قيمةً أكبر على أمل تحقيق الأرباح هو ما يُعرَف برأس المال الزمني؛ إذ يمكن للوقت الضائع أن يكون ضاراً ومدمِّراً لأحلامك، في حين يُساوي الوقت المُستثمَر بصورة صحيحة ثروةً، كما يمكن له أن يصنع المُعجزات؛ لذا استثمر وقتَك جيداً.
2. الحاجة:
ذهب صديقي ومنتوري "بيل بايلي" (Bill Bailey) إلى مدينة "شيكاغو" (Chicago) حين كان مراهقاً بعد تركه للمدرسة الثانوية، وقد حصل على وظيفته الأولى بصفته بوَّاباً ليلياً، وحين سأله أحدهم عن سبب قبوله بتلك الوظيفة واكتفائه بها، كان ردُّه ساخراً متذرِّعاً بسوء التغذية الذي يُعانيه وحاجته إلى تأمين قوت يومه، فربَّما عمل بصفته بوَّاباً ليلياً في وظيفته الأولى، إلَّا أنَّه حصل على "جائزة هوراشيو ألجر" (Horatio Alger award) بعد ذلك وأصبح ثرياً وقوياً، وهي واحدة من أعظم الأمثلة التي أعرفها عن نمط الحياة الناجح.
إذ يمكن للحاجة أنت تتحوَّل إلى حافز ودافع قوي حين تقول لنفسِك: "يجبُ عليَّ"؛ فإنَّك حين تشعر بالجوع، ستعمل من أجل كل ما يمكنك الحصول عليه، وتذهب إلى عملك الذي يقع في مكان ما غير آبهٍ بذلك المكان.
3. العزيمة والإصرار:
لديَّ صديقة أخرى تُدعَى "ليديا" (Lydia) والتي كان أول استثمار رئيس لها في مشروعها الجديد هو الحاجة أيضاً، فقد كانت تحتاج إلى إطعام أطفالها؛ لذا فقد استثمرت دولاراً واحداً في شيءٍ تؤمن به، فاستخدَمت ذلك الدولار الواحد في شراء بعض المنشورات حتَّى تتمكَّن من البيع بالتجزئة وجمع المال اللازم، ومن ثمَّ شراء المُنتج بسعر الجملة وإعادة تسليمه للعميل أو الزبون.
فأولاً، قالت "ليديا": "يجب عليَّ أن أجد عميلاً"، وهو ما يمثِّل مرحلة الحاجة؛ وثانياً تحوَّل كلامُها إلى: "سأجدُ فعلاً عميلاً ما قبل نهاية هذا اليوم"، وهو ما يمثِّل الإصرار والإرادة، وبالتأكيد فقد وجدت عميلاً بعدها، فلا يعني الإصرار إلَّا كلمة: "سأفعل".
4. الشجاعة:
إن كنت تملك دولاراً واحداً فقط وكثيراً من الشجاعة، فأمامك مستقبلٌ جيدٌ ولامع، لأنَّ البشر يمكنهم فعلُ أكثر الأشياء المُذهلة والتي لا يمكن تصديقها، بصرف النظر عمَّا يجدونه من عقبات، إذ تُكتسَب الشجاعة رغماً عن الظروف المُحيطة وليس بسببها.
5. الطُّموح:
أتمَّت "ليديا" بشجاعتها ثلاث أو أربع صفقات بيعٍ أخرى، وبمُجرَّد شروعها في الأمر وانطلاق مبيعاتها، استحوذ الطموح على حياتها، فقد فكَّرت أنَّه إن كان بمقدورها بيع ثلاثة، يمكنها إذاً أن تتمَّ 33 صفقة بيعٍ أخرى، ومن بعدها 103 صفقات أخرى وهكذا لدرجة أنَّ "ليديا" كانت منبهرةً ومذهولةً بالأحلام التي تملكها عن المستقبل.
شاهد: 10 أسباب تجعل اتباع شغفك أكثر أهمية من المال
6. الإيمان والثقة:
بدأت "ليديا" في هذه المرحلة بالاعتقاد والإيمان بأنَّها تملك مُنتجاً جيداً وشركةً جيدة، ومن ثمَّ بدأَت تؤمن بنفسها وتَثِق بقدراتها؛ إذ قالت "ليديا" التي كانت أمَّاً لطفلين وعاطلة عن العمل سابقاً: "سأنجحُ في ذلك حتماً"، وهنا بدأ تقديرها لذاتها بالتحليق عالياً، فالإيمان والثقة بالنفس استثمار لا يمكن منافسته، ولا يمكن للمال أن يُجاريه حتى، فلو كنت تملك مليون دولار، لكن ليس لديك ذرة إيمانٍ بنفسك، ستُصبح فقيراً ولن تقرب الثراء.
7. البراعة والدَّهاء:
إنَّ السببَ وراءَ تحوُّل "ليديا" إلى مليونيرةٍ اليوم هو براعتُها وذكاؤها؛ إذ تضع عقلها وقوَّتها الذهنية كاملة في العمل، وأنت ربَّما حتَّى الآن قد وضعتَ نحو عُشر قوتك الذهنية وقدراتك وسخَّرتها للعمل، ولن تصدِّق ما يمكن أن يحصل إن تمكَّنتَ من توظيف التسعة أعشار المتبقية لإنجاز أعمالك؛ إذ يمكن للبشر القيام بأشياء مذهلة.
يُساوي الدَّهاء والبراعة ثروةً، فكلُّ ما تحتاجُ إليه هو دولار واحد وكثير من العبقرية والذكاء، وإيجاد طريقة لاستثمار ذلك في سبيل نجاحك، وجعلها ناجحةً.
8. القلب والروح:
يُعَدُّ القلب والروح السحر الخفيَّ الذي يحرِّك البشر ويؤثِّر فيهم، ويدفعهم لاتخاذ القرارات والتصرُّف في المواقف والتجاوب مع ما حولهم، وتجدر الإشارةُ إلى أنَّ المال ليس بديلاً عن القلب والروح، لأنَّهما أثمن وأكبر قيمةً من مليون دولار؛ إذ يعني امتلاكك لمليون دولار في حسابك البنكي دون امتلاكك لقلب وروح أنَّه ليس لديك حياة، بالإضافة إلى عجزك عن تحقيق أي إنجاز.
9. الشخصية:
قال لي منتوري "بيل بايلي" ذات مرة: "سيد "رون"، عليك أن تتعلَّم أن تكون مرتاحاً تماماً، سواء عند تواجدك في كوخ في ولاية "كنتاكي" (Kentucky) وأنتَ تحتسي شراباً مع صديقك وتُشاهدان مباراة ملاكمة ما، أم في قصر فخم في "العاصمة واشنطن" (Washington, D.C.) وأنتَ ضيف عند أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي".
فأنتَ تتمتعُ بشخصية عظيمة وكافية، وما عليك إلَّا أن تجمِّلها وتصقُلها وتحسِّن منها وتطوِّرها بحيث تكون فعَّالةً كلَّ يوم وفي أي مكان، وبصرف النظر عمَّن تتحدث إليه سواء أكان طفلاً أم رجل أعمال، وبصرف النظر عن فَقر الشخص وغناه، فلن يشكِّل ذلك أيَّ فرقٍ بالنسبة إليك، بل يتعلَّق الأمرُ بنَيل فرصةٍ لإقامة علاقة مُميَّزة مع أيٍّ كان.
في الختام:
اجعَل شخصيَّتَك مرتاحةً دوماً، ولا تغضب أو تستاء، وتعامل مع الآخرين بلطف، وتمتَّع بالكاريزما والجاذبية والثقافة الرفيعة والتواضُع.
إذ سيكون العالم مُلكاً لك إن كان بحوزتك دولار واحد مع ما أوردتُه في القائمة أعلاه، ومهما كان الجزء الذي ترغب فيه منه ومهما كان التطوُّر الذي تتمناه لحياتك، فإنَّه ذلك النوع من رأس المال الأثمن والأكبر قيمةً من الأموال الذي يمكنه أن يضمن مُستقبلك وثروتك، لذا تذكَّر أنَّك لا تنقصك الموارد والقدرات.
أضف تعليقاً